العهد الجديد وتجديد الولاء - جديد youngameer

    • العهد الجديد وتجديد الولاء - جديد youngameer



      <div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><div style="text-align: center;">

      [B]أعقلها وتوكل يا صاحب الجلالة




      للكاتب: زاهر بن حارث المحروقي


      كاتب وإعلامي عماني

      “1 ”
      هناك ما أثار الانتباه في كل المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات التي حدثت في السلطنة مطالبة بالإصلاحات وهي أن جميع المحتجين من أبناء السلطنة كانوا على مستوى الحدث إذ أن الكل أجمع على أن صاحب الجلالة السلطان المعظم خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو الإساءة إليه ، ولذا لم نشاهد أبدا لافتة من اللافتات المحمولة تسيء إلى جلالته أو إلى قراراته ، ولم نسمع صيحات كالتي سمعناها في كل المظاهرات التي انطلقت في الوطن العربي والتي تردد ( الشعب يريد إسقاط النظام ) أو ( إرحل إرحل ) كالتي انطلقت من تونس ومصر وليبيا واليمن ، بل شاهدنا عبر القنوات الفضائية لافتة حملها أحد المتظاهرين في ولاية صحار وهي تقول : نريد وزراء من آل سعيد
      إن هذا يدل دلالة واضحة على أن الشعب العماني متلاحم مع قيادته ويحب سلطانه ، وإنما جاءت تظاهراته احتجاجا على بعض الأوضاع داخل البلد يرى هؤلاء الشباب أنها مطالب عادلة ويجب أن يؤخذ بها خدمة للصالح العام للوطن ، كما يرى هؤلاء الشباب أن هناك بعض الوجوه في الحكومة سواء كانوا وزراء أو غير ذلك من المسؤولين ، من الذين استفادوا من البلد وحكموا عمان وكأنها مزرعة خاصة بهم إذ ملكوا وسيطروا على الأرض ومن فيها وما عليها وعلى البحر والسماء ، وكل ذلك باستغلال نفوذهم وسلطتهم الممنوحة لهم وكأنهم يتصرفون في كل شيء من مقدرات هذا الشعب باسم صاحب الجلالة ، مما يعطي انطباعا سيئا على أن صاحب الجلالة هو الذي في الصورة وأنه على علم بفسادهم ، وهذا أعطى الفرصة للمحللين والكتاب والمثقفين أن يروا أن هناك حناحين في السلطنة يتصارعان على مقدرات الوطن والشعب وهما الجناح المالي المتمثل في فئة من الوزراء أصحاب المصالح وفي الجناح الأمني المتثمل في رجال الأمن والعسكر ، وهذا ما أشار إليه الشاعر محمد الحارثي في مقابلته الشهيرة مع قناة الحرة ، والتي انبرى البعض يهاجمه إذ أخذتهم العاطفة فقط ثم مرت الأيام وإذا الكل يردد ما قاله الحارثي حينها
      إن الشباب الذين خرجوا في مظاهرات أو احتجاجات أو مسيرات ليسوا منعزلين عن العالم لأنهم أبناء اللحظة وليسوا أبناء الماضي فهم يرون ويسمعون ويقرؤون كل ما يدور حولهم في العالم ويؤمنون أن الوطن للجميع وليس حكرا على فئة معينة ومن ثم فإن مطالبهم بسيطة وسهلة ولا يحلم أي أحد منهم أن يملك المليارات رغم أن هذا حق ، إلا أنهم يحلمون بأحلام بسيطة تليق بالبشر كالوظيفة والراتب والمسكن والأسرة ، لأن الشعارات الرنانة *ذهبت أدراج الرياح كشعار ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ..! لأن على العماني الآن أن يبحث عن الخبز ويبحث عن السمك الذي كان يسمى في عمان إنه طعام الفقراء ولا يستطيع العماني الفقير الآن أن يشتريه لأنه غالي ونادر رغم أن وسائل الإعلام العمانية تردد ليل نهار أن شواطيء عمان تزيد على 3 آلاف كيلو متر





      ” 2 ”
      لا يمكن الآن أن نتعامل مع الجيل الجديد من شباب عمان بعقلية ما قبل عام 1970 ، لأنه جيل اختلف عن الجيل السابق الذي عانى ما عاناه ولا يمكن أبدا أن يتم التخاطب مع هؤلاء الشباب بلغة الماضي التي ملها الناس ، فهم أبناء اليوم وأبناء عصرهم الخطير عصر الفضائيات والانترنت والحريات والفضاءات المفتوحة والفيس بوك والتويتر والإيميلات وفوق هذا وذلك فهم شباب الحرية والديمقراطية وشباب عصر المناداة بالحرية والديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان وغير ذلك ، ولنا خير دليل في مصر وتونس وليبيا ، والقادم أخطر وربما أسوأ
      إذا لم نتدارك الوضع فإن ما حصل في تونس ومصر ليس ببعيد عنا ، وما يؤسف له أننا – كما يبدو – لم نتعلم الدرس التونسي والمصري والليبي ، إذ ما الداعي لإطلاق الرصاص على المحتجين ؟
      إن العملية الحسابية النسبية تشير إلى أن أخطاءنا كانت أكبر قياسا إلى أخطاء الآخرين فعدد المحتجين في عمان كان قليلا جدا قياسا إلى ما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن والجزائر والبحرين وعدد أيام الاعتصام كانت قليلة وسقف المطالب كان قليلا بل خجولا ، فكيف يتم قمع المحتجين حتى تسيل الدماء ؟
      إن العنف دائما يوّلد العنف ، والحكمة دائما تؤدي إلى نتائج طيبة ، وما نحتاجه الآن في عمان هو العقل والابتعاد عن التخبط والخوف والربكة ، ويجب أن تتغير عقلية المسؤولين العمانيين بأن يعلموا أنهم ليسوا أصحاب فضل على أحد بل هم مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات مثلهم مثل أي مواطن فقير ، لأن حكمة الله سبحانه وتعالى قضت أن تكون 40 عاما هي الفترة الكافية لتغيير عقليات وأفكار الناس ، إذ أن الشعوب التي تنشأ في الاستبداد وتعامل بالظلم والاضطهاد وهي تسكت عن حقها وترى الخطأ والمنكر وتسكت عنه تفسد أخلاقها وتذل نفوسها فتستسيغ حكم كل طاغ وإذا طال عليها الأمد تصبح هذه الأخلاق موروثة ومن صميم طباعها ، وهكذا كان الحال مع بني إسرائيل الذين أفسد ظلم الفراعنة طباعهم في مصر وطبها بطابع المهانة والذل والجبن إلى أن جاءهم نبي الله موسى يدعوهم إلى الجهاد لدخول الأرض المقدسة ولكن نفوسهم المهينة التي ألفت الذل والاستعباد لم تطاوعهم الجهاد ورفضوا الدخول إلى فلسطين حتى كتب الله لهم أن يتيهوا في صحراء سيناء 40 سنة ، حيث قال الكثير من المفسرين للقرآن الكريم إن حكم الله لبني إسرائيل أن يتيهوا في صحراء سيناء 40 سنة كانت الحكمة منه أن يذهب الجيل القديم الذي رضخ للطغيان واستعذب العبودية وسكت عن حقه وأن ينشأ جيل جديد يؤمن بالحرية والجهاد ليمكنهم الله من دخول الأرض المقدسة وهم أحرار لا أذلاء ولا عبيد لأحد من خلق الله ، والخلاصة في ذلك أن إصلاح الأمم يكون دائما على أيدي جيل جديد يؤمن بالحرية وباستقلال الرأي
      وربما هذا ينطبق تماما على الوضع الحاضر وهو ما حصل في مصر بالذات إذ بعد مرور 40 سنة من حكم الرئيسين السادات وحسني مبارك خرج ذلك الجيل الذي غير تاريخ المنطقة ، ولم يدر في خلدي أني سأكتب ذلك أيضا عن الجيل العماني




      <div id="author-description" style="text-align: justify;"><span style="font-size: large;"><b>” 3

      [/B]


      المصدر : youngameer


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions