ولادة "الدولة الفلسطينية".. سبتمبر المقبل

    • ولادة "الدولة الفلسطينية".. سبتمبر المقبل

      بقلم -عيسى بن محمد الزدجالي

      لقد حان الوقت وبدون تردد وخلال الأسابيع القليلة المقبلة لتتحرك السلطة الفلسطينية وبصورة إيجابية لكي تنضم خلال سبتمبر المقبل إلى هيئة الأمم المتحدة في خطوة تاريخية طال انتظارها منذ عشرات السنين لإعلان الدولة الفلسطينية. وبدون شك سوف تلقى تلك الخطوة الدعم العربي الكامل سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب بخاصة بعدما تهيأت كل الظروف وازدادت سخونة وحيوية بعض الثورات العربية وبينها ثورتا "الياسمين والتحرير" اللتان نالتا كل الاحترام والتقدير، ليس على المستوى العربي فقط وإنما بالقطع على كل المستويات العالمية. ولا ننسى أيضا الاعترافات المتعددة بالدولة الفلسطينية في مختلف البلاد والتي وصلت حتى الآن إلى ما يقرب من 120 دولة في معظم أنحاء العالم، ما يؤكد أن القضية الفلسطينية بكل أبعادها تشهد في الوقت الحالي تحولات تاريخية وتخطو خطوات مهمة، ولابد أن تلك الخطوات سيكون لها مردودها على المستويات العالمية كافة.

      *ونأمل أن تنال تلك الخطوة المهمة تأييد العديد من الدول ذات التأثير في المجتمع الدولي وأن تلقى الدعم الاقتصادي والسياسي وأن يكون التأييد بصور إيجابية وفاعلة وليست مجرد خطابات رنانة وكلامات معسولة منتقاة بعناية؛ لأن هذا الشعب العربي عانى الكثير وذاق المرارة والهوان على مدار السنوات الفائتة في سبيل أن ترى دولته النور خلال شهر سبتمبر المقبل، وهي خطوة من العيار الثقيل ولسوف تقلب الموازين في المنطقة العربية، وبخاصة بعد التحولات التاريخية المشهودة والتي تأتي في صالح القضية الفلسطينية واختفاء بعض الشخصيات التي هانت عليهم أشياء كثيرة، بل هانت عليهم أنفسهم وباعوا التاريخ الغالي بالرخيص، ولسوف يكشف الزمن الكثير والكثير وما خفي كان أعظم، حيث كانت بعض القيادات في المنطقة العربية تحول دون الظهور الفلسطيني وكانوا مع بقاء الوضع على ما هو عليه وهي سياسة أمريكية -إسرائيلية استطاعت تجنيد من باعوا ضمائرهم كما باعوا بلادهم- وهو بالطبع ما لم يكن في صالح القضية الفلسطينية أبدا.

      * ولقد جاءت أقوال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوية للغاية حول إعداد القيادة الفلسطينية خطة لأكبر عملية تحرك سياسي دبلوماسي على مستوى العالم منذ 30 عاما على أساس القيادة الجماعية والعمل المنظم من جميع ألوان وأطياف القيادة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وترمي إلى تحقيق هدفين، الأول هو تحصيل اعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والثاني المساعدة في الحصول على العضوية كدولة في الأمم المتحدة.

      *على الجانب المقابل نجد أن إسرائيل تبذل جهودا مضنية وفي كل الاتجاهات لتحول دون إعلان الدولة الفلسطينية ومرارا عديدة تطالب القوى الأعظم باستخدام "الفيتو" -وهو المنتظر منها خلال الأيام المقبلة- لكن الزمن حاليا ليس زمن "الفيتو"، فلقد انقشع عصر الظلم والاستبداد نحن الآن في عصر "الياسمين والتحرير" وهي بالقطع لها تأثيرها الكبير.. ولكن لا ننس أن الولايات المتحدة الأمريكية حتى في عصر "أوباما" الحصان الأسود الذي خيب كل الآمال - والسياسات الأمريكية - الإسرائيلية لا تستطيع أن تتجاهلها؛ لأنها أوضاع اقتصادية وسياسية مهمة للغاية في المجتمع الأمريكي وتتحكم فيه منذ زمن بعيد

      . *وكما قالت العديد من الوكالات والصحف الإسرائيلية إن هناك مواجهات مستمرة لـ" التسونامي السياسي" الذي تواجهه إسرائيل في سبتمبر المقبل إذا ما اعترفت الأمم المتحدة بدولة فلسطينية على حدود 67، حيث ذكرت صحيفة هاآرتس أن «نتنياهو» يفكر في انسحاب جزئي من بعض مناطق من الضفة الغربية في مقابل عدم توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن «خطوة السلطة الفلسطينية الرامية إلى الحصول على اعتراف بدولة على حدود 67، تهدف في الأساس إلى الحصول على مكانة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتحول إسرائيل إلى دولة محتلة لدولة أخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل»

      *الحقيقة المؤلمة في موضوع القضية الفلسطينية هو الموقف الألماني الغامض فعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها السلطة الفلسطينية للحصول على الدعم الأوروبي لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من يونيو، ذكرت مجلة "دير شبيجل الألمانية على موقعها الإلكتروني أن المستشارة الألمانية ميركل ترفض تأييد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مسعاه لإعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، وذلك ما يتطلب موقفا عربيا موحدا اتجاه الموقف الألماني الذي لا ينصف القضية الفلسطينية بالشكل المطلوب وهو ما يدعو لتدخل جامعة الدول العربية "وبالمرة نسأل عنها وهل هي ما تزال موجودة أم أصبحت حبرا على ورق لا تتدخل فيما لا يعنيها أو أنها أصبحت لها أهداف أخرى قد لا نعرفها ..حتى الآن لم نسمع تعليقا واحدا من مسؤولي الجامعة العربية أو القائمين عليها أم أن الأمر ليس معنيا لها حول الموقف الألماني المتخاذل نحو إعلان الدولة الفلسطينية.

      *لقد استعرضنا الموقف الدولي حول إعلان الدولة الفلسطينية المزمع في سبتمبر المقبل ونحن مقبلون وبقوة على تأييد الموقف الفلسطيني، فلقد حان الوقت أن تضع القضية حلولا لها ولم يعد "الفيتو" الأمريكي له تأثيره الكبير؛ لأن الظروف تتغير في العالم وهناك قوى كثيرة لها تأثيرها الدولي تقف بجانب القضية العادلة -قضية القرن بدون منازع- والتي نأمل أن تخطو خطواتها الثابتة نحو ولادة الدولة الفلسطينية حتى ترى النور في سبتمبر المقبل.. كل الدعوات إلى أبناء الشعب الفلسطيني أن تتحقق أمانيهم بإعلان دولتهم المنتظرة والتي يساندها العالم الحر كله حتى يعود الحق لأصحابه بعد طول سنين.

      *مطلوب من القيادة الفلسطينية الواعية لمصالح بلادها وشعبها التصميم على موقفها وأن تتوحد كل القوى الفلسطينية وتنصهر في بوتقة واحدة من أجل أن تستحوذ على احترام العالم وأن تظهر كل القوى الفلسطينية متحدة الآراء من أجل الشعب الفلسطيني الأبي الحر المناضل والذي يقف بجواره الشعب العربي كله من المحيط إلى الخليج مؤمنا بقضيته وعدالتها.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions