يجد الأطباء عادة صعوبة بالغة في تشخيص أسباب تخلف الأطفال الصغار في تعلم اللغة وفي التركيز والدروس. وفي حين ثبت أن معظم حالات ضعف القراءة والتعلم في الصف تعود إلى ضعف النظر، فانه ثبت أيضا أن معظم حالات ضعف التركيز وضعف الاستجابة تعود إلى خلل في سمع الطفل.
وتشير دراسة ألمانية حديثة إلى أن ثقل السمع أو الصمم مسؤول عن اكثر من 70% من حالات ضعف القراءة. هذا يعني أن التشخيص المبكر لحالة الصمم عند الأطفال، والمستحسن منذ فترة الرضاعة، وإيجاد علاج لها، سيساعد الطفل كثيرا على تعلم اللغة بشكل طبيعي. ولذلك هدفت شركة «سيمنز» الألمانية لابتكار جهاز السمع الخاص بالأطفال الرضع الصم، للمعالجة المبكرة لصعوبات اللغة عند الأطفال.
وتقول مصادر الشركة ان الجهاز الذي يحمل اسم Prisma 2K صغير جدا ومرن وتم تطويره بشكل خاص للأطفال الرضع. كما راعى مهندسو الشركة في تصميم وإنتاج الجهاز آراء مختصي التربية اللغوية وأطباء الأنف والأذن والحنجرة. ويبدو أن التفكير في الجهاز قد نضج في السنوات الأخيرة بعد أن نجح التقدم الطبي في تشخيص الصمم عند الأطفال تحت سن 6 اشهر.
وحفاظا على حجم الجهاز الصغير فقد جرده المهندسون من أزرار التشغيل الخارجية لصالح إمكانية برمجته وإعادة برمجته وتشغيله وإطفائه رقميا من الخارج. كما زوده المهندسون ببطارية غاية في الصغر يمكن شحنها من الخارج، ولا مجال أمام الطفل، وإن بالصدفة، لفتحه. وتتمتع مكبرات الصوت في الجهاز بالقدرة على تغيير قدرتها رقميا بما يلائم نمو الطفل جسديا ويواكب تنامي قدراته السمعية. وأخيرا فالجهاز محمي جيدا ضد تسرب السوائل مثل الحليب والعرق والصابون ويمكن على هذا الأساس الاحتفاظ به أثناء تحميم الرضيع.
ومن الواضح أن الجهاز لا يملك أهمية من دون التشخيص المبكر للخلل في السمع عند الطفل. ويشيع في المستشفيات منذ سنوات عديدة استخدام طريقة الفحص المسماة «المسح السمعي العام»(UNHS) الذي يجرى منذ أيام الولادة الأولى. ولا يستغرق الفحص أكثر من دقائق معدودة في تشخيص الخلل السمعي ثم يعاد من جديد بعد مضي شهر.
وتقدر نسبة الأطفال الرضع الثقيلي السمع في ألمانيا بـ2 في الألف. ولا يجري تشخيص ثقل السمع عند الأطفال ألا في سن 2.1 سنة كمعدل رغم الفحص السمعي العام. كما يستغرق البدء العلاج فترة طويلة أخرى تؤخر تعلم الطفل للغة، هذا في حين يؤهل جهاز Prisma 2K الطبيب لبدء معالجة الطفل منذ شهره الأول.
تحياتي
: 
: 
: