
الإنزيم المحرض
التفاعلات
(العناصر الكريمة) المواد الغير قابلة للتفاعل
(العناصر الغير كريمة) المواد القابلة للتفاعل
تتم التفاعلات بطريقة مضبوطة ، ويتحكم في إمكانية التفاعلات والقابلية لها أسباب تتعلق بتركيب الذرات وبنية قشورها الخارجية (مسار الإلكترونات) ،
لا شك بأن التحكم في التفاعلات ضرورياً ، ولولا ذلك لما بقي الكون متماسكاً ،
لو كان الصدأ ينخر الحديد خلال ثوانٍ ، وكان الأكسجين يتحد مع الهيدروجين في كل الأحوال ، وبدون مدهما بالطاقة ، ولو كانت العناصر الكيميائية والجزيئات الموجودة تتفاعل مع بعضها البعض في كل لحظة بدون أية عوائق ، لعمت سطح الأرض الفوضى الكيميائية الشاملة ،
لا تستطيع تحت مثل هذه الشروط أية بنية أو أية منظومة من الإستمرار ،
على العكس من ذلك ، لو سيطر الخمول التفاعلي الكامل ، أي لو تألف العالم من (العناصر الكريمة) فقط لكان عالماً لا يخضع للتغييرات ، ولا يمتلك القدرة على التطور ، فالإستعداد (المتوسط) للتفاعل الموجود لدى معظم العناصر والجزيئات ، هو إحدى المقدمات الأساسية التي تقوم عليها حياتنا ،
لولا قدرة العناصر المختلفة على التأثير والتأثر والإتحاد مع بعضها البعض ،
لما حصل أبداً التطور في جميع مجالات الحياة ،
بالمقابل فإن حداً أعلى للسرعة التي تحصل فيها هذه التفاعلات لا بد منه ، كي تتمكن المركبات من النشوء والإستمرار زمناً كافياً لكي تشكل نقطة إنطلاق إلى الخطوة التالية ،
غير أن سرعة التفاعل (المتوسطة) هي مفهوماً نسبياً ،
إننا لا نملك أي مقياس موضوعي يمكننا ، بغض النظر عن مدلول هذه السرعة بالنسبة لنا ذاتنا ، وبالنسبة لإستقرار عالمنا ، من الحكم على السرعة بأنها (عالية) أو ( منخفضة) ،
إننا نحكم دائماً على سرعة الحدوث قياساً إلى (فترة حياتنا) ،
تنقضي الثانية بالنسبة لنا بسرعة لأن حياتنا في المتوسط تحتوي على حوالي 2,5 بليون من مثل هذه الثانية ،
أما المليون عام فهي طويلة بالنسبة لنا ، لأن عمر الإنسان في المتوسط لا يتجاوز واحد من عشرة آلاف من هذه المدة ،
لكن عمر الإنسان يرتبط أيضاً بالسرعة المحددة بحكم قوانين الطبيعة لتشكل وتفكك وتعويض الروابط الكيميائية التي يقوم عليها وجودنا ذاته ،
على هذا الأساس فإن السرعة (الوسطية) التي تتفاعل فيها العناصر والروابط الكيميائية مع بعضها البعض ليست المقياس النموذجي لسرعة جميع التطور في العالم وحسب ، بل المعيار لما يبدو لنا على أنه (سريع) أو (بطيء) ،
إننا لا نعرف لماذا تحصل التفاعلات الكيميائية بهذه السرعة بالتحديد وبالضبط وليس بسرعة أخرى ،
لكن السرعة التي تحصل فيها هذه التفاعلات هي المقياس البدئي لكل الزمن البيولوجي وبالتالي لعمر الإنسان ،
هناك أرقام مذهلة تبين كيف تمكنت الطبيعة (بمشيئة الله) من تنفيذ هذه المهمة ،
لقد أصبح ممكناً في السنوات الأخيرة قياس السرعات التي تحصل فيها التبدلات الكيميائية العضوية في الخلية ،
لقد فاجأت الأرقام المقاسة حتى المختصين من العلماء ،
إذ أن هناك تفاعلات ذات أهمية بيولوجية فائقة تحصل خلال واحد من مائة ألف من الثانية ،
هذا يعني أن هذه التفاعلات تحصل في الخلية أسرع مليون أو حتى بليون مرة مما يجب أن يكون في الحالة (العادية) ،
إن تسريع التفاعلات الكيميائية إلى هذا المقدار يقع خارج إمكانات علم الكيمياء الحالي ، على الرغم من أن طرقها قد إكتشفت حتى حدود ما هو قابل للتصور ،
لقد طورت الطبيعة (بأمر الله) قبل حوالي 4 بليون سنة طريقة تقنية لحل هذه المسألة التي لولاها لبقي نشوء الحياة غير ممكن ،
كانت المادة التي إستخدمتها الطبيعة للوصول إلى الحل هي ما يسمى (الإنزيمات) ،
والإنزيمات هي أجسام أحينية بتركيب محدد تماماً ، وهي تعمل (كمحرضات) ،
يقصد الكيميائيون بهذا التعبير تلك المواد الكيميائية التي لديها القدرة على إحداث التفاعل الكيميائي أو على تسريعه دون أن تدخل هي ذاتها في الروابط الجديدة الناشئة ،
تؤثر المحرضات التي منها مثلاً الأنزيمات (يوجد أيضاً محرضات غير عضوية) بمجرد تواجدها ، أما هي ذاتها فلا تتغير ولا تستهلك ،
مجرد حضورها يكفي لإحداث تفاعل ، خلال جزء من عشرة آلاف جزء من الثانية ، ما كان ليحصل ضمن الظروف العادية بأي حال من الأحوال ،
هناك خاصية أخرى مدهشة لهذه المحرضات الكيميائية ، أو لهؤلاء الوسطاء ، هي أن الكمية اللازمة من الإنزيمات لإحداث تفاعل معين ضئيلة بصورة لا يتصورها العقل ، في الخلية تكفي عادةً بضع جزيئات منها ،
مهما بدت هذه الخواص مدهشة فإنها لم تعد منذ بضع سنوات مبهمة ،
لقد وصلت علومنا الكيميائية اليوم إلى مستوى أصبحنا معه نعرف كيف يحقق الأنزيم هذه الإنجازات المدهشة دون أن يستهلك ذاته ،
تحصل العملية بأن يرتبط جزيء من الأنزيم للحظة قصيرة جداً مع جزيء من المادة المتوجب تفاعلها ،
من المعروف أن الروابط الكيميائية بين المواد المختلفة تحصل بالإتحاد الكهربائي للقشور الإلكترونية لأغلفة الذرات أو الجزيئات المشاركة ،
على هذا الأساس يتعلق الإستعداد وبالتالي السرعة التي يحصل فيها هذا الإتحاد ببساطة بمدى تطابق وتلاؤم حالات الشحن الكهربائي في أغلفة ذرات مادتي التفاعل مع بعضها البعض ،
بذلك يكمن سر تأثير الأنزيم في أنه يغير الحالة الكهربائية في غلاف مادة التفاعل ،
إذ أن حالته الكهربائية هو بالذات مكونة بشكل أنه يؤثر على حالة غلاف مادة التفاعل ويضعها تماماً في الحالة التي تناسب الإستعداد الفيزيائي أو الكيميائي الأمثل للتفاعل ،
يحصل كل هذا بالسرعة التي تحصل فيها العمليات الكهربائية أو تغيرات الشحن الكهربائي وهي مبدئياً سرعة الضوء ،
هذا يعني في الأبعاد الصغيرة التي تدخل هنا على المستوى الجزيئي في العملية ،
إن الشحن الكهربائي في غلاف مادة التفاعل يتغير خلال واحد من مليون من الثانية فور أن يرتبط بها الأنزيم ،
لكن منذ هذه اللحظة تصبح مادة التفاعل على درجة من الإستعداد للإتحاد تطابق الحالة القصوى الممكنة وفق قوانين الطبيعة ،
بناءً على ذلك وخلال جزء من مائة ألف من الثانية يحصل في حال وجود الشريك المناسب للتفاعل الإتحاد بين المادتين المشاركتين ،
غير أن لهذا الإتحاد نتيجة أخرى على درجة عالية من الدهاء وهي أن جزيئة الأنزيم تفقد مكانها على غلاف الجزيئة الجديدة صنعتها هي نفسها وتصبح زائدة ،
لذلك تنفصل عن غلافها دون أن يحصل عليها أي تغيير ،
وتصبح جاهزة فوراً لإعادة نفس العملية وبنفس السرعة مع مادة تفاعل جديدة ،
تشكل التفاعلات (المحرضة أنزيمياً) بهذه الطريقة الأساس الذي يقوم عليه التمثيل العضوي ، أي مجمل العمليات التي تقوم عليها (الحياة).
تاريخ النشوء
مدونة محمد الحسين
المصدر محمد الحسين
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions