القاهرة - ش
يعد كتاب "قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية" للكاتب سعيد يقطين امتدادا لمسيرة الكاتب في درب الرواية والسرد والسيرة الشعبية فيجيء بعد كتابة الكلام والخبر مقدمة للسرد العربي، والذي حاول فيه تقديم تصور متكامل لدراسة السرد العربي، بعد أن وضعه في نطاق تصور محدد لأجناس الكلام العربي، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا "قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية" هو رؤية من الكاتب لترجمة جزء من ذلك التصور من خلال البحث في البنيات الحكائية ويقصد بالبنيات الحكائية مجموع الخصائص التي تلحق أي عمل حكائي بجنس محدد وهو السرد، وهذه الحكائية اشتغل بها ضمن ما أسماه بـ"سرديات" القصة، أو المادة الحكائية، لقد أهمل السرديون البحث في "القصة" وانصب اهتمامهم على الخطاب، فقدموا بصدده منجزات مهمة، لكنهم تركوا الخوض في المادة الحكائية، أو المحتوى الحكائي للسيميوطيقيين، الذين ركزوا على الدلالة أو المعنى، وهم ينشغلون بالمحتوى الحكائي، فظل تبعاً لذلك البحث في المادة بالقدر المطلوب، وعندما يهتم الكاتب بالحكائية من زاوية سردية فهو لا يعتبر المادة، أو القصة، ملحقة بالخطاب، ولكنه يريد الكشف عن مختلف بنياتها، ليتمكن من إجلاء مجمل خصائصها، ومميزاتها الفنية، والجمالية من جهة، وأبعادها الدلالية من جهة أخرى، وهو يبغي من خلال دراسته للسيرة الشعبية العربية تقديم ملامسة أوسع لمختلف مظاهر القصة، أو المادة الحكائية فيسعى لتحقيق غايتين مركزيتين هما:
1- تطوير تصوره السردي الذي يسعى لإقامته، وبلورته، بالانطلاق من السرد العربي.
2- فتح مجال للبحث في فكرنا الأدبي، بالذهاب إلى بعض جوانب السرد العربي القديم الذي ظل مهمشاً ومغيباً من دائرة الاهتمام، لقد انطلق الكاتب من أجل إقامة سرديات للقصة، أو المادة الحكائية في هذا الكتاب لتقسيمه إلى تأطير وأربعة فصول، جعل التأطير تدقيقا لتأطيره المقدم في كتابه السابق الكلام والخبر؛ لأنه يركز على السرديات من خلال علاقتها بالمادة الحكائية، ومن خلال الانطلاق من الحكائية وبنياتها، وبعد تحديد هذه البنيات الحكائية، تناول كل فصل بنية منها، فتناول الفصل الأول الأفعال، والوظائف، من خلال خطاطه عامة، أقامها بالاشتغال بالمادة كما تقدمها لنا السيرة الشعبية، وجاء الفصل الثاني مكملا للسابق، لأنه يركز على الشخصيات والفواعل، والعوامل، وكان هذا التمييز يتأسس على تصور خاص لأفعال الفواعل، إذ رأى أن الشخصيات ترتبط بالقائم الفعلي من حيث هي في ذاتها، وميَّزها عن الفواعل التي هي الشخصيات التي تضطلع بالأفعال، ولما كانت لأفعال الفواعل مقاصد مختلفة فقد ربط الكاتب المقاصد بالعوامل، وانتهى إلى تحديد عام للبنيات الفعلية والعاملية في السيرة الشعبية، الحكائية في السيرة الشعبية وجعل الفصلين الثالث والرابع للزمان والفضاء، اللذين تتحدد في نطاقهما أفعال الفواعل فوقف عند مختلف البنيات والعلاقات التي تتجلى لنا من خلالهما التجارب ورؤيات الزمان والفضاء عبر منظور الراوي الشعبي، وأثرهما في طبع الحكائية في السيرة الشعبية بطوابع خاصة، ومتميزة.
وحاول الكاتب في التركيب العام إعادة صياغة العوالم الحكائية في السيرة الشعبية، من خلال ربط مختلف المقولات، والبنيات الحكائية بعضها ببعض لتأكيد كون السيرة الشعبية نصاً واحداً ثقافياً، وعبر ربط النص بالسياق الثقافي- الاجتماعي تأكد لدى الكاتب كون السيرة الشعبية، موسوعة حكائية، تلتقي مع التصنيف الموسوعي الذي تبلور في القرنين الهجريين الثامن والتاسع، والذي جاء استجابة لغايات معرفية وثقافية خاصة، حاولت السيرة الشعبية تجسيدها على نحو متميز لأن طابعها الجمالي، والإبداعي، والتخييلي أعطاها إمكانية أكبر وأوسع، وفي تناول سردية السيرة الشعبية ونصيتها تعميق لخصوصية السيرة الشعبية وغناها، وتشبعها، ويرى أن معظم الذين اشتغلوا بالسيرة الشعبية من الدارسين العرب أو الأجانب اهتموا بشكل أساسي بـ"مادة" السيرة الحكائية، وقلما التفتوا إلى جانبها الشكلي المتمثل في الطريقة التي صيغت بها هذه السيرة الشعبية وغير أنهم في دراستهم لـ"المادة" لم يكونوا يتجاوزون الأفق التقليدي في معالجتا وهذا ما يبرز في واقعية وتاريخية السيرة الشعبية ولا ينكر الكاتب أن للسيرة الشعبية أبعاداً واقعية وسياقاً تاريخياً محددين، لكنه يرى أن التركيز عليهما فقط، علاوة على كونه يجعلنا نختزل السيرة الشعبية في مطابقة بسيطة للواقع والتاريخ من خلال الذهاب إلى أنها جاءت لتعبر عن أو تدل على هذا الاختزال علاوة على ذلك، يجعلنا من جهة نصرف أبصارنا عن أبعادها التعبيرية والشكلية، وطرائقها السردية، ومن جهة ثانية يجعل بحثنا في مادتها الحكائية قاصراً على الإمساك بمختلف تجلياتها البنيوية، وأبعادها المختلفة والمتعددة، خصوصية السيرة ويرى الكاتب أن ننطلق من دراسة السيرة الشعبية كما هي موجودة أمامنا، وبتصور نظري محدد، وقد نستأنس ببعض الاقتراحات النظرية الموجودة، لكن لا نجعلها أساسنا للاشتغال أو التطبيق، لأن للسيرة الشعبية خصوصيتها وتميزها في حقل الإنتاج العربي والإنساني، وتشديد الكاتب على خصوصية السيرة الشعبية يجد مستنده في كونها تقدم لنا إمكانات مهمة للتحليل الحكائي بصورة تدفع إلى الاجتهاد، وعدم تطبيق التصورات السردية الجاهزة، ويتأسس هذا الاجتهاد على:
1- النظر إلى ما تمـثله داخـل البـنية الحكائيـة العربـية بوجـه عـام.
2- الاستفادة من المنجزات السردية في تحليل الحكي بطريقة مرنة، بهدف التطور لا الاستنساخ.
وهذه الاستراتيجية المزدوجة هي التي حكمت تناول الكاتب لهذا البحث ويتناول في هذا الكتاب سيرة: ذات الهمة وعنترة وبني هلال وسيف بن ذي يزن وحمزة البهلوان والزير سالم وعلي الزئبق وفيروز شتا وسيف التيجان والكتاب يعد مرجعا مهماً، ودقيقا، وغنيا بالمعلومات وبعد الرؤية لكل من يبغي البحث في البنيان الحكائي للسيرة الشعبية.
أكثر...
يعد كتاب "قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية" للكاتب سعيد يقطين امتدادا لمسيرة الكاتب في درب الرواية والسرد والسيرة الشعبية فيجيء بعد كتابة الكلام والخبر مقدمة للسرد العربي، والذي حاول فيه تقديم تصور متكامل لدراسة السرد العربي، بعد أن وضعه في نطاق تصور محدد لأجناس الكلام العربي، وهذا الكتاب الذي بين أيدينا "قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية" هو رؤية من الكاتب لترجمة جزء من ذلك التصور من خلال البحث في البنيات الحكائية ويقصد بالبنيات الحكائية مجموع الخصائص التي تلحق أي عمل حكائي بجنس محدد وهو السرد، وهذه الحكائية اشتغل بها ضمن ما أسماه بـ"سرديات" القصة، أو المادة الحكائية، لقد أهمل السرديون البحث في "القصة" وانصب اهتمامهم على الخطاب، فقدموا بصدده منجزات مهمة، لكنهم تركوا الخوض في المادة الحكائية، أو المحتوى الحكائي للسيميوطيقيين، الذين ركزوا على الدلالة أو المعنى، وهم ينشغلون بالمحتوى الحكائي، فظل تبعاً لذلك البحث في المادة بالقدر المطلوب، وعندما يهتم الكاتب بالحكائية من زاوية سردية فهو لا يعتبر المادة، أو القصة، ملحقة بالخطاب، ولكنه يريد الكشف عن مختلف بنياتها، ليتمكن من إجلاء مجمل خصائصها، ومميزاتها الفنية، والجمالية من جهة، وأبعادها الدلالية من جهة أخرى، وهو يبغي من خلال دراسته للسيرة الشعبية العربية تقديم ملامسة أوسع لمختلف مظاهر القصة، أو المادة الحكائية فيسعى لتحقيق غايتين مركزيتين هما:
1- تطوير تصوره السردي الذي يسعى لإقامته، وبلورته، بالانطلاق من السرد العربي.
2- فتح مجال للبحث في فكرنا الأدبي، بالذهاب إلى بعض جوانب السرد العربي القديم الذي ظل مهمشاً ومغيباً من دائرة الاهتمام، لقد انطلق الكاتب من أجل إقامة سرديات للقصة، أو المادة الحكائية في هذا الكتاب لتقسيمه إلى تأطير وأربعة فصول، جعل التأطير تدقيقا لتأطيره المقدم في كتابه السابق الكلام والخبر؛ لأنه يركز على السرديات من خلال علاقتها بالمادة الحكائية، ومن خلال الانطلاق من الحكائية وبنياتها، وبعد تحديد هذه البنيات الحكائية، تناول كل فصل بنية منها، فتناول الفصل الأول الأفعال، والوظائف، من خلال خطاطه عامة، أقامها بالاشتغال بالمادة كما تقدمها لنا السيرة الشعبية، وجاء الفصل الثاني مكملا للسابق، لأنه يركز على الشخصيات والفواعل، والعوامل، وكان هذا التمييز يتأسس على تصور خاص لأفعال الفواعل، إذ رأى أن الشخصيات ترتبط بالقائم الفعلي من حيث هي في ذاتها، وميَّزها عن الفواعل التي هي الشخصيات التي تضطلع بالأفعال، ولما كانت لأفعال الفواعل مقاصد مختلفة فقد ربط الكاتب المقاصد بالعوامل، وانتهى إلى تحديد عام للبنيات الفعلية والعاملية في السيرة الشعبية، الحكائية في السيرة الشعبية وجعل الفصلين الثالث والرابع للزمان والفضاء، اللذين تتحدد في نطاقهما أفعال الفواعل فوقف عند مختلف البنيات والعلاقات التي تتجلى لنا من خلالهما التجارب ورؤيات الزمان والفضاء عبر منظور الراوي الشعبي، وأثرهما في طبع الحكائية في السيرة الشعبية بطوابع خاصة، ومتميزة.
وحاول الكاتب في التركيب العام إعادة صياغة العوالم الحكائية في السيرة الشعبية، من خلال ربط مختلف المقولات، والبنيات الحكائية بعضها ببعض لتأكيد كون السيرة الشعبية نصاً واحداً ثقافياً، وعبر ربط النص بالسياق الثقافي- الاجتماعي تأكد لدى الكاتب كون السيرة الشعبية، موسوعة حكائية، تلتقي مع التصنيف الموسوعي الذي تبلور في القرنين الهجريين الثامن والتاسع، والذي جاء استجابة لغايات معرفية وثقافية خاصة، حاولت السيرة الشعبية تجسيدها على نحو متميز لأن طابعها الجمالي، والإبداعي، والتخييلي أعطاها إمكانية أكبر وأوسع، وفي تناول سردية السيرة الشعبية ونصيتها تعميق لخصوصية السيرة الشعبية وغناها، وتشبعها، ويرى أن معظم الذين اشتغلوا بالسيرة الشعبية من الدارسين العرب أو الأجانب اهتموا بشكل أساسي بـ"مادة" السيرة الحكائية، وقلما التفتوا إلى جانبها الشكلي المتمثل في الطريقة التي صيغت بها هذه السيرة الشعبية وغير أنهم في دراستهم لـ"المادة" لم يكونوا يتجاوزون الأفق التقليدي في معالجتا وهذا ما يبرز في واقعية وتاريخية السيرة الشعبية ولا ينكر الكاتب أن للسيرة الشعبية أبعاداً واقعية وسياقاً تاريخياً محددين، لكنه يرى أن التركيز عليهما فقط، علاوة على كونه يجعلنا نختزل السيرة الشعبية في مطابقة بسيطة للواقع والتاريخ من خلال الذهاب إلى أنها جاءت لتعبر عن أو تدل على هذا الاختزال علاوة على ذلك، يجعلنا من جهة نصرف أبصارنا عن أبعادها التعبيرية والشكلية، وطرائقها السردية، ومن جهة ثانية يجعل بحثنا في مادتها الحكائية قاصراً على الإمساك بمختلف تجلياتها البنيوية، وأبعادها المختلفة والمتعددة، خصوصية السيرة ويرى الكاتب أن ننطلق من دراسة السيرة الشعبية كما هي موجودة أمامنا، وبتصور نظري محدد، وقد نستأنس ببعض الاقتراحات النظرية الموجودة، لكن لا نجعلها أساسنا للاشتغال أو التطبيق، لأن للسيرة الشعبية خصوصيتها وتميزها في حقل الإنتاج العربي والإنساني، وتشديد الكاتب على خصوصية السيرة الشعبية يجد مستنده في كونها تقدم لنا إمكانات مهمة للتحليل الحكائي بصورة تدفع إلى الاجتهاد، وعدم تطبيق التصورات السردية الجاهزة، ويتأسس هذا الاجتهاد على:
1- النظر إلى ما تمـثله داخـل البـنية الحكائيـة العربـية بوجـه عـام.
2- الاستفادة من المنجزات السردية في تحليل الحكي بطريقة مرنة، بهدف التطور لا الاستنساخ.
وهذه الاستراتيجية المزدوجة هي التي حكمت تناول الكاتب لهذا البحث ويتناول في هذا الكتاب سيرة: ذات الهمة وعنترة وبني هلال وسيف بن ذي يزن وحمزة البهلوان والزير سالم وعلي الزئبق وفيروز شتا وسيف التيجان والكتاب يعد مرجعا مهماً، ودقيقا، وغنيا بالمعلومات وبعد الرؤية لكل من يبغي البحث في البنيان الحكائي للسيرة الشعبية.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions