في احمرار الغَسقْ عند المغيب!
وعبر الهضاب الوعرة،
سأمضي مستسلماً لزخات المطَر
سأنفض الأشجّار فوق رأسي
وأركل جوز الهند
دون أن أتكلم
دون أن اتألم
ولن أشكو
غير َ مكترث سأمضي حالماً
إنما سأمحو فصولا
واضيف فصولا
مشاهد كثيرة تراودني
كما اشتهتها قصائدي
تتهاطل مطراً على روحي
في هذه الطريق الطويلة
حيثُ أقتل بالنسيان
ذاكرتي
امشي واعدو باحثاً
عن وردة
عندما تتفتح وردة
تتملكني النشوة
وأشعر بالسرور
ولكني عاجز عن إيجاد
وردة
ربما كان ذلك أفضل
فلا توجد إمرأة
بلـــون الورد
سأمضي مستسلماً لزخات المطر
أتحسس الطرقات
كي لا أتوه
في ردهات الجحيم
ما أمكر أحاديثهم الفاترة
المغذاة بالأكــاذيب
أتمنى شفائي منهم في هذا المسير
عليَ نسيانهم
ربما كنتُ بحاجة إلى وردة
لأفهم الأشيــاء
في بتلاتها أبحث عن نحلة
تائهة في الحقل البعيد
باتت السمــاء الآن بلا شفق
وسأنام على ضفاف النجوم
الأعشاب والأجمات اتوسدها
أمد جسدي مستلقياً
على العشب الرطب
واتطلعُ بعينين محدقتين
نحو السموات الساكنة
II
II
II
[ بلغت الشيخوخة ومازلت ابحث عن ارجوحة الطفل ]
محمد الماغوط