أمــيــرة بنت الـهـوى جديد عنب في غصونه

    • أمــيــرة بنت الـهـوى جديد عنب في غصونه

      <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on">



      لطالما تعاطفت بصورة غريبة مع بنات الهوى....ما رأيت بنت هوى إلا وتراءت لي صورة بنية صغيرة إستغلت بسبب فقر أو يتم أو جهل...... أو تلك الفتاة العطشى للعاطفة التي إستغلت من قبل ذئب يلبس لباس البشر، هذا الهاجس لايترك فرصة إلا وهاجمني بشراسة، ما أكاد أرى بنت تقف على الشارع حتى صور كيف استغلت في الماضي وكيف ستستغل في المستقبل.......


      لهذا كنت أتوق بشدة وبجنون لإدراك تفكير بنات الهوى، كيف تنظر بنت الهوى الى نفسها وإلى جسدها...هل تستمتع بما يفعل بها...كيف تفكر إذا خلت الى نفسها هل تلوم أحداً..ماذا تقول اذا نظرت لعينيها في المرآة............ماذا يخطر ببالها إذا أقفلت الهاتف بعد تحديد موعد اللقاء........


      أردت ما ينير لي عقل بنت الهوى من الداخل لأنظر الى كل الزوايا المظلمة والمنسية...............


      وأخيراً وجدت ضالتي ...أميرة




      مثل أميرة لا يجهل ، طلتها البهية وتلك الهالة من اللذة والشهوة التي تحيط بها يصاحبها ذكاء متوقد وفهم قوي لمشاعر المحيطين بها...مثقفة ...متكلمة....كل هذا جعلها كالنار التي التي تتهاوى اليها فراشات الليل وهي تحرق من تشاء وتكوي من تشاء وتدفء من تشاء...

      سمعت عنها قبل أن ألقاها ولما رأيتها لاول مرة مرت علي كضوء شهاب في ظلام الليل.....مثلها لايهتم بموظفي الاستقبال ويكفيهم أن تبارك عليهم بهبات من عطرها.

      خرجت نجمة الصباح من مكتب المدير وتبعتها أخبار بأنها توظفت لدينا بوظيفة إعلامية .............لم يسلم بعدها أحد من الهمس، من المدير الى الوزير.....كل هذا لم أكن ألقي له بالاً، لقد هاجمني ذلك الذئب الذي بداخلي......كيف لجنة بهذا الجمال أن تفتح أبوابها للضباع.


      لم أستطع النوم تلك الليلة بعد رؤيتي لأميرة، لم أستطع أن أتوقف عن التخيل....


      كم هي العيون التي أبحرت في جمال ذلك الجسد
      كم هي الايادي التي قطفت من ذلك الزهر الغض
      كم هي الانوف التي شمت رائحة عرق ذلك الجسد الطاهر رغم نجاسة فعله
      كم هي الافواه التي سقتها تلكم الشفتان....


      مشاعر متفجرة لمن جربها....مزيج من الغيرة والغضب والحسرة..........

      كل ألم هذه الاحاسيس لا يعادل ألم ذلك الاحساس عندما أتخيلها صغيرة بعمر خمس أو ست سنين....بريئة لا تدري ماذا يخبئ لها المستقبل، أحس بالذنب حينها وأتمنى لو أضمها في ذلك العمر وأبكي بشدة لما سيصيبها في مستقبلها هذا.



      لم تفارقني هذه الاحاسيس طيلة شهور ..


      فعلاً توظفت أميرة في الدائرة الاعلامية وتكاثرت حولها الاشاعات وأما أنا فكنت أحاول ما استطعت عدم سماع أي شيء عنها لأنه يزيدني ألماً....
      حاولت أن أدفع نفسي لكرهها لأرتاح من هواجسي فلم أقدر ، أستحضرت كل فعل مقزز وربطته بها فإزداد ذئب هواجسي قوة، بدأ ينهشني بشراسة وبدأت كل الفكر والخواطر تقودني الى أميرة.




      عملي هو على طاولة الاستقبال الاولى وتجلس بجانبي موظفة أسمها طيبة، ويبدو أن أميرة وجدت في طيبة متنفساً عن الرفض الذي واجهته في المجتمع النسوي في الهيئة فكثر ترددها عليها ولكن لمدد قصيرة نظراً لطبيعة عمل طيبة التي لاتسمح بالإنشغال عن المراجعين.

      لا أدري كيف وقعت تلك الكلمة في أذني ذلك اليوم، أحقاً نطقت بها أميرة وهي تكلم طيبة أم هي من وحي إبليس....سمعتها تقول....(ما سنجر)....
      أوحت لي هذه الكلمة بما تعنيه....وهو التواصل ...وليس من العسير الحصول على بريد أميرة الالكتروني من أرشيف الهيئة....زادت دقات قلبي بشدة بعد ورود هذا الخاطر.
      إنتهى دوام ذلك اليوم وأنا أحمل في جيبي بريدها وقلبي يقفز فرحاً وخوفاً ورهبةً ...... وصلت البيت ولم أنزل من السيارة بل جلست أفكر وخائف من اتخاذ قرار بارسال رسالة الكترونية وماذا يمكن أن أكتب فيها.


      نزلت من السيارة ..أحسست أن وطئ قدمي على الأرض مختلف ...أحسست أن وزني أقل بكثير...الجو أهدى من المعتاد، لا أسمع غير تغريد العصافير من السدرة التي أمام الباب، لم أختبر مثل هذه الاحاسيس قبل اليوم....كل هذا فقط لأني على وشك ارسال رسالة إلى أميرة.

      دخلت البيت ودخل الهدوء والصمت معي، تعطلت كل حواسي وأحاسيسي ولست أرى إلا صورة متخيلة واحدة، أميرة تجلس أمام شاشة الكمبيوتر تتبع عينيها أسطر الكلمات التي سأكتبها أنا.

      دخلت غرفتي وأغلقت الباب...جلست أمام الكمبيوتر وأنا أتهوب إخراج الورقة التي كتبت فيها بريدها من جيبي، قلت في نفسي (لماذا هذا الخوف، أليس قصدي هو فهم تلك الانسانة...كيف تحول المرأة نفسها إلى بضاعة للعرض والطلب وبالسعر....كيف تنظر الى نفسها بعد كل بيعة، اليس هذا هو القصد؟) أجبت نفسي (نعم)

      أخرجت الورقة وقرأت البريد حرفاً حرفاً فوجدت لكل حرف من حروفه طعماً تخيلته كطعم شفتيها ورائحة كرائحة عطرها...حفظته من أول قراءه...

      بعدها تسمرت في جلستي لعدة دقائق محاولاً إستعادة وزني بعد إحساسي أني ريشة طيرتها نسمات هبت من تحريك ثوبها .... أدركت هنا أني إنتقلت إلى طور جديد من علاقتي الوجدانية بأميرة.





      <div id="post_message_20587536">

      إستجمعت شتاتي وقررت أن أكتب لها.....لكن بأي هدف ؟ قررت أن هدفي هو فهم هذه الظاهرة الانسانية وأنا أحس أن هذه الرغبة أصبحت تخفي رغبات أكثر عمقاً

      قررت أن أكتب لها بشخصية أخرى.....وتصورت أن شخصية كزميلتها في العمل متعاطفة معها ضد رفض الاخريات قد تجدي في فتح الابواب .

      فتحت واجهة البريد وأنشأت حساباً جديداً بإسم أنثوي ثم بدأت بإنشاء الرسالة وكتبت:

      (السلام عليكم
      عزيزتي أميرة
      أنا زميلتك في الهيئة
      آسفة لتطفلي عليك، لكني اردت أن أقول لك أني أحترمك كثيرا ولا أخفي اعجابي بأناقتك
      أتمنى أن تردي علي)

      خفت إن زدت على هذا أن تدرك الاسلوب الذكوري في الرسالة، كتبت بريدها في خانة المرسل اليه حرفاً حرفاً وبكل هدوء وصمت ، كأني أتلذذ بكل حرف.

      ظللت أنظر الى الرسالة لدقائق وكأني أهنئها على من ستلاقي وعلى العينين الجميلتين التين ستقرآنها....



      <div>ضغطت على زر الارسال ...تم الارسال....بعدها مباشرة لبسني شعور المنتظر القلق....كنت أتفقد صندوق الوارد كل بضع دقائق .

      مضت الليلة دون رد وأصبحت شديد القلق، ذهبت الى الدوام وأنا أحدث نفسي( ربما غيرت بريدها أو ربما لم تتفقده البارحه....ربما كانت في حضن أحدهم طوال الليل....)أفكار كالمسامير تدق رأسي وصدري.

      وصلت الى الدوام وسلمت على جارتي طيبة ونظرت في عينيها بدون وعي كأني أبحث عن بقية صورة لأميرة إن كانت رأتها عند جهاز البصمة.

      جلست على الكرسي وتابعت يومي شارد الذهن حتى حين قمت لأصور بعض الأوراق ومع التفاتتي إذا بذلك الوجه الذي تتسابق اليه العيون وإذا بها تهوي بتلك الابتسامة الساحرة الى طيبة...مضيت الى آلة التصوير وأنا أعاتبها في نفسي(أين كنت البارحة؟ لقد أرسلت لك رسالة....أرجو أن تردي علي)

      عدت متجهاً الى مكاني وأنا أنظر صفحة وجهها المشرقة وجيدها المرمري كأني أبحث عن علامات تركها عشيق البارحة.


      تلك الدقائق التي قضتها بجانب طيبة كانت بالنسبة لي دهراً من التفكير.


      <div>ذهبت الى البيت بعد الدوام ولم أستطع مفارقة الكمبيوتر لفرط لهفتي وقلقي على تلقي ردها ولم أخب هذه الليلة فقد جائني الرد..

      ردت أميرة بهذه الرسالة
      (عليكم السلام
      شكرا لك وكل المودة لكل الزميلات وليس بين الخيرين تطفل وأهلا وسهلا بك.)
      رسالة متحفظة ولم تسأل حتى كيف حصلت تلك المرسلة المجهولة على بريدها .....لقد توقعت هذا والطريق ممهد الآن لخطوتي التالية.

      أرسلت لها عدة رسائل بعدها أمتدح ذوقها في اختيار الملابس وماكانت تزيد في ردها على الشكر والمجاملات البسيطة.
      استشعرت أن الوقت مناسب لقول ما هو أعمق من المجاملات وفي الحقيقة لم أطق صبرا طوال الايام الماضية.
      قررت أخذ مسار رسائلي اليها الى اتجاه ومستوى آخرين وقررت استدراجها من باب هي شغوفة به وهو باب الشعر

      كتبت لها هذه الرسالة
      (عزيزتي أميرة
      طلب صغير من أميرة الأنيقة
      أعلم أنك شاعرة وأنا في الحقيقة أحب شخصا وأريد أن أهديه أبيات جميلة رقيقة تعبر عن إحساسي الدافئ نحوه.
      هل من الممكن أن تساعدينني)


      <div>ردت على بعدها بليلة بالرسالة التالية

      (أهلاً بك
      مبارك عليك الغرام يا بنية
      أنا حتى لا أعرف أسمك وأنت تعرفين عني.....من أنتي، قولي لي من أنتي وعندي لك من الاشعار ما يذيب قلبه)

      لقد توقعت أن تصر على معرفة مراسلتها المجهولة قبل أن تدخل معها في أي حوار وجداني وبعد تفكير طويل لم أجد أنسب من هذا الرد

      (أختي أميرة
      أرجو أن لاتغضبي من ولو عرفتي قصتي وما مررت به لعذرتيني، ولن أخفي عليك شيء.
      أنا لا أعمل معكم ولكني رأيتك مرتين تقفين بجوار طيبة أثناء ترددي على الهيئة ، الغرقان يتعلق ولو بقشة أختي أميرة وأنا غارقة.
      أنا غارقة في الحب وفي أشياء كثيرة ، الشخص الذي أحبه هو حميد الذي يجلس بجوار طيبة وكانت علاقتنا حميمة حتى السنة الماضة عندما هجرني.
      أعرف شخصاً آخر في الهيئة أحضر لي بريد طيبة وبريدك وقلت ربما ينصحني أحدكما بما أفعل أو يستطيع التأثير على حميد....
      أنا آسفة ، ربما أنتي غاضبة مني الآن لأني ......
      لا أدري ماذا أقول يا أختي)


      لقد توقعت أن تحقق تلك الرسالة هدفين، هذا إن صدقتها أميرة، الأول أن توحي لها أن مراسلتها المجهولة هي لعوب مثلها والثاني أن تثير إهتمامها تجاهي.....وكان علي أن أنتظر يوماً آخر حتى أتلقى ردها.

      ردت في غدها وكان ردها كما يلي
      (لقد شوقتني لمعرفة المزيد يا......لا تبخلي علي بإسمك
      حميد الذي يجلس بجانب طيبة يبدو طيباً وخجولا، كلما ذهبت الى طيبة يكون ساكتاً ولايتكلم...لماذا هجرك، هل كنتما على وشك الزواج؟)

      شوقها لمعرفة المزيد الذي عبرت عنه في هذه الرسالة سيفتح لي أبواباً كثيرة لجرها للحديث عن نفسها وأشبع شهوتي الجامحة في معرفة كيف تفكر بنت الهوى هذه.


      تغيب طيبة عن العمل وانهمكت أنا في انجاز أعمالي وأعمالها وفي لحظة هدوء وفراغ القاعة من المراجعين في آخر الدوام إذا بي أسمع مشيتها من خلفي، لم ألتفت لكن لهفتي التفتت وما أسرع ما تعرقت يداي.....سلّمت...رددت عليها السلام متظاهراً بأني تفاجأت بسلامها...لم أملك من نفسي إلا القيام فلعلي ألتقط شيئاً من ريح أنفاسها.

      قالت: أين طيبة اليوم

      تلعثمت قليلاً قبل أن أخبرها أنها متوعكة، لاشك أنها أدركت تأثيرها علي من تلعثمي وزيغ عيني.
      شكرتني وانثنت متبسمةً....عرفت سبب تبسمها وهي لا تعرف أني أعرف، لاشك أنها قالت في نفسها (أعرف سراً عنك).

      في المساء تلقيت رسالة منها تقول

      (لقد ذهبت أبحث عن طيبة اليوم ولم أجدها، سلمت على حبيبك، يبدو أنه صيد سهل كيف استطاع أن يفلت منك...؟؟)

      أجبتها برسالة أملت منها فتح أفق جديد للمراسلات قلت فيها

      (حبيبتي أميرة
      أما إسمي فهو روضة وأما ما حدث بيني وبين حميد فهو بسبب بساطته ونيته الطيبة التي أحبها فيه، عندما تعرفت عليه ونمت مودتنا كا يعتقد أني ملاك فهو بسيط الى هذا الحد وأولاد الحرام يا أختي كثيرين وقد وشوا بي وقالوا له أني على علاقة بفلان وفلان وهو صدقهم...لم أعرف أحداً بطيبة حميد ولم يكن يريد مني شيئاً غير المودة الصافية ويبدوا أني خسرتها.)

      يبدوا أن رسالتي، أو رسالة روضة، قد أصابت هدفها.....هذا ما أوحاه لي ردها في رسالتها الجوابية


      <div><span style="background-color: white; color: blue; font-size: large;">قالت في رسالتها
      (لا عليك ياروضة وعنك الحساد بعيد....الدنيا ملئى بالرجال
      تعيشين وتحبين غيره هو ليس آخر الرجال
      هل أحببت أحداً بعده؟ ولو نصف حب؟)


      المصدر : عنب في غصونه


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions