حتى تكون كاتب موهوب ... اكتشف ذلك بنفسك

    • فخر السلطنة كتب:

      القصص الطويلة لها ناسها وعشاقهااا ... ومحب القراءة لن يتذمر من قرائتهااا الطويلة ،،
      //
      \\
      وانما سيكون مستمتع ... خاصة إذا كان الكاتب قد دمج التشويق فالقصة ..
      //
      \\
      الاحداااث المستمرة فالقصة والحوار المتنوع كلها اشيااااء تشويقية فالموضوع ...وكم مرة أرى بعض القراااء يبحثون عن القصص الطويلة
      //
      \\
      ويفضلونهااا عن باقي القصص ... أحترااام الاذواااق حق مشروط يجب الأخذ به ... لهذا نجد القصص الطويلة والقصص القصيرة
      //
      \\
      ويبقى الباب مفتوح للجميع ولكل من أراد التعلم والاستفادة .... ايضا يوجد أمر مهم ..
      //
      \\
      وهو أختيار القصص المفيدة ... فالبعض لا يعرف ماذا يختااار فالقراءة ،، ويختار كتب غير مفيده ولا تنمي عقلية القارئ
      //
      \\
      لهذا .. من الضروري أختيار الكتب والاشياااء المهمة التي تساعد في تطوير الذات .. #j




      عذرا لي الاطاله عزيزي فلكن يسرني تحاور معك

      هل يعتمد الكاتب على نهج معين في القصص؟؟؟ او انه يعتمد على موهبته في القصص و لا يغير كمثلن البعض يكتب القصص الواقعيه و البعض الخياليه ؟؟ اما انه يتبع اكثر من نهج لكي يسعي الي الشهره خلال فتره و جيزه ؟؟؟
    • هل يعتمد الكاتب على نهج معين في القصص؟؟؟

      أذكر اني قد طرحت موضوع يختص بكيفية كتابة القصص خطوة بخطوة . وقلنا من الضروري ان يكون الكاتب مراعي عدة أشياء ضرورية في كتاباته ،،
      * اسلوب التشويق
      * التنويع
      * عدم الخروج من النص وتركه ناقص

      وهذا هو الرابط الذي يخبرنا بكيفية كتابة القصص خطوة بخطوة

      http://www.oman0.net/showthread.php?t=548539

      او انه يعتمد على موهبته في القصص و لا يغير كمثلن البعض يكتب القصص الواقعيه و البعض الخياليه ؟؟

      الكتابة ربما تكون موهبة يمتاز بها الكاتب ... لكن من الضروري توفر الثقافة فيه ، والتنوع فالكتابة يعود للكاتب وفي مخيلته الواسعة
      فالبعض يكتب القصص الواقعية .. وقد ذكرنا في برنامج لمحات فكرية في برنامج عطاء بلا حدود وكتاب القصص القصيرة المشهورين
      كأمثال * محمود البدوي * وصادق هدايت وغيرهم من الكتاب


      ام انه يتبع اكثر من نهج لكي يسعي الي الشهره خلال فتره و جيزه ؟؟؟

      ليس كل الكتاب يكون فكرهم منصب فالشهرة ... فالبعض يكتب ليعيش ويترزق للقمة العيش ...
      والبعض يكتب لأنه هاوي ... وتتعدد الافكار في ذلك

    • الغاضب بصمت كتب:

      يسلموووووووووووو فخر لظرف العمل ساظطر لترك الحوار

      بتوفيق ان شاء الله

      ميسرة أمورك ان شاااء الله .... بوركت
    • شموخي عذبني كتب:

      شكرا يا فخر


      الشكر لله أختي .... شكرا لج ...
      //
      \\
      اختي هل تمارسين الكتابة ؟؟ اتمنى التحاور فالموضوع

    • مااااا شاااااء الله.. بجد... انتو فعلااااا رااائعين...الصفحات السابقة فيها من الفائدة الكثير... جزاكم الله خيراااا...

      لدي سؤال:

      هل يمكن ان يكون الكاتب موهوب في كتابة خواطر على هيئة قصة...؟؟؟

      طيب اذا لما تعتبر تلك خاطرة... كيف بالامكان تحويل القصة لخاطرة......؟؟؟
    • عزيزي ,,

      الجماليه مستوحاة من الجمال,,

      فجمال شكل الموضوع الذي كتب بالطبع سيكون له الفارق الاكبر عندما يقارن بموضوع زخم بالمعلومات ولكن شكله لايريح القارئ من حيث ترتيب المواضيع وادارتها والتروي في سردها ,,


      على كل حال المبدع في الكتابه سيبتكر مايميز كتاباته عن غيره فهو الابداع نفسه ,,

      فلا يميزه او يحده شي معين ,,


      دمتم متميزين ,,
      اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك الوطن ليس فـندقاً نغادره حين تسوء خدمته ولا مطعماً نذمه حين لا يروق لنا الطعام الذي يقدمه الوطــــــن هو الشرف والعز والإنتماء والــــــولاء الوطن إن لم يكن دنيانا فلا خير في عيش بلا وطن
    • بسم لله الرحمن الرحيم

      و الصلاة و السلام على خير المرسلين محمد رسول الله صلي الله عليه و سلم

      أسمح لي أخي العزيز النورس الحزين بهذا المداخله البسيطه

      هنا و انا اتصفح مشاركتك ذكرت بان الابداع لا يحدده او يميزه شي معين

      اذن اليس كل كاتب او صاحب هوايه يجعل نصب اعينه بان تكون مقالته او كتاباته متميزه و مختلفه عن بعض هواة الكتابه من الادباء و الفكراء ؟؟
    • *sun* كتب:

      مااااا شاااااء الله.. بجد... انتو فعلااااا رااائعين...الصفحات السابقة فيها من الفائدة الكثير... جزاكم الله خيراااا...

      لدي سؤال:

      هل يمكن ان يكون الكاتب موهوب في كتابة خواطر على هيئة قصة...؟؟؟

      طيب اذا لما تعتبر تلك خاطرة... كيف بالامكان تحويل القصة لخاطرة......؟؟؟


      هلا أختي سن..

      سؤال مميز، والصراحة أنا يعجبني النثر القصصي...

      او الأقصوصه التي تأتي بمثل هذا المنهج، وأعتبرها طرفة يستفيد منها الطفل..

      وإذا استخدمها معلم مبتدئ.. تكون طريقة مسلية للحفظ، ..

      ولكنني أمل منها ايضاً عندما تكون طويلة وبلا هدف...


      لي عوده.. بهذا الخصوص..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • طيب يا اختي عيون...

      الان انا كتبت شيء اعتبره خاطرة... لكن البعض قال انها قصة...صراحة اعرف حقااا...الى ماذا تصنف...؟؟؟

      و هذا هو الرابط...oman0.net/showthread.php?t=574970

      الان... الخاطرة و القصة او حتى الاقصوصة... تحمل رسالة و هدف في طياتهاااا...و هذا لا يختلف عليه احد...

      لكن غالبا لما اكتب...اشعر انها تكون خاطرة على هيئة قصة... فهل ينقص هذا من قدر الشيء المكتوب...؟؟؟
    • كانت الرواية الأوروبية خلال قرنين ونصف القرن من وجودها نتاجاً لتطورٍ تاريخي محدَّد وكذلك لنشوء، ثمَّ انتصار، الطبقة الوسطى.


      والرواية، التي لا تقلّ عن كونها مؤسسةً بكلّ ما تشتمل عليه من تعقيدات منهجها، وتنوّع موضوعاتها، وفتنة بناها الجمالية والنفسانية،


      وعَرْض رؤيتها المفصَّل، هي الشكل الأشدُّ ارتباطاً بالزمن وتعلّقاً بالظروف إلى جانب كونها الشكل الأشدّ كونية بين جميع الأشكال الأدبية ما بعد الكلاسيكية.‏


      بيد أنَّ التاريخ في الرواية وتاريخ الرواية ـ أي الحياة التي تعكسها الرواية كالمرآة في صورةٍ لستاندال وتاريخ الرواية ـ


      الداخلي الخاص بوصفها شكلاً من الأدب ـ هما شيئان مختلفان أشدّ الاختلاف(1). فالأول، كما أحسب، هو ضغط دائم: فكلُّ روائي هو ابن زمنه،


      مهما مضى به الخيال أبعد من هذا الزمن. وكلُّ روائي يُفْصِحُ عن وعيٍ بزمنه يتقاسمه مع الجماعة التي تجعل منه الظروفُ التاريخية (الطبقة، المرحلة، المنظور) واحداً منها.


      ولذا فإنَّ العمل الروائي حتى في فرادته التي لا تقبل الاختزال هو ذاته واقع تاريخي ـ


      واقعٌ لاشكَّ في أنَّ تمفصله مع لحظته أرهف، وأكثر ظرفيّة، وأشدّ خصوصية من التجارب الإنسانية الأخرى.


      والسرد، باختصار، هو الطريقة التاريخية كما تُفْهَم بالصورة التقليدية جداً.


      غير أنَّ ما يمكّننا من التمييز بين عمل ماركس "الصراع الطبقي في فرنسا" وبين عمل فلوبير "التربية العاطفية" ـ


      وكلاهما موضوعه ثورة 1848 ـ هو تاريخ نمط السرد المُدْمَج في داخل السرد.


      فعمل ماركس ينتمي مع شيء من الخروج على المألوف إلى تقليدٍ في التحليل والمناظرة الجدالية مستمدّ جزئياً من الكتابة الصحفية؛


      أما عمل فلوبير، الذي لا يقلّ خروجاً عن المألوف على طريقته، فيقف بقوة ضمن تقليد مؤسّسي، هو تقليد الرواية، الذي يتبنّى فلوبير لغته،


      وضغوطه، وجمهوره ـ ويدفعها إلى العمل لمصلحته ـ على نحوٍ لا يستطيع ماركس أن يتبنّاه لعمله.‏





      بين منتصف القرن الثامن عشر والثلث الأول، تقريباً، من القرن العشرين، كانت كتابة الرواية تعني أنَّ من المستحيل على الروائي أن يتجاهل تاريخ الشكل وتقليده.




      فكتابة رواية كانت تعني، بالنسبة لديكنز، وإليوت، وفلوبير، وبلزاك، بدرجةٍ ليست قليلة،


      تقبّل مؤسسة النثر القصصي وتعزيزها مزيداً من التعزيز.


      وكما كانت موضوعات الروايات الكلاسيكية العظيمة في القرن التاسع عشر تنويعات على الرومانس الأسري في أغلب الأحيان،


      حيث نجد بطلاً أو بطلةً يحاولان أن يرسما مصيرهما الخاص ضدّ روابط الأسرة،


      كذلك كانت هذه الروايات ذاتها سلالة أسرية جمالية ضخمة لا يمكن حتى لأكبر المخيّلات إلا أن تكون من أبنائها أو صبيانها المتدّربين.




      ولأنَّ الرواية، كما قال لوكاش، "هي ملحمة عالم هجره الإله" فإنَّ "وضع الرواية الذهني هو وضع النضج الرجوليّ، والبنية الواسمة لمادته هي التمييز، أو الفصل بين الداخلية والمغامرة(2)".


      منقول من:

      النثر والنثر القصصي العربيان بعد عام 1948
      التاريخ: السبت 03 ديسمبر 2005
      الموضوع: مقالات ودراسات


      إدوارد سعيد
      ترجمة: د.ثائر ديب
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • الموضع شيق للغاية
      ومن وجهة نظري الشخصية كل كاتب اطلع ع الموضوع واهتم بمحتواة سوف يصبح كاتب له شأن كبير
      اشكرك اخي ع هذه النصائح الاكثر من رائعة
      if you want to be happy just أستغفر ربك وصل على النبي
    • *sun* كتب:

      طيب يا اختي عيون...

      الان انا كتبت شيء اعتبره خاطرة... لكن البعض قال انها قصة...صراحة اعرف حقااا...الى ماذا تصنف...؟؟؟

      و هذا هو الرابط...oman0.net/showthread.php?t=574970

      الان... الخاطرة و القصة او حتى الاقصوصة... تحمل رسالة و هدف في طياتهاااا...و هذا لا يختلف عليه احد...

      لكن غالبا لما اكتب...اشعر انها تكون خاطرة على هيئة قصة... فهل ينقص هذا من قدر الشيء المكتوب...؟؟؟


      لا تنقص، ولكن الخاطره ليست لها بداية ونهاية..

      بعكس القصة، والتي يتوجب أن تكون لها بداية حدث، ونهاية.. ومشكله في النصف أو " الحبكه"..

      بشكل عام سأطلع على الرابط.. وحتى ذلك أعتذر من أخي فخر السلطنة بأنني سأضع بعض ما قرأته عن النثر القصصي ..

      وطرح مثال عليه..

      وفقك المولى..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • اشكركم جزيل الشكر على التحاور الرائع والاضافات القيمةةة

      من وجهة نظري ان إضافة اسلوب التحاور يعطي التشويق بالخاطرة ، لكن يجب ان لا يزيد الامر عن حده
      حتى لا تطغي القصة على الخاطرة وتنسيق الاحداااث أمر ضروري لا اشتغناء عنه
      يبقى هذا الامر تفضيل ... فالبعض لا يحبذه في خواطره ..
    • اشكرك بشده اختي عيون...

      الخاطرة يعني بدايتها و نهايتها مفتوحة...

      عكس القصة...مع انه بعض القصص تكون نهايتهم مفتوحة... يكون المجال للجمهور لتوقع النهاية كلااا حسب رؤيته...
    • غير أننا نجد وضعاً مختلفاً على نحوٍ دراماتيكي في تاريخ الرواية العربية الحديثة. فالرواية المكتوبة بالعربية في القرن العشرين لها تشكيلة من الأسلاف، غير أنَّ أحداً منها لم يكن سابقاً ومفيداً على النحو المفيد مباشرةً والناجم عن سَبْقِ فيلدنغ لديكنز في الزمن. وفي الأدب العربي مجموعة غنية من الأشكال السردية ـ قصة، سيرة، حديث، خرافة، أسطورة، خبر، نادرة، ومقامة ـ لا يبدو أنَّ أياً منها قد أصبح، كما فعلت الرواية الأوروبية، النمط السردي الرئيس. وأسباب ذلك معقدة إلى أقصى الحدود، وهي لن تشغلنا هنا (كنتُ في غير مكان قد تفكّرتُ في واحدٍ من أسباب هذا الاختلاف بين النثر القصصي العربي ـ الإسلامي ونظيره الأوروبي: حيث ينظر التقليد الأدبي الأول إلى الواقع على أنّه وافر، ومكتمل، وموجَّه إلهياً، في حين يرى الثاني إلى الواقع على أنه غير مكتمل وإشكاليّ على نحوٍ جذري، مما يضفي الشرعية على الابتداع(3)).

      غير أنَّ الحقيقة تبقى متمثّلةً في أنَّ هنالك رواية عربية حديثة خضعت، خلال القرن العشرين، لتحولاتٍ متعددة ولافتة. ولقد أنتجت اليوم تشكيلة واسعة جداً من المواهب، والأساليب، والنّقاد، والقرّاء، المجهولين إلى أبعد الحدود أو الذين يتمّ تجاهلهم عمداً خارج الشرق الأوسط؛

      المؤسف يجب أن تُلقى بَقدْر كبير على كون الهاجس الغربي الحاكم إزاء العرب ينحصر (أو يكاد) بكونهم مشكلة سياسية. غير أنّه لم يعد اليوم ثمّة مبرر لهذا الإخفاق، حيث بدأت ترجمات تريفور لي غاسيك المرهفة (كترجمة زقاق المدقّ لنجيب محفوظ، وأيام الغبار (1) لحليم بركات) وترجمات دينيس جونسون ديفيز تنال الرواج الذي تستحقّه فعلاً.(4)‏



      بيد أنَّ الخلفية الآسرة على نحوٍ خاص والتي تقف وراء القضايا الشكلية والقضايا التاريخية والنفسانية التي واجهها الروائي العربي المعاصر تحتاج لبعض الإيضاح، خاصةً حين ننظر إلى الفترة بعد 1948، وبعد 1967، على أنّها تشكّل مرحلةً تاريخية مميّزة بالنسبة للخيال الروائي


      تشابك الدين، والديموغرافيا، والحداثة، واللغة كلٌّ مع الآخر على نحوٍ شديد الاختلاط ـ اضطر العرب في كلّ مكان لأن يواجهوا علاوةً على ذلك واحدةً من أكبر مشاكل الحضارة الغربية التي لم تُحَلّ بعد بوصفها مشكلتهم الخاصة، والتي أخذت شكلاً مستفزّاً ومثيراً فعلاً، ألا وهي المسألة اليهودية. فالقول إنَّ 1948 قد وضع العرب أمام مقتضياتٍ ثقافية وتاريخية استثنائية هو قول ينطوي على أشدّ ضروب التبخيس


      فقد يقول مصري إنَّ من كوته أحداث 1948 أكثر من سواه هو العربي الفلسطيني؛ وكذا قد يقول عراقي، أو لبناني، أو سوداني. غير أنَّ ما من عربي أمكنه أن يقول بأيّ قدر من الجدية إنّه كان في 1948 بعيداً عن أحداث فلسطين أو بمنأى عنها. ربما كان بمقدوره القول بشيء من المنطقية إنّه كان في حِمَىً عن فلسطين؛ لكنه كان عاجزاً عن القول ـ نظراً لما تورّطه فيه لغته وتراثه الديني والثقافي في كلّ مناسبة ـ إنّه أقلّ خسارة، كعربي،


      فالقومية العربية، والتقليدية الإسلامية، والعقائد المناطقية، وضروب التضامن الطائفي أو القروي الضيق، جميعها فوجئت بالنتيجة العامة المتمثّلة بالنجاح الصهيوني والتجربة الخاصة المتمثّلة بالهزيمة العربية. ما من مفهوم بدا واسعاً بما فيه الكفاية، وما من لغة بدت دقيقة بما يكفي لأن تواكب المصير المشترك.


      والحال، أنَّ ثمّة مفارقة لافتة هناك، وهي مفارقة ستترك أثرها على الكتابة العربية منذ ذلك فصاعداً. فزريق كان يقول فعلياً إنَّ الانحراف كان من القوة بحيث وضع العرب، كشعب، إزاء شكٍّ تاريخي. بيد أنّه كان يقول أيضاً إنّ النكبة قد كشفت للعرب أنَّ تاريخهم لم يجعل منهم بعد أمّة.

      لهذه الأسباب جميعاً فإنَّ سجال زريق يولي أهمية كبيرة جداً لما يدعوه بالنخبة المبدعة. فدور النخبة، إذا ما نُظِرَ إليه جوهرياً، هو الإفصاح عن الحاضر بأدقّ التعابير التاريخية والواقعية التي تهدّدتها النكبة، كما رأينا، بالمحو والإزالة. فأن تتكلم أو تكتب بالعربية يعني أن تُفْصِح لا عن اللغة المشتركة وحسب وإنّما أيضاً عن الواقع ـ إمكانية المعاصرة العربية ـ الذي ينطوي عليه الحاضر بصورة محفوفة بالمخاطر إلى حدٍّ بعيد

      وفي هذا السياق، إذاً، كان دور أيّ كاتب يعتبر نفسه منخرطاً جدّياً في واقع عصره ـ وقلّة هم الكتّاب الذين اعتبروا أنفسهم منخرطين في خلاف ذلك خلال المرحلة منذ 1948 ـ هو، قبل كلّ شيء، دوره كمنتج للفكر واللغة يوجّه اهتمامه الجذري إلى ضمان بقاء ما كان يتهدّده خطر الانقراض الوشيك.
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • أمّا شخص الكاتب فغالباً ما يكون ذلك المُشَاهِد المنخرط فيما يحكي عنه بما يكفي لأن يكون شخصيةً، والمنفصل عمّا يحكي عنه بما يكفي لأن يتمكّن من الإشارة إلى مساوئ ما يحدث أمامه في السرد، أو إلى ما ينطوي عليه من كوميديا أو ميلودراما. فشخص توفيق الحكيم غالباً ما يتحدث عن مسرح الحياة، الذي لا يمثّل صورة بلاغية بقدر ما يمثّل منهجاً جمالياً


      وعلى سبيل المثال، فإنه في إحدى المرات تُحكى قصة للسارد ـ مما يضعنا أمام حدث ضمن حدث ـ من قِبَل طبيب يجد، بعد استدعائه إلى مريضة قروية فقيرة، أنّ هذه الأخيرة مستلقية على ظهرها وقد برزت من رحمها ذراع وليد. ويعلم من الداية العجوز أنّها بعد موت الجنين قبل ثلاثة أيام قد حشت رحم المرأة بالقشّ، وانتظرتا كلتاهما بصبر تحت ستر ربنا(10). ولأنّ الحدث بكامله ينطوي على ذاته ويتضاعف وهو يُطْلق، عبر الأداء السردي، تفاعل المشهد، والبديل، والتكرّر، والغياب، والموت، وأخيراً، المشهد من جديد.‏
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • هذا المشهد الذي ترجم رسمياً قضايا العالم العربي الحاسمة والأساسية. وهذه ليست مسألة إثبات لمقدار ما يعكس الأدب أو الكتابة الحياة، ولا هي تأكيد على تأويلٍ أليغوريّ للواقع العربي: حيث استوطنت مثل هذه المقاربات، للأسف، معظم التحليلات الغربية النادرة جداً للأدب العربي

      بعد نكبة 1948: فالمشهد لم يعد يقتصر على تصوير الأزمة، أو البقاء التاريخي، أو مفارقة الحاضر بل أصبح هو المعاصرة في شكلها الإشكالي بل المخلخل إلى أبعد مدى

      وما من مكان يمكن فيه للمرء أن يرى ذلك بالفعالية التي يراه فيها في النثر المعني مباشرةً بأحداث فلسطين. هاهنا المشهد الافتتاحي من رواية غسان كنفاني القصيرة رجال في الشمس، والتي من المؤكَّد أنها أجمل أعماله وواحدة من أبرع الروايات القصيرة الحديثة وأبعدها أثراً.‏


      أراح أبو قيس صدره فوق التراب النديّ، فبدأت الأرض تخفق من تحته:‏


      ضربات قلب متعب تطوف في ذرات الرمل مرتجّة ثم تعبر إلى خلاياه...‏


      في كلّ مرّة يرمي بصدره فوق التراب يحسّ ذلك الوجيب كأنما قلب الأرض‏


      مازال، منذ أن استلقى هناك أول مرّة، يشقّ طريقاً قاسياً إلى النور‏


      قادماً من أعمق أعماق الجحيم، حين قال ذلك مرّة لجاره الذي كان يشاطره‏


      الحقل، هناك، في الأرض التي تركها منذ عشر سنوات، أجابه ساخراً:‏


      "هذا صوت قلبك أنت تسمعه حين تلصق صدرك بالأرض"، أيّ هراء‏


      خبيث! والرائحة إذن؟ تلك التي إذا تنشّقها ماجت في جبينه ثمَّ انهالت‏


      مهوّمة في عروقه؟ كلما تنفّس رائحة الأرض وهو مستلقٍ فوقها خيّل إليه‏


      إنه يتنسّم شعر زوجه حين تخرج من الحمام وقد اغتسلت بالماء البارد...‏


      الرائحة إياها، رائحة امرأة اغتسلت بالماء البارد وفرشت شعرها فوق‏


      وجهه وهو لم يزل رطيباً.... الخفقان ذاته: كأنك تحمل بين كفّيك الحانيتين‏


      عصفوراً صغيراً

      ويتواصل المشهد بينما يستيقظ أبو قيس شيئاً فشيئاً على إدراك محيطه الفعلي، في مكانٍ ما قرب شطّ العرب،

      مصبّ دجلة والفرات؛ فهو هناك ينتظر انتهاء ترتيبات تهريبه إلى الكويت، حيث يأمل أن يجد عملاً. وكما في المقطع المقبوس آنفاً،

      فإنّه "يفهم" موضعه، وخلفية المشهد في الحاضر، عن طريق تذكّر ماضيه: صوت الأستاذ، في مدرسة قروية فلسطينية،

      وهو يترنّم بدرس الجغرافيا، عن شطّ العرب
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • وهذا المقطع هو واحد من مشاهد عديدة قُسِمَ إليها العمل. ونجد في كلّ مشهد تقريباً أنَّ الحاضر، بالمعنى الزمني، مزعزع ويبدو عرضةً لأصداء من الماضي، ولضَرْبٍ من الحسّ المتزامن حيث يفسح النظر مجالاً للصوت أو الرائحة وحيث تتشابك حاسّة مع الأخرى، في مركَّبٍ من الوقوف في وجه الحاضر القاسي وحماية شذرة عزيزة بوجهٍ خاص من شذرات الماضي.

      فأشباه الجمل الثلاث هذه محكومة مجازياً بصورة شقّ طريق من الظلمة إلى النور. ولاحقاً، خلال الجزء الأساسي من هذه الرواية القصيرة، سنلاحظ أنَّ كثيراً من الفعل يحدث في الشارع المغبر من بلدة عراقية حيث يقوم الرجال الثلاثة، بصورة مستقلة واحدهم عن الآخر، بالتوسّل لـ "الاختصاصيين"، ومحاججتهم، والتصافق معهم لتهريبهم عبر الحدود.


      آنيّة موضوع كنفاني تنزع لأن تعطي مشاهده طابعها التحريضي البارع. غير أنّه بين 1948 و1967 نجد شيئاً من الإلحاحية ذاتها يتركُ أثره البالغ على عملٍ يستخدم منهجية المشهد كما وصفتها. ففي قصّ نجيب محفوظ، الذي يمثّل بلا شكّ أعظم الإنجازات الروائية في العالم العربي، سواء في "الثلاثية" (1956 ـ 1957) أم في "أولاد حارتنا" (1959) أم في المجموعات القصصية القصيرة،

      أنَّ الحدثيّة واضحةً في كلّ مكان. فالمشهد يضفي الطابع الدرامي على المرحليّة، أي على السيرورة التاريخية الفاعلة التي على الواقع العربي، لكي تكون له مكانة في الوجود، أن يشكّل نفسه من خلالها. فالطابع المتقطّع الذي يَسِمُ الواقع، والذي كان يُدْعى بـ الوجودية الواقعية


      ----

      حتى لا ابتعد عن موضوعك أخي فخر السلطنه سأتوقف هنا بعد أن وضحت فكرتي عن النثر القصصي.. وسأنتهي إلى بعض ما انتهى إليه الكاتب.. ثم أعيد المتصفح لمتابعتك..
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • منذ 1967 لم يَعُدْ ثمّة إجماع على الإطروحة الأساسية التي يُفْتَرَضُ أنَّ تلك الكارثة قد أثبتتها، وجود هوية عربية جمعية. فعلى الرغم من صحّة أنَّ الحرب قد شملت العرب ككلّ، إلاّ أنَّ التدقيق ذاته الذي كان يحثّ الكاتب على التقاط كلّ تفصيل من تفاصيل الحياة قاده أيضاً إلى إقامة ضروب دقيقة من التفريق بين التجربة المحلية والتجربة الجمعيّة. ولذا لم يكن ذيوع شهرة الكتّاب الفلسطينيين بعد 1967 (محمود درويش، سميح القاسم، كنفاني، فدوى طوقان، وسواهم)، وهو الميل الذي صاحَبَ انتشار الاهتمام السياسي الهائل بالنشاط الفلسطيني على وجه التحديد، سوى وجه واحد من أوجه التغيّر الذي أحدث مزيداً من التركيز الشديد على ضروب التمييز بين أنواع التجارب العربية. وهذا ما يصحّ، باعتقادي، على مصر خاصةً. فمن المؤكَّد أنَّ ألمع كتابة كُتِبَتْ في غضون الجيل السابق، وهي مجموعة القصص القصيرة والمسرحيات التي كتبها محفوظ بعنوان "تحت المظلّة" (1969)، قد كُتِبَتْ في الأشهر التي تلت مباشرةً حرب حزيران 1967. وكما هو الحال في معظم أعمال محفوظ الأخرى، فإنَّ هذه المجموعة مؤلَّفة من مشاهد قصيرة، على الرغم من أنَّ المشهد الآن قد اكتسب طابعاً جديداً وخاصاً: فبدلاً من كونه جزءاً من كلٍّ متّصل قيد التكوين، غدا كلُّ مشهدٍ مُفْرَدٍ موشَّحاً بأسى عزلةٍ متطرفةٍ،
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • إضافات رائعة مشرفتي عيون هند،تسلمي . ربما يسأل البعض ..

      هل الكتابة عبارة عن بواعث تختلج في النفس و أنها وليدة الانفعال؟؟

      هل الكاتب ضحية الانفعال أم انه صانع الانفعال؟؟ وما الفرق بينهم !!

      هل الأمور كذلك !! وهل من شروط الكتابة يجب ان تكون الانفعالات تختلج نفسية الكاتب حتى يكتب ما يدور به !!

      وشكرا لكم
    • فخر السلطنة كتب:

      إضافات رائعة مشرفتي عيون هند،تسلمي . ربما يسأل البعض ..

      هل الكتابة عبارة عن بواعث تختلج في النفس و أنها وليدة الانفعال؟؟

      هل الكاتب ضحية الانفعال أم انه صانع الانفعال؟؟ وما الفرق بينهم !!

      هل الأمور كذلك !! وهل من شروط الكتابة يجب ان تكون الانفعالات تختلج نفسية الكاتب حتى يكتب ما يدور به !!

      وشكرا لكم


      شكراً لك..

      ولقد قرأتها مجدداً وأتمنى أن لاتبعث على الملل.. خصوصاً وأنها مقالة عن الفروق..

      وفي المجمل القصة، أو النثر القصصي، والأطروحات الأدبية جميعها.. تواجه فقراً إبداعياً.. وافتقاراً فكرياً..

      ثم خمول القراءة.. في رأيي.. وأعتقد أغلب الشباب يلجأ إلى المترجم من الأدب العالمي.. لأنه يجمع بين جمال اللغة العربية

      وتفرد الحبكة الغربية، مهملاً ومتناسياً القيم الأخرى التي يتم تسريبها بين حيثيات الرواية..

      أعود لاسئلتك..

      أعتقد أنها تختلف من شخص إلى آخر.. ولكن أحياناً نرى قضية بسيطة.. ويراها الكاتب بمنظار آخر..

      فتشغله، ويصيبه نوع من الإلهام حولها.. فلا تجده إلاّ يدخل إلى عوالم من الافتراض

      ليُخرج لنا ببنات أفكاره رواية فريده، ...

      أحياناً أخرى.. أو كما أطلعتني أختي الصغيرة حقيقة " أقدر لها ولع القراءة"..

      بأن كتاب الغرب، يقرؤون أي خرافه، أو مشروع علمي ثم يصيغون منه الرواية.. فالكتابة لديهم بها أسس واسباب

      مثل عندما قرأ أحدهم عن عملية الاستنساخ، أو أفكار العلماء بأن يقوموا بربط الجينات ودمجها ثم استخراج فصيلة جديدة

      كانت الفكرة في نهاية التسعينيات وكأنها شئ مستحيل، فبدأ الكتاب يتسابقون إلى عمل أفلام وقصص حول الاستنساخ

      -----

      من هنا.. نعم، قد يأتي كشغف طبيعي بموضوع متداول أو كثير الحصول ولكن لم ترى جميع جوانبه وزواياه فنرى الكاتب

      يعيث في الفكر، ويقرع كل استثناء غريب وعجيب.. ويصادق الظروف لتكون في أسوأ أحوالها.. منتجاً دراما تفاعليه..

      وقد يأتي.. نتيجة فكره مطروحه، أو قرار تنفيذي، أو قضية معاصره.. ثم يتم تحويلها إلى رواية وقصة وكتاب وغيره..


      وهذا في فن التأليف القصصي ولسنا في صدد السيرة الذاتيه، أو الكتابات الأخرى كالتاريخ، والعلوم الافتراضيه.. مثل الروح

      الذات، الماورائيات وما تحتمل من قراءات مغايره..


      ---------


      أخيراً.. أشدد، لست كاتبه، لم أستقي هذه المعلومات من أي مصدر، ليست لي دراسة أو علم في الأقسام الأدبية والروائية

      إنما هي آراء شخصية ومعتقدات.. تفترض الصواب وتفترض الخطأ..


      ،،

      بوركت
      نصل متأخرين دائماً بعمـــر !!
    • أمممممم . فخر على شو ناوي أنت ، كل يوم تتعمق أكثر فالادب وأموره

      مرة خاطرة ، ومرة أكتب قصة ، والحين كيف تكون كاتب موهوب !!

      إجتهاد كبير منك أخي . الله يعطيك كل ما تتمناه وأكثر . بالتوفيق

      وأكتفي بقرأة محتوى الموضوع
      مخاوي ذيآآآآب ونا مثلهم ذيب