لندن – يو بي آي

كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية سُرّبت إلى موقع ويكيليكس أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) حذّر من أن المملكة المتحدة تواجه موجة تهديدات فريدة من العمليات الانتحارية من جيل من الارهابيين المحليين غير الخاضعين لمراقبة أجهزة المخابرات.

ونقلت صحيفة ديلي تليغراف يوم أمس الجمعة عن الوثائق إن هذا التحذير جاء في جلسة خاصة بين مسؤول بارز في مجال مكافحة الارهاب بجهاز (إم آي 6) وعضو في الكونجرس الأمريكي وسط تنامي مخاوف الولايات المتحدة من انتشار التطرف بين أوساط المسلمين البريطانيين الشباب.

وأضافت أن المسؤول الأمني البريطاني اعترف خلال الجلسة أن متطرفين ولدوا في بريطانيا يخضعون لتدريبات ارهابية للتحول إلى عناصر انتحارية، وتوقع بأن هذه المشكلة لن تذهب بعيداً خلال وقت قريب وستعاني منها بريطانيا لسنوات قادمة.وذكرت بأن الوثائق الدبلوماسية الأمريكية المسرّبة سلطت الأضواء أيضاً على مخاوف الحكومة الأمريكية من أن أجهزة الاستخبارات البريطانية تواجه صعوبة في مكافحة المتطرفين الاسلاميين بسبب تخفيضات الميزانية وموجة من الدعاوى القضائية رفعها مشتبهون سابقون ضد الحكومة البريطانية.

وأشارت الوثائق إلى أن القلق الأمريكي تزايد ازاء عدم قدرة أجهزة الأمن البريطانية على اعتقال الارهابيين العازمين على شن هجمات ضد الغرب، وقام وفد من الكونجرس الأمريكي بزيارة لندن في إبريل 2008 لعقد لقاء سري مع جهاز (إم آي 6) حول التهديدات الأمنية ضد الغرب.

ونقلت الصحيفة عن الوثائق إن ضابطاً بارزاً في جهاز (إم آي 6) لا يمكن الكشف عن هويته "اعترف في اللقاء بأن مراقبة التهديدات الارهابية ضد المملكة المتحدة كان يعتمد في الكثير من المجالات كلياً أو إلى حد كبير على المساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ومصادر أمريكية أخرى".

وأبلغ الضابط البريطاني البارز وفد الكونجرس الأمريكي أن بلاده "تواجه تهديدات في وقت واحد من الارهابيين في الخارج ومن الجهاديين في الداخل وعلى غرار الذين تورطوا في تفجيرات لندن في يوليو 2005، وضعها في مواجهة تحديات فريدة".

وأشار إلى أن التهديد الداخلي "أخذ ينمو بصورة أكثر خطورة لكون بعض المتطرفين يخضعون لتدريبات غير فتاكة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد، وإذا ما قرر هؤلاء التحول إلى عناصر انتحارية فإن الحكومة البريطانية ومصادر أجهزة الاستخبارات وعمليات التنصت والمراقبة ستجد صعوبة في العثور عليهم".

وقالت الصحيفة إن مسؤولين بريطانيين من وزارات الداخلية والخارجية والدفاع ابلغوا نظراءهم الأمريكيين في اجتماع عُقد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في أكتوبر 2009 أن قدرة تنظيم القاعدة على شن هجمات جديدة عانت من التحرك الدولي ضد قادة الإرهابيين، لكن التهديد النابع من الجهاديين في الداخل آخذ في الازدياد.

وأضافت نقلاً عن محضر للاجتماع كتبه دبلوماسيون أمريكيون في نيروبي "أن بريطانيا رأت احتمالاً متزايداً من التهديدات الناشئة محلياً داخل المملكة المتحدة والولايات المتحدة يشمل الجهاديين المحليين والصوماليين البريطانيين والصوماليين الأمريكيين، ولاسيما أولئك الذين سافروا إلى الصومال أو باكستان لتلقي تدريبات".

أكثر...