حسم منتجو مسلسل "الحسن والحسين ومعاوية" الجدل الدائر حول الكثير من القضايا والإشكاليات التي رافقت إنتاج هذا المسلسل منذ انطلاقته قبل ثلاث سنوات، مؤكدين أنه سيتم بثه عبر 10 فضائيات عربية في شهر رمضان المبارك. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته مجموعتا نور القابضة والمها بفندق فورسيزون أمس الأول، حضره كل من د. محمد الحسيان المنتج والمشرف العام على المسلسل
وحسن الحسيني المستشار الشرعي والتاريخي ومحمد العنزي مدير عام شركة المها وعبدالغني أبو غزالة مستشار شركة نور القابضة.
وأكد أبوغزالة أهمية هذا المسلسل في تسليط الضوء على فترة هامة من حياتنا الإسلامية والعربية في ظل قلة المصادر التي تبحث في الأحداث التاريخية بحيادية وتميز، وهذا ما سعت إليه مجموعة نور القابضة من خلال شعارها "قيم تلهمنا الإبداع". وأشار إلى أن هذا العمل لم يكن فردياً ولم يمثل رؤية شركة وإنما جاء نتيجة جهود جبارة وكبيرة من متخصصين في التاريخ الإسلامي وعلماء دين لأجل تقديم تحفة تاريخية درامية تتعرض لفترة هامة وحساسة من تاريخ الإسلام.
من جانبه أكد الحسيني على التفصيل الشرعي لهذا المسلسل والذي وقف خلفه ثلة من علماء الأمة ومؤرخيها على اعتبار أن الهدف من هذا المسلسل إشاعة ثقافة الحوار والتسامح والتعايش أي ثقافة الإسلام وتقديم شخصيتين تعتبران قدوة لشباب الأمة أجمع .. مشيرا إلى تقصير في هذا الجانب من قبل صناع الأعمال الفنية. وقال ان مآثر الإسلام وآل البيت والصحابة والخلفاء ورجالات الأمة كثيرة، ومن حقهم علينا أن نقدمهم لشباب اليوم في زمن باتت القراءة فيه أمراً شبه منسي وتأثير السينما أقوى وأسرع في العقل البشري ولذلك لا ينبغي التخلي عنها.
وعن نقاط الخلاف حول الجدل الفقهي لهذا المسلسل، قال انه لا يوجد نص شرعي في القرآن أو السنة يحرم تمثيل الصحابة وتجسيد شخوصهم فنياً، وبالتالي انقسم الجدل بين فريقين أحدهما يرفض تمثيل الصحابة خوفاً من المفسدة والفريق الثاني أجازها لتغليبه المصلحة الإيجابية في إيصال الرسالة الإسلامية، ولذلك ارتأينا كهيئة شرعية ألا يظهر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المسلسل في حين يتم تجسيد شخصيتي "الحسن والحسين" رضي الله عنهما، وذلك بناء على فتاوى شملت ثلة من علماء الأمة الإسلامية منهم د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ عبدالله بن الشيخ المحفزظ بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومعالي الشيخ حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد اليمنية ود. سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم وقائمة تطول لتسعة عشر عالماً مع أكثر من ثمانية من الكفاءات المشهود لها في التأريخ الإسلامي إلى جانب إجازة المرجعي الشيعي محمد حسين فضل الله وعلي الأمين لما تضمنه المسلسل.
وأكد التزام الشركة المنتجة بوجود مندوب شرعي في كل مشاهد التصوير والوقوف على كل تفاصيل العمل حتى منها الألوان والأزياء وحتى الجمل المنطوقة والحالة الفنية للممثلين وبالتالي يمكن القول انه عمل تاريخي منضبط بشكل صحيح يظهر على الشاشة حتى أن المصادر التي استقى كاتب المسلسل أحداثه منها نحن من اختارها له إلى جانب متابعتنا الدورية له حلقة بحلقة وشطب ما لا يتناسب مع مستوى آل البيت وأيضاً في غرفة المونتاج كنا موجودين كلجنة شرعية لمعالجة بعض الأمور التي لا تنسجم مع الصورة العامة للصحابة وآل البيت، حيث التزمنا والتزمت الشركة المنتجة بثلاث دعائم وهي الحقيقة التاريخية والخبر التاريخي والمعالجة الدرامية.
من جانبه قال د. محمد الحسيان المنتج والمشرف على العمل والذي شارك كذلك في كتابة النص : طبيعة المعالجة الدرامية للنص اعتمدت على خمسة محاور هدفها إبراز عظمة وقدوة آل البيت وهي الخط الدرامي لآل البيت وسير الصحابة وسيرة معاوية والذين خرجوا على سيدنا علي رضي الله عنه وشخصية عبدالله بن سبأ التي ينسب إليها كثير من أحداث تلك الفترة وقمنا خلال كتابتنا للنص بتعديل الكثير من أجزائه بالتعاون مع اللجنة الشرعية والتاريخية وبعد اعتماده قدمناه للمخرج عبدالباري أبو الخير.
وسلط محمد العنزي على جوانب التصوير التي قال انها تمت في ثلاث دول هي المغرب والأردن ولبنان كما تنقل فريق العمل المكون من 300 شخص ما بين ممثل وفني وإداري بين ثلاث دول أخرى وعلى مدى ثلاثين حلقة حرصنا على الجودة العالية سواء بالديكورات أو الأزياء أو التصوير السينمائي والموسيقى التصويرية وحتى في اختيار الألوان وهذا ما جعل العمل يُكلف 8 ملايين دولار وسنقوم بدبلجته في المستقبل القريب إلى الإنجليزية والتركية والأوردو وتحويله إلى دي في دي ليتم تسويقه في كل أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي من ماليزيا وتركيا وأندونيسيا وأوروبا .
وأكد العنزي وجود عشر قنوات ستبث المسلسل في الشهر الفضيل ومنها قناة نسمة التونسية والقناة السادسة المغربية وقناة روتانا مصرية وروتانا خليجية وقناة الحياة والنهار والتحرير والبيت بيتك وإل بي سي وميلودي دراما .. مشيراً إلى نية الشركة في المرحلة المقبلة إنتاج مسلسل وفيلم عن حسن البنا ومسلسل عن ابن تيمية وذلك في العامين القادمين.
يذكر أن "الحسن والحسين" عمل ضخم من تأليف محمد اليساري ومحمد الحسيان وإخراج عبدالباري أبوالخير وشارك فيه عدد كبير من فناني الدول العربية منهم رشيد عساف الذي يقوم بدور معاوية بن أبي سفيان وعلاء القاسم في دور عبد الله بن الزبير ورامي وهبة في دور يزيد بن معاوية وتاج حيدر في دور زينب بنت علي بن أبي طالب وطلعت حمدي في دور الزبير بن العوام ومحمد آل رشي في دور قتيبة وعبد الله بهمش في دور زيد بن عمر بن الخطاب وخالد مغويري في دور الحسن (رضي الله عنه) ومحمد المجالي في دور الحسين (رضي الله عنه) وزناتي قدسية في دور عدي بن حاتم الطائي وفتحي الهداوي بدور حرقوص بن زهير السعدي وعبدالرحمن أبو القاسم بدور أبو هريرة.
وبالمقابل طلب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في مذكرة تقدم بها إلى أسامة هيكل وزير الإعلام بمنع عرض مسلسل "الحسين والحسين" المقرر بثه في شهر رمضان على عدد من الفضائيات المصرية، استنادا لقرار مجمع البحوث الإسلامية الذي يحرم ظهور الأنبياء والصحابة وآل البيت في الأعمال الدرامية، مؤكدا رفض المجمع ظهور الإمامين الحسن والحسين رضي الله عنهما بشخصهما في الأعمال الدرامية.
وأكد الشيخ على عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن قصة هذا المسلسل مع الأزهر بدأت منذ فترة بعيدة في عهد أنس الفقي وزير الإعلام السابق الذي أرسل خطابا يستوضح رأى الأزهر بشأن مشاركة التلفزيون المصري بإنتاج المسلسل، وكان الرد باعتراض الأزهر على المسلسل من الأساس، لأن هناك قرارا من مجمع البحوث الإسلامية بتحريم تصوير أو تجسيد الأنبياء آل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وبناء عليه لا يمكن أن يوافق الأزهر على مسلسل يجسد الحسن والحسين وهما من أهل البيت.
وعزا الرفض بأنه "لا يوجد من بين البشر الآن من هو في طهرهما وفي درجة تصل به إلى تجسيدهما، فلا يعقل أن يقوم ممثل الآن بتجسيد الإمام الحسين وغدا نراه في دور لرجل فاسق يحتسى الخمر".
واعتبر أنه من الخطأ أن تسمح وزارة الإعلام المصرية ببث هذا المسلسل على القنوات اليى تبث من مصر، مطالبا وزير الغعلام بالا يكرر ما حدث مع مسلسل "يوسف الصديق" عن قصة سيدنا يوسف، حيث طلبنا من أنس الفقي بمنع عرضه على إحدى القنوات المصرية ولكنه لم يفعل
فنتمنى فعلا بأعادة النظر بمثل هذه المسلسلات التي تمس الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم والشروع بوقف عرضها
: 
: 
: