في الحقيقة هناك حقائق كثيرة قد يجهلها البعض عن الحرب العراقية الإيرانية وهناك شائعات تقول أن صدام هو الذي بداء الحرب وحبة للحرب هو الذي دفعة لضرب إيران وان إيران المسكينة كانت تدافع عن نفسها وان صدام خسر الحرب وان إيران هي التي كسبت الحرب وان وان وان .........
وأحاول في هذه المشاركة ان أوضح الكثير من الحقائق عن تلك الحرب والحرب الحالية من خلال مقالات من مفكرة الإسلام التي قامت جاهدة بعمل بحث شامل عن الرئيس العراقي صدام حسين أبقاه الله ذخرا للامه العربية والإسلامية وبين حقيقة هذه الحرب ،لكي تتضح الحقيقة كاملة للقارئ الكريم. وأرجوا من الجميع أن لا يظلم الرئيس العراقي صدام حسين وعلية ان يعرف ويتعرف ما فعل للعرب والمسلمين جميعا.
ربما يقول القائل كما روج الفرس وأبواقهم، في داخل العراق وخارجه ... أن صداما هو الذي أدخل العراق حروبًا متتابعة أولها مع الجارة [ المسلمة ] إيران !
نعم، هكذا يقول كل العرب والمسلمين مع أن الحقيقة على العكس من ذلك ... ولكن لأجل الحقيقة التاريخية نقول إن نسى هؤلاء فلن ينسى التاريخ بأي شيء رد الخميني على رسالة التهنئة التي أرسلها له صدام بإقامة جمهورية إيران الإسلامية ؟
لقد رد عليه بقوله: السلام على من اتبع الهدى ... حتى قال صدام إنه يكفرني ..؟
ألم يعلن الخميني وجوب تصدير الثورة، ووجوب تحرير العتبات المقدسة قبل الحرب ...؟
ألم يبدأ الفرس بتفجيرات في الجامعة المستنصرية وغيرها ؟
ألم يبدأوا باحتلال المخافر الحدودية ؟
فهل الموقف الصحيح هو أن يخلي صدام ما بين الخميني وبين العتبات المقدسة ؟! أم يخلي بينه وبين فلسطين كما قال الخميني: إن الطريق نحو فلسطين يمر عبر النجف الأشرف!
فأحلام الخميني لم تكن بغداد ولا النجف فحسب ... إنما كانت جميع الدول العربية التي في الطريق من النجف إلى فلسطين .
فأين أحدث الحرم والتي ذهب ضحيتها بالمئات ؟ وأين جريمة نفق المعيصم والتي قتل فيها أكثر من 400 نفس مسلمة ؟ وأين جريمة تفجير موكب أمير الكويت ؟ وأين جرائم التفجير التي هزت الكويت في الثمانينات ؟ والعجيب أن الكويت اتهمت فيها إيران صراحة، وبعد الغزو العراقي على الكويت بدأت صحافتها تتهم العراق بتلك التفجيرات . ولاندري كيف يفجرها العراق مع أن الكويت من الداعمين الأساسيين له في الحرب ... ياليت لقومي عقل به يفهمون .... ثم أين القلاقل التي هزت البحرين ولم تنته إلا قبل سنة ونصف فقط [ مؤقتًا ] وكلها عن طريق نظرية تصدير الثورة الخمينية؟ وأين القلاقل التي فعلها الشيعة في شرق السعودية لما فعلوا تفجيرات الخبر وغيرها ؟ وأين ذهبت الجزر الإماراتية الثلاث التي استولت عليها إيران مع أن التاريخ يشهد لها أنها لم تكن إلا إماراتية ؟
والعجيب أن الدول المعنية بالقضية الإيرانية تضحك على شعوبها ؟ فإذا غضبت على إيران ذكرتها بأنها السبب في حرب الخليج الأولى .. وإذا غضبت على العراق قالت أنتي التي هجمتي على دولة إيران المسالمة .. وهكذا تمشي الشعوب وفق خطة يجن منها المجنون قبل أن يعقلها العاقل .
ونحن نسأل من كان راغبًا في الحق: هل كانت الحكمة أن يترك صدام جيوش الخميني تجتاح العراق وتنتقل إلى الكويت والجزيرة والخليج والشام حتى تعانق إسرائيل ليكتمل الحلم التوراتي من الفرات إلى النيل؟!
ومع كل هذا نقول إننا لا نؤيد اتخاذ قرار تلك الحرب أبدًا، ولكن طبيعة الرجل القتالية غلبت كل شيء ... وكان أمر الله قدرًا مقدورا...
نعم، إنه قدر الله وسنة الله في المدافعة ... وإلا أي عراق سيقف أمام خامس قوة في العالم وقد امتلكت أضخم سلاح في الشرق بعد روسيا، خلّفه لها ابن أمريكا الشاه , بالخبراء والقادة ؟! أي رجال سيقفون في وجه رجال عقيدة حمقاء، انطلقوا بذلك السلاح، وبتلك الكثرة الكاثرة، وبأيديهم مفاتيح الجنة، طالبين تحرير الحسين من أسره، والأخذ بثأره، فاندفعت أمواج متتابعة نحو العراق هي أضعاف أمواج المغول .؟
فهل ترون جيش العراق سيصمد لهذه الهجمة لو كان برئاسة فلان وعلان ممن ترون من أصحاب الكراسي، أو برئاسة أي رئيس للعراق سابق ؟
إن الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام ... الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة .
نعم، نقول هذا: وإن خالفناه فيما خالفناه فيه ... إلا أنها حقيقة ... حقيقة ينبغي للمسلمين لو فعلها بوذا لهم لشكروه عليها، ولو دمرت فرنسا الكيان العبري لشكرناها على ذلك، ولقد تفاعل المؤمنون ـ من قبل ـ أعظم التفاعل مع الروم ضد الفرس ... وسجل الله في كتابه العزيز وبشرهم بنصره هو سبحانه للروم، ولكن السؤال: هل كان الروم مسلمين ؟
إن من لم يشكر الناس ... لم يشكر الله، ومن شك في ذلك فليتصور للحظة واحدة فقط وبصدق: ماذا لو اجتاحت إيران العراق وقتها ؟... أي شيء سيقف أمام هذا المد الباطني وأي الدول الأخرى ستثبت أمامه ؟
إن الجيوش الفاتحة لتلك البلاد الإسلامية أمام الهجمة الباطنية لن تكون خارجية فحسب إنها جيوش في الداخل ... من أهل الرفض من مواطني تلك البلاد !
فإذا لم يذكر هذا الفضل بقية الدول المجاورة، أفنترك التاريخ ينساه ؟ أم نترك اليهود يسودونه ؟ أم نترك الباطنيين يلطخونه ؟
وأترك لكم تفاصيل الحرب
الحرب العراقية الإيرانية
اسم المعركة ( الحرب ) : الحرب الإيرانية العراقية ( 1980 – 1988 )
أسباب حدوث المعركة : ) قامت بها العراق لوقف تأثير انتصار الثورة الاسلامية الشيعية في ايران على الشيعة في العراق ولاستعادة السيطرة على شط العرب الذي قامت إيران بضم أجزاء منه إلى ممتلكاتها والاعتداء على البواخر الراسية فيه أو القادمة إليه وجباية الرسوم الجمركية الخاضعة أساساً للعراق ، والاعتداء على المخافر الحدودية واختراق الطائرات الإيرانية لأجواء العراق وعدم التقيد بالمعاهدات المبرمة بين الطرفين .
الجيوش المتحاربة وقادتها : بين جيوش إيران وبين الجيش العراقي ( براً وجواً وبحراً.
وقائع المعركة :
1- كانت المعارك العديدة التي اختار كل من الطرفين المتحاربين أسماء لها شديدة راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين والأسرى .
2- كانت الغلبة للعراق الذي توغل إلى داخل إيران واحتل مدنها وهدم قلاعها الحصينة وألحق بها خسائر مادية وبشرية جسيمة .
3- احتلت إيران مدينة الفاو الحدودية العراقية إلا أن القوات العراقية ورغم رخاوة الأرض الملحية التي لا تحتمل أن يمشي عليها شخص واحد ( كونه ينغرز بالأملاح ويغوص فيها ) رغم ذلك فإن العراق استطاع أن يدخل دباباته وقواته البرية المحمية جواً واستعاد مدينة الفاو بعد أن أباد كل قوات العدو عدة وعدداً .
نتائج الحرب :
1- دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ 20 آب 1988 .
2- قبِل العراق اتفاق الجزائر 1975 الذي يرسم الحدود مع إيران 1990 .د
على العرب ان يدركوا انه لولا صدام لما بقينا عرب وان صدام هو صاحب فضل كبير علينا
والان وما حدث في الحرب الاخيرة
فالنسبة لصفوف الجيش العراقي فإنه مختلط بطريقة عظيمة ما بين السنة والشيعة، ولقد كانت هذه الخلطة أعظم ثغرة بغير نزاع في حصن العراق ... فمع أن صدامًا كان يدرك ذلك جيدًا، وكان يذكر ابن العلقمي مرارًا كرمز للخيانة وتسليم الخلافة العباسية .... إلا أن في شعبه من كان يفاخر بأن جده ابن العلقمي، كالمعارض الخارجي الرافضي فائق الشيخ علي، ومثله أمثال داخل العراق وأشد !
ربما كان صدام يتصور أنه من خلال أحاديثه التي يؤكد فيها على أن الجميع عراقيون، ولتجمعنا مظلة العراق، أو أن ترميمه بعض المقامات الشيعية، ونحو ذلك، يتصور أنه يستطيع كسب هؤلاء، وما علم أن هدف هؤلاء ليس الترميم بل هو البلد بأكمله، وما علم أنه يكفي لينسف بنفسه كل كلامه وكل عمله لديهم حين يقف يصلي في كربلاء واضعًا يده اليمنى على اليسرى !
لقد كان صدام يتصور أن جهاز الأمن هم أقرب الناس له، وأوفى الناس بحقه، وما علم أن عموم السنة كانوا ينفرون من هذه الوظيفة والحمد لله، وأن جُلّ من فيها من غير القيادات الكبرى كانوا الحاقدين من الرافضة الذين كانوا يذيقون دعاة السنة على الأخص أمر العذاب، ثم ينسب ذلك لصدام [وما صدام عنه ببريء فهو المنشئ له وهو المتولي أمره]، وكانوا يشيعون الرشوة في البلاد، وينسب ذلك لصدام، وكانوا يفعلون كل عمل مشين، وينسب ذلك لصدام ... أناس يكتبون التقارير وأناس يعذبون، وكان ذلك ينتشر في الآفاق منسوبًا لصدام وهم أكثر ناشريه في الخارج من خلال أجهزتهم [وليس هذا لصدام وحده ونحن نعلم في سجون كثير من الحكام من ينتهك أعراض الإسلاميين والإسلاميات بفعل الفواحش بل منهم من يلعن الله بالليل والنهار ويقول لمن يعذبه: أرسل لي ربك حتى أضعه في القيود الحديدية].
أليسوا هم الذين يحاربون الشباب العراقي الملتزم أشد الحرب بحجة أنهم وهابيون كما يسمونهم ... فالخضّار الحاقد الرافضي يرمي الداعية العراقي بالطماطم ـ إذا مر بسوق الخضار في العشار مثلًا ـ ويصيح بهذا الشاب: هوبي .. هوبي .. أي وهابي، وذاك السجّان يوقع على الشاب السني أقسى العذاب لأنه سني، وهو حين يفعل ذلك إنما يتقرب إلى آل البيت بتعذيبه كما يزعم، وموظف الاستخبارات يهييء الأمر ويقوم بالدور، فيكتب عنه أفظع التهم، ويلفق له ويفتري عليه وهكذا كل حاقد من الرافضة من موقعه يؤدي دوره نحو هؤلاء الشباب ... الذين يسمونهم [ وهابية ] ...
وها هي الأخبار تأتي عن تتبع الحاقدين من الرافضة للمجاهدين العرب أينما كانوا في العراق ... بل إن منهم من أخذ يبحث عن المجاهدين في المستشفيات ويقتلونهم على سرير المستشفى في لحظة ذهول الناس عنه بغيره، وما أعظم الذهول في هذه الظروف، ونحن نعرف بعض من قتل بأسمائهم في المستشفى
فكيف إذا جاء القوم [ وهابي ] ـ كما يقولون ـ من خارج العراق يريد نصرة إخوانه أهل السنة وأهل العراق ...؟
هذا وأهل السنة غير قادرين على حمايته ...!
فليس بمستغرب أبدًا أن يقع هذا الغدر بهؤلاء العرب من الحاقدين من الرافضة ... بل هو المنطق المحتم الذي يحكيه لنا التاريخ من قبل مرارًا في حوادث لا تعد ولا تحصى، وجاء الواقع ليثبته ...
ولقد أوكلت أمريكا أمر المجاهدين العرب إليهم( الشيعة) ... كان الله في عونهم .
وبغير هذا التغير العقدي التاريخي والجغرافي لن يصل أحد من المحللين إلى فهم المعادلة العراقية والوصول إلى السر الخفي في هذه المعادلة، وسيبقى البحث عن النتيجة الصحيحة لمن لم يعتمد هذه القضية العقدية طلسمًا لن يفككه حتى لو تفككت أعضاؤه ...!
ولقد فهمت أمريكا هذا الأمر جيدًا قبل المجئ إلى العراق، وركزت على هذا الثغر جيدًا، وما زالت حتى بعد نزولها أرض العراق تستحلبه ... ابتداءً بالهجوم الأول عن طريق الكويت، وتركًا للهجوم البري عن طريق السنة الأكراد تمامًا، وقفزًا للهجوم على البصرة والناصرية والنجف والعمارة وكربلاء وتركًا للهجوم على أهل الرمادي الذين هم من أهل السنة المجربين في القتال والإباء ... وقد جرب الأمريكان فعلًا حظهم هناك، فما هي إلا ساعة أو دونها حتى قتلوا جميع الأردنيين وأسروا جميع الأمريكان، وهو مجموع الفريق الذي أسقط إنزالًا .
لقد فهمت أمريكا هذه اللعبة جيدًا حين ركزت على الفاصل العقدي من بعيد .. من خارج العراق .. لعلمها أنه أقوى من الرابط الوطني العراقي الذي حاول اعتماده صدام .. فسخرت عملاءها العلاقمة في بلد خليجي صغير أولًا وإخوانهم في لندن وغيرها ثانيًا، وقام الجميع بدور فظيع في تفكيك الوحدة الوطنية العراقية بعدما ضربت مثلًا رائعًا في الوقوف صفًا واحدًا أمام عدوها دفاعًا عن بلده في أول أيام الحرب ... وما بين عشية وضحاها، تحولت العراق إلى مزق وفرق وأشتات وأشلاء وأعداء .... ووصلت أمريكا إلى عمق بغداد ... حين تحول استقبال الأمريكان من استقبال بالرصاص إلى استقبال بالترحيب والوقوف معهم صفًا واحدًا ضد بلدهم ...!
لقد كان صدام يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل في جيشه الكبير بما ذكرنا من تطهير الجيش وتزكيته وتصفيته وإكرامه ... على فترات حكمه الأخير ... ولكنه إذا لم يستطع فعل ذلك، فقد كان يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل قبل المواجهة بأشهر ...
نعم، إنه كان يستطيع أن يستفيد من أئمة المساجد وشباب المساجد الذين يتمنون لقاء العدو تحت راية إسلامية صرفة ...
فإن الشباب العراقي المتمسك بدينه كان كثيرًا ـ بحمد الله تعالى ـ وكل واحد من هؤلاء الشباب دخل الخدمة العسكرية العراقية الجديدة، فهو لا يحتاج إلى تدريب كثير، والعراق لا يحتاج إلى هذه الملايين المجندة، فالعبرة ليست بالكثرة، ومائة ألف شاب مجاهد بحق يمكن توفيرها من محافظتين أو ثلاث ... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لن يغلب اثنا عشر ألف من قلة ] أخرجه أحمد [ 26689] وأبو داود [ 4286] والحديث صحيح
وللحقيقة التاريخية فإنه لا يمكن إنكار ما فعله صدام حسين بهم، ولكن الواقع خير شاهد على أن ما اتخذه صدام حسين في الجملة كان هو الأسلوب الأنسب لضبط البلاد بالطريقة الموافقة لمنهج صدام حسين من جهة والمناسبة لمواقف الحاقدين منهم من جهة أخرى، فما كاد شبح صدام حسين يختفي عن السلطة العراقية حتى صنع الشيعة ما صنعوا في العراق وخصوصًا في مناطق السنة المجاورة إلى مناطقهم ... فماذا ترى لو أن قبضة صدام ارتخت يومًا من الأيام ...؟!
والأيام ستثبت ما سيصنعه هؤلاء الحاقدون في البلاد والعباد بعد غياب صدام ..!
ولعل البعض يحتج بأنهم ماكانوا كذلك قبل صدام حسين وقد كانوا طوال عمرهم موالين للعراق، وحكومتهم ....
والجواب: نعم، إن هذا كان صحيحًا قبل قيام الدولة الخمينية، أما حين ظهرت دولة الخميني فقد تحول ولاء كل شيعي في العالم إلى قم وإيران وبني فارس بعدما كان ولاؤه من قبل إلى بلدانهم وبني قومهم ...
نحن لا ننكر أبدًا ما فعله صدام بهم، ولكن ينبغي أن لا ينكروا ما فعلوا هم بالعراق في السلم والحرب، من المظاهرات، والاغتيالات والتفجيرات، وشبكات تجسس لإيران، ولغير إيران، ومحاولات الانقلاب، وخيانات على أعلى المستويات، وأما في الحرب العراقية الإيرانية فحدث ولا حرج، وليس تسليم منطقة المحمّرة العراقية المحاطة بالألغام والأسلاك والحفر والتلال وغير ذلك لإيران من قبل قائدها الرافضي عنا ببعيد، تلك التي راح ضحية الخيانة فيها ما يقارب الستون ألف جندي عراقي، منهم من غرق في شط العرب وأغلبيتهم الساحقة وقعوا في الأسر في أيدي القوات الإيرانية في مأساة كبرى لم تتطرق لها وسائل إعلامنا لعدم رغبة كثير من الجهات في إحيائها والتذكير بها
وأحاول في هذه المشاركة ان أوضح الكثير من الحقائق عن تلك الحرب والحرب الحالية من خلال مقالات من مفكرة الإسلام التي قامت جاهدة بعمل بحث شامل عن الرئيس العراقي صدام حسين أبقاه الله ذخرا للامه العربية والإسلامية وبين حقيقة هذه الحرب ،لكي تتضح الحقيقة كاملة للقارئ الكريم. وأرجوا من الجميع أن لا يظلم الرئيس العراقي صدام حسين وعلية ان يعرف ويتعرف ما فعل للعرب والمسلمين جميعا.
ربما يقول القائل كما روج الفرس وأبواقهم، في داخل العراق وخارجه ... أن صداما هو الذي أدخل العراق حروبًا متتابعة أولها مع الجارة [ المسلمة ] إيران !
نعم، هكذا يقول كل العرب والمسلمين مع أن الحقيقة على العكس من ذلك ... ولكن لأجل الحقيقة التاريخية نقول إن نسى هؤلاء فلن ينسى التاريخ بأي شيء رد الخميني على رسالة التهنئة التي أرسلها له صدام بإقامة جمهورية إيران الإسلامية ؟
لقد رد عليه بقوله: السلام على من اتبع الهدى ... حتى قال صدام إنه يكفرني ..؟
ألم يعلن الخميني وجوب تصدير الثورة، ووجوب تحرير العتبات المقدسة قبل الحرب ...؟
ألم يبدأ الفرس بتفجيرات في الجامعة المستنصرية وغيرها ؟
ألم يبدأوا باحتلال المخافر الحدودية ؟
فهل الموقف الصحيح هو أن يخلي صدام ما بين الخميني وبين العتبات المقدسة ؟! أم يخلي بينه وبين فلسطين كما قال الخميني: إن الطريق نحو فلسطين يمر عبر النجف الأشرف!
فأحلام الخميني لم تكن بغداد ولا النجف فحسب ... إنما كانت جميع الدول العربية التي في الطريق من النجف إلى فلسطين .
فأين أحدث الحرم والتي ذهب ضحيتها بالمئات ؟ وأين جريمة نفق المعيصم والتي قتل فيها أكثر من 400 نفس مسلمة ؟ وأين جريمة تفجير موكب أمير الكويت ؟ وأين جرائم التفجير التي هزت الكويت في الثمانينات ؟ والعجيب أن الكويت اتهمت فيها إيران صراحة، وبعد الغزو العراقي على الكويت بدأت صحافتها تتهم العراق بتلك التفجيرات . ولاندري كيف يفجرها العراق مع أن الكويت من الداعمين الأساسيين له في الحرب ... ياليت لقومي عقل به يفهمون .... ثم أين القلاقل التي هزت البحرين ولم تنته إلا قبل سنة ونصف فقط [ مؤقتًا ] وكلها عن طريق نظرية تصدير الثورة الخمينية؟ وأين القلاقل التي فعلها الشيعة في شرق السعودية لما فعلوا تفجيرات الخبر وغيرها ؟ وأين ذهبت الجزر الإماراتية الثلاث التي استولت عليها إيران مع أن التاريخ يشهد لها أنها لم تكن إلا إماراتية ؟
والعجيب أن الدول المعنية بالقضية الإيرانية تضحك على شعوبها ؟ فإذا غضبت على إيران ذكرتها بأنها السبب في حرب الخليج الأولى .. وإذا غضبت على العراق قالت أنتي التي هجمتي على دولة إيران المسالمة .. وهكذا تمشي الشعوب وفق خطة يجن منها المجنون قبل أن يعقلها العاقل .
ونحن نسأل من كان راغبًا في الحق: هل كانت الحكمة أن يترك صدام جيوش الخميني تجتاح العراق وتنتقل إلى الكويت والجزيرة والخليج والشام حتى تعانق إسرائيل ليكتمل الحلم التوراتي من الفرات إلى النيل؟!
ومع كل هذا نقول إننا لا نؤيد اتخاذ قرار تلك الحرب أبدًا، ولكن طبيعة الرجل القتالية غلبت كل شيء ... وكان أمر الله قدرًا مقدورا...
نعم، إنه قدر الله وسنة الله في المدافعة ... وإلا أي عراق سيقف أمام خامس قوة في العالم وقد امتلكت أضخم سلاح في الشرق بعد روسيا، خلّفه لها ابن أمريكا الشاه , بالخبراء والقادة ؟! أي رجال سيقفون في وجه رجال عقيدة حمقاء، انطلقوا بذلك السلاح، وبتلك الكثرة الكاثرة، وبأيديهم مفاتيح الجنة، طالبين تحرير الحسين من أسره، والأخذ بثأره، فاندفعت أمواج متتابعة نحو العراق هي أضعاف أمواج المغول .؟
فهل ترون جيش العراق سيصمد لهذه الهجمة لو كان برئاسة فلان وعلان ممن ترون من أصحاب الكراسي، أو برئاسة أي رئيس للعراق سابق ؟
إن الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام ... الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة .
نعم، نقول هذا: وإن خالفناه فيما خالفناه فيه ... إلا أنها حقيقة ... حقيقة ينبغي للمسلمين لو فعلها بوذا لهم لشكروه عليها، ولو دمرت فرنسا الكيان العبري لشكرناها على ذلك، ولقد تفاعل المؤمنون ـ من قبل ـ أعظم التفاعل مع الروم ضد الفرس ... وسجل الله في كتابه العزيز وبشرهم بنصره هو سبحانه للروم، ولكن السؤال: هل كان الروم مسلمين ؟
إن من لم يشكر الناس ... لم يشكر الله، ومن شك في ذلك فليتصور للحظة واحدة فقط وبصدق: ماذا لو اجتاحت إيران العراق وقتها ؟... أي شيء سيقف أمام هذا المد الباطني وأي الدول الأخرى ستثبت أمامه ؟
إن الجيوش الفاتحة لتلك البلاد الإسلامية أمام الهجمة الباطنية لن تكون خارجية فحسب إنها جيوش في الداخل ... من أهل الرفض من مواطني تلك البلاد !
فإذا لم يذكر هذا الفضل بقية الدول المجاورة، أفنترك التاريخ ينساه ؟ أم نترك اليهود يسودونه ؟ أم نترك الباطنيين يلطخونه ؟
وأترك لكم تفاصيل الحرب
الحرب العراقية الإيرانية
اسم المعركة ( الحرب ) : الحرب الإيرانية العراقية ( 1980 – 1988 )
أسباب حدوث المعركة : ) قامت بها العراق لوقف تأثير انتصار الثورة الاسلامية الشيعية في ايران على الشيعة في العراق ولاستعادة السيطرة على شط العرب الذي قامت إيران بضم أجزاء منه إلى ممتلكاتها والاعتداء على البواخر الراسية فيه أو القادمة إليه وجباية الرسوم الجمركية الخاضعة أساساً للعراق ، والاعتداء على المخافر الحدودية واختراق الطائرات الإيرانية لأجواء العراق وعدم التقيد بالمعاهدات المبرمة بين الطرفين .
الجيوش المتحاربة وقادتها : بين جيوش إيران وبين الجيش العراقي ( براً وجواً وبحراً.
وقائع المعركة :
1- كانت المعارك العديدة التي اختار كل من الطرفين المتحاربين أسماء لها شديدة راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين والأسرى .
2- كانت الغلبة للعراق الذي توغل إلى داخل إيران واحتل مدنها وهدم قلاعها الحصينة وألحق بها خسائر مادية وبشرية جسيمة .
3- احتلت إيران مدينة الفاو الحدودية العراقية إلا أن القوات العراقية ورغم رخاوة الأرض الملحية التي لا تحتمل أن يمشي عليها شخص واحد ( كونه ينغرز بالأملاح ويغوص فيها ) رغم ذلك فإن العراق استطاع أن يدخل دباباته وقواته البرية المحمية جواً واستعاد مدينة الفاو بعد أن أباد كل قوات العدو عدة وعدداً .
نتائج الحرب :
1- دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ 20 آب 1988 .
2- قبِل العراق اتفاق الجزائر 1975 الذي يرسم الحدود مع إيران 1990 .د
على العرب ان يدركوا انه لولا صدام لما بقينا عرب وان صدام هو صاحب فضل كبير علينا
والان وما حدث في الحرب الاخيرة
فالنسبة لصفوف الجيش العراقي فإنه مختلط بطريقة عظيمة ما بين السنة والشيعة، ولقد كانت هذه الخلطة أعظم ثغرة بغير نزاع في حصن العراق ... فمع أن صدامًا كان يدرك ذلك جيدًا، وكان يذكر ابن العلقمي مرارًا كرمز للخيانة وتسليم الخلافة العباسية .... إلا أن في شعبه من كان يفاخر بأن جده ابن العلقمي، كالمعارض الخارجي الرافضي فائق الشيخ علي، ومثله أمثال داخل العراق وأشد !
ربما كان صدام يتصور أنه من خلال أحاديثه التي يؤكد فيها على أن الجميع عراقيون، ولتجمعنا مظلة العراق، أو أن ترميمه بعض المقامات الشيعية، ونحو ذلك، يتصور أنه يستطيع كسب هؤلاء، وما علم أن هدف هؤلاء ليس الترميم بل هو البلد بأكمله، وما علم أنه يكفي لينسف بنفسه كل كلامه وكل عمله لديهم حين يقف يصلي في كربلاء واضعًا يده اليمنى على اليسرى !
لقد كان صدام يتصور أن جهاز الأمن هم أقرب الناس له، وأوفى الناس بحقه، وما علم أن عموم السنة كانوا ينفرون من هذه الوظيفة والحمد لله، وأن جُلّ من فيها من غير القيادات الكبرى كانوا الحاقدين من الرافضة الذين كانوا يذيقون دعاة السنة على الأخص أمر العذاب، ثم ينسب ذلك لصدام [وما صدام عنه ببريء فهو المنشئ له وهو المتولي أمره]، وكانوا يشيعون الرشوة في البلاد، وينسب ذلك لصدام، وكانوا يفعلون كل عمل مشين، وينسب ذلك لصدام ... أناس يكتبون التقارير وأناس يعذبون، وكان ذلك ينتشر في الآفاق منسوبًا لصدام وهم أكثر ناشريه في الخارج من خلال أجهزتهم [وليس هذا لصدام وحده ونحن نعلم في سجون كثير من الحكام من ينتهك أعراض الإسلاميين والإسلاميات بفعل الفواحش بل منهم من يلعن الله بالليل والنهار ويقول لمن يعذبه: أرسل لي ربك حتى أضعه في القيود الحديدية].
أليسوا هم الذين يحاربون الشباب العراقي الملتزم أشد الحرب بحجة أنهم وهابيون كما يسمونهم ... فالخضّار الحاقد الرافضي يرمي الداعية العراقي بالطماطم ـ إذا مر بسوق الخضار في العشار مثلًا ـ ويصيح بهذا الشاب: هوبي .. هوبي .. أي وهابي، وذاك السجّان يوقع على الشاب السني أقسى العذاب لأنه سني، وهو حين يفعل ذلك إنما يتقرب إلى آل البيت بتعذيبه كما يزعم، وموظف الاستخبارات يهييء الأمر ويقوم بالدور، فيكتب عنه أفظع التهم، ويلفق له ويفتري عليه وهكذا كل حاقد من الرافضة من موقعه يؤدي دوره نحو هؤلاء الشباب ... الذين يسمونهم [ وهابية ] ...
وها هي الأخبار تأتي عن تتبع الحاقدين من الرافضة للمجاهدين العرب أينما كانوا في العراق ... بل إن منهم من أخذ يبحث عن المجاهدين في المستشفيات ويقتلونهم على سرير المستشفى في لحظة ذهول الناس عنه بغيره، وما أعظم الذهول في هذه الظروف، ونحن نعرف بعض من قتل بأسمائهم في المستشفى
فكيف إذا جاء القوم [ وهابي ] ـ كما يقولون ـ من خارج العراق يريد نصرة إخوانه أهل السنة وأهل العراق ...؟
هذا وأهل السنة غير قادرين على حمايته ...!
فليس بمستغرب أبدًا أن يقع هذا الغدر بهؤلاء العرب من الحاقدين من الرافضة ... بل هو المنطق المحتم الذي يحكيه لنا التاريخ من قبل مرارًا في حوادث لا تعد ولا تحصى، وجاء الواقع ليثبته ...
ولقد أوكلت أمريكا أمر المجاهدين العرب إليهم( الشيعة) ... كان الله في عونهم .
وبغير هذا التغير العقدي التاريخي والجغرافي لن يصل أحد من المحللين إلى فهم المعادلة العراقية والوصول إلى السر الخفي في هذه المعادلة، وسيبقى البحث عن النتيجة الصحيحة لمن لم يعتمد هذه القضية العقدية طلسمًا لن يفككه حتى لو تفككت أعضاؤه ...!
ولقد فهمت أمريكا هذا الأمر جيدًا قبل المجئ إلى العراق، وركزت على هذا الثغر جيدًا، وما زالت حتى بعد نزولها أرض العراق تستحلبه ... ابتداءً بالهجوم الأول عن طريق الكويت، وتركًا للهجوم البري عن طريق السنة الأكراد تمامًا، وقفزًا للهجوم على البصرة والناصرية والنجف والعمارة وكربلاء وتركًا للهجوم على أهل الرمادي الذين هم من أهل السنة المجربين في القتال والإباء ... وقد جرب الأمريكان فعلًا حظهم هناك، فما هي إلا ساعة أو دونها حتى قتلوا جميع الأردنيين وأسروا جميع الأمريكان، وهو مجموع الفريق الذي أسقط إنزالًا .
لقد فهمت أمريكا هذه اللعبة جيدًا حين ركزت على الفاصل العقدي من بعيد .. من خارج العراق .. لعلمها أنه أقوى من الرابط الوطني العراقي الذي حاول اعتماده صدام .. فسخرت عملاءها العلاقمة في بلد خليجي صغير أولًا وإخوانهم في لندن وغيرها ثانيًا، وقام الجميع بدور فظيع في تفكيك الوحدة الوطنية العراقية بعدما ضربت مثلًا رائعًا في الوقوف صفًا واحدًا أمام عدوها دفاعًا عن بلده في أول أيام الحرب ... وما بين عشية وضحاها، تحولت العراق إلى مزق وفرق وأشتات وأشلاء وأعداء .... ووصلت أمريكا إلى عمق بغداد ... حين تحول استقبال الأمريكان من استقبال بالرصاص إلى استقبال بالترحيب والوقوف معهم صفًا واحدًا ضد بلدهم ...!
لقد كان صدام يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل في جيشه الكبير بما ذكرنا من تطهير الجيش وتزكيته وتصفيته وإكرامه ... على فترات حكمه الأخير ... ولكنه إذا لم يستطع فعل ذلك، فقد كان يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل قبل المواجهة بأشهر ...
نعم، إنه كان يستطيع أن يستفيد من أئمة المساجد وشباب المساجد الذين يتمنون لقاء العدو تحت راية إسلامية صرفة ...
فإن الشباب العراقي المتمسك بدينه كان كثيرًا ـ بحمد الله تعالى ـ وكل واحد من هؤلاء الشباب دخل الخدمة العسكرية العراقية الجديدة، فهو لا يحتاج إلى تدريب كثير، والعراق لا يحتاج إلى هذه الملايين المجندة، فالعبرة ليست بالكثرة، ومائة ألف شاب مجاهد بحق يمكن توفيرها من محافظتين أو ثلاث ... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لن يغلب اثنا عشر ألف من قلة ] أخرجه أحمد [ 26689] وأبو داود [ 4286] والحديث صحيح
وللحقيقة التاريخية فإنه لا يمكن إنكار ما فعله صدام حسين بهم، ولكن الواقع خير شاهد على أن ما اتخذه صدام حسين في الجملة كان هو الأسلوب الأنسب لضبط البلاد بالطريقة الموافقة لمنهج صدام حسين من جهة والمناسبة لمواقف الحاقدين منهم من جهة أخرى، فما كاد شبح صدام حسين يختفي عن السلطة العراقية حتى صنع الشيعة ما صنعوا في العراق وخصوصًا في مناطق السنة المجاورة إلى مناطقهم ... فماذا ترى لو أن قبضة صدام ارتخت يومًا من الأيام ...؟!
والأيام ستثبت ما سيصنعه هؤلاء الحاقدون في البلاد والعباد بعد غياب صدام ..!
ولعل البعض يحتج بأنهم ماكانوا كذلك قبل صدام حسين وقد كانوا طوال عمرهم موالين للعراق، وحكومتهم ....
والجواب: نعم، إن هذا كان صحيحًا قبل قيام الدولة الخمينية، أما حين ظهرت دولة الخميني فقد تحول ولاء كل شيعي في العالم إلى قم وإيران وبني فارس بعدما كان ولاؤه من قبل إلى بلدانهم وبني قومهم ...
نحن لا ننكر أبدًا ما فعله صدام بهم، ولكن ينبغي أن لا ينكروا ما فعلوا هم بالعراق في السلم والحرب، من المظاهرات، والاغتيالات والتفجيرات، وشبكات تجسس لإيران، ولغير إيران، ومحاولات الانقلاب، وخيانات على أعلى المستويات، وأما في الحرب العراقية الإيرانية فحدث ولا حرج، وليس تسليم منطقة المحمّرة العراقية المحاطة بالألغام والأسلاك والحفر والتلال وغير ذلك لإيران من قبل قائدها الرافضي عنا ببعيد، تلك التي راح ضحية الخيانة فيها ما يقارب الستون ألف جندي عراقي، منهم من غرق في شط العرب وأغلبيتهم الساحقة وقعوا في الأسر في أيدي القوات الإيرانية في مأساة كبرى لم تتطرق لها وسائل إعلامنا لعدم رغبة كثير من الجهات في إحيائها والتذكير بها