
يطلقون عليه لقب المرض الصامت، لأن ترقق العظام يفتك بجسد الانسان، والمرأة تحديدا من دون سابق انذار.. هذا ما بدأ به البروفيسور التونسي في امراض العظام والمفاصل ليث ذكراوي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على هامش «المؤتمر الدولي الثاني لترقق العظام وامراض الهيكل العظمي» الذي انعقد في بيروت. وقد حاضر الدكتور ذكراوي في احدى جلساته متناولا المرض في منطقة حوض المتوسط وشمال افريقيا، وتطرق الحوار معه الى مواضيع عدة متعلقة بالعوارض والمسببات ووسائل الوقاية والعلاج، مشيرا الى ارتفاع معدل المصابين به في عام 2050 الى ستة ملايين عوضا عن المليون ونصف المليون الحاليين، وفق ما ورد في المؤتمر. وقال ان المؤتمر العربي الثالث لترقف العظام سيعقد في عام 2005 في تونس بعد ان اتخذ كلا من بيروت وشرم الشيخ مقرا لدورتيه الاوليين.
كما ابرز ذكراوي هدف «الجمعية العربية لترقق العظام» التي يرأسها في حث اطباء العظام في جميع الدول العربية على تكوين المؤسسات المتابعة للمرض والمطالبة من سلطاتها الرسمية بالمشاركة في درء انعكاساته. وأكد على وجود التكامل والتنسيق فيما بين الدول المذكورة في مجال الابحاث العلمية في سبيل مقارنتها والمقاربة بينها لايجاد الحلول الملائمة.
واشار الى ان كلفة تشخيص الترقق المرتفعة تبقى اوفر مما سيتكبده المصاب في حال استفحال المرض وما يرافقه من آلام مبرحة قد تسبب اعاقات ناتجة عنها وعن الكسور المتلاحقة.
ونوه الدكتور ذكراوي بما وضعه المؤتمر المنعقد بين ايدي الاطباء القادمين من دول عدة، وتداول احدث ما توصلت اليه الابحاث في وسائل التشخيص، اضافة الى استحداث آلات لقياس كثافة العظم ساعدت على اكتشاف التغييرات الحاصلة في التكوين العظمي حسب المراحل العمرية، الى جانب عرض الوسائل الحديثة في مجال البحث التحليلي البيولوجي في الدم للكشف عن وجود ترقق العظم، وكذلك تم التوصل الى تطورات مهمة في عالم الدواء المناهض للمرض كما اوردت الشركات المتخصصة المشاركة في المؤتمر. اما بالنسبة لانعكاس الاختلافات الجغرافية على التكوين العظمي، فقد اشار ذكراوي الى ان «النسب المئوية التي ادت اليها بعض الابحاث في اكثر من دولة ليست دليلا قاطعا على تشابه او تباين العوامل المؤدية للاصابة بترقق العظم في دول المتوسط وشمال افريقيا، وذلك لأن طريقة قياس كثافة العظم تتطور باستمرار، وهي تخضع بالتالي لخصوصيات كل بلد على حدة، بحيث تختلف مقاييس المرأة اللبنانية عن المصرية او التونسية. كما تتقدم طرق الكشف عن المرض لدى الرجال ايضا، وقد يجهل البعض انه يصيب هذه الفئة من الناس بمعدل واحد من كل ثمانية اشخاص. فهو يوقع بالمرأة على الاغلب (40 في المائة بعد سن الخمسين) بعد اجتيازها سن اليأس اي بعد الـ45 سنة، وذلك لافتقارها الى مادة الاستروجين والكالسيوم وتعرض عظامها الى نسبة ادنى من الكثافة.
وقال د. ذكراوي «ان معدل الاصابة بترقق العظام لدى نساء الشرق الاوسط لا يختلف كثيرا عن النسب العالمية». واضاف «ان اطباء العظم ظنوا في وقت من الاوقات ان نوعية الطعام وعامل الشمس وبعض المورثات قد تحمي المرأة او الرجل العربي والمتوسطي من بعض الامراض»، لكنه اوضح «انه ليس هناك اثبات علمي قاطع يبرهن على ذلك حتى الآن»، معتبرا «ان معدل الاصابة بالترقق في الدول الشرق آسيوية اقل منه في دولنا القريبة نسبيا من منطقة جنوب اوروبا، كما ان الدراسات القائلة بتأثير العوامل الجغرافية تحتاج الى المتابعة لاثبات صحتها وهو ما يمكن ان تتضح معالمه خلال المؤتمر المرتقب في تونس. وشدد على «ان الاصابة بالكسور في سن متقدمة ينذر بخطر التعرض لترقق العظام او الكشف عنها، وقد يتفاقم الاذى في حال استتباع الكسر بآخر وبشكل خاص في منطقة الورك. لذلك يجب على كل امرأة ان تقوم بالفحص المبكر اي قبل بلوغ هذه المرحلة، خصوصا عند التغييرات الهورمونية المبكرة او في حال الاستخدام المسبق لادوية مثل الكورتيزون او التعرض لمرض الغدد وغيره.
وتبدأ الوقاية من ترقق العظام منذ الطفولة كما يقول د. ذكراوي «وذلك عبر تناول الحليب ومشتقاته لتأمين الكالسيوم في الجسم، مع القيام بتمارين رياضية يومية لمدة 45 دقيقة، والكف عن التدخين وعن شرب الكحول.
تحياتي
