"التبغ الممضوغ".. آفة تتجول بطلاقة في أروق7

    • "التبغ الممضوغ".. آفة تتجول بطلاقة في أروق

      أحد الطلاب: أحاول التقليل من التعاطي ولا أعرف الطريقة الصحيحة للتخلي عنه

      **مسلم التميمي: منظر زملائنا للأسف وهم يتناولونه بأصنافه المختلفة يبعث على التقزز

      **محمد العوفي: نرى هذه الممارسات وبسبب تعودنا على رؤيتها أصبحت لا تشكل اهتماما كبيرا

      استطلاع - ناجية البطاشية

      شبح "التبغ الممضوغ" لا يزال يستشري بين بعض طلبة مدارسنا، دون أن تكون هناك أي حلول جذرية سوى "المراقبة" التي تظهر حينا وتغيب أحيانا كثيرة من قبل إدارة المدارس.. الطلاب الذين يشاهدون كل يوم زملاءهم "بالجرم المشهود" يستاؤون مما يرونه ولكنهم لا يعرفون كيف يمكنهم وقف مثل هذه السلوكات التي أصبحت تشكل "خطرا" يقود الطلاب الأصغر سنا "للتقليد الأعمى".

      فما الذي يستهوي طلبة المدارس لتجرع "آفة التدخين" حتى في أروقة مدارسهم؟ ولماذا يمارسونها سرا وعلانية أمام زملائهم؟ وكيف يمكن ردعهم من وجهة نظر زملائهم الطلبة؟ وما الذي يدور فعليا في أروقة المدارس، ويغيب عن العين المجردة للرقابة المدرسية؟ وكيف يمكن الحد من انتشار "التبغ الممضوغ" مع استمرارية التعاطي له من قبل بعض الطلاب؟

      "الشبيبة" رصدت آراء بعض الطلبة واستمعت لما يعتمل في صدورهم من ضيق واضح، وقلق يسيطر على عقولهم بسبب هذه "الآفة" التي تسرح وتمرح في مدارسهم بلا خوف، أو وازع.. وهو قلق مشروع بخاصة والآفة أصبحت تجر الصغار قبل الكبار..

      بداية التقينا طالباً من الطلبة الممارسين نوعا ما لسلوك "التبغ الممضوغ" والذي وافق على الحديث معنا دون ذكر اسمه أو وضع صورته وقال والتردد بادٍ على وجهه: لم أكن أعرف معرفة تامة أن "التبغ الممضوغ" نوع من أنواع تعاطي التدخين وكنت أظن أنه أمر عادي بخاصة عندما وجدت مجموعة من الطلبة يحضرونه ويتعاطونه أمامنا بلا خوف أو تردد، ولكنني بعدما كبرت وأصبحت أكثر وعيًا أدركت أن المسألة أكبر من مجرد ممارسة عادة خاطئة، وحاولت التقليل من التعاطي لأنني لا أعرف الطريقة الصحيحة للتخلي عنه بعدما تعودت عليه وأصبحت لا أستغني عنه..

      معربا هذا الطالب عن استيائه من بعضهم والذين يحاولون استمالة الشباب الآخرين في المدرسة، وقد يقع الآخرون في الفخ، ويعتقد أنه وقع هو أيضا، ولكنه يحاول ألّا ينزلق بشكل أكبر.. وعن الطرق التي يستخدمها الطلاب لتخبئة هذه الآفة قال مبتسما: هناك طرق عديدة أذكر بعضها: وضع "التبغ" إما في الجوارب، أو تحت الكمة أو حتى بين أوراق الكتب والدفاتر، وهذه تعد من الطرق الشائعة، أما الطرق الخفية فهناك طريقة وضع "التبغ" تحت السقف الداخلي للدرج أو دفنها في مكان متفق عليه في ساحة المدرسة وغيرها من الطرق..!! خوفُنا على الصغار

      الطالب مسلم التميمي قال: بصراحة منظر زملائنا للأسف وهم يتناولون "التبغ" الممضوغ بأصنافه المختلفة يبعث على التقزز، والحزن في الوقت ذاته، فتصوروا طالبا لا يتجاوز عمره (12) عاما أو حتى أقل يمضغ "التبغ" دون حياء أو حتى خوف من زملائه وكأن الأمر عادي جدا وليس فيه ما يُعِيب..؟! هذا المنظر يجعلني كطالب أخاف بصدق من وقوع طلاب في هذه السن المبكرة بالذات لأنهم الأكثر عرضة للوقوع في براثن هذه الآفة والتي تدخل مدارسنا وصفوفنا بكل سهولة وكأنها "قطعة من الشيكولاته".. والمشكلة الكُبرى قدرة هؤلاء على تخبئتها في أماكن نستغرب نحن الأكبر سنا منها. متابعا التميمي: نحتاج بالفعل إلى حلول لابد من وجودها واستمراريتها بلا انقطاع للسيطرة على هذه "الآفة" المقززة والتي تصيبني "بالغثيان"..؟! ومن أهم هذه الحلول: تنسيق "محاضرات" صحية دائمة في المدارس لكل الطلاب بلا استثناء على الأقل في الشهر مرة مع وضع ملصقات وتوزيع منشورات توضح مضار "التبغ الممضوغ" بخاصة وعدد من الطلاب صغار السن يتعاطون هذه الآفة دون وعي حقيقي بخطورتها على صحتهم ومستقبلهم معتقدين أنه نوع من أنواع "التجارب" التي لابد وأن يمارسها الطالب وهذا أمر غاية في الخطورة لأن "التبغ الممضوغ" قد يقود الشخص لشيء أكبر إن وجد مساحة للهرولة وراءه..

      التربية ضرورية

      الطالب محمد العوفي وافق زميله التميمي وأضاف: مشكلتنا نحن الطلاب أننا نرى هذه الممارسات وبسبب تعودنا على رؤيتها أصبحت بالنسبة لنا لا تشكل اهتماما كبيرا ليس لأننا لا ندرك خطورتها، ولكن لأننا لا نجد من "مجتمع المدرسة" إعداد لوائح أو أنظمة حازمة تعاقب كل من يرتكب مثل هذا الفعل ليكون عبرة لغيره من الزملاء.. وهنا لا تكمن المسألة في العقاب وحده وينتهي الموضوع، ولكن تكمن في قدرة هذا المجتمع المدرسي على فرض شخصيته على الطلاب كمدرسة لا تقبل بالتجاوزات الصغيرة قبل الكبيرة وهنا لا أقصد أن تكون المدرسة "كالمعسكر بصرامته" ولكننا نقصد أن "المدرسة" قبل أن تكون مجتمعا للتعليم" فهي بيئة مناسبة للتربية كيف ذلك؟ مجيبا العوفي على سؤاله المطروح: على سبيل المثال لو ضُبط أحد الطلاب وهو يتعاطى "التبغ الممضوغ" فلماذا لا تكون هناك عدة مراحل لتربيته وتصحيح مساره ومن ضمن ذلك إيجاد "طبيب" يشخص حالته ومدى سوءها ومن ثم معالجتها طبيا، ونفسيا عن طريق "الأخصائي" الاجتماعي للتعرف على مشكلته وأسباب تعاطيه لهذه الآفة وربما من خلاله الوصول لمن دلّه على هذه الآفة بخاصة في مدرسته..

      مؤكدا العوفي: الحقيقة مثل هؤلاء الطلاب بحاجة ماسة لمن يمد لهم يد العون ويطبطب عليهم أكثر ممن يعاقبهم، لأن العقاب مرحلة وتنتهي ولكن الإصلاح يبقى مدى حياتهم إن وجدوا فيه الاستمرارية والجدية.. والأمران يؤكدان للطالب أنه يعيش في مجتمع صغير يحترمه ويقدره ويخاف عليه ساعيًا -أي المجتمع- إلى تربيته قبل تعليمه مع إيجاد روح للتواصل بلا انقطاع..

      لنكن معهم قلبا

      الطالب محمد الحمدي يقول باستياء واضح: لا ننكر أن مدارسنا لا تغيب عنها "المراقبة" لهذه الآفة المستشرية بين بعض الشباب من الطلاب والذين تخرج من أفواههم "روائح تبغ كريهة وغير مقبولة" وهم في هذه السن الصغيرة والحقيقة التي لابد من الوقوف عندها وعدم التغاضي عنها، هي مسألة شيوع خبر تعاطي أي طالب لهذه "الآفة" بين زملائه ما سيُحوله بعد ذلك بفعلته هذه إلى قائمة "المنبوذين" عند بعضنا كطلبة، وهذا أمر أكثر سوءا من تعاطي "الآفة" نفسها فهم لن يجدوا إلا طريقا واحدا هو مواصلة صحبة من يشبهونهم ممن يتعاطون هذه الآفة، وبالتالي فباب إيجاد منفذ آخر من الزملاء الأسوياء قد يكونون هم المنقذ لإبعاده عن هذه السلوكات أمر مهم جدا، ولهذا فنحن الطلاب أيضا علينا قدر من المسؤولية لتمكين زملائنا المخطئين من تجنب خطر "التبغ الممضوغ" ولو كانت قدراتنا محدودة ما دمنا مؤمنين أننا قادرون على إنقاذهم كما يجب، ومؤمنين كذلك بقناعتنا بخطر هذه الآفة، وهنا أناشد كل زملائي بعدم نبذ زملائهم المتعاطين "للتبغ" فربما لديهم الحل ولو جاء بعد حين، وعدم البخل بالنصيحة مرة ومرتين وعشرا، فهم إخوتنا وتجنيبهم ما يضرهم أمر لابد من القيام به.

      التبليغ واجب

      الطالب ميسر العنقودي قال متابعا لزميله الحمدي: نعم، لابد منا جميعا الوقوف أمام هذه "الآفة" والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة ومن ضمنها "التبليغ" دون تردد في حالة مشاهدة أو ضبط أي طالب يمارس تعاطي "التبغ" وإن كان قريبي.. فهذا الأمر يحد من انتشار هذه الآفة ويجعل كل طالب يكون حريصا على احترام نفسه وبالتالي احترام الآخرين ليس في مجتمع المدرسة فحسب وإنما أيضا خارجه، وبهذا نضمن أن يكون الطالب مسؤولا عن حياته وصحته في المدرسة وخارجها. مضيفا العنقودي: نتمنى أن تكون مدارسنا خالية من "التبغ" حتى لا يؤول زملاؤنا ذات يوم إلى مثل هذه السلوكات المضرة والتي تشغل الطالب عن أداء مهمته كطالب علم بمسائل أخرى بعيدة تماما عن مصلحته العلمية، وهو بذلك لن يشكل عبئا على أسرته التي تنتظر منه كل خير فحسب وإنما سيشكل عبئا على نفسه ومجتمعه.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions