"تذبذب مستوى أنديتنا" ظاهرة تشغل الشارع ا&

    • "تذبذب مستوى أنديتنا" ظاهرة تشغل الشارع ا&

      متابعة ـ ذياب البلوشي
      نواصل اليوم الحديث عن أبرز سلبيات دورينا والأندية العمانية بشكل عام في السلطنة بعد أن كان الحديث خلال الايام الفائتة عن سلبية إقالة المدربين في دوري عمان موبايل وتأثر الأندية العمانية بهذه الإقالات، أما السلبية الثانية والتي ستكون حديثنا اليوم هي عدم الثبات في مستوى الأندية وتذبذب نتائجها بشكل عام حيث لا نرى فريقا مستواه ثابت لعدة مواسم فمثلا يتوج فريق بطلا للدوري تجده في الموسم التالي يصارع من أجل البقاء وفريق آخر يتوج بطلا للكأس تجده في الدوري على مقربة من الهبوط وهذا واقع في الدوري العماني وهي سلبية كبيرة تؤثر على مسيرة الأندية وتؤثر على مشاركاتها الخارجية في البطولات الآسيوية والخليجية.
      لنضرب مثالا على حديثنا حيث رأينا صحم وهو يتوج بطلا للكأس قبل موسمين وفي نفس الموسم في الدوري كان يصارع من أجل البقاء وأنقذ نفسه بأعجوبة في الجولة الأخيرة ونجح في البقاء في دوري الأضواء فمن كان يتوقع هذا المصير لبطل الكأس وغالبا ما يحرز فريق لقب الكأس تجده يغيب عن احراز الدوري في نفس الموسم والفريق الذي يحقق لقب الدوري تجده في المراكز المؤخرة في الموسم التالي وقلما نجد فريقا يحقق لقب الدوري لموسمين متتاليين على الأقل خلال العشر السنوات الفائتة.

      عدم الثبات في المستوى والنتائج ظاهرة سلبية
      بإمكاننا أن نطلق على هذا الأمر (ظاهرة سلبية في دورينا) كيف ؟ لو رجعنا الى الخلف وفي السبعينيات والثمانينيات نجد أن مستوى الفرق كان ثابتا في تلك الفترة فكنا نشاهد فنجاء وظفار والنصر والأهلي والسيب منافسين دائمين على لقب الدوري وهذه الفرق كانت تنافس في كل موسم وانضم الى هذه الفرق في بداية التسعينيات فريقا صور والعروبة فارتفع عدد الفرق المنافسة وكان الفرق لها ثبات في المستوى وهو الأمر الذي ساعد الأندية العمانية في المنافسة على الالقاب الخارجية فاستطاع فنجاء تحقيق لقب بطولة مجلس التعاون للأندية كما حقق ظفار وصور الوصيف في نفس البطولة في بداية التسعينيات وتأهل نادي عمان الى المباراة النهائية لكأس الكؤوس الآسيوية (كأس الاتحاد الآسيوي حاليا)، ومن هنا يتبين ان الفريق الذي كان يحقق لقب الدوري تجده ينافس مرة أخرى في الموسم التالي او على الاقل يحقق مركز الوصافة مثلا وتجد مستواه لا يتغير وهو يشارك في بطولة خارجية بنفس مستواه السابق الذي جعله يحقق اللقب ، أما الآن فهذه الإيجابية اختفت تماما في دوري السلطنة ومن هنا نجد ان أنديتنا لا تنافس خارجيا وذلك لسبب التذبذب في المستوى والنتائج وعدم قدرة الأندية العمانية على المحافظة على مستواها الفني بالإضافة الى نقطة مهمة وهي الحفاظ على التشكيلة واللاعبين، اليوم نرى أن اللاعب يبحث مستقبله في فريق يدفع له أكثر فاللاعب اليوم يفضل المادة على الفريق الذي نشأ فيه وهو حق مشروع طبعا للاعب ولكن لم تكن هذه الظاهرة موجودة سابقا وبالتالي فإن الفرق الحالية تواجه صعوبة في الاحتفاظ باللاعب من خلال مطالبات اللاعب المالية، اليوم من يدفع أكثر يحصل أكثر ولكن لازال نظرية الاحتراف بعيدة تماما عن واقع أنديتنا المحلية.

