الخلوة
بحماره الكهل
يذرع الزطيّ القرى عاضّا لسانه
حالما بالرؤوس واللحى المشعثة
التي يحلقها بموساه المثلمة
ينهق الحمار
فيضع الصبي يده على قلبه
سيصبح رجلا بعد دقائق
لكن على ساقية الدم أن تسيل من بين فخذيه
كما فعلت الزطية بفتاته منذ أيام
تلك الصبية الفاتنة التي رآها تلعق العسل من صحن (الغراميل)
والشهد يقطر من شفتيها
يود أن يحبسه في جوفه
ستسيل دماء كثيرة هذا النهار
ويلفونه بخرقة سوداء تحجب الدم المتيبس
تماما كما يفعل الليل بالجريمة
ستسيل دماء كثيرة في تلك الليلة البعيدة
حيث ينام عاشقان في بيت (العريش)
يعبثان بالحب
كقطين صغيرين يلهوان بسمكة
لن يوقظهما من سبات الحب ذاك
غير تلك الدماء
ونهيق الحمار الكهل الذي تفلّت أخيرا من (ربقة) الزطيّ
المصدر : مدونة وليد النبهاني