
حظيت المخطوطات العربية والاسلامية باقبال كبير من المتاحف العالمية، ومن هواة اقتناء التحف امس في صالة مزادات سوذبيز بوسط العاصمة البريطانية لندن، حيث بيعت فيها مخطوطات قرآنية بلغ سعر اثنتين منها 144 الف استرليني. ويعود تاريخ احداهما الى منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وهي مزينة بهوامش زرقاء على ارضية ذهبية، اما الثانية فقد خطها وزخرفها عبد الله بن محمد، وتعود الى العراق، ومؤرخة في 767 هجرية.
وبيعت مخطوطة «الأنساب من عهد ادم حتى الأمويين» بـ18 الف استرليني، وهي تعود الى ايران، ومدونة في 1480 ميلادية. وبلغ اعلى سعر لمخطوطة طبية عربية نادرة امس 207 آلاف جنيه استرليني، واسمها «كتاب المستعيني» للوصفات الطبية، ويعود تاريخها الى 1130 ميلادية، وهي مكونة من 140 ورقة كتبت بخط عربي وزينتها زخارف اسلامية وعناوين باللاتينية.
ووفقا لموقع سوذبيز على الانترنت، فان كاتب المخطوطة هو الطبيب اليهودي يونس بن بقلاريش الذي قدمها إلى الحاكم المسلم لسرقسطة الاسبانية المستعين بالله أبو جعفر أحمد.
وتكمن أهمية المخطوطة في أنها تعد أثرا مهما عن الدور الرئيسي الذي لعبه المسلمون واليهود باسبانيا في نشر المعرفة وتطوير التعليم في أوروبا خلال عصورها الوسطى، إلى جانب أهميتها من حيث احتمال كونها أحدث مثال معروف حتى الآن لمخطوطة اسلامية تحمل كلمات لاتينية.
وقالت سوذبيز «إن الوصفات المدونة في المخطوطة تمثل دراسة شاملة حول بعض العقاقير المستخلصة من مصادر نباتية أو حيوانية أو أخرى معدنية». وعرضت المخطوطة للبيع قبل 50 عاما في باريس لكنها اختفت بعد ذلك الى ان ظهرت في لندن منذ اسابيع قليلة.
وقال المتحدث باسم سوذبيز لـ«الشرق الأوسط» ان هناك اكثر من مخطوطة قرآنية، لم يصل التضارب على ثمنها الى السعر المطلوب، ولأهميتها التاريخية فانها حفظت لمزاد مقبل.
ويعتبر «كتاب المستعيني» او كتاب «الأدوية المفردة» اقدم مخطوطة عربية عن الأدوية ووصفاتها، ويعود الى فترة الحكم الاسلامي في اسبانيا، وفيه اشارات الى علوم الأدوية والعقاقير التي كانت متبعة في اوروبا في القرون الوسطي. ويستشهد الكتاب باساتذة العلم من قدماء علماء المسلمين مثل البيروني والكندي وابن سينا، وكذلك بوصفات طبية لعلماء يونانيين.
وهناك اربع مخطوطات منسوخة من المخطوطة الحالية، احداها محفوظة في المكتبة الوطنية في مدريد وتعود الى القرن الثاني عشر الميلادي، واخرى محفوظة في جامعة ليدن بهولندا، وثالثة في الرباط بالمغرب، ورابعة في نابولي بايطاليا، وجميعها غير مؤرخة. واهمية المستعيني التي بيعت في لندن امس الى شخص لم يرغب في كشف اسمه، تعود الى انها تعتبر الأقدم تاريخيا حتى الآن.
تحياتي
