
بملامحه الهادئة وخطابه الدبلوماسي، ونظراته الدقيقة اشتهر المهندس إسماعيل أبو شنب أحد أبرز قياديي حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، هذا الأمر أهّله لتمثيل الحركة في مختلف الدوائر السياسية؛ وهو ما جعل البعض يطلق عليه لقب "وزير خارجية حركة حماس".
ولد أبو شنب في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة عام 1950م، بين عائلة طردت من قرية "الجية" قضاء المجدل داخل أراضي 1948، وسكن في ذلك المخيم حتى بلغ سن الرابعة عشرة، وبعد وفاة والده الذي تأثر به كثيرا انتقل إلى مخيم الشاطئ قرب غزة، وترعرع وعاش في أزقته وشوارعه.
ونشأ أبو شنب في أسرة متدينة مكونة من شقيق واحد، وثلاث شقيقات، وكان والده يحفظ القرآن الكريم كاملا، ويشجعه على ارتياد المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، فما إن بلغ السادسة عشرة حتى أتم حفظ نصف القرآن الكريم، إلى جانب ما أرسته في نفسه والدته (الأمية) من المعاني الرفيعة.
وشاءت الأقدار أن يلتقي الشهيد في أحد مساجد مخيم الشاطئ بالشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، فتأثر به كثيرا وبمنهجه؛ فأصبح ملازما له في حله وترحاله.
وكان لعدد من الشخصيات الإسلامية أمثال الدكتور موسى أبو مرزوق (نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق)، والشهيد فتحي الشقاقي (مؤسس حركة الجهاد الإسلامي) دور في تكوين شخصية أبو شنب الإسلامية.
ومنذ نعومة أظفاره ظهرت معالم الذكاء والنبوغ على أبو شنب، وظهر ذلك جليا عليه خلال سنوات دراسته، حتى إنهاء الثانوية العامة، وكان ضمن العشرة الأوائل على قطاع غزة.
ودرس أبو شنب الثانوية العامة ثلاث مرات: الأولى في بيرزيت عام 1966، والثانية في غزة 1967، وبعد نجاحه التحق بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق في مصر، إلا أنه قرر إعادة دراسة الشهادة الثانوية، رافضًا الالتحاق بكلية الزراعة التي لم تُرض طموحه.