المراعي الطبيعية أحد ركائز استمرار نشاط 5

    • المراعي الطبيعية أحد ركائز استمرار نشاط

      ا** 100مم المعدل السنوي لنمو السدر في الصحاري التي تسقط فيها الأمطار

      **الرعي من الأنشطة الاقتصادية المهمة حيث يعتمد الكثير من أهل الريفوالبدو والشوان على منتجات المراعي

      مسقط-ش

      تتميز المراعي الطبيعية في السلطنة بتنوع بيئاتها وهي أحد الركائز المهمة لاستمرار نشاط الإنتاج الحيواني فأينما وجدت تلك المراعي عاشت الحيوانات والطيور مستأنسة كانت أو برية لتشكل نواة لتجمعات سكانية تقوم عليها اقتصاديات تربية الحيوان وإنتاج اللحوم والألبان ولقد اهتم العمانيون منذ القدم بإكثار واستنبات الأشجار والشجيرات الرعوية لتمدهم بالظل والثمار الصالحة للأكل وكمصدر للأعلاف الحيوانية بالإضافة إلى استخدام ثمارها وأوراقها كأدوية علاجية. في صفحة هذا اليوم سنتحدث بشكل مفصل عن الموارد الرعوية في السلطنة من خلال لقائنا مع رئيس قسم تنمية الموارد الرعوية بوزارة الزراعة المهندس خلفان بن سالم الفارسي

      أهمية المراعي الطبيعية في السلطنة

      سلط المهندس خلفان الفارسي الضوء على أهمية المراعي الطبيعية بقوله :من المعروف أن المراعي الطبيعية بمواردها المختلفة من الأشجار والشجيرات والحشائش تعتبر ثروة وطنية مهمة ومستودعا مميزا من مستودعات التنوع الحيوي ومصدرا غذائيا للحيوانات المستأنسة والبرية . وتلعب المراعي دورا مهما في صيانة المياه حيث تعمل كمساقط لاستقبال مياه الأمطار وتغذية الخزانات الجوفية وتتعاظم أهميتها في ظل محدودية مياه الأمطار والزيادة المضطردة في الحاجة لمياه الشرب وري المزروعات كما أن غالبية أشجار المراعي تعمل على زيادة خصوبة التربة وصيانتها. وأضاف: يعلم الجميع بأن الرعي من الأنشطة الاقتصادية المهمة حيث يعتمد الكثير من أهل الريف والبدو والشوان على منتجات المراعي في تغذية حيواناتهم وبناء حظائرها واستخدام حطب الوقود والتدفئة ناهيك عن بعض الاستخدامات الطبية وعلى الرغم من تعدد الاستخدامات إلا أن الموارد الطبيعية لهذه المراعي استمرت وجادت بعطائها طوال العصور بالتجدد وفق نظم وأعراف ترشد استخدامها وتحافظ عليها طبقا لنظام الإراحة والرعي المؤجل. وقد وفرت المراعي الطبيعية في السلطنة ببيئاتها المختلفة مكانا آمنا للحفاظ على أعداد كبيرة من الحيوانات والطيور البرية فضلا عن أهميتها في الحفاظ على التنوع الإحيائي للبيئة العمانية لما تتميز به من خصائص بيولوجية متنوعة وفريدة ويكتمل الدور الاقتصادي للمراعي الطبيعية بما توفره من جذب سياحي للسلطنة مما يساهم في زيادة الدخل القومي.

      أسباب تدهور المراعي الطبيعية

      وحول أسباب تدهور المراعي الطبيعية في سلطنة عمان أشار المهندس خلفان الفارسي إلى أن السبب في ذلك يعزو إلى عوامل طبيعية وأخرى بشرية وفسر كل واحد منها على حدة فالعوامل الطبيعية تتجلى في قلة الأمطار وتعاقب فترات الجفاف فالسلطنة تصنف بحسب التعريف العالمي للتصحر على أنها من المناطق الجافة إذ أن 95.8% من مساحتها تتأثر بالتصحر بدرجة فوق المتوسط إضافة إلى ندرة سقوط الأمطار مما أدى لتدهور المراعي الطبيعية . أما بالنسبة للعوامل البشرية فتتمثل في اتباع نمط الرعي الجائر وهو يعني زيادة أعداد الثروة الحيوانية وتجاوزها الطاقة الحمولية لتلك المراعي ولا سيما أن الزحف العمراني على المناطق الرعوية وعدم مراعاتها عند وضع المخططات الحضرية أدى للقضاء على المراعي الطبيعية وتقليص مساحتها الرعوية والقضاء على عدد كبير من النباتات وانقراضها كذلك نقل تربة المراعي وكثرة الطرق العشوائية للسيارات وعدم التزام قائدي المركبات باتخاذ الطرق المخصصة للسير الأمر الذي أدى لموت الكثير من الأشجار والحشائش وتساهم الأمراض والآفات التي تظهر على النباتات الرعوية مثل عفن الجذور الأسود والنمل الأبيض ونمل النباتات الحية لتدهور الغطاء النباتي والشجري للمراعي.

      أهم الأشجار الرعوية في السلطنة

      وتطرق المهندس خلفان الفارسي بلمحة موجزة فيما بعد لأهم الأشجار الرعوية في السلطنة ولفت إلى أن الأشجار والنباتات والأزهار تضيف بعدا استثنائيا خاصا إلى الطبيعة وتأتي الأشجار الرعوية كأحد العناصر المهمة للتوازن البيئي البيولوجي الحيوي ومن أهم هذه الأشجار الرعوية :

      السدر : وتنمو في الصحاري التي تسقط فيها الأمطار بمعدل سنوي ما يقارب 100مم في العام وتوجد عادة في الوديان حيث يكون الماء الجوفي قريبا من سطح التربة وهي تعتبر مقاومة للجفاف والحرارة ومن فوائدها البيئية أنها تزرع للاستفادة من ثمارها وتربية وإنتاج عسل النحل ولمقاومة الجفاف والتعرية. القرم : وهي شجرة معمرة كثيرة التفرع لها جذور تنفسية ظاهرة فوق سطح الأرض والأوراق متقابلة كاملة بيضوية لحمية خضراء في السطح العلوي وبيضاء في السطح السفلي والأزهار جالسة صفراء تنبت البذور وهي لا زالت عالقة بالنبات داخل الثمرة وتنمو داخل المياه المالحة أو على شاطئ البحر ومن الفوائد الاقتصادية والبيئية لها ترعاها الحيوانات ويستعمل حطبها كوقود يقلل من تعرية السواحل ويساعد في نمو الحياة البحرية.

      الأراك : وهي شجرات معمرة ذات أغصان تتدلى عادة إلى الأسفل أو تكون زاحفة في بعض الأحيان وهي دائمة الخضرة وثمارها توجد على هيئة عناقيد عنبية الشكل تكون في البداية بلون أخضر ثم تتحول إلى اللون الأحمر الفاتح وتعرف ثمارها باسم الكباث .

      الشوع : هذه الشجرة تنمو في الوديان ومرتفعات الجبال في كل مناطق السلطنة وتزرع حتى بالمنازل وليس لها أوراق واضحة بشكل أوراق أبرية وثمارها على شكل أغصان نحيفة يستخرج منها زيت الشوع أو حل شوع كما يسمى محليا ويستخدم في علاج مرض الخيل .

      جهود وزارة الزراعة للحفاظ على الموارد الطبيعية أكد الفارسي أن وزارة الزراعة ممثلة في دائرة الموارد الرعوية تبذل قصارى جهدها من أجل المحافظة على المراعي الطبيعية وتنميتها بشكل دائم واستثمارها استثمارا رشيدا ومن ضمن الجهود التي بذلت في هذا الإطار: إنشاء المسورات والمسيجات الرعوية والغابوية بهدف حماية المواقع الرعوية وتربتها وما تحتويه من أنواع الأشجار والشجيرات إضافة إلى منع الرعي مما يساهم في استدامة حيوية النباتات الرعوية وغير الرعوية وفي هذا المجال تم صيانة 22 مسورا في محافظة ظفار ومنطقة الظاهرة بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 222هكتارا . إنشاء المشاتل

      وأوضح الفارسي أنه تم كذلك إنشاء مشاتل في المنطقة الداخلية (الجبل الأخضر) ومنطقة الباطنة (صحار)والمنطقة الشرقية (الكامل والوافي) ومنطقة الظاهرة (عبري) ومحافظة ظفار (صلالة) حيث يتم زراعة وإكثار حوالي50 ألف شتلة رعوية سنويا من الصبار المحلي والسدر والقيراط والسمر واللبان والسغوت والحناء والغاف بحيث يعاد استزراعها في بعض المسورات الرعوية في حين يوزع جزء آخر على الجهات الحكومية والمواطنين بقصد نشر الوعي بأهمية الموارد الرعوية .

      إنشاء قاعدة بيانات جغرافية للموادر الرعوية

      وأضاف الفارسي بقوله : لقد حرصت وزارة الزراعة كل الحرص على معرفة مساحات المراعي الطبيعية وتحديد مواقعها وتركيبة غطائها النباتي على مستوى السلطنة لذا قامت بتوفير قاعدة البيانات الأساسية التي تبنى عليها الخطط والبرامج التي تستهدف تنمية وإدارة الموارد الرعوية مشيرا إلى انه تم الانتهاء من المرحلة الأولى وهي تحديد المساحات للمناطق الرعوية بالسلطنة من خلال استخدام تقنيتي نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد وهذا ساهم في إيجاد خرائط رقمية متعددة وبمقاييس رسم مختلفة للمناطق الرعوية يمكن بواسطتها تحديد نسبة ومساحة المناطق الرعوية بالسلطنة هذا وقد قدرت مساحة المراعي بحوالي 261ألف هكتار.

      برنامج الإرشاد والتوعية

      ختمنا الحوار مع المهندس خلفان الفارسي بالحديث عن برامج التوعية والإرشاد فقال : بلا شك أن الموارد الرعوية ثروة طبيعية وعطاء متجدد ونحاول جاهدين توعية مربي الثروة الحيوانية بين الفينة والأخرى بأهمية حسن استغلال الموراد الرعوية المتاحة حتى يتم تحقيق مردود مادي جيد ولا يتأتى هذا الغرض إلا بإراحة المراعي الطبيعية من ناحية وإيجاد بدائل علفية منخفضة التكاليف باستغلال المخلفات الزراعية والسمكية من ناحية أخرى وتفعل وزارة الزراعة تعاونها مع مربي الثروة الحيوانية بتوزيع 130 آلة فرم وطحن وتقطيع سنويا بكافة محافظات ومناطق السلطنة .

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions