* الآن فلندع الصحفيين يكتبون ويتكلمون وفي النهاية ما نقوله نحن الصحفيين لا يهم كثيرا، أما بالنسبة لأوباما ونتنياهو عباس فيجب أن يتوقفوا عن الكلام أي انه لو كان هدفهم الحقيقي هو السلام فيجب أن يتوقفوا عن الحديث أي يكفينا خطابات.
* فريدة جيتيس
إن أي شخص عمل كصحفي في الشرق الأوسط يعلم ان كتابة المقال تعني إغضاب آلاف الأشخاص وطبعا اذا كنت صحفيا فإن لهذه الظاهرة عواقب بسيطة نسبيا ولكن لو كنت سياسيا أو زعيما على مستوى العالم فإن لكلماتك عواقب خطيرة بحيث لا يمكن توقع نتائجها.
ان الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو صراع معقد للغاية وعاطفي للغاية ومهم للغاية بحيث يتوجب على السياسيين ان لا يلقوا بكلماتهم جزافا في هذا الجوّ المتوتر للغاية، علما ان تلك الكلمات يمكن أن تتحول إلى أسلحة خطيرة وسواء كانت تلك الكلمات مثل أسلحة القناصة موجهة ضد هدف محدد أو مثل الأسلحة الرشاشة موجهة إلى اهداف أكثر فإن تأثير تلك الكلمات يمكن ان يؤدي إلى عواقب وخيمة.
إان السياسيين الذين يريدون السلام في الشرق الأوسط ويريدون المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب عليهم ان يضعوا حدا لتلك الخطابات وهذا الكلام ينطبق على وجه الخصوص على الرئيس الأمريكي باراك أوباما فكل مرة يقوم أوباما بعمل تصريح أو بيان عن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يجعل الوضع اسوأ فهو يستطيع ان يقول ما يريد ولكن ثبت بالوجه القطعي انه عندما يقول ذلك في العلن وأمام الميكرفونات والكاميرات فإن لذلك عواقب وخيمة.
إن الضغط على أي من الأطراف يزيد من شكوك الطرف الذي يتعرض للضغط ومن مخاوفه بأن يقدم تنازلات مما سيؤثر سلبا على قدرة ذلك الطرف في ان يضع ثقته بالولايات المتحدة الأمريكية كما ان هذا الضغط يجعل من المتشددين يتخذون مواقف اكثر تشددا. ان هذا الضغط ايضا يجعل الطرف الآخر اقل رغبة في تقديم تنازلات كما يُوجد عقبات جديدة ومخاوف جديدة من التغلب على عقبات قديمة ويزيد من قوة القوى السياسية التي تعارض تقديم تنازلات، كما ان ذلك الضغط يركز الأضواء على اجزاء مهمة للغاية يجب التنازل عنها بدون أي تركيز مماثل على الفوائد الغامضة التي يمكن اكتسابها من تلك الخسارة.
عندما قام أوباما بشكل علني بالطلب من إسرائيل وقف بناء المستوطنات فهو اطلق بذلك سلسلة من ردود الأفعال المستمرة حتى يومنا هذا فلقد تسبب كلام أوباما في رفض الفلسطينيين للمفاوضات ما لم تقم إسرائيل بوقف الانشطة الاستيطانية وهو شيء لم يكن الفلسطينيون يطالبون به في الماضي كما ان كلام أوباما استفز المستوطنين الإسرائيليين والذين شعروا فجأة بالخطر وضغطوا على رئيس الوزراء نتنياهو من اجل مقاومة طلبات أوباما، كما ان كلام أوباما جعل بقية الإسرائيليين -الاغلبية الراغبة في رؤية انسحابات مهمة من الضفة الغربية والذين من المحتمل ان يؤيدوا وقفا لمعظم النشاطات الاستيطانية- يشعرون بأنهم لا يستطيعون ان يثقوا بواشنطن مما جعل الكثير منهم يدعم المستوطنين في هذا الخصوص وهذا ملخص موجز للعواقب التي تعطي نتائج عكسية لمسيرة السلام.
عندما اخبر أوباما إسرائيل انه يتوجب عليها ان تتفاوض على أساس حدود 1967 فهو أثار سلسلة أخرى من العواقب غير المقصودة، كما ان الفكرة التي اثارها ليست ذات معنى. هل حدود سنة 1967 هي نقطة البداية لأية مفاوضات؟ الجواب نعم ولا . هل كانت حدود سنة 1967 نقطة بداية ضمنية لسنوات عديدة؟ الجواب نعم و لا. هل ما قاله أوباما يهم الآخرين؟ الجواب هو ان أي شيء يقوله الرئيس الامريكي مهم للغاية في الشرق الأوسط وخاصة بالنسبة للإسرائيليين والذين يشعرون انهم لو خسروا دعم واشنطن فإنهم في نهاية المطاف سوف يخسرون بلدهم، كما ان ما يقوله أوباما مهم للمتشددين المعادين لإسرائيل في المنطقة والذين يشعرون انه لو خسرت إسرائيل دعم واشنطن فإنهم قد ينجحون في التخلص بشكل نهائي من الدولة اليهودية.
ليس من الخطأ ان تقوم واشنطن بالضغط على الاطراف ولكن هذه هي الطريقة الخاطئة لعمل ذلك كما ان الرئيس أوباما وكبار مساعديه ليسوا الوحيدين الذين يجب ان ينحوا الميكرفونات جانبا ويبتعدوا عن الكاميرات عندما يريدون التحدث للإسرائيليين والفلسطينيين فكبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين ايضا يحتاجون إلى ان يتخلوا عن ادمانهم على اضواء الاعلام.
ان في كل مرة يقوم مسؤول إسرائيلي أو فلسطيني بتقديم مطالبة علنية فإنه يجعل من الصعوبة بمكان تقديم أي تنازل فيما يتعلق بتلك النقطة وفي كل مرة يقوم ذلك المسؤول بالتلميح إلى امكانية التنازل فإنه يقوم بتنشيط المعارضين لذلك التنازل بين ابناء شعبه.
لقد حان الوقت لأن نضع حدا للكلمات كما حان الوقت لأن نوقف المفاوضات العلنية أو في هذه الحالة الغياب العلني للمفاوضات. لو تم استئناف المفاوضات وتم التوصل لأية اتفاقية فإنه يجب الاعلان عن تفاصيل ذلك الاتفاق كحزمة أي الاعلان عن فوائد الاتفاق وكلفته بشكل متزامن. أما الآن فلندع الصحفيين يكتبون ويتكلمون وفي النهاية ما نقوله نحن الصحفيين لا يهم كثيرا أما بالنسبة لأوباما ونتنياهو وعباس فيجب ان يتوقفوا عن الكلام أي انه لو كان هدفهم الحقيقي هو السلام فيجب ان يتوقفوا عن الحديث أي يكفينا خطابات.
أكثر...
* فريدة جيتيس
إن أي شخص عمل كصحفي في الشرق الأوسط يعلم ان كتابة المقال تعني إغضاب آلاف الأشخاص وطبعا اذا كنت صحفيا فإن لهذه الظاهرة عواقب بسيطة نسبيا ولكن لو كنت سياسيا أو زعيما على مستوى العالم فإن لكلماتك عواقب خطيرة بحيث لا يمكن توقع نتائجها.
ان الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني هو صراع معقد للغاية وعاطفي للغاية ومهم للغاية بحيث يتوجب على السياسيين ان لا يلقوا بكلماتهم جزافا في هذا الجوّ المتوتر للغاية، علما ان تلك الكلمات يمكن أن تتحول إلى أسلحة خطيرة وسواء كانت تلك الكلمات مثل أسلحة القناصة موجهة ضد هدف محدد أو مثل الأسلحة الرشاشة موجهة إلى اهداف أكثر فإن تأثير تلك الكلمات يمكن ان يؤدي إلى عواقب وخيمة.
إان السياسيين الذين يريدون السلام في الشرق الأوسط ويريدون المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب عليهم ان يضعوا حدا لتلك الخطابات وهذا الكلام ينطبق على وجه الخصوص على الرئيس الأمريكي باراك أوباما فكل مرة يقوم أوباما بعمل تصريح أو بيان عن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يجعل الوضع اسوأ فهو يستطيع ان يقول ما يريد ولكن ثبت بالوجه القطعي انه عندما يقول ذلك في العلن وأمام الميكرفونات والكاميرات فإن لذلك عواقب وخيمة.
إن الضغط على أي من الأطراف يزيد من شكوك الطرف الذي يتعرض للضغط ومن مخاوفه بأن يقدم تنازلات مما سيؤثر سلبا على قدرة ذلك الطرف في ان يضع ثقته بالولايات المتحدة الأمريكية كما ان هذا الضغط يجعل من المتشددين يتخذون مواقف اكثر تشددا. ان هذا الضغط ايضا يجعل الطرف الآخر اقل رغبة في تقديم تنازلات كما يُوجد عقبات جديدة ومخاوف جديدة من التغلب على عقبات قديمة ويزيد من قوة القوى السياسية التي تعارض تقديم تنازلات، كما ان ذلك الضغط يركز الأضواء على اجزاء مهمة للغاية يجب التنازل عنها بدون أي تركيز مماثل على الفوائد الغامضة التي يمكن اكتسابها من تلك الخسارة.
عندما قام أوباما بشكل علني بالطلب من إسرائيل وقف بناء المستوطنات فهو اطلق بذلك سلسلة من ردود الأفعال المستمرة حتى يومنا هذا فلقد تسبب كلام أوباما في رفض الفلسطينيين للمفاوضات ما لم تقم إسرائيل بوقف الانشطة الاستيطانية وهو شيء لم يكن الفلسطينيون يطالبون به في الماضي كما ان كلام أوباما استفز المستوطنين الإسرائيليين والذين شعروا فجأة بالخطر وضغطوا على رئيس الوزراء نتنياهو من اجل مقاومة طلبات أوباما، كما ان كلام أوباما جعل بقية الإسرائيليين -الاغلبية الراغبة في رؤية انسحابات مهمة من الضفة الغربية والذين من المحتمل ان يؤيدوا وقفا لمعظم النشاطات الاستيطانية- يشعرون بأنهم لا يستطيعون ان يثقوا بواشنطن مما جعل الكثير منهم يدعم المستوطنين في هذا الخصوص وهذا ملخص موجز للعواقب التي تعطي نتائج عكسية لمسيرة السلام.
عندما اخبر أوباما إسرائيل انه يتوجب عليها ان تتفاوض على أساس حدود 1967 فهو أثار سلسلة أخرى من العواقب غير المقصودة، كما ان الفكرة التي اثارها ليست ذات معنى. هل حدود سنة 1967 هي نقطة البداية لأية مفاوضات؟ الجواب نعم ولا . هل كانت حدود سنة 1967 نقطة بداية ضمنية لسنوات عديدة؟ الجواب نعم و لا. هل ما قاله أوباما يهم الآخرين؟ الجواب هو ان أي شيء يقوله الرئيس الامريكي مهم للغاية في الشرق الأوسط وخاصة بالنسبة للإسرائيليين والذين يشعرون انهم لو خسروا دعم واشنطن فإنهم في نهاية المطاف سوف يخسرون بلدهم، كما ان ما يقوله أوباما مهم للمتشددين المعادين لإسرائيل في المنطقة والذين يشعرون انه لو خسرت إسرائيل دعم واشنطن فإنهم قد ينجحون في التخلص بشكل نهائي من الدولة اليهودية.
ليس من الخطأ ان تقوم واشنطن بالضغط على الاطراف ولكن هذه هي الطريقة الخاطئة لعمل ذلك كما ان الرئيس أوباما وكبار مساعديه ليسوا الوحيدين الذين يجب ان ينحوا الميكرفونات جانبا ويبتعدوا عن الكاميرات عندما يريدون التحدث للإسرائيليين والفلسطينيين فكبار المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين ايضا يحتاجون إلى ان يتخلوا عن ادمانهم على اضواء الاعلام.
ان في كل مرة يقوم مسؤول إسرائيلي أو فلسطيني بتقديم مطالبة علنية فإنه يجعل من الصعوبة بمكان تقديم أي تنازل فيما يتعلق بتلك النقطة وفي كل مرة يقوم ذلك المسؤول بالتلميح إلى امكانية التنازل فإنه يقوم بتنشيط المعارضين لذلك التنازل بين ابناء شعبه.
لقد حان الوقت لأن نضع حدا للكلمات كما حان الوقت لأن نوقف المفاوضات العلنية أو في هذه الحالة الغياب العلني للمفاوضات. لو تم استئناف المفاوضات وتم التوصل لأية اتفاقية فإنه يجب الاعلان عن تفاصيل ذلك الاتفاق كحزمة أي الاعلان عن فوائد الاتفاق وكلفته بشكل متزامن. أما الآن فلندع الصحفيين يكتبون ويتكلمون وفي النهاية ما نقوله نحن الصحفيين لا يهم كثيرا أما بالنسبة لأوباما ونتنياهو وعباس فيجب ان يتوقفوا عن الكلام أي انه لو كان هدفهم الحقيقي هو السلام فيجب ان يتوقفوا عن الحديث أي يكفينا خطابات.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions