- صاحب الشخصية الضعيفة عليه معرفة نقاط ضعفه لمعالجتها والتخلص منها تدريجيا مع تنمية المهارات التي تعينه على تقديم نفسه بشكل أفضل أمام الآخرين، وبذل جهد واسع للإجادة فيما يسند إليه من أعمال

مسقط- إيمان بنت عبدالله الراسبية

يواجه الأفراد في حياتهم الكثير من المصاعب والمتغيرات الطبيعية والاجتماعية التي تهز كيانهم وتجعلهم يشعرون بالضعف إزاء حوادث الحياة وتعقيدات المجتمع، وبالتالي يتولد الشعور بالعجز وعدم القدرة على مواجهتها لوجود سدا منيعا يقف أمام النمو النفسي ومن ثم يخلق في نفس الفرد الذلة، وفي حالة الاستمرار على هذا الحال يتراكم هذا الإحساس و يؤدي ذلك إلى الضعف في الشخصية، وهذا يعيق الفرد عن استغلال طاقاته في تنمية شخصيته وترشيدها بما فيه صلاح مستقبله ومستقبل أُمته، إضافة إلى إلى اعتبار البعض أن الشخص الهادئ والطيب هو شخص ضعيف، ولذلك استطلعنا آراء الناس توضح نظرتهم وتقييمهم لضعيف الشخصية.

فذكرت سمية الغافرية رأيها وقالت: لا شك أن لضعف الشخصية آثارا اجتماعية ومهنية تجعل الشخص يعيش في عزلة منقطعا عن العالم الخارجي، لا يستطيع أن يحاور ويصبح مصابا بالخجل والانطوائية، وليس لديه تفكير في النجاح لان الافكار السلبية قد طغت عليه، لكن يمكن لصاحب هذه الشخصية أن يتغلب عليها ويصوبها إذا هو إلتزم بقوة الإرادة وعرف قدر ذاته وشخصيته.

وقالت دلال البلوشية: أنا متزوجة وكانت حياتي ممتازة حتى لاحظت ضعف شخصية زوجي أمام الآخرين وخاصة إخواته أما معي فهو شديد جدا ودائما أحاول أن أقوي شخصيته أمام الآخرين وأحاول ولكن دون جدوى فإنه يعوض عن ضعف شخصيته أمام الآخرين بفرض سيطرته علي وكأنه يحاول التعويض ولا أعلم ما الحل.

من جانبها قالت بدرية سالم: أرى أن تقييم الناس ونظرتهم للشخص الطيب نظرة الضعف وأنه المسكين، من الممكن فعل أي شيء بحقه لأنه في الأخير مهما كان سيسامح ويصفح ، لسانه لين لايقوى على الجرح والإهانة والسب وإحراج الآخرين ، وجهه بشوش دائما، لايعرف العبس، لايهتم بمصالحه مثل اهتمامه بمصالح الآخرين يضحي بكل شيء لأجل سعادتهم ورضاهم؛ لأن إدخال السرور على الناس إما يعتبرها صدقه أو رحمه منه، ورغم كل هذه الصفات يقولون عنه ضعيف الشخصية.

وأوضح محمد الراسبي رأيه قائلا: أرى أن على صاحب الشخصية الضعيفة أن يعرف نقاط ضعفه، ويحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا فمثلا إذا كان يعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فعليه بالمحاولة في كيفية تدريب نفسه على الدفاع عن الرأي، والتمعن في الموضوع الذي يريد طرحه وإقناع الناس به، والتأمل من جوانبه المتعددة، ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه، وبالتالي استحضار الرد عليها، وشيئا فشيئا سيصل إلى قدر جيد من إقناع الآخرين، أو على الأقل يجعل رأيه محل نظر واهتمام.

وذكر سالم الغافري: توجد شخصيات ضعيفة في المجتمع ويعيبها عدم التصرف في المواقف التي تحتاج ردة فعل قوية، ونحن نعايش تلك الفئة في المجتمع من خلال العمل وغيره حتى في الحياة الزوجية المرأة تحتاج إلى رجل قوي في طباعة ومواقفه التي يجب أن يكون فيها رجلا بمعنى الكلمة، وحتى المجتمع يكون هو ضحية فيه حيث نحن نعيش الآن في غابة القوي هو الذي يعيش فيها أما الطيبة في غير محلها تسمى سذاجه فكري.

وأوضحت الإخصائية الاجتماعية ندى صباح شجعنه نظرتها حول ضعيف الشخصية قائلة: إن ضعيف الشخصية يكون غير قادر على اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية، وشعوره بالخوف والخجل من الكلام أمام الآخرين أو محادثتهم، وعدم قدرته على التحكم بعواطفه ومشاعره بل ينجرف ورائها دون معرفة بعواقبها، وتقليد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم بل حتى وآرائهم وأخلاقهم، وعلى الشاب الذي يعاني من ضعف الشخصية أن يحدد السبب في هذا الأمر حتى يستطيع معالجته، فإن كان خجلا حاول التخلص منه، وإن كان خوفا سعى لإزالته، ربما تنخلق هذه الشخصية منذ الصغر عندما يهمل الوالدين سماع أبنائهم ويقاطعونهم في كل مايقولونه، فيمكن التخلص من هذه المشكلة من خلال كثرة القراءة والمطالعة، خاصة لأولئك الأشخاص الذين تميزوا بقوة الشخصية والتأثير على الآخرين، وتعرف على نقاط الضعف لديه وحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا، ولا بد أن ينمي العديد من المهارات التي تعينه على تقديم نفسه بشكل أفضل أمام الآخرين، وبذل جهد واسع للإجادة فيما يسند إليه من أعمال، حتى ولو لم تكن واجبة عليه، فإن كثرة مزاولة الأعمال المختلفة والمتنوعة سيولد له خبرات وتعاملات يستطيع من خلالها مواجهة الآخرين ومعرفة الطرق النافعة في ذلك، ولا بد من تحديد أهدافه في هذه الحياة بوضوح تام حتى يستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس يسعون لتحقيق تلك الأهداف، المشاركة في الأنشطة العامة والعائلية، فإن المشاركة تعطي الإنسان مزيدا من الخبرات يستطيع من خلالها مواجهة الآخرين، وتوقع الفشل ووضعه في الحسبان، وحول الخوف منه إلى استفادة، بحيث تتجنب الوقوع فيه، وعدم اليأس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة.

أكثر...