مسقط - ش
اختتم مساء أمس وزير البيئة والشؤون المناخية معالي محمد بن سالم التوبي زيارته التفقدية لمحافظة ظفار، حيث زار المنطقة الصناعية بريسوت ومواقع المحاجر والكسارات واطلع عن قرب على المواصفات البيئية المعمول بها لدى هذه المنشآت، والتقى خلالها بعدد من المختصين والفنيين بها، وناقش معهم سير العمل بهذه المنطقة التي تتولى انتاج وتصدير أنواع متعددة من المواد الصناعية التي تسهم في دعم الحركة التنموية في المحافظة.
وخلال زيارته للمنطقة الصناعية بريسوت استمع معاليه إلى شرح واف للوضع الراهن للمنطقة، وتعرف على حجم التوسعات المستقبلية لها، كما عبر معاليه عن سعادته لدعم فكرة مشروع "حملة من أجل بيئة صحية بريسوت الكبرى"، التي قدمها المهندس سعيد بن سالم المعشني مدير عام هيئة منطقة ريسوت الصناعية، وهي فكرة تهدف بشكل أساسي إلى توحيد جهود مختلف المؤسسات الصناعية بالمنطقة لتصبح "صديقة للبيئة" ومواكبة للتطورات الاقتصادية التي تشهدها المحافظة، وبهذا تحقق فكرة هذا المشروع أهدافها الساعية إلى التقليل قدر الإمكان من التأثيرات البيئية، وتسهم في توسيع الرقعة الخضراء بالمنطقة، علاوة إلى تعزيز الوعي البيئي لدى جميع العاملين بالمؤسسة. ثم زار معاليه قناة تصريف مياه التبريد بمصنع الميثانول الذي يضخ 13 ألف متر مكعب يوميا، واطلع على التقنية الحديثة المستخدمة في عملية التصريف.
وناقش معالي الوزير مع المختصين عددا من القضايا التي قد تحول دون مراعاة الاشتراطات البيئية، وحثهم على أهمية الالتزام بمختلف الاجراءات اللازم تنفيذها للحد من حجم التأثيرات البيئية والتخفيف منها قدر المستطاع. مؤكدا معاليه في ذات الوقت على أن الوزارة تواصل اصدار التصاريح البيئية لمختلف المشاريع والانشطة الصناعية والتجارية وذلك في اطار جهودها الرامية الى تسهيل تقديم الخدمات البيئية للمواطن والمقيم بهدف الحصول على الموافقات البيئية لمختلف المشاريع والأنشطة التي تراعي الحفاظ على مفردات البيئة وصون مواردها الطبيعية وتحقيق مفهوم التنمية المستدامة.
وأضاف معاليه: أن التصاريح والموافقات البيئية التي تصدرها الوزارة تعد أحد الآليات المهمة لتأمين سلامة البيئة وتضمن انطلاق المنشآت الصناعية في نشاطها مع توفير أكبر ضمانة لكي لا يؤثر هذا النشاط على صحة الانسان والبيئة المحيطة به.
وعقب اختتام الزيارة التفقدية أشار معالي الوزير إلى أن الوزارة لا تكتفي فقط بعملية إصدار التصاريح والموافقات البيئية بل تقوم بوضع البرامج الخاصة بالرصد والتفتيش والتقييم البيئي لكافة مصادر التلوث للتأكد من التزام المنشآت الصناعية من مدى التزامها بالاشتراطات البيئية التي تحددها اللوائح التشريعية. وأوصى معاليه بأهمية إعداد الدراسات والبحوث التي تسهم في إعطاء مؤشر حقيقي للوضع البيئي بمحافظة ظفار التي تشهد تنمية صناعية متزايدة.
من جانبه أكد مدير عام المديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار سالم فرج عبدون الهزيلي أهمية هذه الزيارة التي فتحت المجال لعدد كبير من المسؤولين والمختصين بالمحافظة لمناقشة عدد من القضايا البيئية التي تمس صحة الانسان وتصون الموارد الطبيعية الفريدة بها، والتي ستسهم بدون أدنى شك في ايجاد بدائل جديدة لتطوير وتعزيز العمل البيئي بمختلف ولايات المحافظة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه سيتم التنسيق مع مختلف الجهات ذات الاختصاص لتنفيذ كل ما خرجت به هذه الزيارة التفقدية من توجهات وتوصيات تصب جميعها لمصلحة المواطن وبيئته التي يعيش منها وعليها.
كما نوه علي بن عامر الكيومي مدير عام صون الطبيعة والحياة الفطرية بوزارة البيئة والشؤون المناخية على المردود الايجابي لهذه الزيارة الرسمية التي تأتي تزامنا مع مشاركة السلطنة دول العالم بالسنة الدولية للغابات، لتبرز حرص المسؤولين بالسلطنة على دعم الاستراتيجيات الوطنية والاقليمية والدولية ذات الصلة بصون عناصر التنوع الأحيائي، فزيارة محميات أخوار ساحل ظفار تترجم بوضوح هذا الدعم، وتؤكد على أن الوزارة عازمة بكل جدية إلى إعادة تقييم الوضع الحالي لمواردها الطبيعية بهدف تحسينه ليبقى إرثا طبيعيا يسهم مستقبلا في تنشيط السياحة البيئة بمحافظة ظفار التي تعد إحدى الوجهات الرئيسية للجذب السياحي بالمنطقة العربية.

أكثر...