حينما كنت جالسا أتفكر وأتأمل في هذه الحياة الفانية واقلب الأمور و أتصفح الأوراق راودتني فكرة لم تطرأ في ذهني خلال السنوات الماضية التي مرت مر السحاب، اندهشت وعجبت أين كنت أنا من تلك الفكرة؟ ... لكني كنت اعلم علم اليقين بان الأمور مقدرة من الله العلي القدير مما زادني إيمانا اكثر فاكثر.
قالت لي نفسي وهي على اشد الحزن: منذ سنوات عديدة وأنت توجه رسائلك ذات اليمين وذات الشمال، أنا نفسك بين جنبيك ..! فهلا تكرمت وتشرفت أن ترسل لي رسالة متواضعة؟ أما لي حظ في قلمك؟ ونصيب من أفكارك .! وما يدرك لعل وعسى أن استجيب لنصائحك ..!
وجدتني افرح بالفكرة كالطفل حين يحصل على هدية يحبها، وإذا بيدي تمسك القلم وتسطر الكلمات وتبادر بكتابة الرسالة.
شذا سلامي وأزكى تحياتي إليك أيتها النفس الأمارة بالسوء، ابعث إليك بعضا من أشواقي المأسورة وأفكاري المنثورة فهاك حديثي وعزب كلماتي حيث لا اكتم لك سرا أنتِ سر أمنياتي.
أيتها النفس: لن أسألك عن الصحة فأنا اعرف بصحتك ومرضك، ولن أسألك عن الأحوال فأحوالك هي عين أحوالي، أعيريني سمعك لحظات قد تطول راجياً من الله أن ينفعك ما أقول.
أيتها النفس: لقد أعياني نصحك وأتعبني وعظك، كم من المرات رأيتكِ تعملين قبيح الأفعال مقبلة على سفا سف الأمور، كثيرة الكلام ، متابعة لكل ما لا فائدة فيه ، ومع هذا وذاك فأنت صاحبة دعاواي كثيرة، فكلما قلتٌ لكِ أين الخوف من الله؟ رجعت إلى الوحل تتمرغين وبأعلى صوتك تصرخين، وتحاولي إغرائي بطموحات ليس لها مثيل، وما إن أقوم بالأمر حتى أراك تتذبذبين، وتؤثرين الفاني على الباقي، وتستبدلين بالذي هو أدنى بالذي هو خير، لسان حالك الدنيا الدنيا...
أيتها النفس: أنا اعرف انك تملكين مهارات سامقة لا يملكها أحدا قط، فتتلبسين بالعاطفة فتأثرين على حركاتي وسكناتي، ولإنك تعلمين كم رقة قلبي حين أرى دموع التائبين تسيل في الخدود وتنساب كالنهر على الوجنات، لكن ما قيمتها في دنيا الواقع ..؟! وما رصيدها في الحقيقة ...؟!
أيتها النفس: بعدما رفعت السوط من جديد سياط الوعد والوعيد في حمية قاسية وغضب شديد، وقرأتٌ عليكِ قوله تعالى:[ واما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم ادر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه] رأيتٌ دموعكِ تنسكب كالمطر على سفينة في صحراء قاحلة ،وإذا بك تتجمعين في أقصى الزاوية، وتبكين كالطفل المتشبك في أحضان أمه، وتكتمين الصمت، وترددي كلمة التوبة ... التوبة، الحسرة ... الحسرة ،الندم ... الندم، فيداخلني فرح وسرور وبهجة وحبور،وأمل وزيادة، وطموح وسعادة، باني قد انتصرت عليك في هذه المعركة،ثم بدأتٌ أذكرك بالجنة والنار و أخوفك من عذاب القبر، وان الله محيط بك عالم سريرتك يحصي عليك أنفاسك ويستر عليك أخطائك، فمن حقه سبحانه أن يعبد وان يشكرفلا يكفر، وان يطاع فلا يعصى، فسعيدا أيتها النفس أن أراكِ تقومين بالأعمال الصالحة وتجتنبين الأعمال السيئة دائما على هذا الحال.
أيتها النفس: آخر ما في رسالتي تذكري هذه الكلمات التي كتبت بماء الذهب على جبين التاريخ وتأملي فيها (عليكِ بعروق الإخلاص ، وورق الصبر، وعصير التواضع، وضعي ذلك في إناء التقوى ، وصبي عليه من ماء الخشية ، وأوقديه بنار الحزن ، وصفيه بمصفاة المراقبة ، وتناوليه بكف الصدق ، واشربيه من كأس الاستغفار، وتمضمضي بالورع ، وابعدي عن نفسك الطمع)،تحياتي إليك مرة أخرى وسلام ألف سلام ولي عودة معك إن شاء الله في رسائلي القادمة
قالت لي نفسي وهي على اشد الحزن: منذ سنوات عديدة وأنت توجه رسائلك ذات اليمين وذات الشمال، أنا نفسك بين جنبيك ..! فهلا تكرمت وتشرفت أن ترسل لي رسالة متواضعة؟ أما لي حظ في قلمك؟ ونصيب من أفكارك .! وما يدرك لعل وعسى أن استجيب لنصائحك ..!
وجدتني افرح بالفكرة كالطفل حين يحصل على هدية يحبها، وإذا بيدي تمسك القلم وتسطر الكلمات وتبادر بكتابة الرسالة.
شذا سلامي وأزكى تحياتي إليك أيتها النفس الأمارة بالسوء، ابعث إليك بعضا من أشواقي المأسورة وأفكاري المنثورة فهاك حديثي وعزب كلماتي حيث لا اكتم لك سرا أنتِ سر أمنياتي.
أيتها النفس: لن أسألك عن الصحة فأنا اعرف بصحتك ومرضك، ولن أسألك عن الأحوال فأحوالك هي عين أحوالي، أعيريني سمعك لحظات قد تطول راجياً من الله أن ينفعك ما أقول.
أيتها النفس: لقد أعياني نصحك وأتعبني وعظك، كم من المرات رأيتكِ تعملين قبيح الأفعال مقبلة على سفا سف الأمور، كثيرة الكلام ، متابعة لكل ما لا فائدة فيه ، ومع هذا وذاك فأنت صاحبة دعاواي كثيرة، فكلما قلتٌ لكِ أين الخوف من الله؟ رجعت إلى الوحل تتمرغين وبأعلى صوتك تصرخين، وتحاولي إغرائي بطموحات ليس لها مثيل، وما إن أقوم بالأمر حتى أراك تتذبذبين، وتؤثرين الفاني على الباقي، وتستبدلين بالذي هو أدنى بالذي هو خير، لسان حالك الدنيا الدنيا...
أيتها النفس: أنا اعرف انك تملكين مهارات سامقة لا يملكها أحدا قط، فتتلبسين بالعاطفة فتأثرين على حركاتي وسكناتي، ولإنك تعلمين كم رقة قلبي حين أرى دموع التائبين تسيل في الخدود وتنساب كالنهر على الوجنات، لكن ما قيمتها في دنيا الواقع ..؟! وما رصيدها في الحقيقة ...؟!
أيتها النفس: بعدما رفعت السوط من جديد سياط الوعد والوعيد في حمية قاسية وغضب شديد، وقرأتٌ عليكِ قوله تعالى:[ واما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه، ولم ادر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه، خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه] رأيتٌ دموعكِ تنسكب كالمطر على سفينة في صحراء قاحلة ،وإذا بك تتجمعين في أقصى الزاوية، وتبكين كالطفل المتشبك في أحضان أمه، وتكتمين الصمت، وترددي كلمة التوبة ... التوبة، الحسرة ... الحسرة ،الندم ... الندم، فيداخلني فرح وسرور وبهجة وحبور،وأمل وزيادة، وطموح وسعادة، باني قد انتصرت عليك في هذه المعركة،ثم بدأتٌ أذكرك بالجنة والنار و أخوفك من عذاب القبر، وان الله محيط بك عالم سريرتك يحصي عليك أنفاسك ويستر عليك أخطائك، فمن حقه سبحانه أن يعبد وان يشكرفلا يكفر، وان يطاع فلا يعصى، فسعيدا أيتها النفس أن أراكِ تقومين بالأعمال الصالحة وتجتنبين الأعمال السيئة دائما على هذا الحال.
أيتها النفس: آخر ما في رسالتي تذكري هذه الكلمات التي كتبت بماء الذهب على جبين التاريخ وتأملي فيها (عليكِ بعروق الإخلاص ، وورق الصبر، وعصير التواضع، وضعي ذلك في إناء التقوى ، وصبي عليه من ماء الخشية ، وأوقديه بنار الحزن ، وصفيه بمصفاة المراقبة ، وتناوليه بكف الصدق ، واشربيه من كأس الاستغفار، وتمضمضي بالورع ، وابعدي عن نفسك الطمع)،تحياتي إليك مرة أخرى وسلام ألف سلام ولي عودة معك إن شاء الله في رسائلي القادمة