إبن بطوطه الرحالة العربي الذي فاق كل رحالة عصره وقطع حوالي 75 ألف ميل تقريباً في أسفاره. كما أنه أيضاً الرحالة الوحيد في العصور الوسطى الذي رأى بلاد كل حاكم مسلم من حكام عصره.
وذكر ابن بطوطة شهرة قلهات العمانيه كمدينة تجارية فأشار إلى أن أهلها أهل تجارة ،وتتوقف حياتهم على التجارة القادمة إليهم من البحر الهندي ، ولذلك فأنهم يفرحون أشد الفرح عندما تصل سفينة تجارية إلى مدينتهم.
كما لم ينس أن يشيد بأخلاق أميرها ، فقال عنه أنه رجل فاضل حسن الأخلاق وانه أقام عنده ضيفا ستة أيام.
وقال في ظفار...
ذكر ابن بطوطة ان ظفار توجد في صحراء لا قرية بها ولا عمـــــالة وكانها معزولة عن المجال العمراني ،:وهذا لا ينطبق مع واقعها الجغرافي إذ أن ظفار في القرن الثــــــــامن الهجري كانت لا تبعد كثيراً عن مرباط وارحوب والنوس ، وهي مناطق غير منعزلة إذ لا يفصل بينهــــــــا اكثر من فرسخين إلى اربعـــــة فراسخ ، ويعبر ( ماركوبولو ) عن اتساع عمران ظفار بقوله إنها ( بلدة كبيرة وذات شأن ) ثم يضيف : ( تقع في دائرة اختصاص دولفار ظفار مدن وقلاع أخرى ) .
ولعل عبارة ( مدن وقلاع أخرى ) تناقض تماماً ما زعمه ابن بطوطــــــة حول عدم وجود قرى او أعمال تحيط بظفار ، ونعتقد ان هذه من الهنات التي وقع فيها الرحالة المغربي .
معلومات طريفه قالها عن أبناء عمان... "وكلامهم ليس بالفصيح مع أنهم عرب , وكل كلمة يتكلمون بها يصلونها بلا , فيقولون مثلا تأكل لا , تمشي لا , تفعل كذا لا. نسب إليهم غير الفصيح لأنه لم يعرف قواعد عربيتهم , وهم عرب صراح , ولم يصلوا لا بكل كلمة من كلامهم , وإنما يجعلون ذلك في آخر بعض الكلمات في بعض المواضع كهيئة التنبيه والحث على الفعل ويزيدونها هاء السكت فيقولون لاه."
لا ادري إن كانت معلومه صحيحه ولكن قرأتها ونقلتها لكم...:)
قصة طريفة حضرها في دمشق تدل على ما بلغه الناس آنذاك من سموّ في العواطف الإنسانية و المشاعر الخيرة فيقول : مررت يوما ببعض أزقة دمشق , فرأيت مملوكا صغيرا قد سقطت من يده صفحة من الفخار الصيني , و هم يسمونه الصّحن فتكسرت , و اجتمع عليه الناس , فقال لهم بعضهم :اجمع شقفها و احملها إلى صاحب أوقاف الأواني . جمع الغلام الشقف و ذهب معه الرجل إلى صاحب الوقف , فلما رأى الصحن المكسور دفع للخادم مالا يكفيه لشراء غيره , و هذا من أحسن الأعمال , فإن سيد الغلام لابد أن يضربه على كسر الصحن أو ينهره .
اشتغل ابن بطوطة إبان رحلته وبعدها بوظيفة القضاء على المذهب المالكي، حيث تولى القضاء لسلطان دهلي محمد شاه بن طغلق(، وعرف بنزعته التصوفية حتى أن رحلته كانت بحثاً مستمراً عن الأولياء والمتصوفة في كل مكان حلّ به، ومنها ظفار. وتندرج رحلته إلى ظفار ضمن الرحلة الأولى من رحلاته الكبرى الثلاث التي استغرقت حوالي 28 سنة. وكان تاريخ وصوله إليها خلال رحلته الأولى هو يوم 23 من رمضان من سنة 731 هـ/ 30 يونيو 1331 م، بقي فيها مدة ثم غادرها نحو المدن العمانية الأخرى، ومن هناك نحو البلدان الآسيوية، ليعود إليها من جديد في خط رجعته. لكن الراجح أنه لم يمكث بها طويلاً إبان العودة، بل جعلها مجرد معبر من قاليقوط الهندية نحو مسقط وقريات، ثم قلهات، ليبحر من هناك نحو هرمز مودعاً عمان نهائياً.
عرض ابن بطوطة في تقاريره ومخطوطاته صوراً رائعة وتفاصيل ساحرة لجزء كبير من العالم في القرن الرابع عشر الميلادي. وقد ذُكِرَت في هذه المخطوطات تقريباً جميع البلدان الإسلامية وبعض البلدان غير الإسلامية مثل الصين وجافا. وقد سرد الرحالة المغربي ابن بطوطة مغامراته بطريقة حيوية عالية ووصف الأماكن التي زارها وصفاً بليغاً، إذ صور ما شاهده من الحيوان والنبات بلغة جذابة. وقد ذكر بأنه لم يلتق فقط مع مؤمنين وكرماء الله وعلماء الدين والعلم، بل اجتمع إلى أغلب حكام وسلاطين عصره وزودهم بنصائحه وخدماته وقابلوه بالكرم والشكر والامتنان.
يتبــــــع ...
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !
قضى ابن بطوطة قرابة ثلاثين عاماً في رحلاته، حيث انطلق من بلدته طنجة عام 1325 وعاد أخيراً عام 1355 إلى وطنه المغرب. وقد تم تدوين نص الرحلة عام 1355 بأمر من السلطان المغربي أبو عنان من قِبَل الكاتب الأندلسي أبو عبد الله محمد بن الجوزي على غرار الحكايات التي رواها الرحالة شفوياً. يتبــــــــــــــــــــــــع ..
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !
وعلى الرغم من أنّ بعض علماء الجغرافيا العرب قد عرفوا من قبل البلدان والأماكن التي زارها الرحالة ابن بطوطة وأن بعضهم زود رسوماته ومخططاته بنصوص ما، وحاولوا فيها ذكر ما شاهده، إلى أنّ هذه النصوص تبقى جافة وينقصها الحيوية والسحر اللذان يميزان تقارير ابن بطوطة التي تبدو عفوية وشخصية وبطريقة ما تحتوي روح الحداثة، لدرجة أنّ القارئ الشرقي والقارئ الغربي على حد سواء في عصرنا هذا ينبهران بها.
يتبــــــــــــــــــــــــع ..
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !
الترجمات الألمانية وابن بطوطة
"رغم الإعجاب العالمي بشخصية ابن بطوطة وبما قدمه من نص أدبي جميل، لا ينفي هذا إمكانية طرح الفرضية التي تقول أنه ربما قد تخيَل قصص رحلاته أو نقلها عن لسان آخرين " ورغم تقدير الباحثين الأوروبيين لكِتابَ الرحلات باعتباره وثيقة تاريخية مهمة، كان من الغرابة أن كتاب رحلات ابن بطوطة لم يكتسب شعبية في الغرب إلا في مرحلة متأخرة. ففي القرن التاسع عشر حينما ازداد التواصل مع أوروبا وتم تقديم الكتاب هناك ليترجم إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أوروبية أخرى بدأت تظهر الاهتمامات به وتقدم البحوث حوله. واليوم نستطيع أن نقول إن ابن بطوطة قد نال التقدير الذي يستحقه في عالم الاستكشاف.
يتبـــــــــــــــــــــــــــع ...
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !
لقد ترجم مخطوط رحلة ابن بطوطة للمرة الأولى إلى الألمانية عام 1911 و أنجز الترجمة آنذاك الباحث الألماني هانز فون مزيك، ورغم أن هذه الترجمة جيدة لكنها جزئية وتقتصر فقط على رحلة ابن بطوطة إلى الهند والبلدان الشرقية منه. وصدرت حديثاً في ميونخ (أكتوبر 2010 ) ترجمة ألمانية ثانية للرحلة. هذه الترجمة الجديدة تعتمد على مخطوط رحلة أبن بطوطة الذي وضعه العلامة الحلبي محمد بن فتح الله البيلوني في القرن السابع عشر والتي أنجزها الباحث في العلوم الإسلامية الدكتور رالف إلغَر بشكل ممتاز وأرفقها بتعليق حول الرحلة وحول مصداقية النص وهي الترجمة الأولى من نوعها التي تقدم نص رحلة ابن بطوطة بشكل شبه كامل للقارئ الألماني. يتبــــــــــــــــــــــع ..
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !
يُنظر إلى ابن بطوطة بأنه رجل استثنائي وعبقري في سرد الأدبيات، خرج في مغامراته إلى أراض بعيدة مجهولة واستكشف في أسفاره أرجاءً مثيرةً من العالم ليسرد لنا قصة رائعة يعكس من خلالها ثقافات شعوب عديدة في عالم عصره.
ونظراً إلى ما جاء في مخطوط ابن بطوطة الشهير، يعتبره القارئان الغربي و الشرقي على حد سواء بأنه رجل بعيون مفتوحة على العالم و يقارنه بالرحالة الأوروبيين الكبار مثل ماركو بولو أو بالمستكشفين من القرن التاسع عشر. وابن بطوطة هو مثال على عظمة الاستكشاف العربي في الماضي، وهو كشخصية لا تمثل فقط بلدته طنجة أو بلده المغرب وإنما بصفة عامة يمثل العالم العربي والإسلامي في أدب الرحلة العالمي ويمكن أن يفخر به العالم العربي والإسلامي لما قدم للبشرية من معلومات مهمة حول العالم .
ولكن ورغم الإعجاب العالمي بشخصية ابن بطوطة وبما قدمه من نص أدبي جميل، لا ينفي هذا إمكانية طرح الفرضية التي تقول أنه ربما قد تخيَل قصص رحلاته أو نقلها عن لسان آخرين مستنداً إلى أدبيات سبقته ومعلومات جمعها دون أن ينوّه إليها أو إلى كتّابها.
يعز علينا ان نودع من كنا بصحبته في الايام الماضيه .. و لكن .. قد حان الوداع لا محاله .. ففي عام 779هـ/1378م كان وداع ابن بطوطة للدنيا بمدينة طنجة، ومن يزور المغرب اليوم سيجد بمدينة طنجة دربا (طريقًا) اسمه درب ابن بطوطة حيث كان يعيش، وسيجد بالقرب من سوق طنجة ضريحه الذي دفن فيه.
رحمك الله يا أيها الرحال العظيم ..
غربة الاحساس هيّ : الاغتراب
هذا انا في موطني كني غريب !