
يسعى الطب منذ سنوات الى تطوير العلاج الجراحي لكدر العين (فقدان مرونتها) عن طريق إزالة العدسة الكدرة واستبدالها بعدسة صناعية تقوم بكافة مهمات عدسة العين الطبيعية. ويبدو أن العلماء ساروا خطوة أخرى أقرب إلى تحقيق هذا الحلم. وكانت«الشرق الاوسط» قد اثارت الى ذلك سابقا بايجاز.
وذكر علماء جامعة هايلدبيرغ الألمانية أنهن سيضعون اختراعهم الجديد، وهو عبارة عن عدسة تغير انحراف الضوء فيها باستمرار لملائمة العين، تحت تصرف أطباء العيون خلال سنوات قليلة. وتتمتع العدسة الطبيعية كما هو معروف بالقدرة على كسر الضوء الواقع عليها ومن ثم لمه في بؤرة الشبكية لتوفير أوضح صورة للعين البشرية. ويبدو أن العلماء الألمان توصلوا إلى إنتاج مادة صناعية تحرف الضوء بنفس الكفاءة تقريبا ولكن في درجة انحراف معينة.
وحسب مصادر البروفيسور المساعد غيرد اوفارت من عيادة طب العيون في جامعة هايلدبيرغ فان الجامعة قد نالت حقوق استخدام العدسة في معالجة العديد من الحالات، وأنها بصدد إجراء المزيد من التجارب التي تحتاج إلى عدسات اكثر من مرونة. جدير بالذكر أن العدسة المتحورة هي العدسة الوحيدة التي تعين الإنسان على رؤية الأشياء بدقة. وتقوم الصور غير الدقيقة حينما تقع على الشبكية بتحفيز عصب القزحية الذي يأمر عضلة العين بالتقلص وبالتالي زيادة قدرة العدسة على حرف الضوء في بؤرة الشبكية.
ويعرف الأطباء أن العدسات البديلة المصنوعة من مادة الأكريل تتيح النظر للمرضى من خلال تعدد البؤر فيها. وأشار الطبيب أوفارت إلى أن العدسة الجديدة مصنوعة من مادة الاكريل المحتوي على الماء وتملك القابلية على تحوير شكلها بما يناسب تركيز الضوء الساقط في البؤرة. ويجري أثناء عملية زرعها وضعها داخل كيس العدسة الأصلية وربطها بعضلات العين التي تتولى بشكل طبيعي الضغط عليها من أجل تحوير شكلها.
ولأجل التأكد من مرونة وصلاحية العدسة، فقد أجرى اوفارت وزملاؤه تجاربهم على عين بشرية في المختبر بعد أن نالوا إجازة استخدامها من السلطات الصحية الألمانية. وقد رصد العلماء تحور شكل العدسة الصناعية بواسطة كاميرات دقيقة صورت حركة العدسة بالعلاقة مع عضلة العين التي تسيطر على تقلص وانبساط العدسة الطبيعية.
تحياتي
