
الاتباع والابتداع ، أو ما يسميها أدونيس بالثابت والمتحول هما محور الكتاب الذي بين أيدينا ، فيعرف الثابت " بأنه الفكر الذي ينهض على النص ، ويتخذ من ثباته حجة لثباته هو ، فهما وتقويما ، ويفرض نفسه بوصفه المعنى الوحيد الصحيح لهذا النص ، وبوصفه ، استناداً إلى ذلك ، سلطة معرفية " ، كما يعرف المتحول " بأنه إما الفكر الذي ينهض ، هو أيضا ، على النص ، لكن بتأويل يجعل النص قابلا للتكيف مع الواقع وتجدده ، وإما أنه الفكر الذي لا يرى في النص أية مرجعية ، ويعتمد أساسا على العقل لا على النقل . " ، ويرى أدونيس أنه على امتداد التاريخ " لم يكن الثابت ثابتاً دائما ، ولم يكن المتحول متحولا دائما " . ( الثابت والمتحول ، ج 1 ، ص 13 – 14 )
يذهب أدونيس في كتابه على " أن الاتجاه الذي قال بالثابت النصي على المستوى الديني ، قاس الأدب والشعر والفكر بعامة على الدين وبما أنه لأسباب تاريخية كان يمثل رأي السلطة ، فإن الثقافة التي سادت كانت ثقافة السلطة – أي أنها كانت ثقافة الثابت "
( الثابت والمتحول ، ج1 ، ص 14 ) ، وعليه فإن أدونيس هنا يعرض في فصول كتابه صراعا بين القديم والحديث ، الاتباع والابتداع ، أو ما يسميه بالثابت والمتحول ، وصولا إلى حاجة الحديث في الخروج على القديم ، من خلال أشهر حركات التحرر الأدبي ، والسياسي ، والفكري وغيرها ، فيعرض في أصول الاتباع أو الثبات الاتباعية في الخلافة والسياسة ، والسنة والفقه ، والشعر والنقد ، ليبين من خلالها كيف أصول الاتباع في هذه الأمور ، ثم يعرض الخروج الكبير عليها من خلال أشهر الحركات متتبعا مسيرة التاريخ فيها ، كالحركات الثورية التي خرجت على الخلافة والسياسة ، والحركات الفكرية التي شكلت نواة اجتهادية جديدة في السنة والفقه ، والحركات الشعرية التي خرجت على نظام الشعر القديم . ويمضي أدونيس في المجلد الثاني في تأصيل الاتباع أو الثبات كتأصيل الأصول الدينية عند الشافعي وتأصيل الأصول الشعرية والبيانية عند الأصمعي والجاحظ ، وفي ذات الوقت تأصيل الإبداع أو التحول من خلال ثورة الزنج وحداثة أبي نواس وأبي تمام ، وكذلك من خلال عرض جدل الاتباع والإبداع أو القديم والمحدث ، ليصل بعد ذلك في المجلدين الأخيرين لعرض الآراء والحركات التقليدية والحديثة في الدين والأدب والفكر .
إن المتأمل في كتاب الثابت والمتحول لأدونيس يجد من خلاله مشروعا يصدر عنه فكر خاص بمنهجية يمكننا تسميته بالفكر الأدونيسي ، حيث يتوجه أدونيس لتحديث الفكر العربي منطلقا من توجهات وآراء حديثة ، دون الحاجة للعودة للماضي ، فيرى أدونيس "أن الاتباعية توجه الذائقة العربية ، ففي فترة النهضة كانت الحركة هذه في معظمها استعادة للماضي وأن القوى التي حاولت أن تبدع شيئا آخر غير ما عرفه الماضي قيل عنها إنها غريبة عن التراث العربي " ، لذا ينطلق أدونيس في تحديث الفكر العربي من خلال بناء الحديث وإغفال للقديم ، وإن أشار في مجمل كلامه إلى " أنه يجب الانفتاح على الحاضر ، ولكن في الوقت ذاته يجب عدم الإغفال الماضي " ( الثابت والمتحول ، ج 1 ، ص 73 ) ، إلا أنه ضمنيا ومن خلال عرضه للحركات التي خرجت على القديم ، وشكلت نواة حقيقية للإبداع ونبذ الاتباع ، فإنه يذهب إلى إغفال التراث في تحديث الثقافة والفكر العربي ، ويقتصر على بناء فكر حديث قائم على الحديث فقط .
تكمن إشكالية أدونيس هنا أن تحديث الفكر العربي مرتبط في سياقاته المختلفة بين الطرفين ، فالحديث إكمال للقديم ، وللقيام بعملية التحديث فعلينا قراءة القديم للوصول للفكر الحديث ، فأدونيس قاد هجوما حاداً على التراث والتقاليد الأدبية العربية وظن أنه سيصل بطموحه إلى الأعالي على الأشلاء التي خلفتها معركته مع الموروث العربي لغة وأدبا ، إلا أن أدونيس – نتيجة وقوفه على الفكر الغربي - اكتشف أن التجديد في الشعر مرهون باستمرارية تمتد في الحاضر من الماضي ، وبهذا أعاد النظر في استراتيجيته وعبر عن هذا التراجع والمراجعة في كتابه الصوفية والسوريالية كما أشار محمد شاهين في مقال الحركة التصويرية .
يذهب أدونيس في كتابه على " أن الاتجاه الذي قال بالثابت النصي على المستوى الديني ، قاس الأدب والشعر والفكر بعامة على الدين وبما أنه لأسباب تاريخية كان يمثل رأي السلطة ، فإن الثقافة التي سادت كانت ثقافة السلطة – أي أنها كانت ثقافة الثابت "
( الثابت والمتحول ، ج1 ، ص 14 ) ، وعليه فإن أدونيس هنا يعرض في فصول كتابه صراعا بين القديم والحديث ، الاتباع والابتداع ، أو ما يسميه بالثابت والمتحول ، وصولا إلى حاجة الحديث في الخروج على القديم ، من خلال أشهر حركات التحرر الأدبي ، والسياسي ، والفكري وغيرها ، فيعرض في أصول الاتباع أو الثبات الاتباعية في الخلافة والسياسة ، والسنة والفقه ، والشعر والنقد ، ليبين من خلالها كيف أصول الاتباع في هذه الأمور ، ثم يعرض الخروج الكبير عليها من خلال أشهر الحركات متتبعا مسيرة التاريخ فيها ، كالحركات الثورية التي خرجت على الخلافة والسياسة ، والحركات الفكرية التي شكلت نواة اجتهادية جديدة في السنة والفقه ، والحركات الشعرية التي خرجت على نظام الشعر القديم . ويمضي أدونيس في المجلد الثاني في تأصيل الاتباع أو الثبات كتأصيل الأصول الدينية عند الشافعي وتأصيل الأصول الشعرية والبيانية عند الأصمعي والجاحظ ، وفي ذات الوقت تأصيل الإبداع أو التحول من خلال ثورة الزنج وحداثة أبي نواس وأبي تمام ، وكذلك من خلال عرض جدل الاتباع والإبداع أو القديم والمحدث ، ليصل بعد ذلك في المجلدين الأخيرين لعرض الآراء والحركات التقليدية والحديثة في الدين والأدب والفكر .
إن المتأمل في كتاب الثابت والمتحول لأدونيس يجد من خلاله مشروعا يصدر عنه فكر خاص بمنهجية يمكننا تسميته بالفكر الأدونيسي ، حيث يتوجه أدونيس لتحديث الفكر العربي منطلقا من توجهات وآراء حديثة ، دون الحاجة للعودة للماضي ، فيرى أدونيس "أن الاتباعية توجه الذائقة العربية ، ففي فترة النهضة كانت الحركة هذه في معظمها استعادة للماضي وأن القوى التي حاولت أن تبدع شيئا آخر غير ما عرفه الماضي قيل عنها إنها غريبة عن التراث العربي " ، لذا ينطلق أدونيس في تحديث الفكر العربي من خلال بناء الحديث وإغفال للقديم ، وإن أشار في مجمل كلامه إلى " أنه يجب الانفتاح على الحاضر ، ولكن في الوقت ذاته يجب عدم الإغفال الماضي " ( الثابت والمتحول ، ج 1 ، ص 73 ) ، إلا أنه ضمنيا ومن خلال عرضه للحركات التي خرجت على القديم ، وشكلت نواة حقيقية للإبداع ونبذ الاتباع ، فإنه يذهب إلى إغفال التراث في تحديث الثقافة والفكر العربي ، ويقتصر على بناء فكر حديث قائم على الحديث فقط .
تكمن إشكالية أدونيس هنا أن تحديث الفكر العربي مرتبط في سياقاته المختلفة بين الطرفين ، فالحديث إكمال للقديم ، وللقيام بعملية التحديث فعلينا قراءة القديم للوصول للفكر الحديث ، فأدونيس قاد هجوما حاداً على التراث والتقاليد الأدبية العربية وظن أنه سيصل بطموحه إلى الأعالي على الأشلاء التي خلفتها معركته مع الموروث العربي لغة وأدبا ، إلا أن أدونيس – نتيجة وقوفه على الفكر الغربي - اكتشف أن التجديد في الشعر مرهون باستمرارية تمتد في الحاضر من الماضي ، وبهذا أعاد النظر في استراتيجيته وعبر عن هذا التراجع والمراجعة في كتابه الصوفية والسوريالية كما أشار محمد شاهين في مقال الحركة التصويرية .
المصدر : مدونة وحدي أصافح الغيم
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions