البرد الأكبر اليوم كان سهماً بلا عنق ... تخللني تماماً في لحظة مفاجأة
لم أعلم أكانت للأفضل من الذاكرة - كما ردّدوا - أم للأوجع من اللحظة الشاهدة !
.
.
.
عودتي من المرض تصادفت و .. آخر يوم للعمل معاً ..
شهدته روحي الساكنة ..
على امتداد المداعبات الكثيرة المنكفئة حزناً على أكتاف المرح المغلّف ..
لملمتُ عن الوجوه ملامح كثيرة أرهفُها نظرتكِ ، التي تكسّرت أطراف رقتها
فأسْدَلَتْ على مرارة الدمع ..
أخبْرتِنِي دون صوت ...
أنّ الغصّة فيكِ تُقاطع ساعديها ويطوّق كفّاها كتفيكِ وتدعو :
يارحيم .. ياكريم .. وقلبكِ يتقوّس كفّين وكل صوتكِ يصير ... آمين
ثم.. تضحكين .. والفرح جائر .. لا يحب السكينة ..
وخَطْفاً تزفرين .. ليغصّ المكان بأنفاس دمعٍ مندثر ..
وقفتُ لحظةً لأرى ( روحي ) في النصف المبذول للظل من وجهكِ :
فراشةً ترفرف جناحيها .. تسند جرمها الهش على الهواء ..
ويدفع بها الهواء ناحية النار ونقاءٍ يغيب .. تشهيراً بـ سكينةٍ كانت !
حفلٌ مفاجىء للوداع ..!!!
كان صفعةٌ وجدت معها صعوبة في الاقتناع بأنّ الشعور لا يعاني من ازدواجٍ في الشخصية
تلك كانت أصواتهم التي ردّدت أنّ المفاجأة ستمحو نصف الحزن برحيلكِ ..
إلا أنّ إحداهنّ بعد تقبيلكِ التفتت عليّ وقالت :
الحزن حين يأتي يعبر كل شيء .. الليل .. كوب الشاي .. الهدايا .. الأوراق .. الضحك ..
إنه بقوة حبيبة تخرج من الأغاني .. ولوعة سهرٍ لا أجفان له ..
إنه كما المطر .. يأتي ولا يستأذن أحداً ..
وابتسمتُ لها وربّتُ على كفّها بهدوء ..
كنتُ أعلم لأني لم أعرفكِ إلا منذ عامين فقط فهم يخمنون أني الأقل حزناً..
وأنـا ...
كنت أرتشف كوب ابتسامةٍ ذاهلة .. وأستحضر الشيء الوحيد الذي
سيبقى عبقه عالقاً في أكفّ ذاكرتي .. ( أنتِ ) .
صافحتكِ وأنا أرسمُ على شفتي دعاءً صادقاً يفتش عن صوت ..
قلتِ لي بضحكةٍ مواربة :
بإمكانكِ طلب الانتقال ، هناك مكان الـ.... سمعتُ أنهم بحاجة لمن
هم بمثل مؤهلاتكِ وكنتِ تعنين بمثل ( حزني ) ..
قرأتُها في عينيكِ .. ولو لم تجرؤي يوماً على البوح بها :
سهامه كثيرة علي ؛؛ الحزن ؛؛ .. أكثر مما يحتاج موتي
من ذا يبلغه أنّ موتي منذ البدء مُتاح كـ هواء دونما عناء ؟
وأنّ قلبي لا يخادعه، هو فقط متجذّرٌ مني بأشياء كثيرة ..
فإن صوّب ناحية قلب الذكرى الأولى لـ ( أحبك ) ..
أو خاصرة المنعطف الذي أبتهل فيه صمودي ..
أو جبين الصمت الذي أحفظ فيه وجعي ... فقد قتلني
إن أوْتَرَ من فصل رحمةٍ أخيرة سهماً يعتمر صبري
لتفاحةٍ تشتهي غربتي وتنال مني (رحيلكِ) فقد قتلني ..
قلبي فقط ..
( وهو ) جبهة متشعبة ممتلئة بالغياب، وجروح الأضداد ،
وغُرابٌ من شوك يخترق ذات الظلام ليوصل سواداً آخر قبل أن يمضي ..
لذا ..
حين أراه يُوتِرُ لي بسهامٍ جديدة أطوّقني بنجوم تحرس نجاتي ..
أغلق عينيّ عن الفصول وأنتظر أن تنحدر السماء إلى مكان نمو الزهرة عارية ..
ألتمس من ساروا طويلاً لإنشاد روحٍ تحررت ببسالة بُرعمٍ صغير ..
والآن .. ياجارة هذا القلب ..
باحثٌ عن سكينة .. وآخر .. عن حزنٍ جميل ..
لن يفوّتا فرصة المراهنة على أن لدمعكِ الأخير اليوم شبهاً بمقولةٍ ما :
؛؛ الحزن لعنة .. تصنعكَ جيداً لمجابهتها .. لا لتفرّ منها ؛؛
... .......
ماطال عيني اليوم يطال قلبكِ .. باسم التهاني وابتسامات الوفاء والأمنيات الصادقة ..
أتعرفين ما هو ؟؟
هو ( صدق ) عزف منادياً لضدٍ متربّع على كتف الوقت .. والغياب ..
وللروح التي لا تقبل أن تُخدع بمن ينتمي لحياةٍ أخرى لا تدركها ..
روح؛
6/7/2011