الكل أجمع في قطاع غزة على أن جريمة قتل المتضامن الايطالي «فيكتوريو اريغوني» بعد ساعات من اختطافه من قبل جماعة دينية متطرفة في غزة جاءت مخالفة للأعراف والتقاليد الفلسطينية.
وكانت الأجهزة الأمنية في حكومة غزة عثرت فجر أمس الجمعة على جثة المتضامن الإيطالي مقتولا في احد المنازل المهجورة شمال غرب مدينة غزة وعليها آثار شنق بعد ساعات من اختطافه من قبل مجموعة سلفية متطرفة قالت انها اختطفته للمطالبة بالإفراج عن زعيمها المعتقل في سجون حماس.

وأكدت وزارة الداخلية في مؤتمر صحفي عقده الناطق باسمها إيهاب الغصين فجر امس ان الأجهزة الأمنية ومنذ وصول إشارة اختطاف المتضامن فيكتوريو أريغوني، قامت بالاستنفار الكامل والبحث والتحري، أسفرت عن الاستدلال على أحد أفراد المجموعة الذي اعترف على باقي المجموعة ودل على المكان الذي يوجد فيه المتضامن، فتحركت الأجهزة الأمنية بكل حكمة وسرعة نحو المكان فوجدت المختطف قد قتل منذ ساعات بطريقة بشعة (حسب تقرير الطب الشرعي).

واستنكرت الحكومة في غزة الجريمة البشعة وقالت انها لا تعبر عن قيمنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا، مؤكدة أنها ستلاحق باقي أفراد المجموعة وستنفذ القانون بحقهم.
وذكرت أن هذه الجريمة لا تعكس الحالة الحقيقية لأجواء الأمن والنظام في قطاع غزة، ولا تعبر عن تراجع، وستبقى الحكومة حريصة على تعزيز الاستقرار والأمن والأمان حيث أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
وقالت الداخلية أن المعطيات الأولية تشير إلى نية الخاطفين هي القتل حيث تمت عملية القتل بعد فترة وجيزة من اختطافه.

وكانت جماعة مجهولة الهوية في قطاع غزة محسوبة على التيار السلفي أقدمت على اختطاف المتضامن الإيطالي، رداً على قيام الحكومة الفلسطينية بغزة باعتقال زعيم الجماعة هشام السعيدني الملقب «بـأبو الوليد المقدسي». وطالبت الجماعة في شريط فيديو نشرته عبر موقع اليوتيوب، بث مساء الخميس، الحكومة بغزة بالإفراج الفوري عن «هشام السعيدني» زعيم الجماعة في قطاع غزة، وذلك مقابل الإفراج عن الصحفي الايطالي «فيكتور»، حسب ادعائها.

وفي تسجيل مصور بثه خاطفوه على موقع يوتيوب على الانترنت ظهر اريغوني معصوب العينين ودماء حول عينه اليمنى ويد تجذب رأسه الى أعلى ليواجه الة التصوير. وقال نص مكتوب رافق التسجيل المصور ان الرهينة الايطالي «ما دخل ديارنا الا لافساد العباد والبلاد ومن ورائه دويلة الكفر ايطاليا». وقالت الجماعة أنها ستمنح حكومة هنية 30 ساعة بدءاً من الساعة الحادية عشر من صباح الخميس غير انها قتلته قبل انتهاء المهلة. وكانت الخارجية الايطالية أعلنت عن فقدان الاتصال بأحد مواطنيها في قطاع غزة صباح الخميس. وكان اريغوني وهو في الثلاثينيات من العمر قد وصل إلى قطاع غزة عام 2008 عبر سفن كسر الحصار، وينشط في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وكسر الحصار عن قطاع غزة، وله الكثير من الكتابات والصور حول الحرب على غزة. وأصيب اريغوني بنيران قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، وحاولت إيطاليا إخراجه من القطاع إلا أنه رفض ذلك.

ونددت مؤسسات وفصائل المجتمع الفلسطيني بجريمة قتل المتضامن الايطالي فقد اعتبرت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة: قتل «اريغوني» جريمة بشعة ومحاولة فاشلة لوقف التضامن الدولي مع غزة.
وعبرت عن شكوكها بأن تكون إسرائيل وراء عملية الخطف والقتل، أو عناصر يتبعون لها يدورون في فلكها، كرسالة تهديد وتأثير على قدوم المتضامنين في «أسطول الحرية 2»، المتوقع انطلاقه الشهر المقبل. ووصف صائب عريقات مساعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مقتل أريجوني بانه صفحة سوداء في التاريخ الفلسطيني. وقالت الناشطة الايطالية سيلفيا توديشيني التي كانت زميلة لاريغوني في غزة «كان فيتوريو هنا من أجل الشعب الفلسطيني. هم قتلوا شخصا كان هنا من أجلهم». وأضافت «لن يخرجونا من هنا.. سنبقى». ووصفت ايطاليا مقتله بأنه «جريمة وحشية» وقالت «انها تدين بأشد لهجة العمل الجبان اللاعقلاني الذي اقدم عليه متطرفون لا يشعرون بقيمة حياة الانسان».