[TABLE='width:90%;background-color:transparent;background-image:url();border:8 solid darkblue;'][CELL='filter: glow(color=darkred,strength=5);']
صفحة من مذكرات معدوم
في ذلك اليوم المشؤوم وقفت في زنزانتي في قاعة مليئة بالحاضرين , وقاض عريض الجثة عظيم الهيئة حاد البصر ثاقب النظر , خشن الصوت , جلس في مكانه ذلك المكان عالي المقام ليزيد إلى هيبته و وقارة سلطان لا ترد قراراته حاسمة كلماته , لا جدال في آرائه , وقفت تلك الوقفة التي لا أحسد عليها فرجة للحاضرين وموضع إتهام يشار إليه بالبنان , ولا يحق لي الدفاع عن نفسي بل على العكس , بدأ القاضي يسرد التهم المنسوبة إليّ فأجبر على الإعتراف بها جميعاً لا الدفاع عن نفسي وأنا المظلوم , ثم ومن أجل تحقيق العدالة يطلب شهادة الشهود , وهل يعقل أن يشهد الشهود بعد إدانتي الجبرية بذلك الإعتراف الجبري المسلوب مني سلباً , وكانت المفاجئة أن يشهد في قضيتي هذه كل الحاضرين , نعم سيشهد كل من في القاعة , ولم تقتصر الشهادة على رجل أو إثنين أو ثلاثة بل أن الكل كانوا يتسابقون لإدلاء دلوهم ولكني أحسست في تلك اللحظات بالأمل البسيط إذ كان من بين الحضور والدي وإخوتي وعدد من أقاربي والمقربين من أصحابي , وبحضورهم ساستمع إلى شهادات تدافع عني في الوقت الذي منعت فيه من الدفاع عن نفسي , ولكن سرعان ما تبدد الأمل حينما رأيت أقربائي هم أكثر الناس إدانة لي فكبر مصابي , وزاد الكرب كرباً بتلك الشهادات الغير متوقعة , وبعد أن شهد الجميع وإتفقوا في شهاداتهم , أعلِن رسمياً الحكم عليّ بالإعدام في القضية المنسوبة إليّ , وصوتي يعلو في داخلي مظلوم مظلوم مظلوم , ولكن لم تكن هناك آذان صاغية لي , ولم يسمع صياحي بعد الكلمات التي لا ترِد من لسان القاضي .
وما هي إلا أيام ليقترب موعد تنفيذ الحكم , ولم يبقى من تلك الأيام إلا ساعاتٍ قليلة فبعد ساعات ستلف حبال المشانق حول عنقي وينفذ حكم الإعدام , والكل في بيتنا يرقص ويغني وكأنهم يقيمون الأفراح , لا أعلم هل كانوا ينتظرون بشغف يوم الخلاص مني ؟ خطة محكمة تلك التي أداروها لإدانتي وهم يعلمون ببراءتي , ولكن لصالح من كانت تلك الخطة ؟ و ذلك المخطط ؟ من المستفيد من قتلي و التشهير بي ؟ وكيف تفرح أمي بفقد ولدها ؟
وحانت ساعة الصفر , وجاء من يهتم لأمري لمشاهدة تنفيذ الحكم جاءت أمي لتستمتع بذلك المنظر , وجاء والدي وهو يخفي إبتسامة عريضة على مُحيّاه , جاء الجميع أهلي وصحبي ومن يهمه أمري جاءوا ليتأكدوا من أن شهادتهم التي أدلوا بها في تلك القاعة لم تضع هباءً , فشهادتهم غالية ستودي بحياة أعز الناس .
وكان المشهد و تفاجئت بأن حكم الإعدام لن ينفذ بحبل يلف حول عنقي بل بإلقائي في قفص به أسد جائع يشتهي إلتهامي ليتأكد الجميع أن جسدي قد قطّع ومزّق إرباً إربا , فإدخلت القفص , وعاد الجميع سعيدين بالإنجاز العظيم الذي حققوه .
[/CELL][/TABLE]في ذلك اليوم المشؤوم وقفت في زنزانتي في قاعة مليئة بالحاضرين , وقاض عريض الجثة عظيم الهيئة حاد البصر ثاقب النظر , خشن الصوت , جلس في مكانه ذلك المكان عالي المقام ليزيد إلى هيبته و وقارة سلطان لا ترد قراراته حاسمة كلماته , لا جدال في آرائه , وقفت تلك الوقفة التي لا أحسد عليها فرجة للحاضرين وموضع إتهام يشار إليه بالبنان , ولا يحق لي الدفاع عن نفسي بل على العكس , بدأ القاضي يسرد التهم المنسوبة إليّ فأجبر على الإعتراف بها جميعاً لا الدفاع عن نفسي وأنا المظلوم , ثم ومن أجل تحقيق العدالة يطلب شهادة الشهود , وهل يعقل أن يشهد الشهود بعد إدانتي الجبرية بذلك الإعتراف الجبري المسلوب مني سلباً , وكانت المفاجئة أن يشهد في قضيتي هذه كل الحاضرين , نعم سيشهد كل من في القاعة , ولم تقتصر الشهادة على رجل أو إثنين أو ثلاثة بل أن الكل كانوا يتسابقون لإدلاء دلوهم ولكني أحسست في تلك اللحظات بالأمل البسيط إذ كان من بين الحضور والدي وإخوتي وعدد من أقاربي والمقربين من أصحابي , وبحضورهم ساستمع إلى شهادات تدافع عني في الوقت الذي منعت فيه من الدفاع عن نفسي , ولكن سرعان ما تبدد الأمل حينما رأيت أقربائي هم أكثر الناس إدانة لي فكبر مصابي , وزاد الكرب كرباً بتلك الشهادات الغير متوقعة , وبعد أن شهد الجميع وإتفقوا في شهاداتهم , أعلِن رسمياً الحكم عليّ بالإعدام في القضية المنسوبة إليّ , وصوتي يعلو في داخلي مظلوم مظلوم مظلوم , ولكن لم تكن هناك آذان صاغية لي , ولم يسمع صياحي بعد الكلمات التي لا ترِد من لسان القاضي .
وما هي إلا أيام ليقترب موعد تنفيذ الحكم , ولم يبقى من تلك الأيام إلا ساعاتٍ قليلة فبعد ساعات ستلف حبال المشانق حول عنقي وينفذ حكم الإعدام , والكل في بيتنا يرقص ويغني وكأنهم يقيمون الأفراح , لا أعلم هل كانوا ينتظرون بشغف يوم الخلاص مني ؟ خطة محكمة تلك التي أداروها لإدانتي وهم يعلمون ببراءتي , ولكن لصالح من كانت تلك الخطة ؟ و ذلك المخطط ؟ من المستفيد من قتلي و التشهير بي ؟ وكيف تفرح أمي بفقد ولدها ؟
وحانت ساعة الصفر , وجاء من يهتم لأمري لمشاهدة تنفيذ الحكم جاءت أمي لتستمتع بذلك المنظر , وجاء والدي وهو يخفي إبتسامة عريضة على مُحيّاه , جاء الجميع أهلي وصحبي ومن يهمه أمري جاءوا ليتأكدوا من أن شهادتهم التي أدلوا بها في تلك القاعة لم تضع هباءً , فشهادتهم غالية ستودي بحياة أعز الناس .
وكان المشهد و تفاجئت بأن حكم الإعدام لن ينفذ بحبل يلف حول عنقي بل بإلقائي في قفص به أسد جائع يشتهي إلتهامي ليتأكد الجميع أن جسدي قد قطّع ومزّق إرباً إربا , فإدخلت القفص , وعاد الجميع سعيدين بالإنجاز العظيم الذي حققوه .
مذكرات متزوج مجبر على الزواج
.

#d
:d