استثناء - جديد لافندر مها العباسي

Warith AL Maawali · 29 أغسطس 2011، 1:13

بعض الوجوه عندما تلقاها للمرة الاولى تشعر بمودّه غامضه فهى المرة الاولى, ولكن مع مرور الوقت تكتشف بانها ما كانت ابدا غامضه انها لحظه صدق ولدت عند اللقاء الاول فأتبع حدثك فهو لا يحتمل الزيف
كانت تلك هى اللحظات التى لا يتبعها شيء وينتهى بعدها كل شيء انها كانت دقات الساعه الثانيه عشر ينتهى عام ليولد من رحمه اخر ,قررت ان تترك خصلات شعرها منطلقه على غير العاده فى تلك المناسبات وارتدت ملابس بسيطه تمنحها مزيد من الخصوصيه ليست على صله باى من الحضور ولكنه اصرار صديقتها على الحضور هو ما دعاها للحضور,جلست لتلك الطاوله التى اختارتها بمجرد دخولها المكان اخذت تتأمل الوجوه من حولها الا انها ازدادت غربه عن المكان والمحيطين بها فازدادت نظراتها حيرة وانتظار لشيء ما يأتي من بعيد يخترق الصمت الذى يحيطها وحدها ما بين صخب تلك الحفله وصخب الوجوه الكثيرة التى تتجول حولها
ولكنها ما كانت تتوقع ابدا ان يأتي بتلك السرعه ما يستطيع انتزاعها من هدوئها وبلا عوده فقد وجدته امامها يدعوها للرقص معه
ارتبكت فهى غير معتاده على ان يقتحمها غريب بتلك الجرأه ولكنها استسلمت له فى صمت مازال يدهشها الى الان كلما تذكرت تلك الليله فق تركت اناملها له فى هدوء
كانت النغمات تنساب من كل ما يحيطهما ولكن الصمت كان الحاضر الاكثر وضوحا بينهما مما زاد ارتباكها الا انه كان يراقصها فى ثقه ادخلتها فى مزيد من الحريه من انت
اين التقينا
فى تلك اللحظه اعتقدت بانه يهم بالكلام ولكنه كان يتقن حديث الصمت اكثر من تلك الكلمات التى تتبعثر بين السطور انتهت تلك الرقصه التى لا تعرف الى الان كم طالت بهما فهى كانت مأخوذه بغموضه الذى كان يدخلها اليه فى سكون وازدادت دهشتها عندما جلس معها لنفس الطاوله واشعل سيجارته وطلب لهما معا قهوة حاولت ان تنظر له فى نظرات متسائله عن ما يحدث الان الا انه ابتسم ابتسامه اختطفتها منها للحظات وعادت الى طاولتهما رغم كل محاولاتها الهروب من عينيه ولكنها اكتشفت بانها تهرب لهما فابتسمت فى موده وألفه اندهشت لها ,اخذ فنجانه واخبرها بانها المرة الاولى التى يندفع فيها خلف احساس يباغته فى لحظه فهو ربما لأنها تختلف
لأنها مميزة ...........لأنها فى لحظات احاطت بصمتها كل كيانه
اخبرته بانها غير معتاده على الحديث والجلوس مع الغرباء
قال لها اعلم ذلك ولكنى لم اتردد عن محادثتك فلسنا بغرباء
اذهلتنى كلماته فليس للحديث بدايه ولكنه ينساب فى سلاسه بينهما تجعلنى ازداد ارتباكا نظرت له طويلا لعلها تجد فى ملامحه شيء ما تركته ورحلت منذ زمن وهو ما جذبها له الان ولكنها ازدادت رحيلا فى ملامحه
نظر لها وقال ربما لان حضورك مميز يستحضر كل طاقتى لانطلق خارجا من كهف صمتى لأشعل من جديد تلك الثورات وانطلق لاكتشاف طرق جديده ودروب لم اعبرها يوما احاول ان اعبرها من خلالك فمن النادر ان تجد من يستطيع ترويض تلك الاحلام الجامحه فى مضمارها وحثها على الانطلاق لتصل لمكان ما
ربما نمتلك الجنون ذاته الذى يجعلنا نتجاوز عن حماقات الايام وربما نتقبلها بابتسامه
اخبرته بانها تؤمن بالصدفه بتلك الترتيبات القدريه المختلفه
فهى تستمتع بان تكون الاشياء بلا اسباب فهذا يمنحها خصوصيه تمتاز بها عن تلك الاشياء التى تحدث لمجرد انها يجب ان تحدث
اليس من الممتع ان نشعر بان القدر قد قرر ان يمنحنا نحن دون غيرنا شيء ما مميز يختلف فى كل شيء
ويترك بصمه خاصه فى حياتنا نبتسم عندما تمر بذاكرتنا
قال: ما زلت احاول ان اضع كلمات مناسبه فى تلك الفراغات التى تركتها الحياه ما بين سطورى احاول ان اكون جمل كامله اعيد من خلالها صياغة الماضى لانطلق فى طريق امنحه من روحى ما استطيع
قالت له:
مازلنا نتواجد بين سطور الماضى فسطوره تحاول ان تجذبنا اليها وتلتف حول اعناقنا فى هدوء دون ان نشعر لنختنق بماضينا
ربما حقا لا نستطيع ان نتحرر من الماضى ولكننا نستطيع ان نتأقلم معه من جديد او نراه بصورة اخرى من زاويه بعيده
نحاول ان نمنحه ما يقولون عنه "اثر الفراشه"
فسنجد بان ما نحن فيه الان هو افضل الاحتمالات الممكنه
حاول ان يتكلم ولكنه وجد نفسه ينفث دخان سيجارته ويصمت تخيلت بانه بصمته يضع مسافة ما بينهما هى تجاوزتها ولكنه انتزعها من شرودها قال :بعض اللقاءات تحمل غموض ما بين ثناياها شيء غامض يتجاوز حدود الزمان والمكان ويظل بينهما حتى بعد رحيلهما وربما فراقهما دون لقاء اخر مسكونين بسحر لقائهما الاول
فأخبرته بان للحنين ابواب لا يغلقها الزمن لا مفاتيح لها حتى نغلقها ونرحل بعيدا عنها
فبعض الكلمات الصغيرة التى قد تمر امامنا سريعا تمنحنا كثيرا من اللحظات الحاسمه
وبعض تلك المواقف و التجارب الصغيرة لا تمنحنا الا مزيد من الاحتمالات التى قد نحاول ان نعيد من خلالها ترتيب حياتنا حتى اننا قد نميل للغرباء فى بعض الاوقات لننتمى لهم ونألف الوجود معهم ونبحث عن المجهول فيهم عن تلك اللحظات التى ننتظر ان ننتمى لها من خلالهم ولكننا سرعان ما نكتشف باننا لن ننتمى الا لمن يستطيع ان يستوعب حروفنا وماضينا بلا الكثير من الاسئله او علامات التعجب
ربما نبحث عن من لا نراه ونجهله حتى يستيقظ بداخلنا الاحساس بالرغبه فى القاء الكلمات بعيد عن قلوبنا لعلنا نشعر بارتياح ولكننا نكتشف بان الغرباء لا يزيدون الامور الا تعقيدا وغموضا فنحن نريد ان نشعر بالدفء حتى تنطلق كلماتنا نريد من يحتضنا ويحتضن كلماتنا معنا
قال لها التعلمين باننا فى تلك الحياه تحاوطنا عوالم مختلفه تسكن اجساد البشر ربما تحاول ان نبحث عن توازى ما بين عالمنا وعالمهم او حتى نفتش عن نقاط تقاطع بيننا وبينهم ولكننا نكتشف اخيرا بان ما تحتوى النفوس البشريه مازال لغزا يجعلنا نزداد حيرة كلما اقتربنا منها فالبعض ننظر له فتنعكس روحه من خلال عيناه والبعض تتحول العيون لزجاج تنظر له فتغرق فى عتمته
ربما لذلك اقترب كل منا من الاخر دون الكثير من الاسئله
فنحن دائما ما نبحث عن من يغلف ارواحنا يتلك الغلاله الشفافه التى نستشعر الدفء معها
قال لها
فى بعض الاحيان اشعر وكان الحروف تندفع غير عابئة بكل محاولاتنا للدخول والانعزال و تجاهلنا لما نريد و نرغب ..وتهطل كأمطار صيفيه لا تكف عن الهطول وعبور نوافذنا ربما تراودنا الكثير من الافكار عن كينونتنا وعن كيف لنا التأقلم مع ما يختلف عنا تنفس بعمق قبل ان يقول امضيت ما مضى من عمرى اتجول بين سطور الحياه
فانا لا احب ان اكون اسم أخر تكتبه الحروف على سطورها لست تقليديا لا احتمل الروتين انفر منه واهرب الى تلك المساحات المتسعه منى اكرة تلك اللحظات الدراميه لا احتملها ولا اطيق تواجدى بين ضفتى حكايه تنتهى بمأساه
اعشق التفاصيل الصغيرة انتمى لها بشده ربما اذوب بداخلها
قالت له ان التفاصيل الصغيرة تصنع فارق فى كل ما نراه والقليلون من ينتبهون لتلك التفاصيل الصغيرة التى تتجمع لتمنح اختلافات للحياه وللشخصيات التى نراها
اخبرها ان لكل منا تفاصيله التى تمنحه اختلاف عن الاخرين وتجعله مختلف
ربما تجعلك تمتلئ بروحه ويشغل حيز من حياتك فلا تتحرر من تفاصيله وتظل تسكنك وتبتسم عند استحضارها والقليلون من يمنحونا ابتسامه عندما تذكرهم
قالت له بعض الغياب يجعل ادق التفاصيل اوضح والملامح ذات انطباع خاص ونرى بوضوح شديد كل ما كان الاقتراب والتعود يواريه من خلفه فدائرة الرؤيه تزداد اتساعا كلما ابتعدنا لذلك من تزداد يقينا به فى غيابه ومن تزداد اقترابا منه وانت تراه بمنتهى الوضوح فاعلم بانه فى القرب اروع وفى التواجد من حولك هو اليقين البعض نراهم ونلقاهم ونكون على يقين بوجودهم رغم الغياب وعندما ننظر امامنا نجدهم يقفون بين اعيننا والمدى البعيد نستطيع لمسهم واستنشاق عطرهم يملئ المكان بعبير الطمأنينة التى وحدهم يملكون مفاتيحها بين اناملهم تلك هى حقيقة وجودهم الدائم رغم الغياب ربما لذلك لا نفترق ابدا حتى وان ابتعدنا
قال وهو ينفث دخانه بقوة
مازالت حياتى سلسله متتابعه من كل الحكايات التى عشت بداخلها
فبعض الحكايات لا تنتهى بمجرد الانتهاء منها ولكنها تكون بدايه لفصل اخر فيها مختلف تمام نعم هى تنتهى فعليا ولكنها تظل مفتوحه وتتخلل كل الفصول التاليه لها اعلم باننى
لا تستهوينى ضوضاء الحياه مازال قلبى ينتفض كلما ازدادت الحياه صخبا ينزعج من تلك الارواح الجوفاء التى لا تُجيد الا تعكير صفو ايامنا وفى كل صباح تشرق من جديد شمس اخرى تختلف عن سابقتها ربما فى لحظتها نجهل كيف يكون النهار وتلك النهارات التاليه ولكن مع مرور الوقت نكتشف بانه ما كان هناك افضل من تلك التى اشرقت لنا
ابتسمت له وصمتت فنظر لها واخذ يدخن سيجارته فى هدوء وقال ستحتمى بشيء ما بداخلك من شيء تجهله انها لحظه ضعف اخرى تأخذك لمكان قصى بداخلك تنقسم ارواحنا لبعض الاخيار وبعض الاشرار وبعض الانهزامين والعديد من الشخصيات الاسطوريه ونحن نتجول فيما بين كل تلك الشخصيات نرحل معها وفيها
قالت لت له فى بعض الاحيان تسيطر على افكارى فكرة مجنونه ترانا ماذا نرى بداخل من نحب ترانا نخشى ان نرى مالا نحب فنكرهم انها مجرد فكرة اخرى حمقاء فماذا
سيحدث لو استطعنا الاطلاع على بعض العبارات المتوارية خلف كلمات الاخرين قرائه افكارهم مثلا
قال لها مع البعض هى ابشع الافكار فالبعض يحمل بداخله مالا تستطيع نفوسنا احتماله
اخبرته بان كل منا يحتاج بشده لمن يساعده فى فتح تلك الغرف المغلقه فى داخله وتحطيم ابوابها المغلقه معه وربما بعضها يدخله للمرة الاولى بالتأكيد هو يعلم محتوياتها ربما بعض الاشياء قد سقطت منه ولكنه حتما لم يحاول يوما اعادة ترتيبها ليس لاحتياجها لمجهود ولكن لاحتياجه لمن يساعده فى اعاده طلاء تلك الغرف وفتح نوافذها لتدخل لها الشمس من جديد
نظرت له وقالت ترانا لو فعلنا ذلك سنولد من جديد ونتخلص نهائيا من تلك الذكريات المؤلمه
ضحك طويلا حتى انها ابتسمت لضحكاته العاليه
وقال فى غرف الحياه نقوم بإلقاء مالا نحتاج وتلك الزيادات نهديها لبائع الروبابيكيا فربما يستفيد منها غيرنا
ولكن فى غرفنا الداخليه لا نستطيع ابدا التخلص منها او القائها بعيدا عن حياتنا وتجاهل وجودها
كل ما نفعله هو التصالح معنا وتقبل تلك الذكريات ومحاوله الاعتراف بوجودها فالخطوة الاولى لنا لفتح النوافذ ودخول الشمس هو منح تلك الكلمات فرصه لتتكون حروف تنطلق من شفاهنا لحضن اخر نكون على ثقه بانها بداخله ستبقى بداخلنا ولكن مجرد شعورنا بان هناك من يراها معنا ويعلم بانها قد حدثت دون ان نصبح اخرين بالنسبه له يمنحنا التصالح معنا والرضا عنا فهناك من يرانا بلا رتوش عرايا ومازال يقينه بنا لم يتغير
قالت له :عندما تجد نفسك تركض لتحتمى بشيء ما بداخلك تحتمى من شيء تجهله انها مجرد لحظه ضعف اخرى تأخذك لمكان قصى بداخلك فأرواحنا تنقسم لبعض الاخيار وبعض الاشرار وبعض الانهزامين والعديد من الشخصيات الاسطوريه ونحن نتجول فيما بين كل تلك الشخصيات لنرحل معها وفيها وفى كثير من الوقت نصارعها ونتمرد ايضا عليها
اخبرته ربما هى بالرغم من كل شتى تحمل بعض التصالح مع ماضيها
احيانا تتجاهله واحيانا تنخرط فى دقائقه حتى تكاد تختنق ولكنها فى كل الاحوال تحاول ان تضع حاجز زجاجى عازل للصوت بينها وبين ماضيها
قالت له اتعلم لم يسبق لى ان التقيت برجل يشبهك اخذنى لعالمه بسلاسه وهدوء ودخل عالمى ببساطه
اخبرها بان اختلافها منحها تلك الخصوصيه لتتجول معه فى حياته بلا استئذان
ابتسمت له ونهضت لتنصرف فاخرج هاتفه ليتبادلا الارقام
فقالت له من الاحسن ان نظل غريبان التقيا فى بدايه عام على ان نفترق فى عام اخر
وتذكر بان تلك الاقدار التى جمعتنا ذات يوم بلا موعد قد تجمعنا من جديد بلا موعد *"اروع ما يحدث لنا يحدث صدفه"ورحلت

* احلام مستغانمى

المصدر : مدونة لافندر مها العباسي
el-lavender.blogspot.com

مشاركة