الابداع الفكري ،،، برنامج المحفل الفكـــــــــري (أحمد شوقي نشأته وحياته) ،،، مجموعة عطاء بلا حدود

  • أزهار الحب كتب:

    تحيه عطره
    لقلمك اختي الوجدان

    طرح في غاية الروووعه

    اعجبني اسلووب الطرح

    موفقه باذن الله خيتو الغااليه

    أزهاار الحب ،،، حضورك يسعدني ،، بارك الله فيكِ
    • \ ربيّ آرزقني مستقبلاً أجمل مما تمنيت وآجعل لي في هذه الدُنيا أُناساً يَدعون لي بعد أن أغيبّ.
    /
  • بنت عُمان كتب:

    بإعتقادي أحمد شوقي أكبر من أن يلقب بشاعر الملوك
    كما نعرف أن شعراء الملوك لايقولون الحقيقة ...........
    إنما يكتبون مايريد الملك أن يسمعه فقط دون مبالين بسمعة الشعر أو الشاعر نفسه .............
    ولكن مصداقية الشعر في الشاعر أحمد شوقي في نظري أكبر واجمل أن نطلق عليه شاعر الملوك
    لذا فلقب أاااااااااااااااااامير الشعراء أتى في محله
    :)



    وجهة نظر تحترم.......ولكن ربما للبقية أراء...
    ......
    وهو صرح هناك أن الخديوي كان ولى نعمته......
    ..............
    هلا ذكرتى لنا قصيدة فى الخديوي لشوقي...
    ..
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • أطوار كتب:

    سرد جميل ن أمير الشعراااااااااااء......
    وكما نرى أنه كان قريبا من القصور الملكيةةةةة...
    فهل نستطيع أن نلقبه بشاعر الملوك..........!!
    .....


    أختي أطوار ،،،
    الشااعر أحمد شوقي يتميز بأنه يكتب من الوجدان والمصداقيه ،، وقد مدح أمير الشعراء في قصاائده الملك الخديوي ،،، يستحق أن يكون أمير الملوك والشعراء ،،
    وأيضأ أسلوبه وثقافته العربيه الاصيله و تميزه في الخياال والتصوير جعلتُ أميرا الشعراء ،،،
    • \ ربيّ آرزقني مستقبلاً أجمل مما تمنيت وآجعل لي في هذه الدُنيا أُناساً يَدعون لي بعد أن أغيبّ.
    /
  • قصة أحمد شوقي مع الخديوي
    عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.

    شعره في هذه الفترة

    ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
    ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
    غمرت القوم إطراءً وحمدًا
    وهم غمروك بالنعم الجسام
    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
    أضيف إلى مصائبنا العظام
    لهجت بالاحتلال وما أتاه
    وجرحك منه لو أحسست دام
    وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
    المشرقان عليك ينتحبان
    قاصيهما في مأتم والدان
    يا خادم الإسلام أجر مجاهد
    في الله من خلد ومن رضوان
    لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
    في الزائرين وروّع الحرمان
    :)
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • جني الهوى)





    جني الهوى)




    مضني وليس به حراك
    لـكن يخـف إذا رآك



    ويميل من طــرب إذا
    ما ملت يا غصـن الأراك



    إن الجمال كسـاك من
    ورق المحاسن ما كساك



    ونبت بين جوانحــي
    و القلب من دمه سقــاك



    حلو الوعود، متى وفاك؟
    أتراك منجزهـا تراك؟



    من كل لفــظ لو أذنـ
    ـت لأجله قبلت فــاك



    أخذ الحلاوة عن ثنـا
    ياك العذاب، وعن لــماك



    ظلما أقول: جني الهوى
    لم يجـن إلا مقلتـاك



    غدتا منية من رأيت
    و رحت منيــة مـن رآك











    أحمد شوقي مع الزعيم المصري



    ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب1287 هـ / 16 أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
    وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير"
    ثم بعد ذلك سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، "وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية. وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين (جمعية التقدم المصري)، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنكليزي. وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.
    طوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلى رأسهم المتنبي. ولذا، ظل تأثره بالثقافة الفرنسية محدودًا، ولم ينبهر بالشعراء الفرنسيين الرمزيين والحداثيين أمثال رامبو وبودلير وفيرلين الصاعدين آنذاك. "
    نلاحظ أن فترة الدراسة في فرنسا وبعد عودته إلى مصر كان شعر شوقي يتوجه نحو المديح للخديوي عباس، الذي كان سلطته مهددة من قبل الإنجليز، ويرجع النقاد التزام أحمد شوقي بالمديح للأسرة الحاكمة إلى عدة أسباب منها أن الخديوي هو ولي نعمة احمد شوقي وثانيا الأثر الديني الذي كان يوجه الشعراء على أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة.
    لكن هذا أدى إلى نفي الشاعر من قبل الإنجليز إلى اسبانيا 1915 وفي هذا النفي اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة مطلع على الأوضاع التي تجري في مصر فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، عاد شوقي إلى مصر سنة 1920.
    في عام 1927 بويع شوقي من شعراء العرب كافة على أنه أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة نجد تفرغ شوقي لمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا ومن مسرحياته الشعرية "مصرع كيلوبترا" وقمبيز ومجنون ليلى.




    تمثال أحمد ثال أحمد شوقي في روما، إيطاليا.
    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    كان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
    وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    يا جارة الوادي طربت وعادني
    ما يشبه الأحلام من ذكراك



    مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى
    والذكريات صدى السنين الحاكي



    ولقد مررت على الرياض بربوة
    غناء كنت حيالها ألقـاك



    ضحكت الي وجوهها وعيونها
    ووجدت في أنفاسها رياك



    فذهبت في الأيام أذكر رفرفا
    بين الجداول والعيون حواك



    أذكرت هرولة الصبابة والهوى
    لما خطرت يقبلان خطاك؟



    لم أدر ما طيب العناق على الهوى
    حتى ترفق ساعديفطواك



    وتأودت أعطاف بانك في يدي
    واحمر من خفريهما خداك



    ودخلت في ليلين : فرعك والدجى
    ولثمت كالصبح المنور فاك



    ووجدت في كنه الجوانح نشوة
    من طيب فيك ومن سلاف لماك



    وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
    عيني في لغة الهوى عيناك



    ومحوت كل لبانة من خاطري
    ونسيت كل تعاتب وتشاكي



    لا أمس من عمر الزمان ولاغد
    جمع الزمان فكان يوم لقاك






    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
    اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعـرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح النبي محمد، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى أندلوسيابإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفى التاريخ. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاءوتارةالغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي. تأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما مولييروراسين.
    قال أحمد شوقي واصفا المعلم:



    قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّيه التَبجيلا



    كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا


    أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي



    يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

    ومن أشعاره
    الجَــــدَّة


    لي جَدّةٌ ترأفُ بي



    أحنُ عليّ من أبي


    وكل شيءٍ سرّني



    تذهبُ فيه مذهبي


    إن غضِبَ الأهلُ عليَّ



    كلُّهم لم تَغضَبِ

    ويقول على لسان المدْرَسَة:


    أنا المدرسةُ اجعلني



    كأمٍّ، لا تمِلْ عنّي


    ولا تفزعْ كمأخوذٍ



    من البيتِ إلى السجنِ


    كأنى وجهُ صيّادٍ



    وأنت الطيرُ في الغصنِ


    ولا بدَّ لك اليومَ



    وإلا فغداً.. مِنّى

    يقول في الكتب:


    أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا



    لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا


    صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ



    لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا


    كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني



    وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

    وفاته

    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في 13 جمادى الآخرة 1351 هـ / 14 أكتوبر 1932م.

    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي


    اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

    وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ


    صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

    عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت


    سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس

    وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها


    أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟

    كلما مرّت الليالي عليه


    رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي

    مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ


    أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس

    راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن


    كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ

    يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ


    ما له مولع بمنع وحبس

    أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو


    حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ

    كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا


    في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ

    نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ


    بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي

    وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا


    كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ

    وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ


    نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي

    وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ


    ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ

    شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني


    شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي

    يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي


    هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي

    وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً


    نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ

    هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ


    مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ

    حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً


    قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ

    لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ


    بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ

    قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت


    مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ

    وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي


    هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي

    اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ


    الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي

    لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ


    بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ

    وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى


    لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي

    أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ


    وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ

    وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً


    وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ

    وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو


    نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ

    أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها


    أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ

    رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ


    حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي

    وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا


    أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ

    تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ


    سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي

    لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً


    وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ

    رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ


    لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ

    فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى


    وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي

    يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ


    فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ

    عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً


    طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ

    غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ


    أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ

    فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً


    وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ

    وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما


    بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ

    دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ


    بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ

    وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ


    لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ

    سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت


    خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ

    حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا


    وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ

    أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ


    أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي



    سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها


    نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ

    ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي


    كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ

    وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى


    وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ

    رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي


    وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي

    أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر


    بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ

    في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ


    وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ

    وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو


    نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ

    لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ


    لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي

    يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ


    وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي

    قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت


    تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي

    غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت


    لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ

    رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها


    فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ

    فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في


    ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ

    ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ


    لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ

    وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً


    فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ

    قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً


    حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ

    وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا


    صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ

    يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ


    وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ

    سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ


    وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ

    وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ


    وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ

    وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ


    جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ

    أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ


    صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ

    بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى


    بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ

    مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ


    وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي

    وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ


    أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ

    فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها


    ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ

    وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ


    واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ

    وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي


    نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ

    وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ


    يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ

    مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ


    لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ

    وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا


    وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ



    صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر


    بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ

    مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال


    دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ

    كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً


    لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ

    حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح


    مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ

    جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى


    فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ

    سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً


    قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي

    مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم


    راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ

    هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت


    سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ

    عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها


    وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ

    وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ


    لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ

    لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا


    ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ

    نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ


    مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ

    وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ


    كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ

    وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني


    وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ

    وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً


    مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ

    لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا


    يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ

    مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ


    كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ

    تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً


    يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ

    آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت


    بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ

    فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ


    بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ

    وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ


    باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ

    خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ


    عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ

    رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت


    تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ

    رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ


    لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ

    إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى


    لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ

    وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ


    وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ

    يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً


    وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ

    مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في


    ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ

    لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها


    غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ

    كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً


    وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي

    هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ


    بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي

    مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ


    وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ

    حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ


    مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ

    وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما


    ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي












    __________________
  • طرح رائع الوجداااان
    وااصلي فنحن ويااك بإذن الله:)
    [SIZE=-0]
    â—ڈ
    [SIZE=-0][SIZE=-0]سسَ[SIZE=-0]أكَتــَفَيِ بَ [SIZE=-0][SIZE=-0][] الل[SIZE=-0][SIZE=-0]ـَہ[SIZE=-0][SIZE=-0] [] عَنَ آلججَميِعَ .. [SIZE=-0] â—ڈ https://twitter.com/a5ral3n8od_
  • الوجدان الصامت كتب:

    أختي أطوار ،،،
    الشااعر أحمد شوقي يتميز بأنه يكتب من الوجدان والمصداقيه ،، وقد مدح أمير الشعراء في قصاائده الملك الخديوي ،،، يستحق أن يكون أمير الملوك والشعراء ،،
    وأيضأ أسلوبه وثقافته العربيه الاصيله و تميزه في الخياال والتصوير جعلتُ أميرا الشعراء ،،،


    رأي أخر جمع الإثنين...........
    .............

    كثر فى شعر شوقى الخيال والتصوير.......
    هل لنا من شعر الخيال شئ فيطرح هنااااا لنستمتع...
    ...
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • بنت عُمان كتب:

    قصة أحمد شوقي مع الخديوي

    عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.

    شعره في هذه الفترة

    ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
    ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
    غمرت القوم إطراءً وحمدًا
    وهم غمروك بالنعم الجسام
    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
    أضيف إلى مصائبنا العظام
    لهجت بالاحتلال وما أتاه
    وجرحك منه لو أحسست دام
    وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
    المشرقان عليك ينتحبان
    قاصيهما في مأتم والدان
    يا خادم الإسلام أجر مجاهد
    في الله من خلد ومن رضوان
    لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
    في الزائرين وروّع الحرمان

    :)





    سبحان الله...يستنتج أنه كان صاحب ولاء للملك الخديوي......
    ...............
    حتى تأخر فى رثاء صديقه........
    ..........
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • الشعر في الخياال

    قُمْ نَاجِ جِلَّقَ

    قُمْ نَاجِ جِلَّقَ وانْشُدْ رَسْـمَ مَنْ بَانُوا
    مَشَتْ عَلَى الرّسْمِ أَحْدَاثٌ وَأَزْمَانُ

    هَذا الأَديـمُ كِتابٌ لا انْكِفَـاءَ لَـهُ
    رَثُّ الصَّحَائِفِ، بَاقٍ مِنْهُ عُـنْوانُ

    بَنُـو أُمَـيَّـةَ للأنْبَـاءِ مَا فَتَحُـوا
    وَللأحَـادِيثِ مَا سَـادُوا وَمَا دَانُوا

    كَـانوا مُلُوكاً، سَرِيرُ الشّرقِ تَحْتَهُمُ
    فَهَلْ سَأَلْتَ سَريرَ الغَرْبِ مَا كَانُوا؟

    عَالينَ كَالشَّمْسِ في أَطْرَافِ دَوْلَتِها
    في كُلِّ نَاحِـيَـةٍٍ مُلْكٌ وَسُلْطَـانُ

    لَوْلا دِمَشْـقُ لَمَا كَانَـتْ طُلَـيْطِلَةٌ
    وَلا زَهَـتْ بِبَني العَبَّـاسِ بَغْدانُ

    آمَنْـتُ بالله واسْـتَثْنَيْـتُ جنَّتَـهُ
    دِمَـشْـقُ رُوحٌ وَجَنَّـاتٌ وَرَيْحَانُ

    قَالَ الرّفَاقُ وَقَـدْ هَبَّـتْ خَمَائِلُهـا:
    الأرْضُ دَارٌ لَهَا (الفَيْحَـاءُ) بُسْتانُ

    جَـرَى وَصَفَّقَ يَلْقَانا بِها (بَرَدى)
    كَمَا تَلقَّـاكَ دُونَ الخُلْـدِ رُضْـوانُ

    دَخَـلْتُها وَحَواشِـيها زُمُـرُّدَةٌ
    والشَّمْسُ فَوقَ لُجَيْنِ المَـاءِ عِقْيانُ

    والحُورُ في (دُمَّرَ) أو حَوْلَ (هَامَتِها)
    حُورٌ كَواشِفُ عَنْ سَـاقٍ ، وَوِلْدَانُ

    و(رَبْوَةُ) الوَادِ في جِلْبَابِ رَاقِصَةٍ
    السَّـاقُ كَاسِـيَةٌ، وَالنَّحْـرُ عَرْيَانُ

    وَالطّيْرُ تَصْدَحُ مِنْ خَلْفِ العُيُونِ بِها
    وَلِلعُيُـونِ ، كَـمَا لِلطَّيْـرِ أَلْحَـانُ

    وَأقْبلَـتْ بالنَّباتِ الأَرْضُ مُخْتَلِفَـاً
    أَفْـوَافُـهُ ، فَـهُـوَ أَصْبَاغٌ وَأَلْوَانُ

    وَقَدْ صَفَا (بَرَدَى) لِلرِّيحِ فَابْتَرَدَتْ
    لَدَى سُـتُورٍ، حَوَاشِيهِـنَّ أَفْنَـانُ

    يا فِتْيَةَ الشَّامِ، شُكْرَاً لا انْقِضَاءَ لَهُ
    لَو أنَّ إحسَانَكْـمْ يَجْزيهِ شُـكْرَانُ

    ما فَوْقَ رَاحَاتِكُمْ يَـوْمَ السَّمَاحِ يَدٌ
    وَلا كَأَوْطانِكـم في البشـرِ أوطانُ

    خَمِيلَـةُ الله وَشَّـتْهَا يَـدَاهُ لَكُـمْ
    فَهَـلْ لَـهَا قيِّمٌ مِـنْكُـمُ وَجَنَّـانُ

    شَيِّدُوا لَهَا المُلْكَ وَابْنُوا رُكْنَ دَولَتِها
    فالمُلْـكُ غَـرْسٌ ، وتَجْديدٌ، وبُنْيانُ

    المُلْكُ أَنْ تَعْمَلوا مَا استَطَعْتُمو عَمَلاً
    وَأَنْ يَبِيـنَ عَلى الأعمالِ إتْـقـانُ

    المُلكُ أَنْ تُخْـرَجَ الأَمْوالُ نَاشِطَةً
    لِمَطْلَبٍ فـِيـهِ إصْـلاحٌ وعُمرانُ

    الملكُ أن تَتَلاقُـوا في هَوَى وَطَنٍ
    تَفَـرَّقَـتْ فِيـه أَجْـنَاسٌ وَأَدْيـانُ
    • \ ربيّ آرزقني مستقبلاً أجمل مما تمنيت وآجعل لي في هذه الدُنيا أُناساً يَدعون لي بعد أن أغيبّ.
    /
  • القلم المجاااهد ،،،، شكرا لك على الاضاافه الجميله منك
    بارك االله فيك
    • \ ربيّ آرزقني مستقبلاً أجمل مما تمنيت وآجعل لي في هذه الدُنيا أُناساً يَدعون لي بعد أن أغيبّ.
    /
  • بنت أبووووها كتب:

    طرح رائع الوجداااان
    وااصلي فنحن ويااك بإذن الله:)


    شكرا لكِ اختي ،،، تواصلكم يسعدنااا كثيرا
    • \ ربيّ آرزقني مستقبلاً أجمل مما تمنيت وآجعل لي في هذه الدُنيا أُناساً يَدعون لي بعد أن أغيبّ.
    /
  • مساء التمــــــــــــيز
    الوجدان الصامت
    عرض رائع وتفاعل أروع
    ///
    أحمد شوقي أمير الشعــــــــــــــراء
    وشـــــــــاعر الملوك
    كان لنشأته في حضن جدته والتي كانت تعمل في قصر الخديوي إسماعيل آثر كبير في توطين علاقته بالخديوي وأسرته وتسهيل أمور دراسته في فرنســـــــــا!
    لذا فإن شعر المدح الذي نظمه شوقي في الخديوي وأسرته يعتبر ردت فعل طبيعي لمن يعتبر ولي نعمته !
    وقد قضـــى فترة طويلة في مدح الخديوي عباس حلمي والدفاع عنه في حربه ضد الإنجليز!
    ومن بين أشعاره في المدح ...

    غمرت القوم إطراءً وحمـدًاوهم غمروك بالنعم الجسـام

    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًاأضيف إلى مصائبنا العظـام

    لهجت بالاحتلال ومـا أتـاهوجرحك منه لو أحسست دام



    /
    ودمتم
    $ شـُــــــكـــراً $$9

  • كما أن أمير اشعراء مدح الرسول الكريم في قصيدة ولدى الهدى

    ولد الهدى فالكائنات ضياء **
    **وفم الزمان تبسم وسناء ***
    **الروح والملأ الملائك حوله ***
    *للدين والدنيا به بشراء **
    والعرش يزهو والحظيرة تزدهي ****
    والمنتهى والسدرة العصماء ***
    والوحي يقطر سلسلا من سلسل ***
    واللوح والقلم البديع رواء ***
    يا خير من جاء الوجود تحية ***
    من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا ***
    بك بشر الله السماء فزينت ***
    وتوضعت مسكا بك الغبراء ***
    يوم يتيه على الزمان صباحه ***
    ومساؤه بمحمد وضاء ***
    يوحي إليك الفوز في ظلمائه ***
    متتابعا تجلى به الظلماء ***
    والآي تترى والخوارق جمة ***
    جبريل رواح بها غداء ****
    دين يشيد آية في آية ***
    لبنائه السورات والأضواء ***
    الحق فيه هو الأساس وكيف لا***
    والله جل جلاله البناء ***
    بك يا ابن عبدالله قامت سمحة ***
    بالحق من ملل الهدى غراء ***
    بنيت على التوحيد وهو حقيقة***
    نادى بها سقراط والقدماء ***
    ومشى على وجه الزمان بنورها ***
    كهان وادي النيل والعرفاء ***
    الله فوق الخلق فيها وحده ***
    والناس تحت لوائها أكفاء***
    والدين يسر والخلافة بيعة***
    والأمر شورى والحقوق قضاء ***
    الاشتراكيون أنت أمامهم ***
    لولا دعاوي القوم والغلواء ***
    داويت متئدا وداووا طفرة ***
    وأخف من بعض الدواء الداء ***
    الحرب في حق لديك شريعة ***
    ومن السموم الناقعات دواء ***
    والبر عندك ذمة وفريضة ***
    لا منة ممنوحة وجباء ****
    جاءت فوحدت الزكاة سبيله ***
    حتى إلتقى الكرماء والبخلاء ***
    انصفت أهل الفقر من أهل الغنى ***
    فالكل في حق الحياة سواء ***
    يا من له الأخلاق ما تهوى العلا***
    منها وما يتعشق الكبراء ***
    زانتك في الخلق العظيم شمائل ***
    يغرى بهن ويولع الكرماء ***
    فإذا سخوت بلغت بالجود المدى ***
    وفعلت ما لا تفعل الأنواء ***
    وإذا عفوت فقادرا ومقدرا ***
    لا يستهين بعفوك الجهلاء ***
    وإذا رحمت فأنت أم أو أب ***
    هذان في الدنيا هما الرحماء ***
    وإذا خطبت فللمنابر هزة ***
    تعرو الندى وللقلوب بكاء ***
    وإذا أخذت العهد أو أعطيته**
    فجميع عهدك ذمة ووفاء ***
    يامن له عز الشفاعة وحده ***
    وهو المنزه ماله شفعاء ***
    لي في مديحك يا رسول عرائس ***
    تيمن فيك وشاقهن جلاء ***
    هن الحسان فإن قبلت تكرما ***
    فمهورهن شفاعة حسناء ***
    ما جئت بابك مادحا بل داعيا***
    ومن المديح تضرع ودعاء ***
    أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ***
    في مثلها يلقى عليك رجاء
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • القلم المجاهد كتب:

    جني الهوى)






    جني الهوى)




    مضني وليس به حراك
    لـكن يخـف إذا رآك



    ويميل من طــرب إذا
    ما ملت يا غصـن الأراك



    إن الجمال كسـاك من
    ورق المحاسن ما كساك



    ونبت بين جوانحــي
    و القلب من دمه سقــاك



    حلو الوعود، متى وفاك؟
    أتراك منجزهـا تراك؟



    من كل لفــظ لو أذنـ
    ـت لأجله قبلت فــاك



    أخذ الحلاوة عن ثنـا
    ياك العذاب، وعن لــماك



    ظلما أقول: جني الهوى
    لم يجـن إلا مقلتـاك



    غدتا منية من رأيت
    و رحت منيــة مـن رآك











    أحمد شوقي مع الزعيم المصري



    ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في 20 رجب1287 هـ / 16 أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
    وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير"
    ثم بعد ذلك سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، "وقد حسمت تلك الرحلة الدراسية الأولى منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية. وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين (جمعية التقدم المصري)، التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنكليزي. وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح على مشروعات النهضة المصرية.
    طوال إقامته بأوروبا، كان فيها بجسده بينما ظل قلبه معلقًا بالثقافة العربية وبالشعراء العرب الكبار وعلى رأسهم المتنبي. ولذا، ظل تأثره بالثقافة الفرنسية محدودًا، ولم ينبهر بالشعراء الفرنسيين الرمزيين والحداثيين أمثال رامبو وبودلير وفيرلين الصاعدين آنذاك. "
    نلاحظ أن فترة الدراسة في فرنسا وبعد عودته إلى مصر كان شعر شوقي يتوجه نحو المديح للخديوي عباس، الذي كان سلطته مهددة من قبل الإنجليز، ويرجع النقاد التزام أحمد شوقي بالمديح للأسرة الحاكمة إلى عدة أسباب منها أن الخديوي هو ولي نعمة احمد شوقي وثانيا الأثر الديني الذي كان يوجه الشعراء على أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة.
    لكن هذا أدى إلى نفي الشاعر من قبل الإنجليز إلى اسبانيا 1915 وفي هذا النفي اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة مطلع على الأوضاع التي تجري في مصر فأصبح يشارك في الشعر من خلال اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، ومن هنا نجد توجها آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، عاد شوقي إلى مصر سنة 1920.
    في عام 1927 بويع شوقي من شعراء العرب كافة على أنه أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة نجد تفرغ شوقي لمسرح الشعري حيث يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا ومن مسرحياته الشعرية "مصرع كيلوبترا" وقمبيز ومجنون ليلى.




    تمثال أحمد ثال أحمد شوقي في روما، إيطاليا.
    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    كان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
    وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    يا جارة الوادي طربت وعادني
    ما يشبه الأحلام من ذكراك



    مثلت في الذكرى هواك وفي الكرى
    والذكريات صدى السنين الحاكي



    ولقد مررت على الرياض بربوة
    غناء كنت حيالها ألقـاك



    ضحكت الي وجوهها وعيونها
    ووجدت في أنفاسها رياك



    فذهبت في الأيام أذكر رفرفا
    بين الجداول والعيون حواك



    أذكرت هرولة الصبابة والهوى
    لما خطرت يقبلان خطاك؟



    لم أدر ما طيب العناق على الهوى
    حتى ترفق ساعديفطواك



    وتأودت أعطاف بانك في يدي
    واحمر من خفريهما خداك



    ودخلت في ليلين : فرعك والدجى
    ولثمت كالصبح المنور فاك



    ووجدت في كنه الجوانح نشوة
    من طيب فيك ومن سلاف لماك



    وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
    عيني في لغة الهوى عيناك



    ومحوت كل لبانة من خاطري
    ونسيت كل تعاتب وتشاكي



    لا أمس من عمر الزمان ولاغد
    جمع الزمان فكان يوم لقاك






    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
    اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعـرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح النبي محمد، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى أندلوسيابإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفى التاريخ. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاءوتارةالغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي. تأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما مولييروراسين.
    قال أحمد شوقي واصفا المعلم:




    قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّيه التَبجيلا




    كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا



    أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي




    يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا


    ومن أشعاره
    الجَــــدَّة



    لي جَدّةٌ ترأفُ بي




    أحنُ عليّ من أبي



    وكل شيءٍ سرّني




    تذهبُ فيه مذهبي



    إن غضِبَ الأهلُ عليَّ




    كلُّهم لم تَغضَبِ


    ويقول على لسان المدْرَسَة:



    أنا المدرسةُ اجعلني




    كأمٍّ، لا تمِلْ عنّي



    ولا تفزعْ كمأخوذٍ




    من البيتِ إلى السجنِ



    كأنى وجهُ صيّادٍ




    وأنت الطيرُ في الغصنِ



    ولا بدَّ لك اليومَ




    وإلا فغداً.. مِنّى


    يقول في الكتب:



    أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا




    لَم أَجِد لي وافِيًا إِلا الكِتابا



    صاحِبٌ إِنْ عِبتَهُ أَو لَم تَعِبْ




    لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا



    كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني




    وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا


    وفاته

    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في 13 جمادى الآخرة 1351 هـ / 14 أكتوبر 1932م.

    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي


    اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

    وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ


    صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

    عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت


    سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس

    وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها


    أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟

    كلما مرّت الليالي عليه


    رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي

    مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ


    أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس

    راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن


    كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ

    يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ


    ما له مولع بمنع وحبس

    أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو


    حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ

    كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا


    في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ

    نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ


    بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي

    وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا


    كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ

    وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ


    نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي

    وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ


    ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ

    شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني


    شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي

    يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي


    هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي

    وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً


    نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ

    هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ


    مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ

    حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً


    قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ

    لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ


    بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ

    قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت


    مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ

    وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي


    هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي

    اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ


    الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي

    لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ


    بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ

    وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى


    لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي

    أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ


    وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ

    وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً


    وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ

    وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو


    نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ

    أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها


    أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ

    رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ


    حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي

    وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا


    أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ

    تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ


    سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي

    لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً


    وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ

    رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ


    لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ

    فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى


    وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي

    يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ


    فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ

    عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً


    طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ

    غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ


    أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ

    فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً


    وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ

    وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما


    بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ

    دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ


    بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ

    وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ


    لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ

    سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت


    خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ

    حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا


    وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ

    أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ


    أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي



    سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها


    نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ

    ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي


    كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ

    وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى


    وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ

    رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي


    وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي

    أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر


    بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ

    في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ


    وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ

    وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو


    نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ

    لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ


    لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي

    يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ


    وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي

    قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت


    تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي

    غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت


    لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ

    رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها


    فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ

    فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في


    ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ

    ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ


    لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ

    وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً


    فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ

    قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً


    حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ

    وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا


    صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ

    يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ


    وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ

    سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ


    وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ

    وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ


    وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ

    وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ


    جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ

    أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ


    صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ

    بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى


    بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ

    مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ


    وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي

    وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ


    أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ

    فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها


    ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ

    وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ


    واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ

    وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي


    نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ

    وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ


    يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ

    مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ


    لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ

    وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا


    وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ



    صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر


    بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ

    مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال


    دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ

    كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً


    لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ

    حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح


    مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ

    جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى


    فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ

    سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً


    قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي

    مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم


    راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ

    هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت


    سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ

    عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها


    وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ

    وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ


    لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ

    لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا


    ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ

    نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ


    مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ

    وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ


    كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ

    وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني


    وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ

    وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً


    مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ

    لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا


    يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ

    مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ


    كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ

    تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً


    يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ

    آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت


    بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ

    فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ


    بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ

    وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ


    باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ

    خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ


    عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ

    رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت


    تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ

    رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ


    لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ

    إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى


    لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ

    وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ


    وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ

    يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً


    وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ

    مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في


    ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ

    لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها


    غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ

    كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً


    وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي

    هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ


    بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي

    مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ


    وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ

    حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ


    مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ

    وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما


    ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي













    __________________





    مداخلة طيبةةةةةةةةةة....
    فى المداخلة إعلاه شدتنى النقطة التى لونتها بالاحمر........فهل يعنى شوقى ليس
    مصري......؟؟؟ أو ليس من أصول مصريةةةةةةة
    فقط هو من مواليد القاهرةةةةةةةة............؟؟؟؟
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • أحمد شوقي ( جده أبو أبيه كردي - جدته أم أبيه شركسية + جده أبو أمه تركي - جدته أم أم يونانية )

    جاء في الأعلام للزركلي مايلي :

    أحمد شوقي (1285 - 1351 ه = 1868 - 1932 م) أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي: أشهر شعراء العصر الاخير.
    يلقب بأمير الشعراء.
    مولده ووفاته بالقاهرة.
    كتب عن نفسه: (سمعت أبي يرد أصلنا إلى الاكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر.

    وإليكم وثائق أخرى :

    [B]من كتاب المتنبي وشوقي
    [/B]


    [B]وكذلك من ديوان الشوقيات لأحمد شوقي يؤكد لنا ما سبق ذكره
    [/B]


    من كتاب تاريخ الأدب العربي لحنا فاخوري :


    من كتاب الأدب العربي المعاصر في مصر للدكتور شوقي ضيف :



  • ولد في مصر لأب كردي الأصل وأم تركية , وجدته لأبيه يونانية


    وجدته لأمه شركسية الأصل . ويعد أشعر الشعراء بعد المتنبي


    وبينهما عشرة قرون .



