كتب - أحمد بن موسى الخروصي
نزه الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن كل رذيلة ومنقصة وحباه فضيلة وخلقا حسنا. ومن أهم الخصال التي أتصف بها الذكاء المتوقد والعقل الراجح.
ونقصد بالذكاء فطنته صلى الله عليه وسلم وسرعة فهمه وقوة ذهنه وصدق فراسته فقد عرف عليه السلام بحضور البديهة وبعد النظر في العواقب وسداد الرأي وحسن السياسة في معالجة كل الأمور والحكمة في كل التصرفات.
وقد أختاره الله للرسالة ولا يصطفي لها إلا صاحب عقل راجح وفكر مدرك وشخصية كريمة. زانه العقل وهو غلام فسما على أترابه ولم يسجد لصنم قط لأن ذكاءه هداه أن الأصنام لا تنفع ولا تضر. وكان بين أبناء عمه أبي طالب رزينا لا يسبق إلى طعام ولا يزاحم عليه.
ومن يتأمل سيرته ويتابع حلوله لما أعترضه من قضايا لا يشك في أنه أذكى الناس وأرجحهم عقلا وأكثرهم فهما وأحسنهم تدبيرا ومعالجة للأمور.
وأمثلة ذكائه ورجاحة عقله كثيرة من أبرزها : حله لمشكلة الحجر الأسود بعد أن كادت تندلع الفتنة بين القبائل للفوز بشرف وضعه في مكانه. فقد طرح صلى الله عليه وسلم ثوبا ووضع الحجر وسطه ثم أمر أن تأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب حتى إذا وصلوا الركن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحجر ووضعه في مكانه فأرضى الجميع.
ومما يؤكد تحلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعقل والذكاء موقفه الرصين من المنافقين: فقد أشتد أمر النفاق بالخذلان والتآمر حتى طالب عمر بن الخطاب بقتل رؤوسهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مهدئا: (( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)).
ثم ازداد موقف المنافقين سوءا وكثر كيدهم حتى همّ أهل كل بيت فيه منافق أن يقتلوه فقال عليه السلام: ((أين عمر لو قتلتهم حين قتلهم (طالب بقتلهم) لا رعدت لهم أنوف ( غضبت لهم) هي اليوم تريد قتلهم)) وهكذا بدت حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاحة عقله في الصبر على تلك الفئة حتى انكشف أمرها وأبدى أقرب الناس إلى المنافقين استعدادهم لقتلهم. كما يتجلى كمال عقله صلى الله عليه وسلم في تصرفه عندما تنشب الفتن فيسرع إلى إخمادها وإبطال مفعولها .
فقد كادت نار الفتنة أن تشتعل بين الأوس والخزرج وذلك بتأليب اليهود حيث مر اليهودي شاس بن قيس على نفر من الأنصار فغاضه ما رأى من اجتماعهم وصلاح ذات بينهم بالإسلام فأمر شابا يهوديا أن يجالسهم ويذكر يوم بعاث (وفيه وقعت حرب ضارية بين الأوس والخزرج عزم كل طرف أن يجعلها حرب فناء يهدم بيوت عدوه ويحرق زرعه. وقد كان لليهود دور في إثارة الضغينة بين الأوس والخزرج) فلما ذكرهم بيوم بعاث تنازع القوم حتى تواثب رجلان وتسابا فتواعد الجميع بالحرة وخرجوا إليها بأسلحتهم وسارع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الخبر فقال (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام واستنقذكم من الكفر وألف بين قلوبكم) فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد يهود فبكوا وتعانقوا وأطفأ الله كيد العدو بحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاحة عقلة.
ومن أمثلة ذكائه عليه السلام أيضا: لما حاصرت الأحزاب المدينة ونقض بنو قريظة عهدهم وعلم الرسول بالخبر أرسل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة للتحقق من الخبر وقال لهما: (إن كان حقا ما بلغنا عن القوم فألحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في عضد الناس وإن كان الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا له في الناس. فلما رجعوا سلموا على رسول الله ولمحوا إليه بأن قريظة غدرت بعهده فقال النبي (الله أكبر ، أبشروا يا معشر المسلمين) واستطاع عليه السلام بذكائه وحسن استخباره وجيد تكتمه للأسرار ورجاحة عقله في مراعاة معنويات جيشه أن يعالج الموقف ولا يفت في أعضادهم إلى أن قدر الله تشتت الأحزاب وإجلاء اليهود.
وكم من فتنة أطفأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكائه مثل حادثة الإفك وتأثر الأنصار من الحرمان من الغنائم يوم حنين فطيب الخاطر واقنع ووكل الأنصار إلى إيمانهم ولم يدع المشكلة تتفاقم بل عاد الأنصار راضين وبكوا حتى ابتلت لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا.
هذه مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت ساسة وقادة ودعاة فتحوا البلدان وأنقذوا الإنسان بحسن التدبير ورجاحة العقل.
أكثر...
نزه الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن كل رذيلة ومنقصة وحباه فضيلة وخلقا حسنا. ومن أهم الخصال التي أتصف بها الذكاء المتوقد والعقل الراجح.
ونقصد بالذكاء فطنته صلى الله عليه وسلم وسرعة فهمه وقوة ذهنه وصدق فراسته فقد عرف عليه السلام بحضور البديهة وبعد النظر في العواقب وسداد الرأي وحسن السياسة في معالجة كل الأمور والحكمة في كل التصرفات.
وقد أختاره الله للرسالة ولا يصطفي لها إلا صاحب عقل راجح وفكر مدرك وشخصية كريمة. زانه العقل وهو غلام فسما على أترابه ولم يسجد لصنم قط لأن ذكاءه هداه أن الأصنام لا تنفع ولا تضر. وكان بين أبناء عمه أبي طالب رزينا لا يسبق إلى طعام ولا يزاحم عليه.
ومن يتأمل سيرته ويتابع حلوله لما أعترضه من قضايا لا يشك في أنه أذكى الناس وأرجحهم عقلا وأكثرهم فهما وأحسنهم تدبيرا ومعالجة للأمور.
وأمثلة ذكائه ورجاحة عقله كثيرة من أبرزها : حله لمشكلة الحجر الأسود بعد أن كادت تندلع الفتنة بين القبائل للفوز بشرف وضعه في مكانه. فقد طرح صلى الله عليه وسلم ثوبا ووضع الحجر وسطه ثم أمر أن تأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب حتى إذا وصلوا الركن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحجر ووضعه في مكانه فأرضى الجميع.
ومما يؤكد تحلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعقل والذكاء موقفه الرصين من المنافقين: فقد أشتد أمر النفاق بالخذلان والتآمر حتى طالب عمر بن الخطاب بقتل رؤوسهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مهدئا: (( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)).
ثم ازداد موقف المنافقين سوءا وكثر كيدهم حتى همّ أهل كل بيت فيه منافق أن يقتلوه فقال عليه السلام: ((أين عمر لو قتلتهم حين قتلهم (طالب بقتلهم) لا رعدت لهم أنوف ( غضبت لهم) هي اليوم تريد قتلهم)) وهكذا بدت حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاحة عقله في الصبر على تلك الفئة حتى انكشف أمرها وأبدى أقرب الناس إلى المنافقين استعدادهم لقتلهم. كما يتجلى كمال عقله صلى الله عليه وسلم في تصرفه عندما تنشب الفتن فيسرع إلى إخمادها وإبطال مفعولها .
فقد كادت نار الفتنة أن تشتعل بين الأوس والخزرج وذلك بتأليب اليهود حيث مر اليهودي شاس بن قيس على نفر من الأنصار فغاضه ما رأى من اجتماعهم وصلاح ذات بينهم بالإسلام فأمر شابا يهوديا أن يجالسهم ويذكر يوم بعاث (وفيه وقعت حرب ضارية بين الأوس والخزرج عزم كل طرف أن يجعلها حرب فناء يهدم بيوت عدوه ويحرق زرعه. وقد كان لليهود دور في إثارة الضغينة بين الأوس والخزرج) فلما ذكرهم بيوم بعاث تنازع القوم حتى تواثب رجلان وتسابا فتواعد الجميع بالحرة وخرجوا إليها بأسلحتهم وسارع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الخبر فقال (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام واستنقذكم من الكفر وألف بين قلوبكم) فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد يهود فبكوا وتعانقوا وأطفأ الله كيد العدو بحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاحة عقلة.
ومن أمثلة ذكائه عليه السلام أيضا: لما حاصرت الأحزاب المدينة ونقض بنو قريظة عهدهم وعلم الرسول بالخبر أرسل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة للتحقق من الخبر وقال لهما: (إن كان حقا ما بلغنا عن القوم فألحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في عضد الناس وإن كان الوفاء بيننا وبينهم فاجهروا له في الناس. فلما رجعوا سلموا على رسول الله ولمحوا إليه بأن قريظة غدرت بعهده فقال النبي (الله أكبر ، أبشروا يا معشر المسلمين) واستطاع عليه السلام بذكائه وحسن استخباره وجيد تكتمه للأسرار ورجاحة عقله في مراعاة معنويات جيشه أن يعالج الموقف ولا يفت في أعضادهم إلى أن قدر الله تشتت الأحزاب وإجلاء اليهود.
وكم من فتنة أطفأها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكائه مثل حادثة الإفك وتأثر الأنصار من الحرمان من الغنائم يوم حنين فطيب الخاطر واقنع ووكل الأنصار إلى إيمانهم ولم يدع المشكلة تتفاقم بل عاد الأنصار راضين وبكوا حتى ابتلت لحاهم وقالوا رضينا برسول الله قسما وحظا.
هذه مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي خرجت ساسة وقادة ودعاة فتحوا البلدان وأنقذوا الإنسان بحسن التدبير ورجاحة العقل.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions