السورة التي شيبت الرسول هي هود واخوتها قال الرسول ص شيبتني هود واخوتها
موضوع لنقاش سورة الفيل
-
-
مشكور اخوي ..
بس ما كنك غلطان ..
يمكن اذيه مال من يجاوب ..
في اذسه الموضوع نبحث عن تفسير اية ما فهمناها ونحن نقرا.. -
تفسيرة سورة الكهف من الاية 60..
سبب ورود قصة موسى مع الخضر
ورد في بعض الأحاديث الشريفة عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ ؟ قَالَ مُوسَى : لَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى : بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ، وَقِيلَ لَهُ : إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ : ] أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ [ ، ] قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا [ ، فَوَجَدَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ )) .
[متفق عليه]
سيدنا موسى نبي مرسل ، ومادام نبياً مرسلاً فهو بالبديهة أعلم علماء الأرض ، فما كان من هذا النبي العظيم إلا أن قال : أنا أعلم علماء الأرض ، فأوحى الله إليه ما أوحى .
﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾
ليس أعلم منك مطلقاً ، أعلم منك في علم الحقيقة ، وأنت أعلم منه في علم الشريعة ، ينبغي أن تقول : أنا في هذا العلم ، قد علمني ربي ، هذا ما ورد في بعض الأحاديث أن الله عز وجل أراد أن يُعلمه ، وأن يُعَلمه أن في الأرض عبداً صالحاً آتاه الله رحمة من لدنه ، وعلمه من لدنه علما هو أعلم منك .
فما كان من هذا النبي العظيم إلا أن سأل الله عز وجل : يا رب ، كيف ألتقي به حتى أتعلم منه ؟
بداية القصة : خروج موسى مع فتاه طلبًا للقاء الخضر:
الآن بدأت القصة :
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ﴾
فتاه ؛ أي فتى صاحب سيدنا موسى ، ليتعلم منه ، وليخدمه ، فكان في الوقت نفسه خادماً ومتعلماً .
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
لا أبرح أسير إلى أن أصل إلى مكان حدده الله عز وجل ، حينما أوحى الله إلى سيدنا موسى قال : يا موسى تلتقي مع الخضر ، مع هذا العبد الصالح في مجمع البحرين ، وما دام الله عز وجل قد أخبر سيدنا موسى أن هذا العبد الصالح يراه في مجمع البحرين ، عندئذٍ قال هذا النبي العظيم : لا أبرح ، أمشي ، وأبحث ، وأسير .
﴿ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ﴾
وإن لم أبلغ هذا المجمع :
﴿ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
سأسير حقباً طويلة ، سنوات وسنوات ، إلى أن ألتقي بهذا العبد الصالح .
من دلالات خروج موسى للقاء الخضر : فضل العلم:
انظروا أيها الإخوة ، كم هو ثمين هذا العلم في نظر هذا النبي العظيم ، أحدنا يصرف نفسه عن حضور مجالس العلم لسبب تافه جداً ، يقول : عندي موسم ، أو زارني ضيف ، فهو لسبب تافه يصرف نفسه عن حضور مجالس العلم التي هي مجالس الذكر .
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يذكرون الله فيه إلا غشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، وما اجتمع قوم في مجلس فلم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن أنتن من جيفة .
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
وكانت علامة هذا المكان فيما أوحى الله لهذا النبي العظيم أن يفتقدا حوتاً لهما كانا قد أعداه للطعام ، إذا افتقداه في مكان ما ، فهذا المكان مكان اللقاء بالعبد الصالح .
معنى : مَجْمَعَ البَحْرِيْنِ
﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا ﴾
المعنى الأول :
يعني مجمع البحرين .
المعنى الثاني :
وبعضهم قال : مجمع البحرين يعني اجتماع بحري الشريعة والحقيقة ، هذا وجه من وجوه التسمية ، اجتماع بحري الشريعة والحقيقة .
﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾
كانا قد أعدا حوتاً ، وجهزاه للطعام ، ووضعاه في حقيبة إن صح التعبير ، ووضع هذا الحوت في مجمع البحرين ، وفي بعض الأقوال غير الثابتة أن مجمع البحرين مكان التقاء البحر الأحمر ، والبحر الأبيض المتوسط ، فهما مجمع البحرين .
﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾
نسي سيدنا موسى أن يتفقد الحوت ، ورأى فتاه من الحوت منظراً عجيباً نسي أن يخبر سيده موسى ، هذا الحوت .
﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾
معنى : فَاتَّخََذَ سَبِيلَهُ فِي البَحْرِ سَرَبًا
المعنى الأول :
قال بعض المفسرين : " هذا الحوت وقع في البحر " .
المعنى الثاني :
وقال بعضهم : " كانت معجزة أن عادت له الحياة فسقط في البحر ، وعاش فيه ، رأى الفتى الذي رافق سيدنا موسى هذا المنظر فالحوت ، فإما أنه وقع في البحر ، أو أنه عادت له الحياة فوثب في البحر ".
﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾
وقد تكون عودة الحياة إلى الحوت ، ووثوبه إلى مياه البحر أيضاً علامة من علامات اللقاء مع العبد الصالح .
﴿ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا ﴾
أنساهما الله عز وجل سقوط الحوت في البحر .
من استنباطات الآية:
الاستنباط الأول : إعداد الزاد للسفر :
لذلك استنبط العلماء أنه يجوز ، بل يندب لمن أراد السفر أن يعد الزاد ، وليس في إعداد الزاد تناقضاً مع التوكل ، اعقل وتوكل ، واستنبط العلماء أيضاً وجوب الرحلة في طلب العلم ، كيف أن هذا النبي العظيم قال :
﴿ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾
أراد أن يصل ، أن يسافر من أجل لقاء هذا النبي العظيم .
﴿ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾
الاستنباط الثاني : المشقة في طلب العلم :
يعني تعبا ، تعبنا أين الطعام يا فتى ؟ عندئذ تذكر هذا الفتى أن الحوت الذي قد أعداه للطعام سقط في البحر .
﴿ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ﴾
كيف اتخذ الحوت سبيله في البحر سربا ؟!!!
ليس في الآية قرينة على أن الحياة قد عادت له ، لكن هناك آية تالية تشير من طرف خفي إلى أن هناك شيئاً عجيباً ، كيف وقع هذا الحوت في البحر ، من هنا استنبط العلماء أنه ربما عادت الحياة إلى الحوت بعد شيِّه ، ووثب في البحر .
قال الغلام :
﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ﴾
كيف اتخذ الحوت سبيله في البحر عجبًا ؟!!!
واتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا ، هناك شيء عجيب ، وخارق للعادة ، أن حوتاً مشوياً ، أي سمكةً مشويةً تعود لها الحياة ، وتثب في البحر ، والله أعلم ما إذا كانت الحياة قد عادت لها أو لم تعد ، لكن الشيء الثابت أن الحوت قد اتخذ سبيله في البحر ، عندئذ عرف سيدنا موسى أن هذا المكان الذي نسيا فيه الحوت هو مجمع البحرين ، وهو مكان اللقاء المنتظر .
﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾
فقدان الحوت أمارة مكان اللقاء:
ذلك ما كنا نبتغي من هذا السفر الطويل ، وهذا هو الهدف ، لأن المكان الذي افتقدنا فيه الحوت هو مكان اللقاء كما أخبره الله بالوحي .
﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصاً ﴾
بعد أن قطعا يوماً وليلة بعيداً عن مجمع البحرين ، وعن مكان سقوط الحوت في البحر ، ارتدا ، وعكفا راجعين إلى مكان افتقاد الحوت ، لأن هذا المكان هو مكان اللقاء المنتظر الذي يحرص عليه سيدنا موسى عليه وعلى نبيناً أفضل الصلاة والسلام ، وكما وعده الله عز وجل ، وكما أوحى إليه في هذا المكان مكان افتقاد الحوت ، مجمع البحرين .
﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا ﴾
العبودية أعلى مرتبة للإنسان :
أعلى مرتبة ينالها الإنسان في الحياة الدنيا أن يكون عبداً لله ، وأن تتحقق فيه العبودية لله عز وجل ، والعبودية معرفة يقينية ، تفضي إلى طاعة طوعية ، تنتهي إلى سعادة أبدية ، معرفة يقينية ، فطاعة طوعية ، فسعادة أبدية .
﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾
كيف تكسب العلم ؟
العلم يكتسب بالمدارسة ، والمطالعة ، وحضور مجالس العلم ، والتأمل ، والتفكر ، فإذا حاز الإنسان العلم بالأسباب فهذا العلم الذي نعرفه جميعاً ، أما العلم الذي يحوزه الإنسان من دون أسباب أرضية هو العلم اللدني ، فهذا العبد الصالح ، آتاه الله رحمة من عنده ، وعلمه من لدنه علما .
هل الخضر عليه السلام نبيُّ ؟
هناك إشارات ، ودلالات كثيرة يقينية على أن سيدنا الخضر عليه السلام نبي ، إما أنه نبي مرسل ، أو غير مرسل ، هذا موضوع خلافي ، وبعض العلماء يظنونه ولياً ، فهو بين أن يكون ولياً ، أو نبياً مرسلاً ، أو نبياً غير مرسل ، هناك قرائن ستأتي بعد قليل تبين أن هذا الإنسان العبد الصالح كان نبياً .
﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ¯قَالَ لَهُ مُوسَى ﴾
مِن آداب طالب العلم : التواضع والأدب مع الشيخ :
بأدب جم ، نبيٌ مرسل ، ومع ذلك يتأدب مع من أعلمه الله أنه أعلم منه ، وفوق كل ذي علمٍ عليم ، والأدب مع من يعلمك من لوازم التعليم ، وقد قال بعض العلماء لبعض الطلبة : يا بني نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك .
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ ﴾
الاستفهام فيه أدب ؟ هل تسمح لي بالتعلم ، الاستفهام فيه أدب ، ولم يقل : أنا سأتبعك ، فيجب أن تعلمني .
﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً﴾
فقال سيدنا الخضر :
﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
يبدو أن سيدنا الخضر يعلم أن سيدنا موسى لا يصبر عليه ، وأنه عالم بالشريعة ، وأن الأفعال التي سوف يفعلها هذا العبد الصالح ربما لا تفسر في ضوء الشريعة ، هل في الشريعة أمر أن تقتل غلاماً بلا سبب ، حاشا لله ، هذا لا يتوافق مع الشريعة ، فقال له :
﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
علمك الشرعي لا يسمح لك بتفسير أعمالي ، ومزاجك العصبي لا يسمح لك بالصبر .
ورد في بعض الكتب عن الشيخ محي الدين أن سيدنا الخضر قد أعد لهذا النبي العظيم ألف مسألة ، فلما كانت الثالثة فقد سيدنا موسى صبره ، عندها قال عليه الصلاة والسلام :
(( يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى ، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا )) .
[البخاري ومسلم عن أبي بن كعب]
﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
لم يقل : إنك لن تستطيع معي كمال الصبر ، بل قال : صبرا ، على التنكير ، أي ولا تستطيع حتى الجزء البسيط من الصبر ، ثم بيّن العلة :
﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾
بيان علة عدم صبر موسى :
يتناقض العمل في ظاهره مع الشريعة ، وأنت عالم بالشريعة ، وأنا عالم بالحقيقة ، هناك تناقض بيني وبينك .
﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾
ما كان من هذا النبي الكريم إلا أن أظهر الجلد ، والصبر ، والعزيمة على متابعة هذا العبد الصالح كي يتعلم منه ، فقال :
﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾
انظر إلى الأدب مع الله عز وجل ، الاستثناء ، إن شاء الله .
من استنباطات الآية : الصبر على طلب العلم :
استنبط العلماء من هذه القصة أنه ينبغي على الذي يحضر مجالس العلم أن يصبر ، وألا يعترض ، وأن يتأدب .
﴿وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ¯قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي﴾
شرط الخضر في قبول اتباع موسى له :
شرط :
﴿ فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾
انظر واسكت ، اتبعني ولا تعترض ، ولا تبادر بالسؤال ، فأنا سأخبرك عن كل شيء .
﴿ فَانْطَلَقَا ﴾
انطلقا ليعرفا الحقيقة ، وبعضهم قال : انطلقا من عقال المادة .
﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾
خبرُ ركوبِ موسى مع الخضر السفينةَ :
تروي بعض الكتب أنهما ركبا في سفينة لمساكين ، لأناس فقراء ، وأن عصفورين وقفا على طرف السفينة ، وغمسا منقاريهما في الماء غمستين ، فقال الخضر لسيدنا موسى : ما علمي وعلمك في علم الله إلا كهاتين النقرتين في البحر ، أي بماذا يرجع هذا العصفور إذا غمس منقاره في البحر ؟ ما علمي وعلمك في جانب علم الله عز وجل ، إلا كهاتين النقرتين في البحر .
﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ﴾
من استنباطات الآية : جواز ركوب البحر :
واستنبط العلماء من هذه الآية جواز ركوب البحر .
خرق الخضر للسفينة وإنكار موسى عليه :
خرقها ، أي أمسك بقدوم ، وقلع من جدار السفينة لوحاً خشبياً ، وهذا عمل غير منطقي ، وغير معقول ، بالإضافة إلى أن صاحب السفينة رفض أن يأخذ منهما أجرة نوالاً ، أركبهما ضيافة بلا نوال ، وفوق هذا العمل الطيب ، والضيافة الكريمة جاء الخضر عليه السلام ، وأمسك قدوماً ، وكسر أحد ألواح السفينة ، واقتلعه ، فقد سيدنا موسى صوابه ، وقال:
﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾
هذا عمل غير صحيح ، ماذا فعل معك صاحب السفينة ؟ أهكذا تكافئه على عمله الطيب ؟ استنبط العلماء هنا أن سيدنا موسى لم يقل هذا بدافع من حرص على حياته ، لا ، نسي نفسه قال :
﴿ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ﴾
هذا العمل لا يمكن أن يقبل ، دعاك إنسان مسكين فقير إلى ركوب السفينة بلا مقابل ، وهو يكتسب من هذه السفينة ، ثم تخرقها له .
﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً﴾
إمراً أي فظيعاً ، غريباً ، غير مقبول ، قال :
﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
تذكير الخضر موسى بعدم صبره وشرطه عليه :
لقد قلت لك : إنك لن تستطيع معي صبرا ، لأن الأعمال التي أعملها ، ليست خاضعة لعلم الشريعة ، إنما هي خاضعة لعلم الحقيقة ، أنت عالم بالشريعة ، وأنا عالم بالحقيقة .
تذكر الوعد ، والاتفاق ، والعهد حين قال له الخضر عليه السلام :
﴿ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ﴾
هنا قال : أنا تسرعت ، ومعك الحق .
﴿ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ﴾
هذا أول درس ، شيءٌ عجيب ، تركب سفينة بلا نوال ، بلا مقابل ، ودعاك أصحابها المساكين إلى ضيافة كريمة ، ثم تقابل هذا الإحسان بالإساءة .
﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ ﴾
قصة قتل الخضر للغلام :
تذكر الكتب أنه كان هناك غلمان يلعبون ، وبينهم غلام جميل جداً ، نظيف وهادئ ، فأخذه الخضر ، وذبحه ذبح النعاج ، فتفرق الأطفال من حوله ، وفزعوا ، عندئذ اشتد لسيدنا موسى الغضب وقال :
﴿ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾
إنكار موسى على الخضر قتلَه للغلام :
لا بد أن يكون القتل قصاصاً ، نفسٌ بنفسٍ ، هذه جريمة ، ماذا فعل معك هذا الغلام ؟
﴿ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾
مخالفة موسى لشرطه وتذكير الخضر له به :
هذه مرة ثانية ، خرجت عن صوابك مرة ثانية ، تذكر هذا النبي العظيم أنه خالف العهد ، وخالف الاتفاق .
﴿ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ﴾
ليس لي عذر في المرة الثالثة .
﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾
دخول موسى مع الخضر القرية وطلبهما الاستضافة :
كانا جائعين جداً ، وقال العلماء : يجوز لصاحب الحاجة أن يطالب بما يسدها .
﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ﴾
كانوا أهل قرية بخلاء لؤماء .
﴿ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾
امتناع أهل القرية من ضيافة الخضر وموسى :
امتنعوا عن إطعامهم ، نظر سيدنا موسى والخضر عليهما السلام إلى جدار عظيم كاد يتداعى .
﴿ فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ﴾
إقامة الخضر للجدار المائل وطلب موسى منه أخذ الأجر :
فشمرا عن ساعد الجد ، وبنيا هذا الجدار ، هذا موقف غريب ، في الموقفين الأولين ، عمل منكر ، أما هنا فقد رفض أهل القرية اللؤماء ، البخلاء الأشحاء أن يطعمونا الطعام ، وتبني لهم جداراً بلا مقابل ، ما هذا التناقض ؟ كأن الله عز وجل يريد أن يقول لنا : تصرفات الله عز وجل لها حكمة بالغة ، لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع ، قال : نحن جائعون :
﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ﴾
فنشتري طعاماً فنأكل .
﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾
هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
قال بعض العلماء : مقابلة الإساءة بالإحسان وارد في علم الشريعة ، فلماذا خالفت يا موسى شريعتك ؟ لماذا اعترضت عليه ؟ ولقد بنيت الجدار رداً على الإساءة ، قتل غلام بغير نفسٍ هذا خلاف علم الشريعة ، وخرق سفينة مقابل ضيافة كريمةً ، فهذا خلاف علم الشريعة ، ولكن أن نرد على الإساءة بالإحسان فهذا من علم الشريعة .
ألم تسقِ للمرأتين في مدين بلا مقابل ؟ كيف تلومني على بناء هذا الجدار ؟ لأن أهل هذه القرية أساؤوا إلينا ، وأنت نفسك سقيت لامرأتين في مدين من دون مقابل .
﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ﴾
مواقف موسى مع الخضر :
ثلاثة مواقف ، خرق سفينة ، وقتل غلامٍ ، وبناء جدارٍ .
الأول :
﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ﴾
والثاني :
﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ﴾
والثالث :
﴿ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ﴾
﴿ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرا ً﴾
ما يقاس على القصص الثلاث الواردة في سورة الكهف :
استمعوا أيها الإخوة الأكارم ؛ هذه القصص الثلاث ينبغي أن يقاس عليها كل شيءٍ يقع في الأرض .
] وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [ .
قال :
﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ﴾
تفسيرات وحجج الخضر في أفعاله التي أنكرها موسى عليه :
إن هؤلاء الناس مساكين ، مع أنهم يملكون سفينة ، ذلك لأنهم عيشون من دخلِها ، وإذا ملك إنسان بيتاً يسكنه فهو مستهلكه .
﴿ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا ﴾
حجة إغراق السفينة :
أردت أن أجعل فيها عيباً .
﴿ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ﴾
كان الملك يُصادر كل سفينة أعجبته ، ويأخذها غصباً ، فحينما خرقتُها فوّتُ على الملك مصادرتها ، وأبقيتها لأصحابها ، يقتاتون من دخلها ، فما قولك ؟ أين الحمق ، والغضب ؟ هكذا يفعل الله عز وجل .
أحياناً يلغى إيفاد الطالب إلى أوربا لعلامة واحدة ، فيغضب ، ويزمجر ، جعلتك هذه العلامة تبقى في بلدك ، ويبقى لك دينك ، لا تغضب ، فلكل شيء حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأحياناً يفسخ عقد الزواج لسبب تافه ، فقد يكون في هذه الزوجة الدمار والشقاء ، لا تغضب إذا جاءت الأمور كما تشتهي ، فقل : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإن جاءت على خلاف ما تشتهي ، فقل : الحمد لله على كل حال .
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ﴾
حجة قتل الغلام :
كان أبواه متعلقين به تعلقاً شديداً ، وكانا مؤمنين ، فإذا كبر هذا الغلام وصار كافراً ، وتعلق الأب والأم بابنهما الكافر فربما يهلكهما مع هلاكه .
وهذا يؤكد علم الله بما سيكون ، علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، وعلم الله قديم ، ليس علماً كسبياً كعلم البشر ، فالإنسان بدون شك مخير ، والله يعلم بلا كيف ما في هذا من شك ، وعلم الله لا يؤثر في اختيار الإنسان .
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً¯فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾
أبدلهما الله عز وجل غلاماً مؤمناً طاهراً ، فإذا حدث التعلق به كان التعلق صحيحاً وسليماً .
﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ﴾
حجة إقامة الجدار :
قال : يا عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ، قال : يا رب أنفقته على كل محتاج ومسكين ، لثقتي بأنك خير حافظاً ، وأنت أرحم الراحمين ، قال : يا عبدي أنا الحافظ لأولادك من بعدك ، وكان أبوهما صالحا ، الأبوة الصالحة تعود بالخير على البنوة الصالحة ، فهذا الأب الصالح استحق أن يطمئن على ولديه اليتيمين ، وأنهما سيأخذان الكنز الذي خبأه لهما تحت الجدار ، وحيث إن الجدار كان على وشك الوقوع جاء هذا العبد الصالح ، وبنى هذا الجدار بلا مقابل .
﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ﴾
هنا الدقة :
﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾
دليل نبوة الخضر عليه السلام : وَمَا فَعَلْتُهُ عَن أَمْرِي
ليس في علم الشريعة كلها أن تقتل غلاماً لعلمك بأنه سيكون كافراً ، من هنا استنبط العلماء أن العبد الصالح سيدنا الخضر هو نبي ، لأن خواطر الأولياء ليست معصومة ، لابد أن الله أوحى إليه بقتلِ هذا الغلام ، ولا يمكن أن يقبل قتلٌ بخاطر ، الولي يأتيه خاطر ، أما النبي فيأتيه الوحي ، فقتل نفس زكية لا يمكن أن يكون بخاطر من ولي ، بل لا بد أن يكون وحياً من نبي ، هذا يؤكد أن سيدنا الخضر نبي من عند الله .
﴿ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ ﴾
الأُولى : تستطيع ، كان متألماً جداً ، أما الثانية هدأت نفسه بعد أن عرف التأويل .
﴿ ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً﴾
-
تكمله :
[TABLE]
[TABLE]
[TD='width: 3%']
تفسير قوله تعالى: (ويسألونك عن ذي القرنين ... فأتبع سبباً)
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%, align: right']
قال الله جل وعلا بعدها:وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا
[الكهف:83-85].ذو القرنين أنموذج لملك صالح بلا خلاف، لكن هل هو نبي أو غير نبي؟ هذه مسألة خلافية، وقد جاء في الحديث: (لا أدري أكان ذو القرنين نبياً أم لا؟) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم توقف في نبوته، فمن باب أولى أن يتوقف أتباعه من العلماء، صلوات الله وسلامه عليه.المسألة. وإذا أردت أن أعرف تلك المسائل فأستشهد بالقرآن، فلا ضير، لكن لا أسميه تفسيراً ولا تأويلاً.نعود فنقول:
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ
[الكهف:83]، جعله الله نموذجاً للحاكم الصالح، حتى لا يتعذر أحد أن الحكم لا يقوم إلا على البطش والجبروت، فأتى الله بحاكم صالح ينفذ منهج الله.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ
[الكهف:84]، والتمكين بمعنى: الاستمرارية، والمعنى: أن ذا القرنين لم يكن يملك خوارق العادات، ولا يملك معجزات، فلو جادلت أحداً من الملوك بصنيع ذي القرنين وقال: هذا أعطاه الله معجزات، فقل: ليست معجزات، الله يقول:
إِنَّا مَكَّنَّا
[الكهف:84] تعني: الاستمرار، فبكونها تعني الاستمرار خرجت عن كونها من خوارق العادات، خرجت من كونها أمراً يفنى مباشرة، يعني: وهلة تظهر ثم تنتهي.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
[الكهف:84]، أي: الأسباب التي يقوم بها حكمه على الوجه الأمثل. قال الله:
فَأَتْبَعَ سَبَبًا
[الكهف:85]، أي: أخذ بتلك الأسباب، ولا يعقل، فإن السفينة لا تجري على اليبس، والذي يريد أن يبني مجداً يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله جل وعلا، فنحن لسنا أنبياء يوحى إلينا، ولكننا عندما نطلب علماً فإننا نبحث عنه في مواطنه، وفي مظانه، وفي الكتب، ونثني الركب، ونراجع المسائل، ونقوم الليل لكي نستذكره، وكلما وجدنا فرصة بحثنا عن مظان العلم، ولسنا أنبياء يوحى إلينا، مع سؤال الله جل وعلا العون والتوفيق والسداد، فنأخذ بالأسباب، وكذلك سائر الملوك يجب عليهم ذلك. ......
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%']
[TABLE]
[TD='width: 3%']
تفسير قوله تعالى: (حتى إذا بلغ مغرب الشمس ... من أمرنا يسرا)
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%, align: right']
ثم ذكر الله جل وعلا رحلات هذا الملك الصالح، فقال:حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ
[الكهف:86] أي: جهة الغرب. قال الله:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا
[الكهف:86] أي: وجد الشمس،
تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ
[الكهف:86]، فهم بعض الناس، وألفت في هذا كتب أن الشمس تغرب في عين حمئة، وهذا غير صحيح؛ لأن الله يقول:
وَجَدَهَا
[الكهف:86] بحسب نظر ذي القرنين ، ليس بحسب غروبها، والإنسان إذا كان في جدة مثلاً وينظر فيرى الشمس تغرب في البحر، وإذا كان في صحراء نجد فسيرى الشمس تغرب في الصحراء، وإذا كان في جبال تهامة والحجاز سيرى الشمس تغرب في الجبال، كلٌ بحسب الموطن الذي هو فيه، حتى إنك في عرفة تراها تغيب في السيارات، من كثرة مد السيارات تراها تغيب وراء السيارات؛ لأن هذا بحسب الرؤية، فهو وجدها تغرب في عين حمئة.نقول: إن ذا القرنين وصل إلى مكان جهة الغرب فيه عين حمئة، وهذا منتهى ما وصل إليه ذو القرنين من جهة المغرب، ثم إن الشمس تغرب بعد ذلك.
وَوَجَدَ عِنْدَهَا
[الكهف:86] أي: عند ذلك المكان،
قَوْمًا قُلْنَا
[الكهف:86]، وهذا ظاهر أنه بوحي، فإن قلنا إنه نبي فإن الوحي مباشرة، وإن قلنا: إنه ملك غير نبي فيكون معه نبي، ولا يستبعد أن يكون معه نبي، كما كان مع طالوت نبي، فعن طريق ذلك النبي أخبر ذو القرنين .
قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
[الكهف:86]، وحتى تكون ملكاً لا بد أن يكون لك أثر، وإلا لما صار هذا ملكاً، والعظيم يترك أثراً، لا يمشي على الأمور بالهين، وهذه قد ربما تفهم على غير وجهها، لكن
قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
[الكهف:86-88]، هذا منتهى العدل وفي نفس الوقت، إن الملك يبقى إذا كان الفاسق والمجرم يخاف من سطوتك، والكريم الفاضل يرجو فضلك، يبقى الملك، تبقى إدارتك، تبقى سياستك، يبقى نفوذك في الأمر إذا كان ذوي الصلاح يؤملون منك، وأهل الفجور يخافون منك.أما إذا كان أحد من الناس يحكم، فإن الفجار لا يخافونه، ولا الكرام يؤملون فيه، فلن يستمر ملكه؛ لهذا قال العبد الصالح:
قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ
[الكهف:87-88]، وهذا يدل على أن الظلم الأول مقصود به الشرك،
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
[الكهف:88].ومنها يستنبط أن الأصل في الجهاد ليس المقصود به استرقاق الناس، ولا توسيع الرقعة، ولا اتخاذ الأراضي، ولا زيادة السلطان، وهذا كله لم يصنعه ذو القرنين ، وإنما المقصود أن يدخل الناس في الدين، فإذا دخلوا في الدين تحققت الغاية من رفع السيف عليهم. ......
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%']
[TABLE]
[TD='width: 3%']
تفسير قوله تعالى: (ثم اتبع سبباً ... بيننا وبينهم سداً)
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%, align: right']
قال الله جل وعلا:ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا
[الكهف:89-90] أي: الشمس، فانتقل من المغرب إلى المشرق، قال تعالى:
تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا
[الكهف:90]، أي: أنهم في فقر شديد، فهم يسكنون بيوتاً وكهوفاً وصخوراً، ولم يذكر الله جل وعلا شيئاً عن أمرهم هذا، قال:
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
[الكهف:91]. ثم قال:
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
[الكهف:89]، أي: أخذ بالأسباب ومضى.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا
[الكهف:93]، ولا ندري أي السدين، ويرجح أنها في أذربيجان جهة الاتحاد السوفيتي، ويقال: غير ذلك، وقلنا: أغفل الله مكانها، لكن السدين هنا هما الجبلان العظيمان.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا
[الكهف:93]، أي: ضعاف عقول،
قَالُوا
[الكهف:94] أي: هؤلاء
يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ
[الكهف:94]، ونصبت (ذا)؛ لأنها منادى مضاف، وهو من الأسماء الخمسة ينصب بالألف.
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
[الكهف:94]، والمشتكي هم هؤلاء القوم الذين نعتهم الله بأنهم لا يكادون يفقهون قولاً، وأنهم قوم بدائيون، وأما يأجوج ومأجوج فقد اختلف الناس فيهم وقالوا كلاماً كثيراً، لكن أظهر الأقوال: أنهم قبيلتان من نسل يافث بن نوح على نوح السلام.وبعض العلماء يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليهما في رحلة الإسراء والمعراج، حتى تقوم عليهم الحجة، وهذا لا يبعد، لكنه لم يثبت.قال الله جل وعلا على لسانهم:
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا -عطية - عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
[الكهف:94]؟ وهذا ملك سياسي دبلوماسي، فكان أولاً متصلاً بالله. ......
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%']
[TABLE]
[TD='width: 3%']
تفسير قوله تعالى: (قال ما مكني فيه ربي خير ... آتوني أفرغ عليه قطراً)
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%, align: right']
قال تعالى:قَالَ مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ
[الكهف:95]، فحمد الله على ما أعطاه، ورفض الخراج، وقد كنت أحسب قديماً في أول علم التفسير أنه رفض الخراج؛ لأنه لا يريد أن يأخذ مع استغنائه، لكن الذي بدا شيء آخر، وهو أنه رفض الخراج حتى يستفيد من قوتهم البدنية، والمعنى: أنه لو قبل أن يأخذ الخراج لأوكلوا إليه بناء السد، فكان ذلك أشبه بالعقد بينه وبينهم وهم ينتظرون صنيعه، لكنه علم أنهم قوم لا يكادون يفقهون قولاً، ومن كان قوياً في بدنه، وغير مكتمل في عقله، لا يحسن بك أن تعدم الفائدة منه، فاستخدمه فيما يتفق مع شخصيته، فقال لهم:
قَالَ مَا مَكَّنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
[الكهف:95] أي: بقوة أبدانكم، وما أعطاكم الله من قوة وجلد وحمل أعينوني بها، أما العقول فقد قال الله من قبل:
لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا
[الكهف:93]،
فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
[الكهف:95] أي: وبين يأجوج و مأجوج
رَدْمًا
[الكهف:95].
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ
[الكهف:96]، زبر الحديد يعني: قطع الحديد، والزبر في اللغة: الكتابة.
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ
[الكهف:96]، الصدفين: الجبلين العظيمين، وهنا فائدة نعرج بها، يقول الناس إذا لقوا أحداً على غير ميعاد: قابلته صدفة، وهذا خطأ، وأنا لا أتكلم عن خطأ شرعي، وإنما خطأ لغوي فمعنى صدف الرجل عن أخيه: أعرض عنه، فالصحيح أن تقول: قابلته مصادفة، يعني: على غير اتفاق، ولا يصح أن تقول صدفة، فصدفة بمعنى: إعراض، تقول: قابلته مصادفة، لا تقل: قابلته صدفة.قال الله جل وعلا:
حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
[الكهف:96]، ذكر الله نفخ النار، وذكر أنهم أفرغوا عليه القطر، والقطر هو النحاس المذاب.غاية الأمر أنه خطط ونفذ بمعونة أبدانهم، وكمال عقله، واتحاد جيشه على أنه بنى في تلك الفجوة التي ما بين الجبلين العظيمين التي كان من خلالها تأتي قبائل يأجوج ومأجوج سداً منيعاً، مكوناً من نحاس مذاب، ومن حديد ومن صخر. ......
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%']
[TABLE]
[TD='width: 3%']
تفسير قوله تعالى: (قال هذا رحمة من ربي ...)