      الإدارات لها دور في ظاهرة تذبذب النتائج
      نجد ان إدارات الأندية العمانية لها دور كبير في عدم ثبات مستوى فرقها ونتائجها، فالإدارة تأتي في فريق معين لفترة محددة أو مؤقتة وبالتالي تجد الإداري يعمل ويجتهد ويفكر في فترة عمله فقط ولا يفكر في المستقبل ولا يفكر أنه قدر أن يرحل بعد فترة ويحل محله شخص آخر، فالإداري يعمل لفترته فقط وبالتالي يجتهد لتحقيق انجاز لفريقه من خلال استقطاب اللاعبين المحليين والمحترفين ودفع مبالغ لجلب هؤلاء اللاعبين وإطلاق وعود للجماهير بتحقيق اللقب وقد تنجح الإدارة والفريق يحقق الإنجاز وبعد الإنجاز يرى الإداري أنه قد حقق ما كان مطالبا منه وبالتالي قد يقدم استقالته ويحافظ على إنجازه وقد يواصل العمل في النادي في الموسم التالي ولكن ليس بنفس النشاط والحماس لأنه حقق الغرض وحقق الإنجاز وبالتالي لا يملك نفس الحماس والرغبة في الموسم الذي يليه وقلما نجد إداريا يفكر في المستقبل ويفكر في الإنجازات وفي أغلب الأحيان نجد أن الاداري يفكر في تحقيق انجاز من خلال فترة توليه العمل وبالتالي تجده يخسر اللاعبين في المواسم التالية ويعاني الفريق من خلال عدم اكتمال التشكيلة وفقدان اللاعبين لفرق أخرى مثلا ومن هنا يجب أن يكون الاداري محترفا في تفكيره وفي عمله وهذه الميزة غير موجودة في الأندية العمانية ولابد من تشكيل لجنة في كل فريق عملها مراقبة الإدارة ودورها وعملها وواجباتها ومحاسبة كل من يخطئ والتصفيق للذي يستحق نظير عمله الجيد.

      دور اللاعبين
      نرجع لنقطة اللاعبين في الأندية العمانية، اليوم هناك عدد قليل جدا من اللاعبين الذين يلعبون من أجل الولاء لقميص الفريق وهذا الأمر بات مختفيا في بعض الملاعب العمانية كما كان في السابق عندما كان يلعب اللاعب من أجل الولاء فقط وليس للمادة فكان يقدم كل ما لديه وفي كل موسم تجده يتألق ، أمـا الآن فاللاعب يلعب من أجل المال فقط وبالتالي تجد مستواه غير مستقر فالفريق الذي يدفع لي أكثر أقدم له أكثر واذا تأخر راتبي فإن مستواي الفني يقل في الملعب لأن النادي تأخر في صرف الراتب، هكذا هو حال اللاعب العماني اليوم وقلما نجد لاعبا يفكر في اسم ناديه فمعظم اللاعبين يفكرون في المادة فقط ومن هنا نجدهم يبحثون في الأندية التي تدفع المال الأكثر فمثلا اليوم تجده في فريق وفي الموسم التالي تجده في فريق آخر وبالتالي يغيب الاستقرار الفني في الفريق من خلال رحيل اللاعب من فريق لفريق بحثا عن المادة، والإدارة لن تستطيع فعل الكثير لأن الاحتراف غائـب عن ملاعبنا وليس هناك تلك الشروط القوية التي تجعل اللاعب ثابتا في فريق ما، ومن هنا نجد ان اللاعب العماني بسهولة يتجول في مختلف الأندية ويغيب الاستقرار الفني للاعب نفسه وللفريق الذي يلعب له، وللحد من هذه الظاهرة لابد من وضع شروط وضوابط لهذه النقاط من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم ولجنة المسابقات التابعة للاتحاد ولابد من تطبيق ولو شبه الاحتراف في الأندية العمانية للمحافظة على حقوق الاندية واللاعبين وبالتالي مساعدة الفرق في تقديم مستوى ثابت .

      القائمين على البطولات المحلية
      نقطة أخرى تؤثر في ظاهرة عدم ثبات مستوى الأندية العمانية وهي القائمون على هذه البطولات وللتحديد أكثر أقصد لجنة المسابقات في اتحاد الكرة والتي تتحمل جزءا كبيرا من انتشار ظاهرة التذبذب في نتائج الفرق العمانية من خلال عدم وجود روزنامة ثابتة للبطولات العمانية حيث نجد مثلا بطولة الكأس ينطلق قبل بداية الدوري والموسم في السلطنة يفتتح ببطولة الكأس وبخروج المغلوب والفرق التي تدخل بطولة الكأس غير مستعدة أصلا لهذه البطولة فمن غير المعقول ان يستعد فريق لمدة شهور وفي الأخير يخرج من خلال مباراة واحدة من الكأس وخصوصا فرق دوري الدرجة الاولى وكان من الافضل انطلاق الموسم ببطولة الدوري لأننا على يقين بأن الاندية تستعد للدوري أكثر من الكأس وبالتالي الفرق عندما تدخل أجواء الدوري تكون جاهزة تماما لبطولة الكأس ومن الأفضل لعب مباريات الكأس في وسط الدوري أو بعد نهاية الدوري كما هو عليه الحال في معظم دول العالم ومن هنا نجد أن بعض الفرق تحقق لقب الكأس وتختفي في بطولة الدوري بالإضافة الى عدم وجود مواعيد ثابتة لبطولات الكأس ومباريات الدوري ويا كثرة التأجيلات والتعديلات على مباريات دوري عمان موبايل وكل ما يدخل المنتخب الوطني معسكرا يتم تأجيل المباريات وكل ما شارك المنتخب الوطني في بطولة ما يتم تأجيل المباريات وهذا يضر الاندية واللاعب بشكل كبير بسبب عدم وجود روزنامة للبطولات العمانية كما هو عليه الحال في الدوريات الخليجية مثل الدوري القطري حيث تجد هناك جداول ومواعيد للمباريات في السنوات الثلاث المقبلة ومن الاستحالة تأجيل المباريات هناك لأنهم يعرفون تماما مواعيد مباريات منتخباتهم من خلال أيام الفيفا المحددة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ومن الافضل ان تضع لجنة المسابقات في الاتحاد العماني مواعيد ثابتة غير قابلة للتغير حتى لا يتأثر اللاعب بهذه التأجيلات وإيقاف مباريات الدوري لفترات طويلة في بعض الأحيان .

      جماهير الأندية
      للجمهور دور كبير في هذه الظاهرة ويعرف الجميع عن ظاهرة العزوف الجماهيري لمباريات الاندية العمانية لدرجة ان المباريات النهائية لبطولات الكأس الآن نجد حضورا غير جيد من الجماهير العمانية عكس كما كنا نشاهده في السابق عندما كانت الجماهير تقف قلبا وقالبا مع فرقها اينما حل ورحل الفريق ، في السابق كنا نشاهد جماهير صور والعروبة تحضر بكثافة حتى لو لعب الفريق في مسقط مثلا ونتذكر الجماهير الفنجاوية الغفيرة التي كانت تقف مع الفريق اينما حل والجماهير الظفراوية والنصراوية والسيباوية كانت تحضر بكثافة لمساندة فرقها ، أمـا الآن فالجمهور لا يحضر لمساندة الفريق الا في حالة وصول الفريق الى ادوار متقدمة او اقترابه من تحقيق لقب الدوري تجد الجمهور يقف خلف الفريق ونجد ان الجماهير تحضر في الدور الثاني لمساعدة الفريق لتحقيق اللقب او مساعدته من أجل البقاء كما حدث مع بعض الفرق في المواسم الفائتة ولنا للسيب وصحم والسويق اكبر الامثلة ، فالجمهور اليوم أصبح يفضل متابعة مباريات الدوري الاوروبي ولا يساند ناديه وينتظر حتى يحقق الفريق نتائج ايجابية ، وبالتالي فإن ظاهرة العزوف الجماهيري تؤثر سلبا على مسيرة الفرق وتجعله لا يحافظ على مستواه وعلى نتائجه وإنجازاته لسنوات متتالية.

      فرق ثابتة في مستواها
      لو نتابع الدوريات العالمية والعربية نجد أن هناك فرقا لا تتغير نتائجها ومستواها وقد تتعرض لكبوات ولكن سرعان ما ترجع لمستواها الطبيعي وتنافس مرة أخرى على الألقاب ، في أسبانيا مثلا هناك برشلونة والريال وفي انجلترا المان يونايتد وتشلسي وارسنال وفي الدول العربية مثلا الهلال والاتحاد والشباب في السعودية والعين والوحدة والأهلي في الامارات وفي قطر الغرافة والسد والريان ، فهذه الفرق دائما ما تنافس على الالقاب أما في السلطنة وفي السنوات العشرة الأخيرة لا يوجد هناك فريق منافس دائم واذا ما حقق فريق ما لقبا فإنه يختفي لعدة سنوات وبالتالي تقل المنافسة الشريفة بين الأندية العمانية والسبب التراجع السريع في مستوى الأبطال وعدم مقدرة البطل المحافظة على مستواه وبالتالي سرعان ما يأتي فريقا آخر يجرده من اللقب في الموسم الذي يليه ولو أن البطل يستطيع المحافظة على مستواه في الموسم التالي مع ظهور فرق أخرى منافسة لكان هناك حديث آخر في دورينا ، الخلاصة أن في دورينا لا يوجد هناك فريق ثابت المستوى يستطيع المحافظة على ألقابه في المواسم التالية وهي سلبية في الدوري العماني.

      بدر الرواس يحمل اللاعبين المسؤولية
      وللبحث أكثر في موضوع التفاوت في مستوى الأندية اجرينا اتصالا برئيس أكبر الأندية العمانية وهو الشيخ بدر الرواس رئيس نادي ظفار الفريق الفائز بأكثر الالقاب بدوري عام السلطنة، الشيخ بدر الرواس أطلق على هذه الظاهرة بـ " الغريبة " ، وأكد بأن هذه الظاهرة موجودة من موسم لموسم وبالفعل هناك فرق تقدم أداءً متفاوتا من فترة الى فترة ومن بين أسباب ظاهرة التفاوت في المستوى هو الضغط النفسي حيث نجد في بعض الفترات أن الفرق وخصوصا الكبيرة تتعرض لضغوطات نفسية من قبل الجماهير خصوصا الفرق الكبيرة كما حدث مع نادي العروبة الموسم الفائت ومع ظفار قبل 3 مواسم تقريبا حيث ان الفرق الكبيرة في بعض الفترات لا تحقق نتائج ايجابية وبالتالي سيكون الفريق مطالبا بالعودة السريعة لمستواه الطبيعي وتحقيق النتائج الايجابية والضغط يأتي من الجمهور ومن هنا نجد أن اللاعب يتأثر ولا يقدم نفس مستواه ، وواصل بدر حديثه للشبيبة قائلا : المشكلة في السلطنة هو عدم محافظة اللاعب على نفسه من خلال الانضباط في التدريبات والاستماع لتوجيهات المدرب بالاضافة الى غذائه وأوقات نومه فهناك أوقات محددة لنوم اللاعب ولراحته ولكن اللاعب في السلطنة لا ينضبط ولا يحافظ على هذه الأشياء المهمة ، وجهت سؤالا للرواس : وما هو دور الادارة هنا؟ قال : لا يمكن للادارة أن تراقب اللاعب وتتدخل في الحاجات الشخصية للاعب ولا نستطيع أن نجبر اللاعب للنوم في أوقات معينة مثلا ولكن الادارة تحاول من خلال توجيه اللاعب وتوجيه نصائح له للمحافظة على مستواه سواء في داخل الملعب او خارجه ، باختصار لا يوجد وعي للاعب في السلطنة وهو السبب الرئيسي في تفاوت مستوى اللاعب والأندية.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions