أُمي .. يا من ينحني لها قلبي تعظيماً لمكانتها ، وإجلالاً للجنة التي وضعت تحت قدميها ..
أُمي .. يا من حملتني كُرهاً ووضعتني كُرهاً وسقتني من صدرها ألذّ الشراب ..
أُمي .. يا من سمع زفراتُها وصرخاتها حين وضعتني كل من في الكون ، وخرجتُ من عالمُها وأنا أبكي ليس
بُكائي لشيء ، ولكن لأني تسببتُ بتلكم الزفرات والصرخات .. ما أقساني !!
أُمي .. يا من أخرجتيني من عالمُك وبعد خروجي أبيتي إلاَّ أن ترجعينني مرة أخرى أسكُن في قلبُكِ وفي
جوف عيونك خرجتُ منكِورجعتُ إليكِ .. ما أكرمُكِ يا أُمّـاه !!
أُمي 00 يا أعظم مخلوق على وجه الكرة الأرضية ! ويا نبعُ الرحمةِ والحنان ومصدرُ الحُبَّ
والتضحية .. ما أرحمُكِ !!
أُمي 00 يا من تتفاخرُ بصحبتي أمام الخلائق حين أكون بصحبتُها ، وأنا أستحي حين
أصطحِبُها معي .. ما أحقــرني !!
أُمي 00 تعبتُ وأنا أبحثُ عن حُبّاً يأويني، ونسيتُ بأن قلبُكِ موطن الحُبَّ ، وبين ذِراعيّكِ
كُنوز الحنان ، وفي عيّناكِ سكني وراحتي ..
أُمي 00 بحثتُ عن حُضن يأويني ويضُمني ويُلملم جسدي مع غيّرُك ،
ولم أشعُر إلاّ بأحضان خادعه .. !
أوهمتني بالأمان المؤقت أحضان تتخللها المصلحة ، وتجاهلتُ حُضنكِ الذي لطالما أشعرني
بالأمان والحنان والصدق والعطاء ..
أُمي .. يا من حُضنها غزا جسدي ولحمي وعظمي وأستقر في قلبي للأبد ، آآه يا أُمي ضُميني
إلى حُضنكِ كي أتذكر أيام طُفولتي التي رحلت بلى رجعه 00
أُمي .. أنقذيني من هذه الدّنيا الدنيئة ، ومن الناس الذين تجرّدوا من الإنسانية ، أنقذيني من نفسي !
فقد أغرقتُها في ملذّات الحياة الفانية ..
أُمي .. أعيّديني إلى طفولتي بل أعيّديني إلى ذلكم المنفى الجميل المُظلم عالمُكِ الذي نشأتُ فيه وحيداً بمنأى
عن البشرية لا أُريد أن أعيش إلاَّ في عالمُكِ ، أشربُ من شرابُكِ ، وأتغذى
من غذائُك وأتنفّس من أنفاسُكِ ..
أُمي .. أعرف أنكِ سيّدةُ النِساء بلاشك ، وليس لديّ بديل في حُبُكِ ، وأعرف بأنّ زمن الحُبِّ قد ولّى
ومات الكلام الجميل في قلوب البشر ، فماذا عسايّ أن أقول في وصفُكِ إن كان
كُلّ الكلام الجميل هو موطنكِ ؟!
أُمي .. يا من آثرت نفسُها في تلكم الليالي الباردة كي تُدفيني بدُفء حضنها وهي ترتجف من البرد ، كم
كنتُ أنانياً يا أمي ! تركتُكِ تتجمدين من البرّدِ ، وأنا أنعُم بدٌفء حُضنكِ الدافيء؟؟
أُمي .. يُسعدني بل أقل ما أفعله أن أُمزق جسدي لكِ وأنسج من جلدي غِطاءً يقيّكِ من البرد..
أُمي أين أنتِ ؟ لماذا أخرجتيني من عالمُكِ ؟سألتُكِ بالله يا أمااه لا
تتركيني وحيداً تلعبُ بي الأقدار وتلطمني أمواج الهموم ..
وتعصف بي القلوب الجارحة 00أُمي لو أطلقتُ العنان لـِ قلمي في وصفُكِ ، لـ جفَّ المِداد وجفّت
الصُحف ، ولكن سأكتفي بما ذكرته خوفاً من التقصير في حقـكِ ..
ابنك / عاشق الأمل ..