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD='width: 100%, align: right']
قال بعد ذلك:قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي
[الكهف:98] أي لكم؛ لأن الله جل وعلا بهذا الردم حماكم من أذى يأجوج ومأجوج،
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي
[الكهف:98] أي: عند قرب قيام الساعة، وتؤيده آية الأنبياء،
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الأنبياء:97]، وقبلها قال تعالى:
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ
[الأنبياء:96]،
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
[الكهف:98]، وهذا سيأتي في الدروس القادمة.ويأجوج ومأجوج قلنا: إنهما قبيلتان من نسل يافث بن نوح ، قال عليه الصلاة والسلام: (ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بين أصبعيه الإبهام والسبابة) صلوات الله وسلامه عليه، وهم أمة من الأمم، الله أعلم بعددهم، ليس لأحد بهم قدرة، وعند خروجهم يشرب أولهم بحيرة طبرية فلا يبقي لآخرهم شيئاً، فيأتي آخرهم فيقول: كان هنا ماء، يرمون النشاب إلى السماء، فيرد الله رأس الرمح أحمر، فيقول: بعضهم لبعض غلبنا أهل الأرض، وقهرنا أهل السماء، وهم فتنة من أعظم الفتن، ويفر عيسى والمؤمنون الذين معه إلى جبل الطور فيدعو عليهم، فيصيبهم النغف في رقابهم، يموتون موتة رجل واحد، ثم تأتي طيور تحملهم، ثم ينزل الله مطراً ليس لأهل زرع ولا ضرع، يغسل الله من نتنهم، ثم إن المؤمنين الذي ينزلون مع عيسى يشبون ويوقدون النار، من قسي يأجوج ومأجوج سنين طويلة، مما يدل على أنهم تركوا أسلحة كثيرة، وهذا يدل على كثرتهم.هذا ما يمكن أن يقال عن يأجوج ومأجوج، ويمكن أن يقال عن هذه الآيات المباركات التي شرعنا فيها بيان قصة كليم الله موسى مع العبد الصالح الخضر، ثم ذكرنا إجمالاً نبأ الملك الصالح ذي القرنين، وما مكن الله جل وعلا له في الأرض، وأن الأصل في جهاد المسلمين والغاية الكبرى أن يدخل الناس في دين الله أفواجاً.هذا ما تيسر إيراده، وتهيأ إعداده حول هذه السورة الكريمة، بقي لنا إن شاء الله تعالى في اللقاء القادم، سنختم بقول الله تعالى:
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
[الكهف:98]، وندخل على قول الله:
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ
[الكهف:99]، ثم نذكر أهل الجنة ومآلها،
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا
[الكهف:107]، ثم نذكر -إن شاء الله تعالى- في اللقاء القادم الفرق ما بين كلام الله وكلام المخلوقين، ثم نذكر خاتمة الصورة، وأن الوحي أعظم خصائص الأنبياء التي أعطاهم الله جل وعلا إياها، إذ قال جل شأنه:
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
[الكهف:110]، هذا كله موضوع الحلقة أو اللقاء القادم إن شاء الله تعالى.أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يلبسنا وإياكم لباسي العافية والتقوى. وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ......
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
[/TD]
[/TR]
[/TABLE] -
جزاك الله خير ع القصة الرائعة
شي جمييييييييييييييييل
ان شاء ف ميزان حسناتك -
جميعا ان شاء الله ...
بس شرفونا بمشاركتكم .. -
تفسير سورة النمل الايه 48
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
يخبر تعالى عن طغاة ثمود ورءوسهم الذين كانوا دعاة قومهم إلى الضلال والكفر وتكذيب صالح وآل بهم الحال إلى أنهم عقروا الناقة وهموا بقتل صالح أيضا بأن يبيتوه في أهله ليلا فيقتلوه غيلة ثم يقولوا لأوليائه من أقربيه إنهم ما علموا بشيء من أمره وإنهم لصادقون فيما أخبروهم به من أنهم لم يشاهدوا ذلك فقال تعالى " وكان في المدينة " أي مدينة ثمود " تسعة رهط " أي تسعة نفر " يفسدون في الأرض ولا يصلحون" وإنما غلب هؤلاء على أمر ثمود لأنهم كانوا كبراءهم ورؤساءهم قال العوفي عن ابن عباس : هؤلاء هم الذين عقروا الناقة أي الذي صدر ذلك عن رأيهم ومشورتهم قبحهم الله ولعنهم وقد فعل ذلك وقال السدي عن أبي مالك عن ابن عباس : كان أسماء هؤلاء التسعة دعمى ودعيم وهرما وهريم وداب وصواب ورياب ومسطع وقدار بن سالف عاقر الناقة أي الذي باشر ذلك بيده قال الله تعالى : " فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر " وقال تعالى " إذ انبعث أشقاها" وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر بن ربيعة الصنعاني سمعت عطاء - هو ابن أبي رباح - يقول : " وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون" قال كانوا يقرضون الدراهم يعني أنهم كانوا يأخذون منها وكأنهم كانوا يتعاملون بها عددا كما كان العرب يتعاملون وقال الإمام مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض وفي الحديث الذي رواه أبو داود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس والغرض أن هؤلاء الكفرة الفسقة كان من صفاتهم الإفساد في الأرض بكل طريق يقدرون عليها فمنها ما ذكره هؤلاء الأئمة وغير ذلك. -
ما شاء الله تبارك الله موضوع جميل جدا
نسال الله ان يتقبل صالح اعمالنا وان يغفر لنا خطايانا
اللهم امين -
اميييييييييييييييييييييييييييييييين جميعا ان شاء الله ...