أذكى من فاطمة!! جديد عنب في غصونه

    • أذكى من فاطمة!! جديد عنب في غصونه



      إن أرادت المرأة شيئاً فإنها لن تعدم حيلة للحصول عليه، وإن أحبتك إحداهن فلن يستطيع أحد أن يردها عنك.


      أحد أبناء عمومة أبي من فلج القبائل كبير في السن وهو صاحب إبل، إتصل بي يوماً لأنقل له بعض الجمال من فلج القبائل الى البريمي في شاحنتي، وكما هي عادتي غادرت البريمي فجراً ووصلت عزبة إبن العم مع طلوع الشمس، رحب بي الرجل ودخلنا العزبة للقهوة، كانت هناك فتاة جميلة ملكت علي قلبي كله، كانت عيناي تخونني للنظر اليها كما لم تخطئ عيناي نظراتها لي، كانت تشع جمالاً بدوياً خالصاً ولم تزدها حياة البداوة إلا سحراً وفتنة، تمثلت لها في نفسي كل اشعار الغزل وأنا أصب فناجين القهوة.
      كنت أحسبها إبنته لكني علمت بعدها أنها إبنة أخيه المتوفي وهي في رعايته منذ أن كانت صغيرة، و يرهقها بالعمل معه في العزبة خلافاً لبناته اللاتي تفرغن للدراسة.
      يوم الجمعة هو مناسبة معتادة للسلام على كبير العائلة العم محمد وبما أن والدي متوفي فهو في مقامه الآن، بعد أن خلا المجلس الا مني والعم محمد بينت له رغبتي بالزواج من تلك الفتاة، قال لي إنه يعرف الفتاة وأسمها فاطمة وأنها فتاة تصلح لي خصوصاً لظروفي المادية المتواضعة لكن عمها وهو ولي أمرها رجل طماع وقد يغالي في طلباته ومع ذلك لن يعدم وسيلة للتأثير عليه.
      إتفقنا أنا والعم محمد على زيارة عم الفتاة بعد يومين ، خلال الزيارة طرح عمي محمد الموضوع على عمها الذي بدوره طلب مهلة يومين لاستشارة الفتاة...........إتصل بنا الشايب بعد يومين ليخبرنا بموافقة الفتاة ، وعليه قمنا أنا وكل بني عمي بالزيارة الرسمية المعروفة وتم خلالها الاتفاق على كل الترتيبات من مهر وخلافه، لم يبالغ الرجل في طلباته وأظن أن ذلك بسبب رغبته في تزويجها والتخلص من عبئها.
      إتفقنا أن يكون الزواج بعد عدة أشهر خلال موسم الصيف ، وفي انتظار موعد الزواج كنت أتجرأ أحيانا وأتصل بها لأسلم عليها ثم تآلفنا بعد ذلك وأحسست منها حباً كبيراً بالرغم من أدبها وعفتها في الحديث.
      لكن لا تجري الرياح دوماً بما تشتهي السفن، زار عزبة عمها أحد الايام شايب ثري من الامارات ولما رأى رأى فاطمة طمع في جمالها وأراد أن يرقع شيبته بوردة شبابها الغضة الندية ولم يدري أنه يكاد يهلك نفسين تعاهدتا على الحب.
      صار الشايب يتردد على العزبة وفي كل مرة يأتي بالهدايا لفاطمة وعمها ثم عندما آنس أن قدره ارتفع عند عم فاطمة فاتحه بالامر وغرر به بسحر المال........كانت فاطمة تحكي لي مايحدث ولم يكن بوسعي فعل الكثير سوى أني عزمت على تقديم موعد الزواج.


      ذهبت للقاء عمها وأخبرته بأني أرغب بتقديم موعد الزواج، لكن جوابه كان كالصاعقة علي، قال لقد تراجعت تزويجك بإبنة أخي ولقد بلغني من أخبارك ما لا يسر ثم صار يحكي أشياء غريبة عني وعن سلوكياتي ليقدح في أهليتي كزوج لفاطمة، لم أستطع مواصلة الحديث معه فقد كان واضحاً أنه يريد طردي فقط.
      بعد خروجي عنه إتصلت بي فاطمة التي كانت تستمع الى الحديث، كانت دموعي تتتابع وأنا أكلمها، فاجأتني صلابتها حتى ظننت أنها ربما لا تحبني، لكنها فاجأتني بسؤال بعد طول استماع لي ولشكواي.....قالت "سالم هل تحبني حقاً؟".....قلت وكيف تسألينني هذا السؤال يا بنت العم؟ أنا أحبك وأحيى بريحك إن هبت علي، قالت وبكل ثبات "إذن اسمع يا ابن العم.......سأدبر أمراً ، ستتزوجني وسيدفع ذلك الشايب الخرف وعمي الطماع تكاليف الزواج وهم سيترجونك أن تعود لي...لكن لا تستعجل الامور وخلال ذلك تظاهر بأنك تخليت عني وقبلت برد عمي".


      كان ذلك صعباً علي جداً، حتى التظاهر بأني لن أتزوجها كان يشق على قلبي، أما هي فخطتها مضت كما رسمتها، قبلت بالشايب الغني وطار عقل الشايب بها وأغدق عليها من الهدايا ما لا يوصف ثم أنه طلب تحديد موعد الزواج، استشارها عمها في ذلك فقالت له " يا عمي..أنت وزوجتك ربيتماني منذ أن كنت صغيرة ولو قضيت عمري في خدمتكما ما وفيتكما حقكما، واليوم يأتي رجل ويحرمني من خدمتكما، إن كان ثوابكما عند الله كبير فإني أرغب لكما أيضاً في ثواب الدنيا، ولقد سمعت زوجتك تشكو من ضيق هذا البيت كثيرا وتتمنى بيتاً جديداً....عندي لك رأي سديد، قبل الزواج سأشترط عليه أن يشتري بيتاً لي هنا وعندها إشر أنت أن بيتك للبيع وأطلب عنه مبلغاً كبيراً جداً وسأصر أنا على أن يشتريه لكي لا يذهب للغريب "


      وافق عمها على الفكرة طمعاً في المال واتفق معها على أن يطلب ثلاثة أضعاف السعر المعقول، جاء الشايب ليحدد موعد الزواج، قال له عمها أنها تريد أن تكلمه قبل ذلك في أمر خاص، انفرجت اسارير الشايب وهو لا يدري بالفخ الذي نصب له، تكلمت فاطمة بعد أن صبت للشايب بضع فناجين قهوة كانت تعطيها اياه بابتسامة متغنجة أذهبت صوابه ، طلبت أن يكون لها بيت في فلج القبائل، عندها قال العم إنه كان ينوي بيع بيته لشراء آخر وتمت اللعبة على الشايب.
      بعد ذلك طلبت فاطمة من عمها أن تقول شيئاً خاصاً للشايب على إنفراد، ابتعد العم قليلاً بحيث يراهما ولا يسمعهما، أسرّت فاطمة للشايب " أنت ستكون زوجي وأباً لأولادي ولكن أنت لك زوجة أخرى وأبناء كبار وأعلم أن الاعمار بيد الله ولكني أريد أن تسجل البيت باسمي بعد أن تشتريه من عمي....ولكن لا أريده أن يعرف ذلك حتى يتحول الى بيت جديد لكي لا يحس بالاهانة" قبل الشايب تنفيذ ما أرادت لقد كان مستعداً لتنفيذ كل شيء بقدر ما أسكرته عيناها الجميلتان.
      تم لفاطمة ما أرادت وسجل البيت بإسمها دون علم عمها وتحدد موعد الزواج بعد ذلك بشهر، أعطاها الشايب مالاً وبدأت بشراء لوازم الزفاف، ولا أخفي عليكم أني كنت أحياناً أفقد الثقة في نفسي لكن لم يكن يخامرني شك في فاطمة وقدرتها على مسايسة الامور.
      حكت لعمها وهما يتجهان الى العزبة كيف أنها شاهدت في التلفزيون أن أحد المواطنين ظهر في بئر مزرعته البترول وقد عوضته الحكومة ملايين كثيرة عن البئر، بعدها بعدة أيام قامت بحمل كمية من البترول المخصص لمولد الكهرباء الصغير في العزبة الى البيت، ولمعرفتها بأن عمها يتوضأ لصلاة الفجر من البئر أنتظرت حتى قبل موعد الأذان بقليل ثم سكبت كمية من البترول في ذلك البئر.


      قام العم للوضوء وأدلى دلوه وجذب الماء وما ان غرف غرفة حتى شم رائحة البترول القوية تفوح من الماء..............عاود تشمم الماء مرات ومرات...أيقن أن بئره ينضح منها البترول وأن البخت قد وافاه، لكنه تنبه من سكر فرحه أنه قد باع البيت لذلك الشايب الاماراتي، قرر استعادة البيت وإعادة المال.


      ما كاد النهار يطلع حتى كان عم فاطمة قد أغلق البئر بالاسمنت للحفاظ على السر الثمين ثم سار الى مدينة العين حيث بيت الشايب ليرجع له ماله ويسترجع بيته، لكن الشايب رفض ثم قال "أمرك عجيب لقد عرفت بعد أن اشتريت منك البيت أنك غاليت كثيراً في السعر وبثمنه تستطيع أن تشتري بيتاً أفضل منه بكثير فلماذا تريد ارجاع المال الآن؟!!!"
      حاول عمها بكل وسيلة إقناعه والشايب يرفض بشدة فقرر مصارحته بالامر وأن يتقاسم معه ما ظنه أنه بئر نفط، هنا أسقط في أيديهم فالبيت باسم فاطمة وإذا عرفت فإنها ستستأثر به كله كما قال عمها "إنها ذكية وفطنة وإذا عرفت ستأخذ كل شيء وحتى سترفض أن تتزوجك".
      إحتار الرجلان في أمرهما وأسكرتهما أوهام الملايين الموعودة من بئر النفط ، هنا تفتق ذهن العم عن حيلة قال أنها ستخلصهما من فاطمة فقال لصاحبه " إسمع عندي لك شور.....سأقنع فاطمة أنك لاتصلح لها لكبر سنك وأنه من الخير لها أن تتزوج إبن عمها ثم تعيد اليك البيت لكن لابد أولاً أن نقنع خطيبها السابق أن يعود"
      إتصل بي عمي محمد ورجاني أن أحضر عنده لأمر هام، لما جئت كان الرجلان ينتظرانني على أحر من الجمر ، قال لي عم فاطمة "إبني...لقد أخطأت في حقك ولكنه من فعل الوشاة وليس من فعلي ولما علمت وتيقنت أنك رجل صالح جئت أعتذر وأرجو أن تعود المياه الى مجاريها ثم أن هذا الرجل كان قد خطب فاطمة ولما أخبرته اليوم بالقصة أصر أن يأتي ليبارك لك ويعبر لك عن حسن نيته وقد أصر أن يعينك بعشرين ألف درهم إن أنت عدت الى فاطمة"


      كدت لا أصدق ما أسمع..........لقد لعبت بعقولهم الثقيلة تلك البدوية النحيلة.


      أبديت القبول وبارك لي الحضور ثم طلبت أن يملك لي عليها مبدياً تخوفي من تراجعه عن كلامه، أشار علي أن أنطلق معهم الى فلج القبائل ليستشير فاطمة فإن قبلت سيعقد لي عليها.
      وصلنا فلج القبائل واسترحنا في مجلس ابن العم ودخل هو على فاطمة ليكمل خديعته التي ظنها كاملة وقال لها "يا إبنتي تعلمين كم أحرص على سعادتك وتعلمين أني رفضت تزويجك لابن عمك لأمور بلغتني عنه لكن اليوم بلغني أنه على غير ما ظننت من سوء بل هو رجل صالح يا إبنتي وخير لك من ذلك الشايب حتى وإن كان ذا مال وقد تعنيت الى البريمي وأتيت بإبن عمك معي لأثبت حرصي عليك وقد أقنعته بالعودة لك فماذا تقولين"
      قالت فاطمة "يا عمي لقد أعطاني الشايب مالاً لأتجهز للعرس وقد صرفت ماله ثم أنه قد سجل البيت بإسمي ولم أكن أريدك أن تعرف حفاظاً على كرامتك"
      قال عمها "كل هذا يمكن إصلاحه لقد إعتذرت للشايب وهو مسامح في المال وأنا سأعيد له ماله وأسترجع منك البيت"


      قالت له وهي تزيد في كيده " لا يا عمي لا يمكن أن أفعل هذا بك، أنت في حاجة شديدة للمال وأنا سأصبر على الشايب ثم يا عمي إن إبن عمي فقير والشايب غني والغنى خير من الفقر"


      ظل العم يرجوها لتوافق ثم عرض عليها أن يدفع لها السعر الذي دفعه الشايب مقابل البيت فقبلت وتم عقدي عليها بالعشرين التي وعدني بها الشايب وقبضت هي سعر البيت وتنازلت عن البيت.
      حتى بعد شهر من زواجنا أنا وفاطمة مازال الشايب وعمها لم يكشفا سر البترول لأحد حتى يجدا الطريقة المثلى لاستثماره، والظاهر أن عم فاطمة يماطل الشايب حتى يستأثر ببئر النفط وحده.










      المصدر : عنب في غصونه


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions