[ مذكرات سلفادور دالــي العربية ]

    • [ مذكرات سلفادور دالــي العربية ]

      [1]
      هـتلر رجلٌ نازيٌ عظيم
      ولد من رحمِ الحرب وشرب حليب الكراهية والبغضاء
      وترعرع بين اليهود الجشعين،
      وقد ضاق منهم ذرعاً.. وما هيَ سوى سنوات
      حتى اقتداهم لـ المحرقة عن بكرة أبيهم،
      وحين سُأل عن أسباب بقائه على بعضهم
      أجاب : حتى يعرف العالم لماذا قتلتهم.............!
      ولا دوام لكل ما هو عظيم أو غريب،
      في عالمٍ متغير .
      والآن يا هتلر الثلة التي أبقيتها عادت لتمارس هوايتها فـالقتل،
      وقد وقع علينا الموت من كل الجهات،
      فهل كانت بداية الهوليكوست تحضير لغرس القتلة
      على أرض مقدسة؟
      هل يجب علينا الموت يا هتلر لنعرف : لمَ لمْ تقتلهم كلهم؟ (!)
      لم يبقَ إلا القليل من الحطام ونمتلئ!
      **
      ...يتبع


      [ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ] محمد الماغوط
    • [2]
      زنجبــار جزيرة تطفو فوق ماء المحيط
      قبلة العُمانيين الأوائل،
      شقوا عباب الماء، جارَ بهم الملاح في الأفق
      قبل أن يهتدي بهم إلى جزيرة خضراء
      نعتوهــا بـــ : اليــــابسة .....................!
      لم يخفهم رهــاب المــاء في ذروة هيجانه،
      ارادوا العيش بلا مواربة بلا عقد تنهش الذاكرة،
      هكذا أرادوا الحياة لأنهم لم يعرفوا طريقة أخرى .
      لم يهاجروا إلى زنجبار من أجل رغبة في الدمار،
      أوتعطش للقتل،
      استوطنوا الجزيرة واحتوتهم مع أحلامهم بالعيش المفقود،
      اشتهروا في الأرجاء ووسعت تجارتهم افريقيا،
      وقد فاقت جزيرتهم حدود الوصف .. امتدت
      كغضن من الوطن الأصيل : عُمــان ................!
      ولكن ثمة ايماءات تتكوم إزاء الوطن الجديد،
      وحشُ متربص ٌ يحول بأسطوله حول الجزيرة،
      السلطان الأخير يسبحُ في السديم مع حاشيته،
      لا يكترثون بالخطر المحدق .. لأنه يظهر في المرآة
      مـــلاك ...........!
      كارموني يقتاد مرتزقة نحو الجزيرة،
      بإيعاز من القاتلة العظمى : بريطانيا .
      قتل مع سبق الإصرار والحقد والضغينة،
      مقــابر جماعية أعدت مسبقاً لتكتظ بالموتى،
      هناك خطة للتطهير العرقي،
      ولم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل،
      كمحاكم التفتيش،
      رجالٌ صليبيون يعيدون أنفسهم،
      لارتكاب القتل على ذات الضحيـــة .
      نزوح جماعي بإتجاه الوطن،
      حرقوا الشجر .. ونسوا عن جهلٍ:
      لا يمكنك ابادة شعب ودفنه دون أن تخرج من تلك الأجساد
      بذور جديدة .
      ذبحوهم ولا يبدو لنـا إلى اليوم :
      أن شيئا مهماً قد حدث لهم!!
      جمال عبد الناصر يبارك القتل،
      ويصفها لجهله المسترشي: بثورة شعب زنجبار على المستبد!
      يهدرون دمائهم ويجادلون فيما ليس لهم به علم،
      عليكَم لعنة أرواح الشعوب أيها : الطــغاة .
      بدت زنجبار كجزءٍ يتضاءل دون أنْ يجد أصله
      جزيرة تستنجد ولا تلتف إلا حول نفسها
      كسفينة مهجورة إلى الأبــدْ .................!
      اسطورة الهوليكست الأحق بالتصديق،
      أم ابادة جماعية موثقة....................؟
      أذكر مقولة لنــابليون بونابرت حين كان يصف التاريخ بقوله :
      " مــا التأريخ إلا كذبة تم الإتفــاق عليها "

      يتبع ...
      [ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ] محمد الماغوط
    • [3]

      ذكرى البــاستيل
      سنتياغو مواطن فرنسي ولد في الخامس من كانون الثاني
      العام 1773 ينحدر من الطبقة الكادحة،
      عمل منذُ صغره مع والده في أعمال كثيرة.
      كان والده يبتعثه أحياناً إلى الكنيسة لتعلم القراءة والكتابة،
      رغم الضائقة المادية التي كانت تحيق بهم،
      فقد فرضتْ عليهم الضرائب وأعمال السخرة،
      بسبب نظام ضرائب العشور الذي كان يفرض على الفلاحين
      في مقاسمتهم الربح من عوائد المحاصيل.
      وقد تعرف سنتياغو على الكثير من المثقفين والمفكرين
      ممن ساهموا فيما بعد في إندلاع الثورة الفرنسية

      هؤلاء هم مفكروا عصر الأنوار:
      جان جاك روسو / فولتير /مونتسكيو
      ركز روسو على المساواة
      وانتقد فولتير التفاوت الطبقي،
      بينما مونتسكيو أراد فصل السلطات .
      عرف عن سنتياغو حماسه الشديد،
      وباراً بوالديه ولا يعصي لهما أمرا .
      وقد كبر وكبرت دائرة الأنوار في عقله
      وحين غرقتْ فرنسا في مستنقع البطالة،
      وفوضى الفقر المدقع،
      بدأ سنتياغو يدعوا الناس للتمجهر في البوادي،
      بعد تردي اوضاع العيش،
      وتفشي الجهل والفقر واكتظاظ شوراع المدن بالبطالة .
      اشتعلت الإنتفاضة وامتدت بسرعة هائلة نحو المدن،
      فالأماكن المزدحمة بالأشياء المتشابهة قابلة للإشتعال
      أكثر من غيرها،
      لا سيما حين تكون مختزلة بالمواد،
      فقد كان الشعب مشحوناً بالكراهية والحقد،
      ضد طبقة النبلاء والاكليروس والبرجوازية
      طبقات عليا تسرق الأرض بإسم السمــاء ..........!
      في قالب الملكية المطلقة المستندة إلى الحق الإلهــي .

      الغضب كان عارماً وتشكل فيما بعد ما يسمى بـ : الثورة الفرنسية
      ابتدأت بسقوط سجن البــاستيل،
      مروراً بإعدام الدكتاتور لويس السادس عشر،
      قبل عودة الطبقة البرجوازية لتستولي على سدة الحكم،
      وأعلنت نابليون حاكماً لدولة جديدة بنظام جمهوري متشدد .
      وبهذه الثورة تبدلت أحوال أروبا كلها وليست فرنسا فحسب،
      فقد تقهقرت سلطة الكنيسة الكاثوليكية،
      وتراجعت شوكتها أمام قوة الشعب التواق إلى : المساواة والحرية .
      وانتعشت أحوال الأمة الفرنسية سياسياً وإقتصادياً واجتماعياً،
      فاحترمت ملكية الفرد وحقه مصان في حرية التعبير،
      وتحرر الإقتصاد من رقابة الدولة،
      وانتشر التعليم وعمت العدل الإجتماعي أرجاء فرنسا .
      كل ذلك من نتاج الثورة،
      ومن كان يعتقد أن هناك قوة أكبر من قوة الشعوب فهو مخطيء،
      لكل شعب الحق في تقرير مصيره،
      له الحق في اختيار نظام دولته،
      له الحق في ثروات الـــوطن .
      أختفى سنتياغو في زوبعة المعارك الطاحنة،
      وتفاوتت الأقوال عنه، وأغلبهم قال :
      أنه مات مقتولاً في بداية الثورة مع تلك الموجة الشديدة
      من القتل الجماعي من خلال المقصلة التي اخترعاها
      الطبيب جيلوتين والتي التهمت أرواح شرفاء الثورة،
      في تسارع بربري نحو القتل الجماعي..............!

      ولك يا طرفة بن العبد الحكمة الأخيرة :
      [ أَرى المَوتَ لا يُرعي عَلى ذِي قَرابَةٍ
      وَإِن كانَ فِي الدُّنيا عَزيزاً بِمَقعَدِ
      وَلا خَيرَ فِي خَيرٍ تَرى الشَرَّ دونَهُ
      وَلا قائِلٍ يَأتيكَ بَعدَ التَلَدُّدِ
      لَعَمرُكَ ما الأَيامُ إِلاّ مُعارَةٌ
      فَما استطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ
      عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ
      فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
      ]



      والقرين لـسنتياغو سيكون " بوعزيزي " في العدد القادم .

      يتبع ...

      [ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ] محمد الماغوط
    • [4]
      كنتُ قد أشرت إلى المتابعين حين أكمل ما بدأته هنا بعدما قررت التوقف عن الكتابة في الصحف المحلية
      هرباً من رقابة السلطة وافراطها في التشدد على كل سطر .....!
      حيثُ أشرت إلى شهيد الحرية / الديموقراطية / حقوق الإنسان، السيـــد : [ البوعزيزي] .
      ولكنْ حين ولدت من رحم تلك الشهادة ثوارت الجياع،
      قادتها كانوا يحملون اسلحة مصنوعة من رغيف الخبز،
      الشعوب العربية صحت فجأة فزعزعت كيان الأنظمة المستبدة،
      وقضت عليها في سابقة عربية تاريخية لم يشهد لها مثيل .
      كل ما يعنيني الآن : كيف ستكافئ تونس والدول العربية الشهيد [ البوعزيزي] ......؟!
      **
      ما زلنا هناك في الشمال الأفريقي،
      يبدو أن أهالي منطقة [ السويس ] في الجمهورية المصرية، كانوا أكثر الناس
      ظلما في مصر، لا سيما حين كانت الحكومة المصرية تعاملهم بغرابة فيما يتعلق بالوظائف،
      فقد كانت الأولية للمصرين الغير سويسيين في العمل بمنطقة السويس،
      كانوا منبوذين رغم أن السويس بلدهم، ولم يجدوا تفسير لما تقوم به الحكومة،
      فكانوا هم اوائل الثوار واوائل الشهداء، قبل اشتعال الجمهورية على طاغية،
      خطط للتوريث لسنوات ولكنه اصطدم بقوة الشهب الثائر فجأة
      فسقط واقتيد للمحاكمة في نهاية الثورة .........................!
      [ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ] محمد الماغوط
    • [ آ ليمـــن الكئيب ]
      منذ الوهلة الأولى تشعر بالذهول وتأخذك الأفكار للبعيد،
      ولن تطعن ذاكرتك إلا بإستفهامات كثيرة حين تعود .....!
      كل ذلك يحدث عندما تشاهد [ علي عبدالله صالح] يخطب في عامة الشعب اليمني،
      كيف لرجل مثل هذا أن يحكم شعباً كشعب اليمن............؟
      صادفت الكثير من المثقفين اليمنيين ولم أرَ عرباً مثقفون مثلما هم اليمنيين،
      ولكن هل كان للصدفة الدور الأبرز في جعل هذا الطاغية رئيسا لـ [ اليمن السعيد ] ...؟!
      وأكثر المشاهد التي تعتبرها الأمم : أخلاقيـــة ..!
      حين يخرج متظاهرون يطالبون بالتغيير وهم بالملايين،
      يخرجون في مظاهرات سلمية تندد بالظلم والإستبداد وجل ما يطلبونه هو : الإصلاح .
      ولكن الرصاصة أسرع من الصوت،
      وحدث ما لم يكن في الحسبان فكان أسرعه كلهم هو : المــوت !

      وأما المشاهد المقززة والتي تعتبر : لا أخلاقية،
      هي نتاج أشخاص يدعُون بأنهم هم الشعب الوفيّ،
      فهم امتداد للنظام المستبد وأغلبهم من عشيرة الرئيس،
      ولا يكترثون بقوم آخرين ...................!
      واشبههم بالجار الفقير الذي يخرج أمام شاشات العالم
      شاكيا من فقر الحال وعسره
      ويطالب الحكومة بتحسين معيشته .
      ثم يأتي جاره الثري المثخن بمال الحكومة،
      فيعرض اصناف الطعام أمام بيته ويقول للعالم : هذا من خير الحكومة
      ولا عيب فالحكومة، وانما العيب فيمن يعيب الحكومة ...............!
      [ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ] محمد الماغوط


    • بالفعل وقفات رائعة..

      ارتقاء فكري بالخاطره.. كأعمال فولتير المسرحيه..

      يعجبني أسلوبك.. وقراءتك المحايدة للأحداث الجارية..


      أتمنى لك التوفيق، والنجاح..


      أختك
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!


    • أذهلتني... !!!!

      راقي فكرك .. أوافقك في أحوال العرب ونقف بصمت للجيران...

      حملتني لدروس علم النفس ومبادئ سمو فولتتتير ارهقنا بالاصلاح والتعليم

      وحملتنا انت بلطف ... وجعلت الذكرى سعيدة

      مذهل... !!!

      أنتظر ما تجود به ... وألجم الملل .. فقد تعدينا المطالبات ... ونقيم اعتصام فالساحة للقصاص من المزاج ...
      وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