الهاتف المحمول جديد a3m3

    • الهاتف المحمول جديد a3m3




      الهاتف المحمول هو ذلك الجهاز الصغير الذي لم نصنعه نحن بالطبع بل وفد إلينا من بلادٍ أخرى ، هذا ليس غريباً فنحن لم نصنع شيئاً بل نستهلك ما يصنعه غيرنا ، لكن الغريب أن هذا الجهاز الذي صُنع لتنظيم حياة الناس وتسهيل التواصل بينهم نجد له آثاراً سلبية ربما لا تكون بالبساطة التي يتصورها البعض.
      كان يُفترض على الذين صنعوا الهاتف المحمول أن يصمموه بحيث لا يعمل داخل السيارة ، لأننا ببساطة كمستهلكين لا نحترم القوانين.
      وكان يفترض بهم أيضاً أن يجعلوه لا يعمل في أوقات القيلولة و آخر الليل ، لأننا وببساطة أيضاً لا نحترم المواعيد.
      لكن ثمة معضلة أخرى لا أظن أنهم قادرون على حلها وهي عندما تدخل على مؤسسة حكومية فتجد الذي يجلس وراء المكتب يتحدث وبكل أريحية بالهاتف ويقهقه مع استدارة محترفة بالكرسي الدوار بينما تقف أنت وبكل خشوع إلى أن ينهي مكالمته التاريخية .. والويل لك إن كانت هذه المكالمة غرامية ، فإن أقدامك ستتورم من كثرة الوقوف .. والويل كل الويل لك لو فكرت في مقاطعة مكالمته ، فإن العقوبة عندئذٍ ستكون تأخير إجرائك بأحد الأعذار الجاهزة سلفاً.
      حدث معي ذات يوم أن دخلت على موظف لاستكمال إجراء معين ولحسن حظي أنه كان يتكلم بالهاتف عبر السماعات وكان الهاتف يرقد على الطاولة ، فمددت له الملف بكل هدوء بينما هو منفعل ويتكلم مع الطرف الآخر بغضب ، وبنفس الانفعال قام بالتوقيع والختم ثم ألقى إلى بالملف ، وبعد أن خرجت قلبت الوريقات داخل الملف لأكتشف أنني أخطأتُ في المكتب وأنه ليس الختم الذي أريده.
      حادثة أخرى ، أخبرني ابن قريب لي يدرس في المرحلة الإعدادية بأن المُدرِّسة تمضي نصف الحصة في مكالمات هاتفية ، وعندما سألته عن نوع الحديث قال : لم نسمعها لأنها تهمس همساً.
      أما في المسجد فإن رنات المحمول صارت أمراً مألوفاً رغم الملصقات الكثيرة من نوع أقفل النقال واتصل بالله ، وأدهى ما في الأمر أن بعض الرنات هي أغاني لنانسي عجرم وغيرها ، تخيل أنك تستمع إلى أغنية ( بوس الواوا ) وأنت تقف بين يدي رب العالمين.
      في مثل هذه الحالات لا يمكن للشركة المصنعة أن تجد حلاً ، فالخلل ليس في الجهاز وإنما في المستخدم ، اللهم إلا إذا استطاعت هذه الشركات أن تُصَّنع لنا عقولاً ترتقي بنا إلى مستوى العصر.
      فمتى نعي أن الرقي ليس في امتلاك تقنيات العصر وإنما الرقي هو رقي التفكير ،
      فإذا فاتنا أن نكون مخترعين أو مصنعين فلا يفوتنا أن نحسن الاستعمال.
      -----------------------

      نُشرت هذه المقالة في صحيفة قورينا العدد (345) ، الخميس 1/1/2009
      وفي صحيفة (وادي الشاطئ) العدد (20) السبت 22/08/2009
      وفي موقع جريدتك بتاريخ 11.01.2009




      المصدر : a3m3


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions