في هذه العيادة بالذات لا يعتمدون إلا على سعه صدر المريضات وتحليهن بالصبر
فالأبيض المغبر يحاصرنا , وساعة تتكتك عاليا ترصد ضجرنا , وبالقرب من
غرفه الكشف الغامضة ببابها الموصد ممرضه ممتلئة تشي ملامحها بود مفقود ,
تأخذ مكانها القيادي خلف منضده يستريح عليها دفتر كبير تسجل فيه أسماء
المرضى وتطبق باليه وأمانه شعارا يحمله الحائط خلفها به تسعيرات المراجعة
والكشف ..!!أدرجت اسمي .ما كان علي بعد ذلك سوي الانتظار ومااكثر ما فعلت
في أماكن مشابهة وأوقات مختلفة ..!! و رغم ولعي بتقليب صفحات المجلات ,فان
التي إمامي آكل عليها الزمان وشرب , قديمة جدا وممزقه حملتني مضطرة لتجاهلها .
تشغلني لوحه إعلانيه تزين الجدار المقابل في لقطه مقربه لطفل ممتلئ بالعافية , يمتص
متلذذا زجاجه الحليب ..مستعينا بيديه وقدميه للتشبث بها , والى جوارها تماما دعاية طبية
أخري عن فوائد الإرضاع الطبيعي ..!!! في المقعد الخالي إلى جانبي جلست امرأة أخرى ,
ملابسها تشي بعهد اناقه غابر , مافتئت تقظم شفتها السفلى بتوتر واضح وبعصبيه تظهر
في حركه متواصلة تأرجح بها قدميها إلى الإمام والى الخلف قطعت مساحه الصمت
بيننا سائله ::::: منذو متى تنتظرين ؟؟ ............أجبتها مبتسمة : قبلك بقليل فقط......
الهدوء الودود الذي ينغم صوتي عاده شجعها على الاسترســال , قالـــــــــــــــــــــــــت
"" أطفالي أربعه بين الواحد والأخر سنه واحده فقط , اثنان منهم ولدا في نفس العام
, احدهم في الشهر الأول والأخر في الشهر الأخير منه.. يقول عني زوجي هازئا
ولود لدود- اقسم أني كدت اقبل يدي حماتي كي اترك الصغار عندها لحين عودتي
من زيارة الطبيبة , من يحتمل صغارا لا يستطيع احد منهم الاعتماد على نفســــــه""
سحبت من الأكسجين نفسا مستعصيا , ثم قالت متابعه :" لا عرف كم سيلزمني من لوقت هنا , المصيبة
إنني حامل حامل مره أخرى , أريد منها – وأشارت إلى الباب المغلق إن تجهضني مهما كلفني ذلك حتى
جسدي لم يعد يتحمل حملا خامسا . متعبه دائما , لاضاقه لي بامومه اضافيه هل تدرين إن كانت تقوم بمثل
هذه العمليات , وكم سيكلفني ذلك يا ترى؟؟ليس مهما . المهم إن اخلص من هذه المصيبة الجديدة ..!!!!!!!!!!
. ما شكوتك يا أختي أسفه لم أسالك من قبل ..؟؟!!كانت تتحدث مستفيضة دون إن تدري حقا إنني استمع ,
لم تكن تنظر إلى , كانت تفضفض تعبها بحوار أحادي الجانب ,جمدت قدميها عن الحركة الدائمة , ورفعت
نحوي وجها تعاقب عليه ألف لون ولون خلال جزء من الثانية حين وتصل لمسمعها صوتي الخفيض على
استحياء يجيبها :
" إنها زيارتي الأولى لهذه العيادة ...قالوا عن الدكتورة إنها شاطره في علاج العقــــــــــــــــــــــــــــــــــــم!!!!!!!"