طوال احداث الموسم الماضي وفى ظل التالق الغير عادي من قبل الفتي الذهب واين روني مع مانشستر يونايتد في فترة كان خلالها روني هو حديث الصباح والمساء فى انكلترا كان فى المقابل هناك غياب تام للمهاجم البلغاري ديمتري برباتوف ولم يكن بربا "كما يلقب "فى كامل حالته الفنيه والذهنية والبدنيه وهو الامر الذي انعكس على مردوده ومن ثم غابت اهدافه وانقطعت تماما وتاثرت علاقة برباتوف بالجمهور فى مانشسنر للدرجه التي طالب فيها الجمهور كثيرا بالتخلي عن اللاعب ورحيله والاستفاده من المقابل المادي الخاص به قبل ان يتخلي عنه مانشستر مستقبلا بدون مقابل نتيجه للانهيارات المتوقعه فى مستواه
وخرجت عناوين التايمز والصن والديلي ميل والديلي ميرور لتضع بربا تارة فى ايطاليا وتارة فى المانيا وتاره اخرى فى هولندا او فرنسا لم يكن مهما المكان بقدر ما كان مهما رحيل بربا عن معقل الاولد ترافورد وخلع قميص مانشستر العريق
كانت تصب كل التوقعات بان الرحيل اتى لا محاله وكانت تتجه كل المراهنات بان بربا والمان يسيران فى طريق الفراق
ولكن ولان من يجلس على مقاعد بدلاء المان رجل بحجم السير اليكس فيرغسون رجل يعلم جيدا كم هى المعاناه فى كرة القدم فى ان تجد مهاجم جيد او حتى نصف جيد يعلم فيرغسون ان البحث عن راس حربه يمكنه اللعب فى مانسستر امر لن يكون هين باى حال من الاحوال وربما يحتاج لسنوات طويلة من البحث والتجارب وما الى اخره فلم يكن قرار فيرغسون بالتخلى عن بربا واضح او صريح وكان يميل لبقاءه واعطاءه فرص اخرى لثقته فى قدرات البلغارى القادم من صفوف توتنهام
اعطي فيرغسون الفرصه لبربا ولم يخيب بربا ظن فيرغسون واثبت لكامل وسائل الاعلام ولكل من نادى برحيله بانه مهاجم من طراز فريد قادر على اللعب تحت كل هذه الضغوط وتحمل وحده مسئولية الهجوم فى ظل غياب تام للجولدن بوى وباقى الكتبية الهجومية
خرج بربا عن اطار المنافسه داخل صفوف الفريق ليكون هو المهاجم الابرز فى البريمرليغ بالكامل تفوق على تيفيز ودروغبا وانيلكا وكالو وفان بيرسى والشماخ واخرون
القدر منح بربا حقه المهدر وفيرغسون كان محقا فكسب فنيا لاعب كبير وبمواصفات عالميه وكسب اقتصاديا ايضا حيث وفر على خزائن النادى ملايين الملايين كانت ستهدر اولا فى الاستغناء عن بربا وفى التعاقد مع اخر
كل ما سبق يجرنا الى ما فعله الريال فى الفترة السابقة وللغريب ان ما قام به مانشستر تصرف عكسه تماما ريال مدريد
فالريال لا يمنح الفرص والازمه الكبرى هى ان قرار الاستغناء اسرع بكثير من قرار منح الفرصه ومحاولة المحافظة على النجوم ربما تتمركز الازمة فى ضعف ادارة الريال امام الطوفان الجماهيرى الذى يحكم بقضبة من حديد ملعب سنتياغو برنابييو فلا يقوى فالدانو او بيريز على اتخاذ قرارات ربما تكون معارضه للرغبات الجماهيريه التى تقوم اولا واخير على العاطفة المبالغ فيها
الريال يعاني الان من ويلات النقص الهجومي وسعي بكل الطرق خلف الهولندى فان نيسلتروى على الرغم من ان الريال ذاته من منح نيستلروى قرار الرحيل كان قرار الرحيل اقرب الى قلب الريال من قرار الفرص الاخرى
ربما ل يعلم بيريز بان المال لا يمكن ان يصنع موهوبون وفى ظل الازمه العالميه الحاليه فيما يتعلق بندرة المواهب فكان على بيريز ان يعمل جاهدا فى الحفظ على نجومه وعدم التخلي عنهم بسهولة مطلقه كما هو الحال ومن ثم اللهث خلفهم من جديد
الريال يعانى هجوميا رغم تخليه عن راؤول الذى اثبت بانه لايزال قادر على الحياة الكروية فى شالكه الالماني والان يعتمد على مهاجم وحيد فقط قبل الدخولف مغامرة التوغوى اديباور
تخلى ايضا عن صانعي اللعب فاندر فارت الذى يبدع فى توتنهام حاليا كما اطلق سراح غوتي ايضا ربما يكون الريال محقا فى رغبته بالتجديد ولكن هل يوجد مواهب حاليا افضل من تلك التي اطلق سراحها .
الخلاصه ان ثقافة الحفاظ على النجوم والوقوف خلفهم فى الانكسار لابد ان تاتى بايجابيات وتمنح الانتصار والعكس صحيح ولكم فى برباتوف العبرة
: 
: 
: