
أُريدُ أن أكتُب .. بدأتُ بالعودِ إلى ما كتبتُ عن [ مزرعةِ الحيوان]... كنتُ قد بدأتُ بالكتابةِ عنها ، وتوقّفت ..بعدها لا أعلم لِمَ .. شعرتُ أنّني لا أُريد أن أُكمل ، أغلقتُ المِلفَّ وجِئتُ أكتُبُ شيئا جديدا .. كثيرة هي الأشياء الّتي تتقافز في ذِهني الآن ، أُحاول أن ألتقِط واحِدة .. لأصِلها بالكيبورد ، لكنّ تعودُ لـ تنفِلت .. كـ ضوء!
قِراءات .. أفكار.. حِوارات تنصبُّ في نفسِ القالَب .. الحُرِّيّة ، الاستعباد .. وعي الأفراد .. الازدواجيّة.. البارِحة أنهيت [ طُقوس الإشارات والتّحوُّلات] مسرحيّة لـ سعد الله ونوُّس.. تحكي عن الازدواجيّة .. وتناقُض المظهر والِخبر..عن النِّفاقِ ، تُسلِّط الأضواء على ذوي السُّلطة ، ورِجال الدِّين...و[مزرعة الحيوان] .. تحكي سلبَ الحُقوقِ ، والتّخديرِ بالماضي ، وتمجيدِ السُّلطةِ والإذعانِ لها ..
في [ مزرعةِ الحيوان] تُستلب الحُقوق بنبشِ الماضي ، فأن تعترِض أي أنّك تُريدُ للماضي أن يعود ، وتُسردُ حكايا الإذلالِ والاستعبادِ ... إلّا أنّ المُلاحظ أنّ هذا التّرهيب بحدِّ ذاتِه هو إذلالٌ ومُحاولةِ انتزاعِ الحُقوقِ بِدءً لاستعبادٍ جديدٍ.. فـ أن تشقّ طريقك بـ نبشِ الماضي ، وأن تُحقِّق مطالِبكَ بمُقارنةِ الحاضِرِ بالماضي ، وأن تُمجِّد نفسكَ بتشويهِ الماضي ..كلّ ذلِك مُحاولاتٌ لاستغلالِ الجانبِ العاطِفيِّ بالتّخديرِ وتضييقِ الآمال.
وهذا ما يحدُث في كثيرٍ من الأحيان ، كلّ شئ يُحاول استعبادك متى ما أقبلت عليهِ بشراهة ، الحُكّام يُحاولون استعباد الشُّعوب حِفاظا على الكراسي .. فهي لعنةٌ تُصيبُ كلّ من يجلُس عليها ، الموجودات تُحاول أن تستعبِدك متى ما كُنتَ متعلِّقا بِها..حتّى المشاعِر تستعبِدنا..دائِما تُحاول أن تُجبرنا على الاعتقادِ أنّنا لن نكون كما نُريد لو تنازلنا عنها .. أفكارٌ مشوّشة تختلِطُ في ذِهني اللّحظة.. يبدو يجب أن أفرُد صفحةً خاصّةً بالاستعبادِ...
وفي [ طُقوسُ الإشاراتِ والتّحوُّلاتِ] ترتكِزُ المسرحيّة على مبدأ الازدواجيّة..فأغلب الأفرادِ مُنافقين.. الشّيخُ الوقور يهتِكُ الحُرمات من خلفِ حِجاب ، والمُفتي يدسُّ الدّسائِس..وظاهِرا كلّا لهُ من الاحترامِ والوقارِ والهيبةِ الكثير ، في المسرحيّةِ من حاول أن يكونَ هو .. دونما مواربةٍ أو نِفاق.. ثاروا عليهِ..لكأنّهم يُمجِّدون الزِّيف والازدواجيّة ، ويمقتون أن يكونَ المرء هو ...
لا أعلم .. يبدو أنّ قِراءاتي تتناسب مع أفكاري .. فـ الزِّيف والازدواجيّة والاستعباد ...أمورٌ تُثقِل الرُّوح ..ومن حولنا لا يُريدون لنا أن نكونَ أنفُسنا .. يعيبُ البعض عليكَ سماع الأغاني ، ولا يعيبون على أنفُسهِم الكذِب والنِّفاق والنّميمة ، يعيبون انفتاحِ أفكارِك .. وتحليلك لأشياء في عُرفِهم مُقدّسة ..لكنّهم لا يعيبون على أنفُسهم الانخراط في مستنقعات الفساد ، عجبي من هؤلاء..يُقدّسون الموروث بطريقة غريبة جدّا .. وهُم خلف الضّوءِ ينسفوون كلّ ملامِحه ، عجبي من أولئِكَ الّذين لا يُصلّون ولا يكترثون بالصّلاةِ... ولكنّهم يثورون لكأنّ " مسمارا" وخزهم ما أن يُناقشهم أحد في الإيمانيّات.. أتعجّب من كلّ هذِه التّناقُضات.. !
لماذا لا يُريدُ بعضا لبعضٍ أن نكون نحن...؟... لماذا نؤصِّل فِكرة الازدواجيّة منذُ البِدء .. لماذا ننهى عن أمرٍ نحنُ أدرى أنّنا وهم لن ننتهِ عنه...؟...
تتواردُ أفكار كثيرة الآن..منها ، الذّكاء العاطِفي ..كلّها أفكار تتعالق لتكوِّن موضوعا واحِدا ...الذّكاء العاطِفي .. مُصطلح راج استخدامه الفترة الأخيرة ، أُقيمت الدّورات والمُحاضرات... أتذكُّر ذات يوم قرّرت حضور دورة في الأمر نفسه .. وتعجّبت .. أليس الذّكاء العاِطفي أن أشعُر بالآخر ، وأُقدِّر موقِفه...وإلخ ...لكنّ ذلِك كان غائِبا على الأقل فيمن كانوا حولي!
كثيرٌ ما أُعايش أُناسا ينتقدون تصرُّف سين من النّاس دونما أخذٍ بالمُسبِّبات ، ولو كانوا مكانه لـ وجدوا له ألف عُذر .. وقد يكونوا عايشوا مواقِفَ مُشابِهة .. لكن في مجالِسهم لا يطيب لهم إلّا التّقريع والانتِقاد ، كثيرةٌ هي الأشياء الّتي تُثقل الرُّوح ..أوّلها الزِّيف..لكن ماذا تقول عندما تلتفِت فترى كلّ ما حولك زيف...؟
سـ ينبرئ أحدهم ويقول ..ليس كذلِك أنتِ سوداويّة .. ومُتشائِمة .. وسـ يزُّج بالدِّين وإلخ لـ يُدافِع....!
نحنُ أفرادٌ مُثقلون بمحمولاتٍ اجتماعيّةٍ ودينيّةٍ موروثة.. أغلبنا يتبنّاها بلا وعي .. أغلبنا يُحكِّمها لكأنّها العدل ..ولو تحرّرنا قليلا منها ، وفنّدناها وما يتّفق وصالِح الإنسانيّة .. لوجدنا أنّنا نُضيفُ أعباءً على الأفرادِ فوق احتمالهم ... وأنّنا نُقدِّس بلا وعي الكثير من الأفكار " المُزيّفة"...لا أُريدُ أن أذهبَ بعيدا بِكُم ..لكنّني في أحيان كثيرة بتُّ لا أُناقِش أُناسا اعتدتُ على مُناقشتهم... وما ذلِكَ إلّا لأنّهم يُحكّموا بعض الأفكارِ على المواقِف..سـ أخرُجُ قليلا عن الموضوع لأُخبركم أنّ شيئا ما يتشكّل في ذِهني كلّما استحضرتُ شخصا ما ..فثمّة أفراد أراهم مُرفرفين .. بهم من الخفّةِ ما يجعلهم كذلِك .. فقد تحرّروا من المحمولات البالية ، وآخرين ... أرى أنّ ثمّة الكثير من المحمولات ما يشدّهم للأرض ( عادات ، كلام النّاس ، إلخ) ...لذلِكَ بتُّ في أحيان كثيرة أتجنّب النِّقاش حتّى في مجلِس العائِلة ، بتُّ مستمعة ، وعندما يطفحُ الكيل ، وأراهم يُبالغون في تغريبِنا عن أُنفسِنا ، ومحاولات قولبتِنا ..أقولُ رأيا في كثيرٍ من الأحيسان لا يخلو من الإنفعال...!
تحدّثتُ في أمورٍ قد لا أكون وفيتها حقّها... وقد لا تتناسب والكثيرين ... لكنّها أفكاري ( يعني وش أسوي!!) ...
أتمنّى حقّا لو ننتبه جميعنا إلى دواخِلنا ..أن نقترِب من أنفُسنا مُتجاهلين الخارِج ولو لمرّة واحِدة ... كلّ ما نشعُر بِه من تخبُّط وتيه هو أنّنا نقضي أوقاتنا ، ونتنازل عن رغباتِنا ، وأحلامِنا ، ومطامحنا في محاولاتٍ بائِسة لإرضاء المُحيط الخارِجي...وهكذا نغترِب عن أنفُسِنا ..وتزدوج شخصيّاتنا ..أو بتعبيرِ أدق .. نصبُح مُنافقين .. لا يتّفق الجوهر والمظهر ..يقولُ أحد أبطال [ طُقوس الإشارات والتّحوُّلات] ... "غدوتُ كالماءِ في صفائِهِ ووضوحِه ، كيفما نظرت إلي ستجدني واحِدا هيئتي هي سريرتي ، وسريرتي هي هيئتي ..."
جرِّبوا .. قد تنجحون ؛)...
صباحاتُكم طُهر!
10:58 صباح الحُلم
2فبراير2011-02-02
المصدر : مدونة بدرية العامري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions