الدوحة - محمد العبيدي
أثبتت جماهير المنتخبات المشاركة في منافسات بطولة كأس آسيا 2011 في الدوحة عشقها المتزايد للساحرة المستديرة يوما بعد يوم وظهر هذا جليا في كافة مباريات البطولة بدءا من انطلاقها في السابع من يناير الحالي حتى يومنا هذا.
أثبتت الجماهير بالفعل أنها اللاعب رقم 12 وكانت خير سند لمنتخباتها ونجحت الجماهير القطرية في أن تكون حاضرة بقوة لتكون مع الأرض رقما صعبا، وسر نجاح العنابي في تحقيق نتائج رائعة بعد خروجه بنتيجة سلبية في لقاء الافتتاح أمام أوزبكستان حيث عاد العنابي بأداء رائع ووقفة جماهيرية أثمرت عن تحقيق فوزين متتاليين على الصين والكويت والتأهل إلى ربع نهائي البطولة الآسيوية بجدارة واستحقاق.
وكما كان متوقعا امتلأ استاد خليفة عن آخره في المباراة الفاصلة والحاسمة التي جمعت العنابي مع الأزرق في آخر جولات الدور الأول لكأس آسيا ولم تتأخر الجماهير القطرية عن منتخبها ولبت النداء وكانت عند الوعد والموعد وكانت من أهم العوامل التي ساهمت في النصر القطري الحاسم على الأزرق والحصول على بطاقة التأهل إلى دور ربع النهائي.
قدمت الجماهير القطرية خاصة خلال مشوار العنابي في النهائيات الآسيوية ملحمة وطنية من الطراز الأول بالمساندة والمؤازرة مع انطلاق منافسات البطولة وهو ما أشعل حماس نجوم العنابي والذين اندفعوا لتحقيق نتيجة تسعد هذه الجماهير الوفية واستحقوا التأهل بفعل الحماس الجماهيري والتشجيع المثالي خصوصا أن العنابي نجح في إهداء فوزين غاليين لجماهيره ومحبيه الأمر الذي زاد من حماس الجماهير القطرية والتي هزت أستاد خليفة من شدة تشجيعها ومن شدة مؤازرتها للعنابي وللاعبين.
رغم البرد والحرارة المنخفضة إلا أن الجماهير القطرية أقبلت على الأستاد منذ وقت مبكر وربما قبل الخامسة وقبل أكثر من ساعتين من المباراة وقبل أن تنطلق المباراة الفاصلة كانت مدرجات أستاد خليفة قد امتلأت عن آخرها ولم يكن هناك سوى بعض المقاعد الشاغرة التي تعد على أصابع اليد، حتى وصل العدد إلى حوالي 40 ألف متفرج قطري.
قطعت الجماهير القطرية على نفسها عهدا لمؤازرة العنابي في كل زمان ومكان وفي السراء والضراء رافعين شعار (كلنا قطر)، وقد تألقت بشكل غير عادي وبشكل كبير كان يدعو للتفاؤل بالفوز والنصر، ومع نزول نجوم العنابي إلى أرض الملعب سرعان ما تنطلق أصوات الجماهير ترحبا بنجومهم وممثليهم في المحفل القاري معلنة عن وجودها لمؤازرة فريقها وتشجيعها قبل أن يبدأ اللقاء.
تفاعل الجماهير واضح ومميز حتى قبل نزول لاعبي الفريقين إلى أرضية الملعب ومع إعلان تشكيلة أسماء العنابي تجد فاعلا منقطع النظير من الجماهير مع أسماء النجوم، ومع كل اسم من أسماء نجومنا كانت الجماهير القطرية ترحب بهم، كما ولقى خلفان إبراهيم النجم الموهوب تحية خاصة من الجماهير رغم وجوده بين البدلاء خارج الملعب، وكذلك وجد قاسم برهان وبلال محمد سباستيان ويوسف أحمد.
مدرجات أستاد خليفة اهتزت غير مرة مع النشيد الوطني القطري بسبب أن الحضور أطلقوا العنان لحناجرهم كي تشدو بالنشيد الوطني مع نجوم منتخبنا على أرضية الملعب.
الجماهير القطرية التي كانت ولا تزال كعادتها قريبة من قلوب اللاعبين والذين شعروا بأن الجماهير بجانبهم في الملعب، لينطلق العنابي نحو تحقيق الانتصار تلو الانتصار بفعل هذا التشجيع والحضور الرائع وغير العادي والذي أثمر في النهاية عن التأهل إلى الدور ربع النهائي لترقص المدرجات وتسعد بمشوار العنابي في الطريق إلى النهائي.
لم تهدأ الجماهير بعد التأهل المستحق ولم يهدأ العنابي أيضا.. وانطلقت الأفراح من المدرجات إلى شوارع الدوحة وانطلقت أيضا الطموحات العنابية كالطوفان الذي لم ينته ولن يتوقف إلا مع بلوغ أفضل المراكز في البطولة.
فرحة الفوز والتأهل ألهبت حماس الجماهير العنابية وجعلتها تتراقص غناء وفرحا بالفوز وبالانتصار، وتذكرت جماهير العنابي أن قطر ستستضيف مونديال 2022 فقدمت بروفة على الهواء وعلى أرض الواقع وراحت تتمايل على الطريقة المونديالية في تناغم كبير، وظهرت الأمواج المونديالية في مدرجات العنابي، بشكل رائع وجميل ساهم في رسم صورة رائعة للتشجيع الكبير والتشجيع الجميل ولتؤكد الجماهير القطرية أنها جماهير غير تقليدية ولتعيد إلى الأذهان دورها البارز والكبير في الألعاب الآسيوية 2006.
يمكن القول إن الجماهير القطرية لعبت دورا مهما في هذا الفوز وفي مساندة العنابي ليرد الاعتبار أمام الأزرق ويثار لخسارته في خليجي 20 ويخطف بطاقة التأهل إلى دور ربع النهائي لآسيا 2011، وهذا الحضور الجماهيري يجعل الأمل كبيرا في مواصلة العنابي لمشواره في البطولة والوصول إلى أبعد الحدود وربما وصل إلى المباراة النهائية وأعاد ذكرى 15 ديسمبر 2006 عندما فاز العنابي الأولمبي على العراق وحصل على الميدالية الذهبية.
أثبتت الجماهير القطرية أنها جماهير واعية وجماهير وطنية، لم تتخل عن فريقها ووقفت خلفه منذ مباراة الصين ورغم الخسارة أمام أوزبكستان في الخطوة الأولى وأكدت من جديد أنها اللاعب رقم 12 في قطر.

أكثر...