فيينا - طوكيو - ش - وكالات

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يوم أمس الاثنين خلال اجتماع متابعة بشأن كارثة فوكوشيما في اليابان، إنه ينبغي على الدول الأعضاء الاتفاق على تعليمات ملزمة بشأن إجراءات السلامة في محطات الطاقة النووية. وحاليا، يجري التفتيش على تطبيق مثل هذه التعليمات في أي محطة نووية بناء على دعوة من الدولة الموجودة بها المنشأة.وفي مستهل مؤتمر على المستوى الوزاري يعقد في فيينا بهدف بحث سبل تعزيز الأمن النووي في أنحاء العالم، قال أمانو إنه ينبغي أن تؤدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورا أقوى في توفير المعلومات للمجتمع الدولي في حالة وقوع حوادث خطيرة مثل أزمة محطة فوكوشيما دايتشي في اليابان.

وحتى الآن، تواجه الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقادات شديدة بسبب اعتمادها في تقاريرها بشأن أزمة فوكوشيما على معلومات الحكومة اليابانية، ولكن أمانو قال إنه ينبغي أن تبدأ الوكالة أيضا في توفير تحليلات وتنبؤات خاصة بها.ودعا أمانو إلى فحص كافة محطات الطاقة النووية في العالم، لاسيما لتقييم إجراءات الوقاية من الفيضانات والزلازل. وفضلا على ذلك، قال أمانو -المولود في اليابان- إن الوكالة ستقوم بتحديث معايير السلامة التي تحددها، ولا سيما التي تتعلق بمخاطر الكوارث الطبيعية المتعددة.وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني بانري كايدا للصحفيين في فيينا إنه "في اليابان كانت الثقة مفرطة في سلامة الطاقة النووية". ومع ذلك أشار إلى أن اليابان وعدة دول أخرى لن تدفع خلال المؤتمر لجعل معايير السلامة التي تضعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملزمة، معللا ذلك بأنه ليس هناك اتفاق بين الأعضاء على ذلك.وقال كايدا: "أعتقد أنه ينبغي احترام هذا الاختلاف في وجهات النظر". وحث أمانو الدول على الالتزام بالتعليمات. وقال: "حتى أفضل معايير السلامة لن تكون ذات قيمة إلا في حالة تطبيقها بالفعل". وخلصت بعثة خبراء من الوكالة لمحطة فوكوشيما الأسبوع الفائت إلى أن اليابان لم تكن ملتزمة بعدد من هذه المعايير.

إلى ذلك؛ بذلت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، المسؤولة عن إدارة محطة فوكوشيما دايتشي النووية المعطوبة في اليابان، جهودا مضنية أمس لإصلاح بعض المشكلات التي حدثت في نظام للمعالجة مصمم لتطهير المياه التي تحتوي على نسبة عالية من الإشعاع.وقالت الشركة إنها علقت تشغيل النظام لمدة خمس ساعات فقط، بعد تشغيله بصورة كاملة يوم الجمعة الفائت، نظرا لأنه تم رصد مستويات من الإشعاع أعلى من المتوقع. وتتسرب مواد مشعة من المحطة منذ تعطلها جراء الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 مارس الفائت وما أعقبه من أمواج مد عاتية (تسونامي).ومن المتوقع أن تزيد كمية المياه الملوثة بمقدار 500 طن يوميا، في الوقت الذي تواصل فيه "تيبكو" ضخ المزيد من المياه لتبريد المفاعلات. ويذكر أن هناك ما يربو على مئة ألف طن من المياه الملوثة في الطوابق السفلى من المفاعلات من 1 إلى 4، مما يعرض لخطر تسربها إلى المحيط مجددا.

وكانت تقارير إخبارية محلية ذكرت أن "تيبكو" ضخت أيضا بعض المياه في المفاعل 4 مطلع الأسبوع الجاري لاحتواء الإشعاع الذي بلغ مستويات عالية. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (ان.اتش.كيه) إن شركة "تيبكو" بدأت أمس الأحد في صب الماء في حوض بالطابق العلوي للمفاعل رقم 4 بالمحطة التي تضم ستة مفاعلات، بعد أن اكتشفت أن مستوى المياه انخفض إلى نحو ثلث سعته.

وقال مسؤولون إن انخفاض مستوى المياه تسبب في كشف بعض المعدات في الحوض مما أدى إلى تسرب مستويات عالية من الإشعاع. وتسببت مستويات الإشعاع في المفاعل رقم 4 في منع العمال من دخول مبنى المفاعل لإجراء إصلاحات.كما بدأت الشركة مساء أمس في تسريب هواء يحتوي على مواد مشعة من مبنى المفاعل رقم 2. ونفت الشركة أن يكون لعمليات التسريب تأثير على البيئة. وتهدف هذه الخطوة إلى خفض نسبة الرطوبة التي تبلغ 99% داخل المفاعلات، والتي تزيد من عرقلة أعمال الإصلاح. ونقلت وكالة أنباء "جيجي برس" اليابانية عن "تيبكو" القول إن مستوى الرطوبة انخفض إلى 62% صباح أمس.

أكثر...