الطلاب: عدم وجود "تأسيس"حقيقي للكثير من الطلبة في هذه المادة وبالتالي غياب القدرة على التركيز د.سلطان الهاشمي: لابد من إعادة صياغة سياسة الطرح لتدريس اللغة
**محمد العوفي:توجد "حلقة مفقودة"بين الطالب والقدرة علىتحصيله للمادة محمد المحروقي:أنا من ضمن الطلاب غير المحظوظينببيئة منزلية يتم التحدث فيها "بالإنجليزية"
**محمود البلوشي:من حقنا كطلابالشكوى والبوح بما يدور في خواطرنا
**6أنشطة يوميافي الصف إلا أنها لا تجد التفاعلالمطلوب
استطلاع - ناجية البطاشية
تشكل "اللغة الإنجليزية" بالنسبة لبعض الطلاب في مراحل دراستهم المختلفة حاجزا يحول بينهم وبين قدرتهم على الفهم الصحيح في تلقي اللغة بالشكل المرضي والذي يسهم في دعم مستواهم التعليمي مدرسيا، ومستقبلهم القادم عمليا. وبعضهم الآخر يجدها طريقا للدخول للعالم من أوسع أبوابه ولكن مع وقف التنفيذ بسبب ضعف إمكاناتهم اللغوية والمادية، وبين الطرفين لا تتوقف شكوى الطلاب من الصعوبة التي يواجهونها في تحصيلهم للغة الإنجليزية والتي يصفونها بـ"الهمّ" الملقى على أكتاف لابد لها من تجاوز كل العراقيل لإحراز نتائج مطمئنة.
فما هو السبب المباشر وراء تأخر الاستعداد النفسي لتعلم "اللغة الإنجليزية" لدى بعض الطلبة؟ ولماذا هناك شريحة منهم لديها القدرة على التفاعل مع اللغة والإلمام بها؟ وهل هناك حلول لمساعدة هؤلاء الطلبة للخروج من هذه المشكلة؟ وهل هذه المشكلة ستنعكس آثارها في هذا الطالب فحسب أم على مستوى تحصيله العلمي وأيضا على مستوى حياته بشكل عام؟ وهل مسؤولية تحمل عبء المواد الدراسية سبب من أسباب ضعف التحصيل لدى بعضهم؟ وما هي حلول الطلاب لمساعدتهم على تجاوز مادة ستحدد مستوى حصولهم على وظيفة؟
"الشبيبة" رمت صنارة استطلاعها وخرجت بآراء الطلاب والرأي الاختصاصي في هذه المشكلة المؤرقة للطالب العُماني: الطالب عبد الله بن عبد الحكيم صارحنا بقلق واضح وقال: أشعر بالقلق بين فينة وأخرى بسبب ضعف تحصيلي العلمي لمادة "اللغة الإنجليزية" والتي هي جزء من اهتمامنا كطلاب، والمشكلة التي لابد من طرحها في هذا المقام هي أن كثيرا من المعلمين يعتقدون اعتقادا جازما أن كل الطلاب في صفوفهم لديهم القدرة على استيعاب المادة ولا يحتاجون إلى رعاية ومتابعة لصيقة، -وللأسف- فهذا الأمر جعل كلاً من "الطالب في واد والمدرس في واد آخر".. وحتى نكون صرحاء فالطالب العُماني يعاني ضعفا في التحصيل الدراسي وعدم المقدرة على التواصل مع أقرانه ممن يجيدون "الإنجليزية" ومدرسه، ولكن معظم الطلاب لا يشتكون لأحد لأنهم يعتقدون أنه لا فائدة من الشكوى ما دام أحد لا ينتبه لمستواهم الضعيف، وما دام همُّ المعلم وجود بعض من يشاركه الدرس فحسب.
وأشار الطالب عبدالله إلى أن التعاطي مع اللغة في المجتمع جانب مهم جدا، وهم كجيل تحيط به التكنولوجيا ووسائل التعلم من كل ناحية يحاولون مساعدة أنفسهم قدر استطاعتهم، ولكن من وجهة نظره أن التأسيس له دور في تهيئة الطالب وبدونه يصبح فاقدا للتوازن.
ضعف التواصل لغويا
الطالب محمد العوفي يطرح رأيه قائلا: توجد "حلقة مفقودة" بين الطالب وبين القدرة على تحصيله لمادة "اللغة الإنجليزية" رغم أن هناك 6 أنشطة يوميا في الصف إلا أنها لا تجد التفاعل المطلوب من قبل الطلاب كما هو الحال من معلم المادة، والسبب عدم الاستيعاب للمادة كما ينبغي لتبقى حصة "اللغة الإنجليزية" محلك سر.
مضيفا العوفي: مسألة ضعف التحصيل لهذه المادة جعل بعض الطلاب يتهاونون فيها غير مكترثين بها بسبب اقتناعهم بضعف التواصل اللغوي الذي أدى إلى ضعف التواصل دراسيا بين الطالب ومعلمه، لدرجة أن بعضهم قد ينشغل بأشياء أخرى خارج إطار الدرس، أو يسرح بفكره بعيدا بخاصة إن وجد في الفصل مجموعة من الطلاب تجيد التحدث والكتابة "بالإنجليزية" حينها يكتفي المعلم بالتفاعل معهم في أغلب الأحيان بسبب سلاسة التعاطي بينه وبينهم، وهنا تكمن المشكلة وتتضح وبالتالي تزداد الفجوة بين المعلم والطلاب غير المُجيدين للغة الإنجليزية، فلا الطرف الأول يحاول التقرب من الطرف الثاني، ولا الطرف الثاني يستوعب أهمية تواصله مع الطرف الأول.
متمنيا العوفي أن تكون "اللغة الإنجليزية" موضع بحث من قبل مسؤولي الوزارة لدعم معلمي هذه اللغة وتدريبهم ليس فحسب على كيفية التدريس والتعاطي مع الطالب، ولكن أيضا على كيفية التعامل نفسيا مع مختلف نفسيات الطلبة للخروج بنتائج طيبة تكون ذات فائدة للطالب مستقبلا.
الفرصة.. والإحباط
مبديا امتعاضه الطالب محمد المحروقي يقول: أنا من ضمن الطلاب غير المحظوظين ببيئة منزلية يتم التحدث فيها "بالإنجليزية" كما كان ذلك لبعض الطلاب والذين بصراحة يشكلون "علامة فارقة" بين أقرانهم، وللأسف فمثل هذا الأمر يشكل إحباطا لمن لم يحظ بمثل هذه الفرصة برغم أن المجتهدين يعدونها نقطة تشجيع وانطلاقة للتغلب على ضعف مستواهم التحصيلي وهم قلة.. وتكمن المشكلة في تخوف بعضنا من توجيه السؤال للمعلم أكثر من مرة منعا للإحراج. وكما تعلمون فهناك كلمات جديدة كل يوم نمر عليها وتحتاج إما لشرح معناها لاستيعابها وربطها بجمل أخرى، وإما بحفظها عن ظهر قلب ولكن بمعناها المرادف "للغتنا العربية"، وهذا جزء من الفهم الصحيح للغة من وجهة نظري بدلا من المرور على الكلمات الجديدة هكذا بدون وعي ليلتهمها النسيان في آخر المطاف.
عارضا المحروقي فكرة قد تكون حلا لهذه المشكلة بحسب ما يرى وهي: لماذا لا يتم إلزام كل طالب "بقاموس" "إنجليزي -عربي" يوضع على طاولته في كل حصة لغة إنجليزية، لأن هذا السلوك سيجعل الطلاب بمستواياتهم التحصيلية المختلفة متشجعين للاندماج مع أقرانهم في الحصة.
"اللغة".. شهادة
ونفى الطالب محمود البلوشي أن يكون الطلاب غير مكترثين بحصة "اللغة الإنجليزية" برغم بعض الظروف الصعبة التي يمر بها عدد منهم، وتابع: من حقنا كطلاب الشكوى والبوح بما يدور في خواطرنا إن كان ذلك بين بعضنا بعضا أو بيننا ومدرسينا، ولا يجب أن تأخذ علينا كحجج نحاول من خلالها الهروب من مسؤولية "الدراسة والاهتمام بها" فنحن قد وصلنا إلى مراحل دراسية تشكل في حياتنا العلمية طريقا للمستقبل، والاستهانة بأية مادة يعني الاستهانة بمستقبلنا.
مؤكدا البلوشي حرص كل طالب لينال المستوى المشرف ولكن هناك عقبات لابد من طرحها على مسامع المسؤولين وعلى وجه الخصوص في مادة "اللغة الإنجليزية" والتي ستحسب بعد تخرجنا من مراحل دراستنا بخاصة أنها تعد مادة أساسية "للنيل والترشح لمواقع العمل" علما بأن معظم مخرجات التعليم العام لن يكون لديها الحظ الأوفر للدخول للكليات والجامعات هنا في السلطنة ولهذا فهذه "اللغة" هي شهادة تضاف إلى شهادة تخرجنا بعد فترة من الوقت، وحقيقة نحن نواجه صعوبة في تحصيل "اللغة" لأسباب عدة وأهمها عدم وجود "تأسيس" حقيقي للكثير من الطلبة في هذه المادة وبالتالي غياب القدرة على التركيز والاستيعاب المطلوب وهذا ليس ذنبنا وإنما نحن نسعى للاجتهاد بكل الوسائل المتاحة.
وأكد بعض الطلاب أنهم يحاولون تقوية "لغتهم" عن طريق دخول المعاهد الصيفية والتي تسهم في تقليل ضعف تحصيلهم الدراسي في هذه المادة حتى يستطيعوا التفاعل بشكل أفضل في الفصل وبالتالي إجادتهم "للغة" ستسهم في رفع مستواهم التحصيلي، ولكنهم لم يخفوا استياءهم من تكبد أهاليهم أعباء مالية تثقل كواهلهم، علما بأن هناك طلابا قد لا يستطيعون الالتحاق بهذه المعاهد بسبب "ضيق ذات اليد".
التنشئة الاجتماعية المبكرة
نقلنا وجهات نظر الطلاب وشكواهم المتمثلة في صعوبة التحصيل الدراسي لهذه المادة والعراقيل العديدة التي تقف أمامهم إلى أستاذ مساعد بقسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس د.سلطان بن محمد الهاشمي فأوضح في بداية حديثه أهمية اللغة بالنسبة لأي مجتمع، بقوله: تعد اللغة هي الأساس والعمود الفقري لثقافة أي مجتمع، وهي العنصر الأساسي لأي ثقافة، ولا تقوم عناصر الثقافة إلا من خلال: التنشئة الاجتماعية المبكرة للطفل سواء كان في محيط الأسرة أو من خلال محيطه المباشر كالمدرسة والأصدقاء يتم بناء شخصيته الثقافية المبكرة، فتنقل إليه عناصر الثقافة بما في ذلك (اللغة، القيم، الأعراف، العادات، التقاليد).
ومبديا الأسباب وراء تأخر الاستعداد النفسي لدى بعض الطلاب، وبالمقابل قدرة بعضهم الآخر على الإلمام بها دون صعوبات.
وقال: إذا نظرنا إلى اللغة الإنجليزية بشكل خاص فنقول إن الطفل سوف يعتمد في مقدرته على التعامل مع اللغة الإنجليزية بحسب تعرضه لاستخدام هذه اللغة مبكرا: فقد يكتسبها من الأسرة إذا كانت الأسرة تستخدم اللغتين العربية والإنجليزية في المنزل مثلا أو من خلال المربية ثم من خلال المدرسة إذا أُدخل الطفل أو الطفلة مبكرا في مدرسة ثنائية اللغة. المحيط الثقافي الذي يحتك به الطفل ومدى استخدام اللغة الإنجليزية فيه كـ(الأسواق، والتلفاز، والحاسب الآلي) كلها تلعب دورا في إكساب اللغة للطفل منذ نعومة أظفاره. كلما ابتعدت الثقافة عن استخدام اللغة الإنجليزية زادت صعوبة الطفل في فهم واستخدام هذه اللغة.
تفاوت ملموس
وجوابا على سؤالنا له حول تأثير عدم استخدام اللغة في المحيط بالنسبة للطالب قال الهاشمي: إن التفاوت الذي نلحظه بين الطلبة في مدى استخدام اللغة الإنجليزية هو عائد إلى القرب والبعد في استخدام هذه اللغة في المحيط الثقافي أكثر من أن تكون هي مشكلة أساسية في الطفل. فالتفاوت الجغرافي بين المحيط البدوي ثم الريفي ثم الحضري لاشك له دور في مدى تمكن الطالب من استيعاب واستخدام اللغة الإنجليزية فالطالب القادم من مدارس ثنائية اللغة لاشك سوف يكون أكثر استعدادا وفهما لهذه اللغة من الطالب الذي درس اللغة الإنجليزية كمادة وليس كمنهج.
لغة التخاطب والتعامل
راميا وجهة نظره إلى واقعية "اللغة الإنجليزية" في حياتنا بقوله: إن اللغة الإنجليزية جديدة على ثقافتنا بشكل عام والاهتمام بها ربما تصاعد في السنوات الأخيرة بسبب التوجه إلى العمل في القطاع الخاص مع تشبع القطاع الحكومي، وفي القطاع الخاص تعد اللغة الإنجليزية هي لغة التخاطب والتعامل في العموم، كما أن الكليات والجامعات الخاصة بدأت تفرض نفسها وهي في غالبها تدرس موادها باللغة الإنجليزية.
وتابع د.سلطان الهاشمي: هذا الاهتمام الذي بدأ يفرض نفسه لابد من الوقفة معه وإعادة صياغة سياسة طرح اللغة الإنجليزية والسؤال المطروح هو (هل سوف يتحول المجتمع إلى ثنائي اللغة لتكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الملاصقة للغة العربية؟) وهذا السؤال هو لا يخص فقط اللغة أو الثقافة العربية بل إنه أصبح هاجسا لغالب الثقافات الأخرى غير الإنجليزية. مؤكدا كوجهة نظر اختصاصي أهمية وجود التوازن بين المحافظة على اللغة العربية وثقافتها من ناحية وضرورة وجود اللغة الإنجليزية التي أصبحت اللغة العالمية الأولى بدون منازع في المنظور القريب. العقبات:
* قلة التواصل بين الطالب ومدرس المادة
* عدم ممارسة اللغة في المحيط
* ضعف التأسيس اللغوي
* قلة الثقة بالنفس والتأثير النفسي العكسي على الطالب
الحلول:
* التوجه لجعل المجتمع العُماني "ثنائي اللغة" لضمان المحافظة على "العربية" وتقوية "الإنجليزية"
* المبادرة لاستخدام "الإنجليزية" مبكرا
* التواصل اللغوي بين الطالب ومدرسيه للمادة
* فتح آفاق مبتكرة لمنح الطالب فرصة التواصل لغويا في محيطه
* معالجة قلة الثقة لدى الطلبة بتمكين قدراتهم للتعلم
* فتح أبواب الحوار بين الطالب ومحيط مدرسته للتعرف على صعوباته في اللغة
أكثر...
**محمد العوفي:توجد "حلقة مفقودة"بين الطالب والقدرة علىتحصيله للمادة محمد المحروقي:أنا من ضمن الطلاب غير المحظوظينببيئة منزلية يتم التحدث فيها "بالإنجليزية"
**محمود البلوشي:من حقنا كطلابالشكوى والبوح بما يدور في خواطرنا
**6أنشطة يوميافي الصف إلا أنها لا تجد التفاعلالمطلوب
استطلاع - ناجية البطاشية
تشكل "اللغة الإنجليزية" بالنسبة لبعض الطلاب في مراحل دراستهم المختلفة حاجزا يحول بينهم وبين قدرتهم على الفهم الصحيح في تلقي اللغة بالشكل المرضي والذي يسهم في دعم مستواهم التعليمي مدرسيا، ومستقبلهم القادم عمليا. وبعضهم الآخر يجدها طريقا للدخول للعالم من أوسع أبوابه ولكن مع وقف التنفيذ بسبب ضعف إمكاناتهم اللغوية والمادية، وبين الطرفين لا تتوقف شكوى الطلاب من الصعوبة التي يواجهونها في تحصيلهم للغة الإنجليزية والتي يصفونها بـ"الهمّ" الملقى على أكتاف لابد لها من تجاوز كل العراقيل لإحراز نتائج مطمئنة.
فما هو السبب المباشر وراء تأخر الاستعداد النفسي لتعلم "اللغة الإنجليزية" لدى بعض الطلبة؟ ولماذا هناك شريحة منهم لديها القدرة على التفاعل مع اللغة والإلمام بها؟ وهل هناك حلول لمساعدة هؤلاء الطلبة للخروج من هذه المشكلة؟ وهل هذه المشكلة ستنعكس آثارها في هذا الطالب فحسب أم على مستوى تحصيله العلمي وأيضا على مستوى حياته بشكل عام؟ وهل مسؤولية تحمل عبء المواد الدراسية سبب من أسباب ضعف التحصيل لدى بعضهم؟ وما هي حلول الطلاب لمساعدتهم على تجاوز مادة ستحدد مستوى حصولهم على وظيفة؟
"الشبيبة" رمت صنارة استطلاعها وخرجت بآراء الطلاب والرأي الاختصاصي في هذه المشكلة المؤرقة للطالب العُماني: الطالب عبد الله بن عبد الحكيم صارحنا بقلق واضح وقال: أشعر بالقلق بين فينة وأخرى بسبب ضعف تحصيلي العلمي لمادة "اللغة الإنجليزية" والتي هي جزء من اهتمامنا كطلاب، والمشكلة التي لابد من طرحها في هذا المقام هي أن كثيرا من المعلمين يعتقدون اعتقادا جازما أن كل الطلاب في صفوفهم لديهم القدرة على استيعاب المادة ولا يحتاجون إلى رعاية ومتابعة لصيقة، -وللأسف- فهذا الأمر جعل كلاً من "الطالب في واد والمدرس في واد آخر".. وحتى نكون صرحاء فالطالب العُماني يعاني ضعفا في التحصيل الدراسي وعدم المقدرة على التواصل مع أقرانه ممن يجيدون "الإنجليزية" ومدرسه، ولكن معظم الطلاب لا يشتكون لأحد لأنهم يعتقدون أنه لا فائدة من الشكوى ما دام أحد لا ينتبه لمستواهم الضعيف، وما دام همُّ المعلم وجود بعض من يشاركه الدرس فحسب.
وأشار الطالب عبدالله إلى أن التعاطي مع اللغة في المجتمع جانب مهم جدا، وهم كجيل تحيط به التكنولوجيا ووسائل التعلم من كل ناحية يحاولون مساعدة أنفسهم قدر استطاعتهم، ولكن من وجهة نظره أن التأسيس له دور في تهيئة الطالب وبدونه يصبح فاقدا للتوازن.
ضعف التواصل لغويا
الطالب محمد العوفي يطرح رأيه قائلا: توجد "حلقة مفقودة" بين الطالب وبين القدرة على تحصيله لمادة "اللغة الإنجليزية" رغم أن هناك 6 أنشطة يوميا في الصف إلا أنها لا تجد التفاعل المطلوب من قبل الطلاب كما هو الحال من معلم المادة، والسبب عدم الاستيعاب للمادة كما ينبغي لتبقى حصة "اللغة الإنجليزية" محلك سر.
مضيفا العوفي: مسألة ضعف التحصيل لهذه المادة جعل بعض الطلاب يتهاونون فيها غير مكترثين بها بسبب اقتناعهم بضعف التواصل اللغوي الذي أدى إلى ضعف التواصل دراسيا بين الطالب ومعلمه، لدرجة أن بعضهم قد ينشغل بأشياء أخرى خارج إطار الدرس، أو يسرح بفكره بعيدا بخاصة إن وجد في الفصل مجموعة من الطلاب تجيد التحدث والكتابة "بالإنجليزية" حينها يكتفي المعلم بالتفاعل معهم في أغلب الأحيان بسبب سلاسة التعاطي بينه وبينهم، وهنا تكمن المشكلة وتتضح وبالتالي تزداد الفجوة بين المعلم والطلاب غير المُجيدين للغة الإنجليزية، فلا الطرف الأول يحاول التقرب من الطرف الثاني، ولا الطرف الثاني يستوعب أهمية تواصله مع الطرف الأول.
متمنيا العوفي أن تكون "اللغة الإنجليزية" موضع بحث من قبل مسؤولي الوزارة لدعم معلمي هذه اللغة وتدريبهم ليس فحسب على كيفية التدريس والتعاطي مع الطالب، ولكن أيضا على كيفية التعامل نفسيا مع مختلف نفسيات الطلبة للخروج بنتائج طيبة تكون ذات فائدة للطالب مستقبلا.
الفرصة.. والإحباط
مبديا امتعاضه الطالب محمد المحروقي يقول: أنا من ضمن الطلاب غير المحظوظين ببيئة منزلية يتم التحدث فيها "بالإنجليزية" كما كان ذلك لبعض الطلاب والذين بصراحة يشكلون "علامة فارقة" بين أقرانهم، وللأسف فمثل هذا الأمر يشكل إحباطا لمن لم يحظ بمثل هذه الفرصة برغم أن المجتهدين يعدونها نقطة تشجيع وانطلاقة للتغلب على ضعف مستواهم التحصيلي وهم قلة.. وتكمن المشكلة في تخوف بعضنا من توجيه السؤال للمعلم أكثر من مرة منعا للإحراج. وكما تعلمون فهناك كلمات جديدة كل يوم نمر عليها وتحتاج إما لشرح معناها لاستيعابها وربطها بجمل أخرى، وإما بحفظها عن ظهر قلب ولكن بمعناها المرادف "للغتنا العربية"، وهذا جزء من الفهم الصحيح للغة من وجهة نظري بدلا من المرور على الكلمات الجديدة هكذا بدون وعي ليلتهمها النسيان في آخر المطاف.
عارضا المحروقي فكرة قد تكون حلا لهذه المشكلة بحسب ما يرى وهي: لماذا لا يتم إلزام كل طالب "بقاموس" "إنجليزي -عربي" يوضع على طاولته في كل حصة لغة إنجليزية، لأن هذا السلوك سيجعل الطلاب بمستواياتهم التحصيلية المختلفة متشجعين للاندماج مع أقرانهم في الحصة.
"اللغة".. شهادة
ونفى الطالب محمود البلوشي أن يكون الطلاب غير مكترثين بحصة "اللغة الإنجليزية" برغم بعض الظروف الصعبة التي يمر بها عدد منهم، وتابع: من حقنا كطلاب الشكوى والبوح بما يدور في خواطرنا إن كان ذلك بين بعضنا بعضا أو بيننا ومدرسينا، ولا يجب أن تأخذ علينا كحجج نحاول من خلالها الهروب من مسؤولية "الدراسة والاهتمام بها" فنحن قد وصلنا إلى مراحل دراسية تشكل في حياتنا العلمية طريقا للمستقبل، والاستهانة بأية مادة يعني الاستهانة بمستقبلنا.
مؤكدا البلوشي حرص كل طالب لينال المستوى المشرف ولكن هناك عقبات لابد من طرحها على مسامع المسؤولين وعلى وجه الخصوص في مادة "اللغة الإنجليزية" والتي ستحسب بعد تخرجنا من مراحل دراستنا بخاصة أنها تعد مادة أساسية "للنيل والترشح لمواقع العمل" علما بأن معظم مخرجات التعليم العام لن يكون لديها الحظ الأوفر للدخول للكليات والجامعات هنا في السلطنة ولهذا فهذه "اللغة" هي شهادة تضاف إلى شهادة تخرجنا بعد فترة من الوقت، وحقيقة نحن نواجه صعوبة في تحصيل "اللغة" لأسباب عدة وأهمها عدم وجود "تأسيس" حقيقي للكثير من الطلبة في هذه المادة وبالتالي غياب القدرة على التركيز والاستيعاب المطلوب وهذا ليس ذنبنا وإنما نحن نسعى للاجتهاد بكل الوسائل المتاحة.
وأكد بعض الطلاب أنهم يحاولون تقوية "لغتهم" عن طريق دخول المعاهد الصيفية والتي تسهم في تقليل ضعف تحصيلهم الدراسي في هذه المادة حتى يستطيعوا التفاعل بشكل أفضل في الفصل وبالتالي إجادتهم "للغة" ستسهم في رفع مستواهم التحصيلي، ولكنهم لم يخفوا استياءهم من تكبد أهاليهم أعباء مالية تثقل كواهلهم، علما بأن هناك طلابا قد لا يستطيعون الالتحاق بهذه المعاهد بسبب "ضيق ذات اليد".
التنشئة الاجتماعية المبكرة
نقلنا وجهات نظر الطلاب وشكواهم المتمثلة في صعوبة التحصيل الدراسي لهذه المادة والعراقيل العديدة التي تقف أمامهم إلى أستاذ مساعد بقسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس د.سلطان بن محمد الهاشمي فأوضح في بداية حديثه أهمية اللغة بالنسبة لأي مجتمع، بقوله: تعد اللغة هي الأساس والعمود الفقري لثقافة أي مجتمع، وهي العنصر الأساسي لأي ثقافة، ولا تقوم عناصر الثقافة إلا من خلال: التنشئة الاجتماعية المبكرة للطفل سواء كان في محيط الأسرة أو من خلال محيطه المباشر كالمدرسة والأصدقاء يتم بناء شخصيته الثقافية المبكرة، فتنقل إليه عناصر الثقافة بما في ذلك (اللغة، القيم، الأعراف، العادات، التقاليد).
ومبديا الأسباب وراء تأخر الاستعداد النفسي لدى بعض الطلاب، وبالمقابل قدرة بعضهم الآخر على الإلمام بها دون صعوبات.
وقال: إذا نظرنا إلى اللغة الإنجليزية بشكل خاص فنقول إن الطفل سوف يعتمد في مقدرته على التعامل مع اللغة الإنجليزية بحسب تعرضه لاستخدام هذه اللغة مبكرا: فقد يكتسبها من الأسرة إذا كانت الأسرة تستخدم اللغتين العربية والإنجليزية في المنزل مثلا أو من خلال المربية ثم من خلال المدرسة إذا أُدخل الطفل أو الطفلة مبكرا في مدرسة ثنائية اللغة. المحيط الثقافي الذي يحتك به الطفل ومدى استخدام اللغة الإنجليزية فيه كـ(الأسواق، والتلفاز، والحاسب الآلي) كلها تلعب دورا في إكساب اللغة للطفل منذ نعومة أظفاره. كلما ابتعدت الثقافة عن استخدام اللغة الإنجليزية زادت صعوبة الطفل في فهم واستخدام هذه اللغة.
تفاوت ملموس
وجوابا على سؤالنا له حول تأثير عدم استخدام اللغة في المحيط بالنسبة للطالب قال الهاشمي: إن التفاوت الذي نلحظه بين الطلبة في مدى استخدام اللغة الإنجليزية هو عائد إلى القرب والبعد في استخدام هذه اللغة في المحيط الثقافي أكثر من أن تكون هي مشكلة أساسية في الطفل. فالتفاوت الجغرافي بين المحيط البدوي ثم الريفي ثم الحضري لاشك له دور في مدى تمكن الطالب من استيعاب واستخدام اللغة الإنجليزية فالطالب القادم من مدارس ثنائية اللغة لاشك سوف يكون أكثر استعدادا وفهما لهذه اللغة من الطالب الذي درس اللغة الإنجليزية كمادة وليس كمنهج.
لغة التخاطب والتعامل
راميا وجهة نظره إلى واقعية "اللغة الإنجليزية" في حياتنا بقوله: إن اللغة الإنجليزية جديدة على ثقافتنا بشكل عام والاهتمام بها ربما تصاعد في السنوات الأخيرة بسبب التوجه إلى العمل في القطاع الخاص مع تشبع القطاع الحكومي، وفي القطاع الخاص تعد اللغة الإنجليزية هي لغة التخاطب والتعامل في العموم، كما أن الكليات والجامعات الخاصة بدأت تفرض نفسها وهي في غالبها تدرس موادها باللغة الإنجليزية.
وتابع د.سلطان الهاشمي: هذا الاهتمام الذي بدأ يفرض نفسه لابد من الوقفة معه وإعادة صياغة سياسة طرح اللغة الإنجليزية والسؤال المطروح هو (هل سوف يتحول المجتمع إلى ثنائي اللغة لتكون اللغة الإنجليزية هي اللغة الملاصقة للغة العربية؟) وهذا السؤال هو لا يخص فقط اللغة أو الثقافة العربية بل إنه أصبح هاجسا لغالب الثقافات الأخرى غير الإنجليزية. مؤكدا كوجهة نظر اختصاصي أهمية وجود التوازن بين المحافظة على اللغة العربية وثقافتها من ناحية وضرورة وجود اللغة الإنجليزية التي أصبحت اللغة العالمية الأولى بدون منازع في المنظور القريب. العقبات:
* قلة التواصل بين الطالب ومدرس المادة
* عدم ممارسة اللغة في المحيط
* ضعف التأسيس اللغوي
* قلة الثقة بالنفس والتأثير النفسي العكسي على الطالب
الحلول:
* التوجه لجعل المجتمع العُماني "ثنائي اللغة" لضمان المحافظة على "العربية" وتقوية "الإنجليزية"
* المبادرة لاستخدام "الإنجليزية" مبكرا
* التواصل اللغوي بين الطالب ومدرسيه للمادة
* فتح آفاق مبتكرة لمنح الطالب فرصة التواصل لغويا في محيطه
* معالجة قلة الثقة لدى الطلبة بتمكين قدراتهم للتعلم
* فتح أبواب الحوار بين الطالب ومحيط مدرسته للتعرف على صعوباته في اللغة
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions