الحلقة الأولى
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد: أيها الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حينما يتهم أحدٌ من الناس غيره بالتعصب يجب عليه أن يعرف المسألة التي تُعصب لأجلها. هناك صواب وخطأ فمن أخذ بالدليل من القرآن والسنة الصحيحة فقد وافق الحق ولا يلام بعد ذلك إذا تمسك به وتعصب له. ومن ألقى بتعاليم الإسلام خلف ظهره وخالف أوامر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فهو في خطأ ولا يعذر إذا استمر عليه بل عليه أن يرجع عنه ويسلك طريق الحق المؤيد بالدليل القاطع. فمن الأمور التي استحدثت في تاريخ الإسلام وخاصة عند الكعبة المشرفة من قبل أتباع المذاهب الأربعة، ولم يوافقهم عليها أتباع المذهب الإباضي، ما كان يسمى بمقامات الأئمة. كان يوجد في المسجد الحرام أربع مقامات، ينسب كل مقام إلى أحد أئمة المذاهب الأربعة، وهي: " المقام الشافعي والمقام الحنبلي والمقام الحنفي والمقام المالكي". فقد تم تشييد تلك المقامات بين القرنين الرابع والخامس وتم والحمد لله هدمها بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1377 ما عدا المقام الشافعي فقد تم هدمه عام 1383هـ. فكل مقام كان على هيئة بناية صغيرة يصلي فيها أتابع كل مذهب بمفردهم. فالأحناف كانوا يصلون في مقامهم الخاص بهم و الشافعية والحنابلة والمالكيون كانوا يصلون في أماكنهم التي ابتدعوها في حرم الله الآمن. فمقام الأحناف كان مقابلاً لميزاب الكعبة، ومقام الشافعية كان فوق بناء بئر زمزم، ومقام الحنابلة كان قرب بئر زمزم، ومقام المالكية كان مقابلاً لظهر الكعبة. وكان أدائهم للصلاة كالآتي:
كان يصلي أولاً إمام الشافعية ثم يصلي بعده إمام المالكية ، ويصلي إمام الحنبلية معه في وقت واحد، ثم يصلي إمام الحنفية، كل في محرابه، وترتيبهم هكذا في الصلوات الأربع ، وأما صلاة المغرب فإنهم يصلونها في وقت واحد كل إمام يصلي بطائفة. ويدخل الناس من ذلك سهو وتخليط، فربما ركع المالكي بركوع الشافعي، وسجد الحنفي بسجود الحنبلي. (انظر كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج5/ص326-330 وكذلك رحلة ابن بطوطة ص177) بدعة المقامات هذه التي استمرت في حرم الله الآمن زهاء عشرة قرون خلفت في نفوس الناس بدع أمثالها حتى أصبح جيران المسجد الواحد في الحارة الواحدة ينصبون أربعة محاريب. فقد قال محمود مهدي الاستنبولي ( انظر العواصم من القواصم، تحقيق محب الدين الخطيب هامش ص 92) :
" ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية….. وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف والإصرار عليه، فانظر إلى كثير من المساجد، تجد فيها أربعة محاريب يصلي فيها أربعة من الأئمة ! ولكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة معه كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! وكيف لا وعالمهم يقول: أن مذاهبهم كشرائع متعددة ….." فبدعة تلك المقامات ما كانت تستهوى الإباضية وما كانوا ليتخذوا منها سبباً لنشر مذهبهم بين أوساط الناس. فقد جاء في تيسير التفسير ( ج1/ص173) لقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش – رحمه الله - : " ولا مقام إلا مقام إبراهيم عليه السلام، وهو مقام المؤمنين كلهم على حد سواء، ولا وجه لنسبته للشافعي، ولا وجه للبناء فيه لأنه نقص منه ومن المسجد، ولا وجه لجعل مقام آخر لمالك، وآخر لأبي حنيفة، وآخر لأحمد، فإن ذلك زيادات في الدين وتشرع فيه وبدعة، ونقص من الحرم والمقام بالبناء، ومناقضة لمقام إبراهيم حتى إنه استوت الثلاثة عند العامة بمقام إبراهيم، ويفضلها عامة أهلها على مقام إبراهيم، وقد قال أمير مكة للسلطان حمود ، وهو سلطان زنجبار ، أعوام إقامته بمكة : أبني مقاماً لك وللإباضية أهل مذهبك؟ فقال : لا تفعل ، لأنه خلاف الشريعة، ولأنهم لا يقبلون ذلك عني ولا عنك، ولا يقف به أحد منهم". فالإباضية لا يمتنعون عن الصلاة خلف أي مسلم من أي مذهب كان ما دام قد أتى بشروط الصلاة كما بينها الشرع. فمذهب يدعو إلى الوحدة بين أتباع الأمة الإسلامية في كل شؤون حياتهم لجدير بأن يتبع ويتخذ منهجاً في السير إلى رضوان الله. فعلى الذين يتطاولون على المذهب الإباضي دراسة مبادئه ومعرفة تاريخ أتباعه وإلا فمن الأفضل لهم عدم الخوض فيما ليس لهم به علم. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد: أيها الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حينما يتهم أحدٌ من الناس غيره بالتعصب يجب عليه أن يعرف المسألة التي تُعصب لأجلها. هناك صواب وخطأ فمن أخذ بالدليل من القرآن والسنة الصحيحة فقد وافق الحق ولا يلام بعد ذلك إذا تمسك به وتعصب له. ومن ألقى بتعاليم الإسلام خلف ظهره وخالف أوامر رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فهو في خطأ ولا يعذر إذا استمر عليه بل عليه أن يرجع عنه ويسلك طريق الحق المؤيد بالدليل القاطع. فمن الأمور التي استحدثت في تاريخ الإسلام وخاصة عند الكعبة المشرفة من قبل أتباع المذاهب الأربعة، ولم يوافقهم عليها أتباع المذهب الإباضي، ما كان يسمى بمقامات الأئمة. كان يوجد في المسجد الحرام أربع مقامات، ينسب كل مقام إلى أحد أئمة المذاهب الأربعة، وهي: " المقام الشافعي والمقام الحنبلي والمقام الحنفي والمقام المالكي". فقد تم تشييد تلك المقامات بين القرنين الرابع والخامس وتم والحمد لله هدمها بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1377 ما عدا المقام الشافعي فقد تم هدمه عام 1383هـ. فكل مقام كان على هيئة بناية صغيرة يصلي فيها أتابع كل مذهب بمفردهم. فالأحناف كانوا يصلون في مقامهم الخاص بهم و الشافعية والحنابلة والمالكيون كانوا يصلون في أماكنهم التي ابتدعوها في حرم الله الآمن. فمقام الأحناف كان مقابلاً لميزاب الكعبة، ومقام الشافعية كان فوق بناء بئر زمزم، ومقام الحنابلة كان قرب بئر زمزم، ومقام المالكية كان مقابلاً لظهر الكعبة. وكان أدائهم للصلاة كالآتي:
كان يصلي أولاً إمام الشافعية ثم يصلي بعده إمام المالكية ، ويصلي إمام الحنبلية معه في وقت واحد، ثم يصلي إمام الحنفية، كل في محرابه، وترتيبهم هكذا في الصلوات الأربع ، وأما صلاة المغرب فإنهم يصلونها في وقت واحد كل إمام يصلي بطائفة. ويدخل الناس من ذلك سهو وتخليط، فربما ركع المالكي بركوع الشافعي، وسجد الحنفي بسجود الحنبلي. (انظر كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج5/ص326-330 وكذلك رحلة ابن بطوطة ص177) بدعة المقامات هذه التي استمرت في حرم الله الآمن زهاء عشرة قرون خلفت في نفوس الناس بدع أمثالها حتى أصبح جيران المسجد الواحد في الحارة الواحدة ينصبون أربعة محاريب. فقد قال محمود مهدي الاستنبولي ( انظر العواصم من القواصم، تحقيق محب الدين الخطيب هامش ص 92) :
" ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية….. وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف والإصرار عليه، فانظر إلى كثير من المساجد، تجد فيها أربعة محاريب يصلي فيها أربعة من الأئمة ! ولكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة معه كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! وكيف لا وعالمهم يقول: أن مذاهبهم كشرائع متعددة ….." فبدعة تلك المقامات ما كانت تستهوى الإباضية وما كانوا ليتخذوا منها سبباً لنشر مذهبهم بين أوساط الناس. فقد جاء في تيسير التفسير ( ج1/ص173) لقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش – رحمه الله - : " ولا مقام إلا مقام إبراهيم عليه السلام، وهو مقام المؤمنين كلهم على حد سواء، ولا وجه لنسبته للشافعي، ولا وجه للبناء فيه لأنه نقص منه ومن المسجد، ولا وجه لجعل مقام آخر لمالك، وآخر لأبي حنيفة، وآخر لأحمد، فإن ذلك زيادات في الدين وتشرع فيه وبدعة، ونقص من الحرم والمقام بالبناء، ومناقضة لمقام إبراهيم حتى إنه استوت الثلاثة عند العامة بمقام إبراهيم، ويفضلها عامة أهلها على مقام إبراهيم، وقد قال أمير مكة للسلطان حمود ، وهو سلطان زنجبار ، أعوام إقامته بمكة : أبني مقاماً لك وللإباضية أهل مذهبك؟ فقال : لا تفعل ، لأنه خلاف الشريعة، ولأنهم لا يقبلون ذلك عني ولا عنك، ولا يقف به أحد منهم". فالإباضية لا يمتنعون عن الصلاة خلف أي مسلم من أي مذهب كان ما دام قد أتى بشروط الصلاة كما بينها الشرع. فمذهب يدعو إلى الوحدة بين أتباع الأمة الإسلامية في كل شؤون حياتهم لجدير بأن يتبع ويتخذ منهجاً في السير إلى رضوان الله. فعلى الذين يتطاولون على المذهب الإباضي دراسة مبادئه ومعرفة تاريخ أتباعه وإلا فمن الأفضل لهم عدم الخوض فيما ليس لهم به علم. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته