فريق واحد ... قميص واحد ... عشق واحد !!

    • فريق واحد ... قميص واحد ... عشق واحد !!

      كم هو جميل أن يبتدئ اللاعب مسيرته الكرويه وينهيها مع فريق واحد ... كم هو جميل أن يعيش اللاعب كل اللحظات السعيده والحزينه مع فريق واحد ... كم هو جميل أن يذوق اللاعب طعم البطولات وأن يتجرع ألم الخسارات مع فريق واحد ... كم هو جميل أن يكون اللاعب قد مثل فريق واحد ,, وأرتدى قميص واحد ,, ودخل في قلبه عشق فريق واحد ..!!

      وقتها سيصبح رمزاً للفريق ومعشوقاً لجماهيره وسيخلده التاريخ بكل الأنجازات التي صنعها وبكل الأرقام القياسيه التي حققها وبكل اللحظات التي مع الفريق عايشها ,, ستبقى المباريات والبطولات والأنجازات سجله الرائع الذي سيتفاخر به لاحقاً !! سيبقى هذا السجل مخزوناً في الذاكره ينم عن الوفاء والأخلاص والأنتماء !

      وأذا أردنا التحدث عن لاعبين من هذا النوع فأن أول من سيتبادر الى ذهننا هو باولو مالديني , هذا اللاعب الذي أرتبط بالميلان حتى أصبح أسطوره حقيقيه , ويعتبر الابن المدلل لنادي ميلان ولايطاليا كلها فمن النادر ان تجد لاعب كرة قدم يمتلك هذا المشوار الكروي العظيم مع فريق واحد فمالديني لم ينتقل الى اي من النوادي داخل او خارج ايطاليا .

      بدأت أول فصول هذه الأسطوره في يوم من صيف 1979 حين دخل باولو مالديني باب المدرسة الكروية لميلان وسنه لم يتجاوز 11 عاما وكان يرافقه والده الشهير تشيزاري مالديني الذي كان أحد أبرز اللاعبين في الفريق طوال الفترة الممتدة بين عامي 1954 و1966 حيث حمل فيها شارة القائد لأكثر من خمس سنوات .

      وعلى الرغم من مرور أكثر من 24 عاما من ذلك اليوم الذي شكّل منعطفاً هاماً في حياته إلاّ أن باولو مالديني مازال يذكر تلك الكلمات التي همسها له والده في أذنيه قبل أن يسلمه لمدربه: " هناك أكثر من طرف سيسعى إلى التشويش عليك عن طريق التلميح إلى أنك استفدت من مساعدتي للإنضمام إلى مدرسة ميلان ، وعليه أرجو منك أن تعمل على إسكات الجميع وذلك عن طريق فرض نفسك كلاعب ممتاز ثم إثراء سجل النادي بألقاب يفوق عددها الألقاب التي أحرزتها أنا مع الفريق " .

      ولعب باولو مالديني أول مباراة له مع الفريق الاول عام 1985 أمام أودينيزي ظمن الدوري الأيطالي وكان عمره وقتها 16 عاماً فقط !! وفاز بأول ألقاب البطولة مع ميلان في نهاية موسم 1988 الذي تألق فيه بشكل ملحوظ وهو الأمر الذي فتح له باب الإنضمام إلى منتخب بلاده محققا بذلك حلما طالما كان يراوده منذ أن تعهّد لوالده أن يسير على نهجه .

      ونفذ باولو مالديني وصية والده حرفياً حيث أصبح قائد لميلان وبعد ذلك قائدا للمنتخب الإيطالي بل أكثر من ذلك فقد بات اللاعب الرمزللمنتخب الايطالي وقلبه النابض لفترة امتدت لأكثر من 14 سنة شارك فيها في 126 مباراة دولية مع منتخب بلاده محطّما بذلك الرقم القياسي الإيطالي الذي كان بحوزة الحارس الشهير دينو زوف برصيد 112 مباراه .

      وشارك باولو مالديني في أربع نهائيات كأس العالم (1990، 1994، 1998 و2002) ومع فريق ميلان حقق مالديني عدد كبير من البطولات (( بطل إيطاليا ست مرات أولها 1988 وآخرها 1999، كأس دوري الأبطال الأوروبي ثلاث مرات 1989، 1993 و1994 ، كأس السوبر الأوروبيه ثلاث مرات 1989، 1990 و1995 ، كأس القارات مرتين 1989 و1990 ))

      19 عاماً بلون واحد !!



      لن نبتعد كثيراً وسنبقى في مدينة ميلانو ولكننا هذه المره سنتوجه نحو قطب المدينه الأخر ( أنتر ميلان ) حيث نجم الدفاع غيسيبي بيرغومي هذا اللاعب الذي مثل الأنتر طيلة 19 عاماً !! لعب خلالها للأنتر 716 مباراة , منها 671 بالفانلة رقم ( 2 ) وهو إنجاز يفوق حتى الإنجاز الذي سجله فرانكو باريزي مدافع ميلان الذي لعب أيضاً 716 مباراة .

      فبيرغومي هو اللاعب الإيطالي الوحيد الذي لعب 516 مباراة في الفئة الأولى لمصلحة الفريق ذاته متفوقاً بذلك حتى على المعجزة جياني ريفيرا الذي لعب 501 مباراة . إلا أن الرقم القياسي في عدد المباريات في الفئة الأولى يبقى لمصلحة الحارس الفذ دينو زوف الذي لعب 570 علماً أنه كان يلعب وبسن الـ40 !!

      وإذا كان رقم بيرغومي لم يخوله سوى احتلال المركز السابع في لائحة اللاعبين الأكثر خوضاً للمباريات في الفئة الأولى إلا أن سجله غني يحوي 44 مباراة ديربي توزعت ما بين الدوري والكأس والموندياليتو وكأس بيرلسكوني ومباريات ودية . كما أنه يحمل الرقم القياسي الإيطالي في عدد المباريات القارية ب117 مباراة منها 6 في كأس دوري الأبطال الأوربي و8 في كأس الأندية المحترفة و6 في كأس الكؤوس و97 في كأس الإتحاد الأوروبي وفاز 3 مرات في المسابقة الأخيرة .

      لقد كرم النجم غيسيبي بيرغومي بما يليق بمكانته كأحد أفضل من مروا في تاريخ الكرة الإيطالية فجاء التكريم على مستوى الآمال التي كان يتمناها النجم المذكور حيث كان قطبا المباراة التكريمية التي عاد ريعها للأعمال الخيرية الفريقين الوحيدين اللذين أحبهما في حياته وهما انترميلان والمنتخب الإيطالي . ولم لم يشأ بيرغومي أن يقول وداعاً بدون أن يعد الجماهير بما يوحي إلى استمرارية أسمه في الملاعب الإيطالية فكانت هديته لهم أبنه أندريا الذي اصطحبه معه وشوهد إلى جانبه وهو في لباس الإنتر .




      باجيو رحالة الدوري !!

      برغم الموهبه الكرويه العاليه التي يمتلكها هذا اللاعب وبرغم أبداعه إلا أنه عرف في مسيرته الطويلة المجد كما عرف العذاب , لذا كانت حياته غنية بالتناقضات فقد تنقل باجيو بين عدة فرق فهذا النجم الساحر لعب لثمانية أنديه أيطاليه على العكس من نجمينا السابقين ( مالديني وبيرغومي ) وهذا ما يدعونا للتساؤل حول تنقل موهبه بهذا الحجم بين ثمانية أنديه مختلفه !!

      بدأ باجيو مسيرته مع الفريق المغمور كالدونيو فشاهده فيما بعد أحد مراقبي المواهب في فيتشنزا وهو يسجل ستة أهداف من سبعة مع كالدونيو ضد ليفا . وبانتقال باجيو إلى فيتشنزا بدأت المغامرة الكروية التي تحولت إلى أسطورة ومع هذا الفريق سجل باجيو 18 هدف خلال ثلاث أعوام , فكان بعده الأنتقال لفيورينتينا وذلك عام 1985 وقبل مونديال إيطاليا 1990 كان باجيو يعبر المنعطف الأهم في حياته الكرويح حيث أنتقل للعب مع اليوفي .

      في موسمه الأول مع اليوفي سجل باجيو 26 هدفاً في مختلف المسابقات وفي نهاية عام 1993 سجل باجيو الهدف الرقم مئة فاستحق الكرة الذهبية التي غابت عن إيطاليا عشر سنوات بعد فوز باولو روسي بها . وبعد أنتكاسة المونديال وأهدارة لركلة الترجحيح الحاسمه تخلى عنه اليوفي ليذهب صوب ميلان حيث برلسكوني المحب بشكل كبير لهذا النجم الخارق !

      لكن كابيللو مدرب ميلان وقتها لم يشارك برلوسكوني في محبته لباجيو . وهنا بدأت حقبة قاسية في حياة باجيو الذي ساهم بالرغم من ذلك وبأهدافه السبعة بفوز ميلانو ببطولة الدوري لموسم 95 – 96. وبعد انتقال كابيللو إلى إسبانيا,حل تاباريز مكانه في ميلانو وكان هذا الأخير مؤمناً بكفاءة باجيو,لكن عودة ساكي لتدريب ميلانو أشعلت الخلافات مجدداً بين الاثنين !!

      وبعد عودة كابيللو من تجربته مع ريال مدريد وضع باجيو على لائحة الأنتقالات!! وهكذا انتقل باجيو إلى بولونيا حيث شهد جمهوره ولادة جديدة لنجمهم الذي عاش وسط أجواء من الحب والاحترام حيث لعب 33 مباراة وسجل 23 هدفاً , وكان ذلك جواز أنتقاله للأنتر واعتبر باجيو انتقاله إلى الإنتر بعد تجاوزه سن الحادية و الثلاثين انتصاراً شخصياً ويؤكد أنه حافظ على لياقته .

      ومع الأنتر لعب 45 مباراة وسجل 26 هدفاً وبعد هذه التجربه كانت هناك المحطه الحاليه لهذا النجم الباهر ومع فريق بريشيا وأثبت باجيو أنه من طينة مارادونا و بيليه, وآخر إثباتاته على ذلك قيادته لفريق بريشيا المتواضع للمركز الثامن في الدوري بعد أن كان مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية وذلك في الموسم الماظي وهذا الموسم واصل باجيو رحلته الأبداعيه مع الفريق .




      نيستا بدل قميص لاتسيو بقميص ميلان !!

      عاش نيستا مع فريق لاتسيو قصه رائعه فهذا اللاعب الذي أنظم للفريق وهو في سن التاسعه فقط أستطاع أن يصبح قائداً للفريق بعد ان كان ذلك حلماً جميلاً يتمناه في صغره , حيث كان نيستا يعاني من الام في ظهره عندما كان صغيراً فنصحه الأطباء بلعب كرة القدم , وهو ما كان بأنتسابه لنادي لاتسيو حيث بدأ اللعب مع فريق الناشئين في النادي ومنه تدرج في صفوف الفريق الى أن وصل الى الفريق الأول عام 1993 .

      ومع دينو زوف كانت البدايه لنيستا مع الفريق الأول حيث كان زوف يؤمن جداً بقدرات هذا الفتى النحيل . وفي العام الموسم التالي ومع المدرب الجديد للفريق زيمان بدأ تألق نيستا الذي أخذ مكانه في الفريق فنال أعجاب الجميع فأهتم به الكثير من الأنديه وخاصه ميلان حيث قال رئيس النادي بيرلسكوني : " نيستا يمكن أن يكون الوريث الجدير لباريسي " . لكن لاتسيو رفظ أي عروض ولم يكن نيستا يعرف أن ميلان سيكون فريقه القادم !!

      وفي بداية موسم 1994 وهو العام الذي فازت به أيطاليا ببطولة أوروبا تحت 21 عام حيث سجل نيستا ركلة الترجيح الأخيره امام اسبانيا في النهائي ففازت ايطاليا بالبطوله ونيستا بلقب أفظل مدافع . ومع قدوم اريكسون لتدريب لاتسيو أخذ الفريق يقدم عروض رائعه وحقق الفريق بطولات كثيره .

      فقاد نيستا لاتسيو للفوز بكأس إيطاليا مرتين 1998 و2000 وبطولة الدوري الايطالي 2000، وكأس الكؤوس الأوروبيه 2000 وكأس السوبر الايطاليه1999 ليصبح نيستا قائد الفريق بأختيار جميع اللاعبين , ورغم أن العروض أنهالت على لاتسيو من كل حدب وصوب قصد الظفر بهذه الموهبه الا ان الرفض كان الأجابه الوحيده !!

      لكن الأقدار شائت أن يترك نيستا لاتسيو متوجهاً نحو فريق ميلان , نيستا أخيراً قرر الأنتقال بعد تردي أوظاع لاتسيو في الموسم الماظي , فكان حزب الشمال الأيطالي بالمرصاد وأبدى كل من اليوفي والأنتر وميلان رغبه كبيره في التعاقد مع هذا المدافع الذي يعد الأفظل في العالم .

      فتمكن بيرلسكوني بسلطتة السياسيه والماليه من أن يجعل نيستا لاعباً ميلانياً , فخلع نيستا قميص لاتسيو وبدله بقميص ميلان , وأنتهت قصه نيستا مع لاتسيو وبدأت قصته مع ميلان لأن نيستا رضخ للضغوط وقبل نصيحه كل من نصحة بالأنظمام لفريق كبير ومنافس دائم بما فيهم رفيق دربه فرانشيسكو توتي !!




      توتي وتحدي البقاء مع روما

      أصبح أسم فرانشيسكو توتي مرتبطاً بنادي روما ولا يمكن لأحد أن يتخيل توتي بقميص غير قميص روما فهو الملك المتوج على عرش الرومان وهو الأسطوره التي يتغنون بها والتي لن يتنازلون عنها مهما كان الثمن ومهما كلفهم ذلك , لأنهم لن يقبلون أن تبقى مملكتهم دون ملك مثل توتي !!

      الأقدار هي من شائت أن تجعل هذا الفتى نجماً لأيطاليا بأسرها حيث كانت والدته هي من وظعته على طريق كرة القدم حيث شائت أن تجعل توتي ينشغل بها حتى تبعده عن رؤية جديه المريظان ولكن الموهبه الكبيره التي يملكها هذا الفتى هي من كانت نبراساً له في طريق الشهره والنجوميه .

      كل من كان يشاهد توتي كان يدرك بأنه يملك موهبه عظيمه لذا فأنه عند أنظمامه لروما فأن الطريق كان سالك أمامه للوصول الى ما وصل اليه نجمه المفظل جيانيني ولم يكن يدر بخلد هذا الفتى الصغير انه سيأتي يوماً يتخطى فيه جيانيني ألقاً وروعه وبأنه هو من سيصبح الحلم الأجمل لدى كل صغير يتابع كرة القدم !!

      مع روما وفي بطولة الناشئين ( تحت 14 عام ) أختير توتي اللاعب الأفظل وفي سن 16 عام فقط وصل للفريق الأول في النادي فلعب أول مباراه له مع الفريف في 28 آذار 1993 والتي أنتهت (2-1 لروما) بعد ذلك تلقى توتي مكالمه من ميلان يرحّبون به وهم يعرضون مساعدته بدراسته وتحسين أوظاعه الإقتصادية ولن يكون عنده اي مشكلة . لكنّ توتي رفض وقال لهم أنه يريد اللعب مع روما فقط !!

      بعد ذلك لفت توتي الأنظار بشكل كبير من خلال فوزه بلقب أفظل لاعب صاعد في الدوري الأيطالي لثلاث أعوام متتاليه ( 97-98-99 ) وكذلك فوزه بالبطوله الأوربيه تحت 21 عام بقيادة المدرب سيزار مالديني وكانت يورو 2000 أنطلاقته العالميه حيث خطف الأعجاب من كبار نجوم اللعبه في العالم .

      بعد ذلك كان الأنجاز الذي طال أنتظاره فقد قاد توتي روما للفوز بلقب الدوري الأيطالي بعد عروض مذهله قدمها برفقه فريق كابيللو وتبعها بكأس السوبر الأيطالي فأهله ذلك للفوز بلقب افضل لاعب في الدوري الايطالي2001 .

      ويبقى السؤال الأهم : هل سيبقى روما هو الفريق الوحيد الذي سيمثله توتي وهل يبقى قميص روما وحده من سيرتديه وهل سيكون عشقه لروما هو الوحيد ؟؟!!

      أم أنه سيؤكد الأخبار الأخيره التي تربطه بميلان ؟ حيث أبدى بيرلسكوني رغبه كبيره بالتعاقد مع النجم الأكثر متعه لديه في الكالتشو وأبدى أستعداده لدفع مبلغ 60 مليون يورو لأسر الموهبه الأيطاليه الأروع !!