لقد كان الأول من شهر مايو/ايار الجاري يوما مشهودا في تاريخ البشرية. في ذلك اليوم، اخبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم بأن القوات الأمريكية قد شنت عملية عسكرية في باكستان و التي اسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. و لا شك ان العديد منا فوجئ بهذا الخبر ، حيث ان بن لادن تمكن من تفادي الاعتقال لفترة طويلة من الزمن ، الامر الذي جعل البعض يضع في الاعتبار احتمالية ان اكبر الارهابيين المطلوبين في العالم لن يتم القبض عليه و لا بعد حين.
قبل سماع ذلك الخبر، اعتاد الكثيرون على ان يظهر بن لادن من مخبأه بين الفينة والاخرى لكي يدلي ببياناته المفعمة بالكراهية و هو يهدد مجددا ويتوعد العالم بارتكاب المزيد من اعمال الدمار و القتل و كما كانت عادته كان يفعل ذلك في اغلب الاحيان بدون اظهار وجهه المتجهم . حيث لا نسمع الا صوته المثير للقلق و الذي بات مألوفا للجميع كدليل وحيد على ان الشخص الذي يتحدث هو بالفعل اسامة بن لادن. وفي كل مرة فعل ذلك، كان بن لادن يذكر البشرية بأن العقل المدبر الحقيقي وراء أكبر هجوم على الاراضي الأمريكية في تاريخ الولايات المتحدة لا زال على قيد الحياة ، حرا و ربما في خضم التخطيط للمزيد من العمليات الارهابية.
و بالرغم من ان احدا لم يعر اذانا صاغية لخطاباته تلك ، الا ان اتباعه فقط كانوا يجدون العبرة و الالهام فيها. ففي عالم القاعدة الملتوي و المنعزل عن بقية البشرية، حسن الكلام ينطوي على ابتكار طرق جديدة و مختلفة لالحاق أكبر كمية ممكنة من الضرر على البشر. ففي نفس الوقت الذي كان و لا زال يسعى فيه المجتمع الدولي لتأسيس عالم اكثر امنا ومساواة، لم يدخر بن لادن جهدا ليعيث الفساد في الارض. و كما تبين لنا مؤخرا، لم يكن اسامة بن لادن مجرد زعيم رمزي للقاعدة و من هم من شاكلتها. فالحقيقة ان دوره لم يقتصر على مجرد تحشيد أتباعه، وحثهم على عدم التراجع حتى و ان كان الواقع هو ان السلطات الدولية كانت تضيق عليهم المجال و تقترب منهم يوما بعد يوم. يبدوا ان بن لادن استمر و لاخر لحظة في القيام بما يجيد عمله اكثر من اي شيئ اخر في الحياة الا و هو التخطيط للمزيد من الدمار و المأسي.
و لكن في يوم الاحد ذاك ، وبينما كان الرئيس أوباما ينطق بتلك الكلمات، عبر وجهه و بوضوح عن المشاعر التي كان يمر بها العديد من الأمريكيين و هم يستمعون الى هذا الخبر. فلا شك ان العديد منا شعر بخليط من الراحة و الفخر، و ربما حتى الفرح. ومع ذلك ، فأن تلك الاحاسيس لم تغط او تخفي كليا حقيقة اخرى و هي ان جميعنا يدرك ان موت بن لادن لن يمحو اثار افعاله المخزية و ان زواله لن يعيد الذين فقدوا في غمضة عين بسبب "رؤيته" العدمية. ومع كل ذلك، اعتقد ان كان هناك من استنتاج ربما توصل اليه الجميع فهو ان العدالة قد اخذت مجراها. فقد كانت هذه هي النهاية الوحيدة التي تليق بشخص ترك ارثا مخزيا مثل بن لادن و الذي يمكن تلخيصه في كلمة واحدة و هي المأسي .
اسامة بن لادن هو السبب في ان البعض منا لا زال يشعر بالقلق عندما نرى طائرة تحلق في السماء أو عندما نكون في طريقنا الى مطار ما. بن لادن هو من حول العديد من المعالم التاريخية في شتى أنحاء العالم الى "اهداف سهلة" بعد ان كان العديد منها يعتبر من عجائب الكون و دلائل على ما قدمته الحضارات الانسانية المختلفة من انجازات و اسهامات للعلم و الهندسة. و في نفس القدر من الاهمية، استخدمت بعض الأنظمة "شبح"بن لادن في محاولة غير ناجحة لاقناع العالم بأن الاصلاحات الديمقراطية الضرورية والتي طالبت بها شعوبها لوقت طويل هي خطوات غير حكيمة و انها سوف تؤدي الى الفوضى. كما لا يمكننا ان ننسى ان بن لادن نفسه حول معظم اراضي افغانستان و التي يسكنها اغلبية سكانية من المسلمين الى بؤرة الارهاب في العالم و بعد ذلك حاول اتباعه بقدر المستطاع زرع الفتنة الطائفية والفوضى بين ابناء الشعب العراقي و حاولوا ان يفرقوا ما بين الاخ و اخيه. و في نفس السياق، اسامة بن لادن هو من جعل بعض المسلمين و خاصة في العراق وأفغانستان وباكستان، يتهيبون من الذهاب الى المساجد لاداءة صلواتهم حيث اعتبرت القاعدة ان استهداف تلك المساجد وتفجيرها هو نصرة للدين!
كان بن لادن شخصا يحمل افكارا و مبادئ متضاربة ، فهو كان انسان تعيس، يئس من الحياة سيطرت عليه نظرة سوداوية للحياة و حمل قلبا متحجرا اكثر سوادا جعله غير قادر على رؤية افعال الخير التي يقدمها البشر لبعضهم البعض بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية او الطائفية او العرقية. في الواقع كلما افكر في حياته و سجله المؤسف، اجد نفسي اشفق عليه حيث انني لا اجد شعورا مناسبا اخر تجاه شخص ضل عن منهج الانسانية الى ابعد الحدود واصبح يؤمن بان الحل الوحيد لتحسين اوضاع البشر هو قتل اكبر عدد منهم! فبدلا من التعلم من تاريخ البشرية الحافل بالعبر الحسنة والتي اثبتت مرارا و تكرارا انه ليس فقط بامكان اتباع الديانات المختلفة ان يتعايشوا بطريقة سلمية جنبا الى جنب وانما يمكنهم التعلم و الانتفاع من تجارب بعضهم البعض، بدلا من ذلك سقط بن لادن الى درك البشرية الاسفل و اصبح اسيرا لواحدة من اسوء ما يعتقد البعض انها غريزة بشرية، تلك هي التي تجعل البعض يحاول تدمير كل ما لا يتفق معه، مثله مثل الطفل المدلل تماما عندما لا يستجيب له الاخرون.
لقد كان فكر بن لادن الاعوج المسؤول الاول و الاخير عن عمليات ارهابية تسببت في قتل اعداد لا تعد و لا تحصى من المدنيين العزل ، الرجال منهم و النساء، الاطفال منهم و المسنين، و الذين كانوا اغلبهم من المسلمين. فلم يحدد الدين او العرق او اللون او البلد الاصلي او المنطقة الجغرافية، ضحايا بن لادن. فقد قتل الفقراء قبل الاغنياء و الضعفاء قبل الاقوياء. و كشخص من المفترض أنه افنى حياته في نصرة الاسلام و المسلمين، هنالك سؤال بديهي لابد من اجابته: مذا حقق بن لادن للمسلمين؟ الجواب هو بالطبع لا شيئ سوى المأسي والدمار.
فقد كان من الواضح ان بن لادن لم يقض اي وقت للتأمل في المستقبل. ولم يفكر قط في انشاء اي مشروع بناء او في ايجاد طرق جديدة لتحسين أوضاع البشرية. لم يشغل بن لادن نفسه الا بالتخطيط للمزيد من اعمال العنف غير المبررة. فهو ليس من قبيل الصدفة ان القاعدة نادرا ما تتحدث عن المستقبل، مفضلة ان تبقى سجينة لهوس الماضي و تحريف التاريخ بطريقة تبرر رغبتها الجامحة لاراقة الدماء.
و من ناحيتي انا شخصيا ، فعندما امر باسم او صورة بن لادن، اجد انني اعود لا شعوريا الى تلك اللحظات المؤلمة و تلك المشاعر التي كانت عبارة عن مزيج من الشعور بالعجز و القلق الشديد و الخوف الذي تملكني و انا اشاهد تلك المناظر البشعة والتي بثتها على الهواء عدة وسائل اعلامية على شاشات التلفزيون وكذلك عندما ادركت ان مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والذي كنت إنذاك اعيش على بعد بضعة كيلومترات منه، قد تعرض ايضا الى هجمة. و في نفس السياق، يجد البعض منا الكثير من الصعوبة في عدم التفكير في النساء اللواتي فقدن ازواجهن و كم من اب فقد بناته و كم طفل تيتم في اماكن مختلفة حول العالم مثل بالي و الدار البيضاء و بغداد و الجزائر و كابول و الرياض و مدريد و لندن ونعم، نيو يورك و واشنطن.
فانا اكاد لا اتمالك اعصابي عندما اتخيل اماً تحاول اخفاء دموعها وهي تصارع لايجاد رد على تساؤلات اطفالها المستمرة عن مصير ابيهم و لمذا اختفى فجاة من حياتهم. هل عليها ان تقول ان السبب هو ان اسامة بن لادن تعمد تشويه اركان و مبادئ دين لاسباب مخزية في حين ان اكثر من مليار شخص حول العالم من اتباع هذا الدين نفسه يعيشون جنبا الى جنب مع مسلمين اخرين و مسيحيين و يهود و هندوس و بوذيين و غيرهم في سلام و امان. هل يمكن ان يكونوا جميعا مخطئين و بن لادن وبعض المتزمتين الذين يتبعونه على صواب؟ الجواب بالطبع لا.
فأن اخذنا كل ما سبق في الاعتبار، ليس هنالك شك في ان اي انسان منطقي و موضوعي سوف يتوصل الى استنتاج واحد فقط بصرف النظر عما اذا كان قد عاش و رأى المأسي التي جلبها بن لادن بأم عينه ام لا، ذلك الاستنتاج هو: في الاول من شهر مايو في عام 2011، تم تحقيق العدالة وان بن لادن كان مجرما و ليس شهيدا.
فهد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
قبل سماع ذلك الخبر، اعتاد الكثيرون على ان يظهر بن لادن من مخبأه بين الفينة والاخرى لكي يدلي ببياناته المفعمة بالكراهية و هو يهدد مجددا ويتوعد العالم بارتكاب المزيد من اعمال الدمار و القتل و كما كانت عادته كان يفعل ذلك في اغلب الاحيان بدون اظهار وجهه المتجهم . حيث لا نسمع الا صوته المثير للقلق و الذي بات مألوفا للجميع كدليل وحيد على ان الشخص الذي يتحدث هو بالفعل اسامة بن لادن. وفي كل مرة فعل ذلك، كان بن لادن يذكر البشرية بأن العقل المدبر الحقيقي وراء أكبر هجوم على الاراضي الأمريكية في تاريخ الولايات المتحدة لا زال على قيد الحياة ، حرا و ربما في خضم التخطيط للمزيد من العمليات الارهابية.
و بالرغم من ان احدا لم يعر اذانا صاغية لخطاباته تلك ، الا ان اتباعه فقط كانوا يجدون العبرة و الالهام فيها. ففي عالم القاعدة الملتوي و المنعزل عن بقية البشرية، حسن الكلام ينطوي على ابتكار طرق جديدة و مختلفة لالحاق أكبر كمية ممكنة من الضرر على البشر. ففي نفس الوقت الذي كان و لا زال يسعى فيه المجتمع الدولي لتأسيس عالم اكثر امنا ومساواة، لم يدخر بن لادن جهدا ليعيث الفساد في الارض. و كما تبين لنا مؤخرا، لم يكن اسامة بن لادن مجرد زعيم رمزي للقاعدة و من هم من شاكلتها. فالحقيقة ان دوره لم يقتصر على مجرد تحشيد أتباعه، وحثهم على عدم التراجع حتى و ان كان الواقع هو ان السلطات الدولية كانت تضيق عليهم المجال و تقترب منهم يوما بعد يوم. يبدوا ان بن لادن استمر و لاخر لحظة في القيام بما يجيد عمله اكثر من اي شيئ اخر في الحياة الا و هو التخطيط للمزيد من الدمار و المأسي.
و لكن في يوم الاحد ذاك ، وبينما كان الرئيس أوباما ينطق بتلك الكلمات، عبر وجهه و بوضوح عن المشاعر التي كان يمر بها العديد من الأمريكيين و هم يستمعون الى هذا الخبر. فلا شك ان العديد منا شعر بخليط من الراحة و الفخر، و ربما حتى الفرح. ومع ذلك ، فأن تلك الاحاسيس لم تغط او تخفي كليا حقيقة اخرى و هي ان جميعنا يدرك ان موت بن لادن لن يمحو اثار افعاله المخزية و ان زواله لن يعيد الذين فقدوا في غمضة عين بسبب "رؤيته" العدمية. ومع كل ذلك، اعتقد ان كان هناك من استنتاج ربما توصل اليه الجميع فهو ان العدالة قد اخذت مجراها. فقد كانت هذه هي النهاية الوحيدة التي تليق بشخص ترك ارثا مخزيا مثل بن لادن و الذي يمكن تلخيصه في كلمة واحدة و هي المأسي .
اسامة بن لادن هو السبب في ان البعض منا لا زال يشعر بالقلق عندما نرى طائرة تحلق في السماء أو عندما نكون في طريقنا الى مطار ما. بن لادن هو من حول العديد من المعالم التاريخية في شتى أنحاء العالم الى "اهداف سهلة" بعد ان كان العديد منها يعتبر من عجائب الكون و دلائل على ما قدمته الحضارات الانسانية المختلفة من انجازات و اسهامات للعلم و الهندسة. و في نفس القدر من الاهمية، استخدمت بعض الأنظمة "شبح"بن لادن في محاولة غير ناجحة لاقناع العالم بأن الاصلاحات الديمقراطية الضرورية والتي طالبت بها شعوبها لوقت طويل هي خطوات غير حكيمة و انها سوف تؤدي الى الفوضى. كما لا يمكننا ان ننسى ان بن لادن نفسه حول معظم اراضي افغانستان و التي يسكنها اغلبية سكانية من المسلمين الى بؤرة الارهاب في العالم و بعد ذلك حاول اتباعه بقدر المستطاع زرع الفتنة الطائفية والفوضى بين ابناء الشعب العراقي و حاولوا ان يفرقوا ما بين الاخ و اخيه. و في نفس السياق، اسامة بن لادن هو من جعل بعض المسلمين و خاصة في العراق وأفغانستان وباكستان، يتهيبون من الذهاب الى المساجد لاداءة صلواتهم حيث اعتبرت القاعدة ان استهداف تلك المساجد وتفجيرها هو نصرة للدين!
كان بن لادن شخصا يحمل افكارا و مبادئ متضاربة ، فهو كان انسان تعيس، يئس من الحياة سيطرت عليه نظرة سوداوية للحياة و حمل قلبا متحجرا اكثر سوادا جعله غير قادر على رؤية افعال الخير التي يقدمها البشر لبعضهم البعض بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية او الطائفية او العرقية. في الواقع كلما افكر في حياته و سجله المؤسف، اجد نفسي اشفق عليه حيث انني لا اجد شعورا مناسبا اخر تجاه شخص ضل عن منهج الانسانية الى ابعد الحدود واصبح يؤمن بان الحل الوحيد لتحسين اوضاع البشر هو قتل اكبر عدد منهم! فبدلا من التعلم من تاريخ البشرية الحافل بالعبر الحسنة والتي اثبتت مرارا و تكرارا انه ليس فقط بامكان اتباع الديانات المختلفة ان يتعايشوا بطريقة سلمية جنبا الى جنب وانما يمكنهم التعلم و الانتفاع من تجارب بعضهم البعض، بدلا من ذلك سقط بن لادن الى درك البشرية الاسفل و اصبح اسيرا لواحدة من اسوء ما يعتقد البعض انها غريزة بشرية، تلك هي التي تجعل البعض يحاول تدمير كل ما لا يتفق معه، مثله مثل الطفل المدلل تماما عندما لا يستجيب له الاخرون.
لقد كان فكر بن لادن الاعوج المسؤول الاول و الاخير عن عمليات ارهابية تسببت في قتل اعداد لا تعد و لا تحصى من المدنيين العزل ، الرجال منهم و النساء، الاطفال منهم و المسنين، و الذين كانوا اغلبهم من المسلمين. فلم يحدد الدين او العرق او اللون او البلد الاصلي او المنطقة الجغرافية، ضحايا بن لادن. فقد قتل الفقراء قبل الاغنياء و الضعفاء قبل الاقوياء. و كشخص من المفترض أنه افنى حياته في نصرة الاسلام و المسلمين، هنالك سؤال بديهي لابد من اجابته: مذا حقق بن لادن للمسلمين؟ الجواب هو بالطبع لا شيئ سوى المأسي والدمار.
فقد كان من الواضح ان بن لادن لم يقض اي وقت للتأمل في المستقبل. ولم يفكر قط في انشاء اي مشروع بناء او في ايجاد طرق جديدة لتحسين أوضاع البشرية. لم يشغل بن لادن نفسه الا بالتخطيط للمزيد من اعمال العنف غير المبررة. فهو ليس من قبيل الصدفة ان القاعدة نادرا ما تتحدث عن المستقبل، مفضلة ان تبقى سجينة لهوس الماضي و تحريف التاريخ بطريقة تبرر رغبتها الجامحة لاراقة الدماء.
و من ناحيتي انا شخصيا ، فعندما امر باسم او صورة بن لادن، اجد انني اعود لا شعوريا الى تلك اللحظات المؤلمة و تلك المشاعر التي كانت عبارة عن مزيج من الشعور بالعجز و القلق الشديد و الخوف الذي تملكني و انا اشاهد تلك المناظر البشعة والتي بثتها على الهواء عدة وسائل اعلامية على شاشات التلفزيون وكذلك عندما ادركت ان مبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) والذي كنت إنذاك اعيش على بعد بضعة كيلومترات منه، قد تعرض ايضا الى هجمة. و في نفس السياق، يجد البعض منا الكثير من الصعوبة في عدم التفكير في النساء اللواتي فقدن ازواجهن و كم من اب فقد بناته و كم طفل تيتم في اماكن مختلفة حول العالم مثل بالي و الدار البيضاء و بغداد و الجزائر و كابول و الرياض و مدريد و لندن ونعم، نيو يورك و واشنطن.
فانا اكاد لا اتمالك اعصابي عندما اتخيل اماً تحاول اخفاء دموعها وهي تصارع لايجاد رد على تساؤلات اطفالها المستمرة عن مصير ابيهم و لمذا اختفى فجاة من حياتهم. هل عليها ان تقول ان السبب هو ان اسامة بن لادن تعمد تشويه اركان و مبادئ دين لاسباب مخزية في حين ان اكثر من مليار شخص حول العالم من اتباع هذا الدين نفسه يعيشون جنبا الى جنب مع مسلمين اخرين و مسيحيين و يهود و هندوس و بوذيين و غيرهم في سلام و امان. هل يمكن ان يكونوا جميعا مخطئين و بن لادن وبعض المتزمتين الذين يتبعونه على صواب؟ الجواب بالطبع لا.
فأن اخذنا كل ما سبق في الاعتبار، ليس هنالك شك في ان اي انسان منطقي و موضوعي سوف يتوصل الى استنتاج واحد فقط بصرف النظر عما اذا كان قد عاش و رأى المأسي التي جلبها بن لادن بأم عينه ام لا، ذلك الاستنتاج هو: في الاول من شهر مايو في عام 2011، تم تحقيق العدالة وان بن لادن كان مجرما و ليس شهيدا.
فهد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية