يصنع من الجريد أثاثاً للمنازل

    • يصنع من الجريد أثاثاً للمنازل

      يصنع من الجريد أثاثاً للمنازل


      مبارك الابروي: جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية خير دافع لمواصلة مسيرتي
      إنتاج المشاريع المدرسية كانت شرارة انطلاقي
      أتمنى أن أجد دعماً لتطوير أعمالي




      حاوره: عبدالله بن راشد بن سعيد المصلحي


      اصابته في أحدى المباريات وتقاعده عن العمل كانت نقطة بدايته، لم يعط استهزاء الناس بفكرته في البداية أي اهتمام وإنما كرس جهده لصنع ما يدهش أعينهم من خلال أولى اعماله، اعتبرها هواية ومصدر رزق له في وقت واحد، ورأى جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية2010م خير دافع لإكمال مسيرته في هذا المجال.
      مبارك بن خاتم الابروي موهبة في صناعة الجريد، عمل من جريد النخلة إبداعات وتصاميم أدهشت الناس أهلتهُ للحصول على المركز الثاني في مسابقة التميز الحرفي في العام الماضي، طرقنا باب منزله الكائن في قرية الحزم بولاية إبراء لنتعرف عليه أكثر، وجدناه معرضاً يضم مجموعة من أعماله.. تفاصيل أكثر عن الابروي نجدها في الحوار.


      بداية:
      يذكر مبارك أن بدايته في صناعة الجريد كانت مسبوقة بالعديد من الأعمال الأخرى منها عمل الحدائق المنزلية، وأستمر فيها لفترة من الزمن وتركها لعدم اقبال الناس عليها، وبعد تقاعده من العمل بسبب إصابته في إحدى المباريات كان يجلس متفرغا دون عمل وفي بعض الاحيان يأتي إليه أبناء الجيران ويطلبون منه صنع بعض المجسمات من "المشاكيك" لمشاريعهم الدراسية، كانت تلك شرارة انطلاق الأبروي في الابداع الحرفي حسبما يذكر، فبعدها قام بعمل العديد من الاعمال التي اعتمد في صناعتها على المشاكيك، ومع مرور الأيام والأشهر استطاع الوصول الى الهيئة العامة للصناعات الحرفية بإبراء وأطٌلع القائمون عليها على بعض أعماله وقدموا إليه بعض النصائح لتطوير أعماله منها ترك المشاكيك واستخدام الجريد.


      لماذا الجريد؟
      يعود اختيار الابروي لصناعة الجريد عن غيرها من الصناعات بناءً على النصيحة التي قدمت اليه من الهيئة، إضافة إلى ذلك فهي سهله والمادة الخام الطبيعية التي تدخل فيها بشكل أساسي متوفرة، فهو يعتمد في صناعته على النخلة وما تحتويه من "زور وخوص وليف وقمع" ومن أبرز أنواع النخيل التي يعتمد عليها "البنارنجه والنغال" لسماكة زورها وقدرته على البقاء لفترة زمنية طويلة، ويعتمد كذلك على بعض المواد الصناعية منها الخشب الجاهز والغراء والمسامير. ويشير بأنه قادر على تصنيع الأثاث المنزلي من مكتبات منزلية ومناديس وبراويز، وفي العادة تأخذ صناعة المندوس من الحجم الكبير حوالي خمسة عشر يوماً.


      طريقة الإعداد:
      وتتلخص طريقة إعداد العمل الواحد حسبما يذكر في معرفة الشكل الذي يريده الشخص أولاً سواء كان مندوساً أو مكتبةَ أو بروازاً، ثم يرى في المواد التي يستلزمها إعداده، بعدها يقوم بتجميع المادة الخام ويقوم بتقطيع الزور وتجهيز القطع إلى أن يتم تركيبها ليأخذ العمل شكله النهائي، ويضيف أنه تلقى مجموعة من الطلبات لتجهيز بعض التصاميم ويحمد الله تعالى بأن الأعمال التي يقوم بها لها مردود لا بأس به، فسعر المندوس الكبير يصل إلى 150 ريال عماني، أما المكتبات المنزلية فسعرها 300 ريال.


      مشاركات وجوائز:
      وعن أبرز المشاركات داخل السلطنة يذكر أنه شارك في مهرجان خريف صلالة ومهرجان مسقط إضافة إلى إحدى المعارض للصناعات الحرفية في مسقط، قدم فيها مجموعة من أعماله، ولم يقف نشاطه داخل السلطنة فقط عند عرض إبداعاته، فيضيف أنه قدم دورات في مدارس السلطنة وفي مراكز تأهيل المعاقين.
      وفي خارج السلطنة كانت للأبروي لمسات مثلت السلطنة وما زالت في الذاكرة، فشارك بعرض مجموعة من المجسمات والمناديس في الأسبوع الثقافي العماني بالجزائر ، كما مثل السلطنة في أحد المهرجانات باسبانيا.
      ومن أهم الجوائز التي حصل عليها هي جائزة التميز الحرفي في العام الماضي حيث حصل مشروعة على المركز الثاني تجسد في برواز مصنوع من الجريد حمل صورة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – يحفظه الله ويرعاه-.



      حاجة للدعم:
      وبالنسبة لخطته المستقبلية لتطوير أعماله وأماكن عرضها فيشير بأنه يقوم حاليا ببناء غرفة خاصة في منزلة تكون بمثابة معرض لمنتجاته الحرفية، إضافة إلى ذلك يرغب في عمل معرض على مستوى السلطنة إن وجد دعماُ من أحدي المؤسسات، فهو حسبما يذكر لم يجد الدعم المادي الذي يتيح له تطوير أعماله من خلال تجهيز المكان المناسب للعمل مع المعدات التي يحتاجها فأعماله في الوقت الحاضر يقوم بتجهيزها في منزله، ويتمنى أن تصل رسالته من خلال هذا الموضوع إلى أصحاب الأيادي البيضاء، ويضيف أنه يقوم الآن بتأهيل أبناءه للعمل في هذه الصناعة وهم متشجعون لمشاركته العمل في الفترة القادمة.


      جائزة السلطان قابوس:
      وعن استعداده للمشاركة في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية هذا العام أكد بأنه جاهز تماما، وسيشارك بأفضل أعماله التي أنجزها حتى الوقت الحالي مؤكدا بأن مثل هذه المسابقة التي تبناها عاهل البلاد المفدى – حفظه الله ويرعاه- تعد خير دافع له ولباقي الحرفين للاهتمام بالصناعات الحرفية ومواصلة العطاء في هذا المجال، ويضيف أن المسابقة شجعت الشباب للانخراط في هذه المجال وخير دليل هم أبنائه الذين يقومون بتجهيز بعض الأعمال للمشاركة بها في المسابقة، موجها شكره لقائد البلاد على هذه المكرمة التي أثارت الاهتمام بالصناعات الحرفية.


      كلمة أخيرة:
      خير كلمة يختم بها الحديث هي أمنية للشباب باستغلال أوقات فراغهم في القيام بمثل هذه الصناعات الحرفية وأن لا يبالوا بكلام الناس المستهين بقيمة الجريد والذي وجده وقد يجدوه من البعض، ويشكر هيئة الصناعات الحرفية والقائمين فيها على دورهم الفعال في الترويج لمسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية وتواصلهم الدائم مع الحرفيين.