    لقب بأمير الشعراء في سنة 1927 و توفي في 23 أكتوبر1932،


    خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما، و هو أول شاعر يصنف في



    مخترات من شعراه




    من أشهر قصائده قصيدة نهج البردة التي نظمها في مدح النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومطلعها


    ريم على القاع بين البان والعلَم أحَل سفكْكَ دمى في الأشهر الحُرُم
    لما رَنا حدثتني النفسُ قائلة يا ويح جنبِكَ بالسهم المُصيبِ رُمى
    جحدتُها وكتمتُ السهم في كبدي جٌرْحُ الأحبة عندي غير ذي ألــــم



    ويقول أيضا في دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
    أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
    فالكل في حق الحياة سواء
    فلو أن إنسانا تخير ملة
    ما أختار غير دينك الفقراء


    من أعماله في مجال الطفولة:


    صاغ أكثر من خمسين حكاية شعرية للأطفال، تدور أحداثها حول الحيوان، وتجري فيها حوارات بين أفراده، ضمنها الطبعة الأولى من الشوقيات التي صدرت عام 1898


    هرتي
    يقول في "هرتي":
    هرتي جِدُّ أليفة .. وهي للبيت حليفة
    هي ما لم تتحركْ .. دميةُ البيت الظريفة
    فإذا جاءت وراحتْ .. زِيدَ في البيت وصيفة
    شغلها الفأر تنقِّي .. الرفَّ منه والسقيفة
    وتقوم الظهرَ والعصـْ .. ـرَ بأدوارٍ شريفةْ
    ومن الأثواب لم تمـْ .. ـلِكْ سوى فَرْوٍ قطيفة
    كلَّما استونحَ أو آوى البراغيثَ المطيفة
    غسلته وكوته .. بأساليب لطيفة
    وحَّدتْ ما هو كالحمَّـ ..ـام والماء وظيفة
    صيَّرَتْ ريقتها الصَّابونَ والشاربَ ليفة
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر.
    وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
    ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب.
    المولد والنشأة

    ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
    وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
    السفر إلى فرنسا

    وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
    العودة إلى مصر

    عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.
    شعره في هذه الفترة

    ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
    ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
    غمرت القوم إطراءً وحمدًا
    وهم غمروك بالنعم الجسام
    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
    أضيف إلى مصائبنا العظام
    لهجت بالاحتلال وما أتاه
    وجرحك منه لو أحسست دام
    وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
    المشرقان عليك ينتحبان
    قاصيهما في مأتم والدان
    يا خادم الإسلام أجر مجاهد
    في الله من خلد ومن رضوان
    لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
    في الزائرين وروّع الحرمان
    وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
    أما الخلافة فهي حائط بيتكم
    حتى يبين الحشر عن أهواله
    لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم
    فمصيبة الإسلام من جُهّاله
    ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
    بسيفك يعلو والحق أغلب
    وينصر دين الله أيان تضرب
    وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:
    سل يلدزا ذات القصور
    هل جاءها نبأ البدور
    لو تستطيع إجابة
    لبكتك بالدمع الغزير
    ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
    وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
    ريم على القاع بين البان والعلم
    أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
    ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
    قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
    لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
    جهل وتضليل أحلام وسفسطة
    فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
    ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
    سلوا قلبي غداة سلا وتابا
    لعل على الجمال له عتابًا
    كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.
    وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.
    النفي إلى إسبانيا

    وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
    وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.
    وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
    صنت نفسي عما يدنس نفسي
    وترفعت عن جدا كل جبس
    وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
    أحرام على بلابله الدوح
    حلال للطير من كل جنس
    وطني لو شُغلت بالخلد عنه
    نازعتني إليه في الخلد نفسي
    شهد الله لم يغب عن جفوني
    شخصه ساعة ولم يخل حسي
    العودة إلى الوطن
    عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
    لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
    إلام الخلف بينكم إلاما؟
    وهذي الضجة الكبرى علاما؟
    وفيم يكيد بعضكم لبعض
    وتبدون العداوة والخصاما؟
    وأين الفوز؟ لا مصر استقرت
    على حال ولا السودان داما
    ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
    قفي يا أخت يوشع خبرينا
    أحاديث القرون الغابرينا
    وقصي من مصارعهم علينا
    ومن دولاتهم ما تعلمينا
    وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
    بني سوريّة اطرحوا الأماني
    وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
    وقفتم بين موت أو حياة
    فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
    وللأوطان في دم كل حرٍّ
    يد سلفت ودين مستحقُّ
    وللحرية الحمراء باب
    بكل يد مضرجة يُدَقُّ
    ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
    عادت أغاني العرس رجع نواح
    ونعيت بين معالم الأفراح
    كُفنت في ليل الزفاف بثوبه
    ودفنت عند تبلج الإصباح
    ضجت عليك مآذن ومنابر
    وبكت عليك ممالك ونواح
    الهند والهة ومصر حزينة
    تبكي عليك بمدمع سحَّاح
    إمارة الشعر

    أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
    بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي
    بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
    أعيدي على الأسماع ما غردت به
    براعة شوقي في ابتداء ومقطع
    أمير القوافي قد أتيت مبايعًا
    وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
    مسرحيات شوقي

    أحمد شوقي و سعد زغلول

    بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
    وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
    ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
    وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
    مكانة شوقي

    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
    وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
    وفاته

    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م.
    من مراجع الدراسة:

    *
    أحمد شوقي: الشوقيات – تحقيق علي عبد المنعم عبد الحميد – الشركة المصرية العالمية للنشر – القاهرة (2000م). *
    شكيب أرسلان: شوقي أو صداقة أربعين سنة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة (1355 هـ = 1936م). *
    شوقي ضيف: شوقي شاعر العصر الحديث – دار المعارف – القاهرة (1975م). *
    عبد الرحمن الرافعي: شعراء الوطنية – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة (1373هـ = 1954م). *
    ماهر حسن فهمي: أحمد شوقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة (1985م). *
    محمد مندور: أحمد شوقي – منشورات المكتب التجاري – بيروت (1970م)..
  • القلم المجاهد كتب:

    كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر.
    وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
    ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب.
    المولد والنشأة

    ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه.
    وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته.
    السفر إلى فرنسا

    وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر.
    العودة إلى مصر

    عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط.
    شعره في هذه الفترة

    ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض.
    ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها:
    غمرت القوم إطراءً وحمدًا
    وهم غمروك بالنعم الجسام
    خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا
    أضيف إلى مصائبنا العظام
    لهجت بالاحتلال وما أتاه
    وجرحك منه لو أحسست دام
    وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة:
    المشرقان عليك ينتحبان
    قاصيهما في مأتم والدان
    يا خادم الإسلام أجر مجاهد
    في الله من خلد ومن رضوان
    لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى
    في الزائرين وروّع الحرمان
    وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول:
    أما الخلافة فهي حائط بيتكم
    حتى يبين الحشر عن أهواله
    لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم
    فمصيبة الإسلام من جُهّاله
    ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله:
    بسيفك يعلو والحق أغلب
    وينصر دين الله أيان تضرب
    وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله:
    سل يلدزا ذات القصور
    هل جاءها نبأ البدور
    لو تستطيع إجابة
    لبكتك بالدمع الغزير
    ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين.
    وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة:
    ريم على القاع بين البان والعلم
    أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
    ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف:
    قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
    لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم
    جهل وتضليل أحلام وسفسطة
    فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
    ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
    سلوا قلبي غداة سلا وتابا
    لعل على الجمال له عتابًا
    كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده.
    وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر.
    النفي إلى إسبانيا

    وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
    وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته.
    وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها:
    صنت نفسي عما يدنس نفسي
    وترفعت عن جدا كل جبس
    وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله:
    أحرام على بلابله الدوح
    حلال للطير من كل جنس
    وطني لو شُغلت بالخلد عنه
    نازعتني إليه في الخلد نفسي
    شهد الله لم يغب عن جفوني
    شخصه ساعة ولم يخل حسي
    العودة إلى الوطن
    عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال.
    لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً:
    إلام الخلف بينكم إلاما؟
    وهذي الضجة الكبرى علاما؟
    وفيم يكيد بعضكم لبعض
    وتبدون العداوة والخصاما؟
    وأين الفوز؟ لا مصر استقرت
    على حال ولا السودان داما
    ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها:
    قفي يا أخت يوشع خبرينا
    أحاديث القرون الغابرينا
    وقصي من مصارعهم علينا
    ومن دولاتهم ما تعلمينا
    وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها:
    بني سوريّة اطرحوا الأماني
    وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
    وقفتم بين موت أو حياة
    فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
    وللأوطان في دم كل حرٍّ
    يد سلفت ودين مستحقُّ
    وللحرية الحمراء باب
    بكل يد مضرجة يُدَقُّ
    ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها:
    عادت أغاني العرس رجع نواح
    ونعيت بين معالم الأفراح
    كُفنت في ليل الزفاف بثوبه
    ودفنت عند تبلج الإصباح
    ضجت عليك مآذن ومنابر
    وبكت عليك ممالك ونواح
    الهند والهة ومصر حزينة
    تبكي عليك بمدمع سحَّاح
    إمارة الشعر

    أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً:
    بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي
    بشعر أمير الدولتين ورجِّعي
    أعيدي على الأسماع ما غردت به
    براعة شوقي في ابتداء ومقطع
    أمير القوافي قد أتيت مبايعًا
    وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
    مسرحيات شوقي

    أحمد شوقي و سعد زغلول

    بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد.
    وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة".
    ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد.
    وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث.
    مكانة شوقي

    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
    وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
    وفاته

    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م.
    من مراجع الدراسة:

    *
    أحمد شوقي: الشوقيات – تحقيق علي عبد المنعم عبد الحميد – الشركة المصرية العالمية للنشر – القاهرة (2000م). *
    شكيب أرسلان: شوقي أو صداقة أربعين سنة – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة (1355 هـ = 1936م). *
    شوقي ضيف: شوقي شاعر العصر الحديث – دار المعارف – القاهرة (1975م). *
    عبد الرحمن الرافعي: شعراء الوطنية – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة (1373هـ = 1954م). *
    ماهر حسن فهمي: أحمد شوقي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة (1985م). *
    محمد مندور: أحمد شوقي – منشورات المكتب التجاري – بيروت (1970م)..



    عذراً أخي على المداخلة بس ممكن تكبر شوي الخط لاني ماقادره أقرأ
    :)
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • من مؤلفات احمد شوقي


    الشوقيات

    قدم شوقي العديد من المؤلفات الشعرية والنثرية القيمة نذكر منها "الشوقيات" ديوان شعره في أربعة أجزاء والذي أصدره 1890، "أسواق الذهب" مجموعة مقالات، دول العرب وعظماء الإسلام، أراجيز في تاريخ الإسلام وعظمائه.


    من مسرحياته الشعرية مصرع كيلوباترا 1929، مجنون ليلى 1931، قمبيز 1931، عنترة 1932، علي بك الكبير 1932، الست هدى 1932، والمسرحية النثرية أميرة الأندلس 1932.
    رَبِــــيْ إِمْنَــــحْ قَلْـــــــــبِيْ مِـــــــنْ اْلْقُــــــوَََةةمَــــاْ يَجْعَلْنِــــــــــيْ أَعِيْـــــشُ بِرِضَـــــــآكَ مِـــنْ بَعْدِه...وَإِمْنَــــحْ رُوؤحِـــيْ مِـــنَ اْلطُمَأأنِينَـــةَةة مَــــآاْ يَجْعَلُهَـــــاآ مَشْغُوؤلَةة &بِحُبِِــــكَ& أَنْـــتَ لَآ سِوَآاكَ
  • وفاة امير الشعراء


    توفى شوقي في 14 أكتوبر 1932م بعد أن نظم الشعر وتبوأ مكان الإمارة بين غيره من الشعراء، وقد وقف العديد من الشعراء ينشدوا القصائد في رثائه فقال خليل مطران:
    يَـجْـلُو نُـبُـوغُكَ كُــلَّ يُـوْمِ iiآيَـةً
    عَــذْرَاءَ مِــنْ آيَـاتِـهِ iiالـغَـرَّاءِ

    كَـالشَّمْسِ مَا آبَتْ أَتَتْ iiبِمُجَدَّدٍ
    مُـتَـنَوَّعٍ مِــنْ زِيـنَـةٍ iiوَضِـيَـاءِ

    هِبَةٌ بِهَا ضَنَّ الزَّمَانُ فَلَمْ تُتَحْ
    إِلاَّ لأَفْـــــذَاذِ مِــــنَ iiالـنُّـبَـغَـاءِ

    متحف شوقي




    تحول منزل أمير الشعراء إلى متحف بعد وفاته حيث أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قراره بتحويل منزله المعروف "بكرمة أبن هانئ" إلى متحف يجمع أغراض الشاعر الراحل وذلك في الثالث من مايو 1972، وتم افتتاحها كمتحف في السابع عشر من يونيو 1977م، وقد سمي شوقي منزله بـ "كرمة أبن هانئ" نظراً لحبه للشاعر الحسن بن هانئ "أبي نواس".

    ويضم المتحف بين جدرانه مقتنيات عدة منها حجرة نومه، ومكتبه، حجرة الصالون الخصوصي، مكتبة الشاعر بما تضمه من كتب تصل لأكثر من 300 كتاب، والعديد من الأوسمة والنياشين والهدايا، والتحف والصور الفوتوغرافية لشوقي وأسرته ولوحات زيتية، بالإضافة لمسودات كتبها الشاعر بخط يده لعدد من قصائده، كما تضم حديقة المتحف تمثال شوقي للفنان جمال السجيني.
    رَبِــــيْ إِمْنَــــحْ قَلْـــــــــبِيْ مِـــــــنْ اْلْقُــــــوَََةةمَــــاْ يَجْعَلْنِــــــــــيْ أَعِيْـــــشُ بِرِضَـــــــآكَ مِـــنْ بَعْدِه...وَإِمْنَــــحْ رُوؤحِـــيْ مِـــنَ اْلطُمَأأنِينَـــةَةة مَــــآاْ يَجْعَلُهَـــــاآ مَشْغُوؤلَةة &بِحُبِِــــكَ& أَنْـــتَ لَآ سِوَآاكَ
  • سبحان الله...............
    ...
    أجاد العربية وليس إجاده فحسب............بل إتقان تام لكل أغراضها وأساليبهااااا
    مما يظن أنه عربي ........
    .................

    هل أنت مع أن نطلق عليه شاعر الملوك.....؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    والاخت بنت عمان عارضت في حين الوجدان جمعت له الاثنين............
    فما قولك أنت؟؟؟القلم المجاهد.....
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • مداخلات قيمة حول أصل الشاعر والذي بالفعل يرجع لأصول شركسية
    حيث أبيه من أصل شركسي وأمه كانت يونانية تعمل كوصيفة في قصر الخديوي إسماعيل
    ولكنه تربى في أحضان اللغة العربية واتضح ذلك من خلال حفظه للقرآن الكريم من خلال إلتحاقه بكُتــــــــاب الشيخ صالح وتعلم فيه أصول الكتابة والقراءة !
    ////
    إخواني أخواتي
    تفاعل جميل ،،،
    في هذه الجزئية نركز على حياة الشاعر ونشأته وسننتقل تباعاً لصفحات اخرى من حياته
    لذا أرجو التكرم بعدم الخوض في إشعاره لأننا سنتحدث عنها لاحقــــــــــــا
    /
    /
    ودمتم
    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك ملقب بأمير الشعراء (1868[1] - 14 أكتوبر 1932)، شاعر مصري من أصل شركسي ومن مواليد القاهرة. يعتبره منير البعلبكي أحد أعظم شعراء العربية في جميع العصور حسبما ذكر ذلك في قاموسه الشهير (قاموس المورد). لدى عائلته أصول كردية[2] ولكن أبواه ولدوا وكبروا في مصر.
    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث.
    كان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه.
    وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء.
    وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة.
    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة.
    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة".
    اشتهر شعر أحمد شوقي كشاعـرٍ يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح النبي محمد، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى أندلوسيا بإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفى التاريخ. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاء وتارةالغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي. تأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير وراسين.
    ومن اعمالهتعتبر سنة 1893 سنة تحول في شعر أحمد شوقي حيث وضع أول عمل مسرحي في شعره. فقد ألف مسرحية علي برحيات يتفاعل في خاطره حتى سنة 1927 حين بويع أميرا للشعراء, فرأى أن تكون الإمارة حافزا له لإتمام ما بدأ به عمله المسرحي وسرعان ما أخرج مسرحية مصرع كليوباترا سنة 1927 ثم مسرحية مجنون ليلى 1932 وكذلك في السنة نفسها قمبيز وفي سنة 1932 أخرج إلى النور مسرحية عنترة ثم عمد إلى إدخال بعض التعديلات على مسرحية علي بك الكبير وأخرجها في السنة ذاتها, مع مسرحية أميرة الأندلس وهي مسرحية نثرية.
    مسرحية مصرع كليوباترا
    مسرحية مجنون ليلى
    مسرحية قمبيز كتبها في عام 1931 وهي تحكي قصة الملك قمبيز
    مسرحية علي بك الكبير
    مسرحية أميرة الأندلس
    مسرحية عنترة
    مسرحية الست هدى
    مسرحية البخيلة
    مسرحية شريعة الغاب
    وفي رصيده الروائي رواية بعنوان الفرعون الأخير
    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية ، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل ، وعلى جانب من الغنى والثراء ، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر ، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح ، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة ، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة ، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا ، فبدأ الشعر يجري على لسانه .

    وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م) ، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا ، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ " محمد البسيوني " ، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه ، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات ، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية ، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي ، وأفهمه أنه جدير بالرعاية ، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته .

    مكانة شوقي
    منح الله شوقي موهبة شعرية فذة ، وبديهة سيالة ، لا يجد عناء في نظم القصيدة ، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول ، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه ، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره ؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية ؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت ، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث .

    وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل ، ووصف وحكمة ، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي ، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية ، مثل : " عذراء الهند " ، ورواية " لادياس " ، و "ورقة الآس " ، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب " أطواق الذهب " للزمخشري ، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة .

    وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه " الشوقيات " ، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه ، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه " الشوقيات المجهولة " .

    وفاته
    ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر ، وفاضت روحه الكريمة في ( 13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م ) .


    رحيل أمي أنفاس متقطعة
  • أعزاااااء فلنتحاااااااور فيما طرح..
    ونكتفى بهذا القدر من المنقول...فهناك أجزاء أخرى للحلقة أمير الشعرااااااااااء...
    .....

    كل التحيةةةةةةةةةةة
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
  • معك حق أطـــــــــــوار
    نحن لسنا في سباق حول المنقول !!!
    نريد ان نسلط الضوء على حياة الشاعر ونشأته !!
    ///
    عاش أحمد شوقي قريب من قصر الخديوي ...
    ما أثر ذلك على شخصيته ونشأته؟؟
    //
    ودمتم
    $ شـُــــــكـــراً $$9
  • بالرغم من ان الشاعر.. اصله مخلوط ما بين اليوناني و الشركسي... الان انه عاش بين العرب... فصار و تطبع بطباع العرب... و اصبح شاعر العرب في عصره...

    و لان والدته كانت تعمل في قصر الخديوي... فانه لاحظ انه نابغه و لديه مستقبل حافل... لذلك تعلم في مدارس الطبقة الغنية...و صاحبهم...لذلك... احمد شوقي يرى ان الخديوي هو صاحب فضل عليه بعد الله...