شركة النورس للإتصالات .. هذا الطائر الجميل الذي حط رحاله في بلادنا العزيزة ، وحلّق بنا في أحلام وردية نحو مستقبل راقي في خدمة الإتصالات بأنواعها المختلفة .. وللأسف الشديد فقد انسقنا بلا هوادة مع صيحة ( النورس .. خليك قريب )ممنين أنفسنا بخدمة أكثر جودة وأقل كلفة .. إلا أنه سرعان ما تلاشت الآمال وتحطمت الطموحات ، وبدأت بوادر الشيخوخة تظهر بجلاء على هذا الطائر رغم أنه لا يزال في باكورة شبابه من خلال تجربته الاستثمارية في عمان ، وتتجلى أهم علامات الشيخوخة في هذا الطائر من خلال ضعف الإرسال في مختلف مناطق الخدمة التي كانت تغذيها شبكات عمان موبايل قبيل انتهاء العقد المبرم بين الشركتين ، وكأني بشركة عمان موبايل وجدت ضالتها المنشودة في شل حركة هذا الطائر عن التحليق عاليا .. ولذلك فقد أصبح مألوفاً عدم وجود تغطية في هاتفك النقال في الأماكن التي كانت تدعمها شبكات عمان موبايل ..
من جانب آخر لم تستطع شركة النورس الوفاء بوعدها في تغطية جميع مناطق السلطنة بخدمة الجيل الثالث (الثري جي) فضلاً عن ارتفاع كلفة الإتصال إلى خارج السلطنة .. يضاف إلى ذلك بطء خدمة الانترنت المدفوعة مسبقاً ، مما حدى بالكثيرين إلى العودة إلى عمان موبايل آخذين بالمثل العماني ( قديم الصوف ولا جديد البريسم ) فيما تمسك البعض بالمشغل القديم منذ البداية ولم ينجروا إلى الدعاية الخادعة عاملين بمثل ( اصبر على مجنونك عن يجيك أجن عنه )
وبين الحاجة إلى خدمة الاتصالات ، وضعف مستوى الخدمة وارتفاع الكلفة ، وغياب الشفافية ، وكثرة العروض الوهمية يغرق المستهلك المسكين في بحر من الأوهام والمتاعب النفسية والمادية ، وكان الله في عون الجميع .