مدريد– ماريا لوز كليمنت ماسكاريل
خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت كان المتفرجون في جميع أنحاء العالم يحصلون على معلوماتهم وخبراتهم عن نيويورك من خلال الأفلام السينمائية التي يبدعها المخرج والممثل الأمريكي العالمي وودي آلان الذي يعد المؤرخ الأفضل بلا منازع لهذه المدينة الأمريكية الشهيرة.
غير أنه خلال الأعوام القليلة الفائتة فضل الآن أن يقضي أشهر الصيف في أوروبا مستفيدا من الطقس الدافىء ليصور أعماله السينمائية.
وقد حول وودي آلان مانهاتن وهي إحدى المناطق الإدارية بمدينة نيويورك إلى شخصية حية في أفلامه، وصاغ إحساسه الخاص إزاء المدينة وطرح قصصا على الشاشة الفضية مملوءة بشخصيات مضطربة نفسيا ولكنها محببة والتي تحدد مكوناتها النفسية جزءا معينا من نيويورك ،ويرى الكثيرون الآن أنها جزء من شخصيته.
ويعتبر الكثيرون فيلمه " آني هول" الذي أخرجه العام 1977واحدا من أفضل أفلامه وقد حصل على ثلاث جوائز أوسكار، وتجري أحداثه في شمالي وجنوبي مانهاتن وسط الشوارع وناطحات السحاب.
وفي الخلفية تندفع سيارات الأجرة ذات اللون الأصفر التي لا تخطئها العين، بل إن آلان زار ذات مرة حي بروكلين الذي قضى فيه طفولته.
وفي الفيلم الآخر الذي حقق شهرة واسعة وأخرجه العام 1979تحت اسم " مانهاتن " يبدو آلان مع الممثلة ديانا كيتون بجوار جسر يؤدي إلى المدينة، وتم تصوير المشهد في منطقة ريفرفيو تراس بميدان سوتون بالقرب من الشارع رقم 59، غير أن المعجبين الذين يريدون أن يروا الموقع الذي كان يشاهد فيه كل من آلان وكيتون منظر الغروب بالضبط عليهم أن يعلموا أنهم لن يجدوا الأريكة الخشبية التي كانا يجلسان عليها لأنه تم إزالتها.
ومن بين المواقع الكلاسيكية الأخرى التي اختارها آلان لتظهر في أفلامه " سنترال بارك " أو المتنزه المركزي وفندق تشيلسي ومتحف الفن الحديث ومتحف جوجنهايم، كما أنه استمتع بالحياة البوهيمية لقرية جرينويتش والقرية الشرقية والحي الصيني.
ورغم أن آلان أظهر في أفلامه الكثير من المناظر والمواقع المعروفة لدى السياح إلا أنه قال لصحفي بصحيفة " يو إس توداي " إنه غير مهتم بإعطاء صورة واقعية لنيويورك، وأضاف إنه لم يهتم على الإطلاق بتصويرها بشكل واقعي في أفلامه، وإنه حاول دائما أن يظهرها بالطريقة التي يشعر بها نحوها.
وقال إن المخرجين من أمثال مايكل سكورسيس وسبايك لي يصورون نيويورك كثيرا بشكل واقعي وجميل للغاية وبشكل صحيح للغاية، ولكنه لا يستطيع أن يحذو حذوهم، وإن نيويورك التي أظهرها خلال سنوات عديدة هي تلك المدينة التي حصل على انطباع عنها من خلال أفلام هوليوود.
وفي نفس المقابلة الصحفية قال آلان إنه يمكن أن يواصل بسعادة تصوير أفلام في نيويورك وعنها ولن يشعر بالملل أو الكلل أبدا، لكنه لا يستطيع تنفيذ ذلك وهذا هو السبب في أنه يسافر إلى أوروبا حيث تكلفة الإنتاج السينمائي أقل.
وأول مرة غامر فيها آلان بالسفر عبر الأطلسي إلى أوروبا كانت في منتصف التسعينيات من القرن الفائت عندما قام بإخراج الفيلم الغنائي" الكل يقول إنه يحبك " في فينيسيا، وعلى طول القنوات كان آلان يعدو متعقبا جوليا روبرتس إلى أن تقابلا أخيرا وسط أحداث الفيلم في ميدان كامبيللو باربارو الصغير في فينيسيا، ولا يزال آلان يمثل في أفلامه حتى الآن. واعتبر النقاد أن توقف آلان لإخراج هذا الفيلم في فينيسا هو مجرد استثناء من القاعدة، ولكن جاءت المصاعب الاقتصادية واضطر آلان إلى الهجرة من الناحية السينمائية إلى أوروبا.
وكان مشروعه السينمائي التالي في أوروبا إخراج فيلم " نقطة التلاقي " العام 2005، وهو أول فيلم له مع سكارليت جوهانسون وحصل على تقييم جيد من النقاد، واستمتع الجمهور بهذا الفيلم المشوق الذي تجري أحداثه في لندن. وكانت سعادة مكتب السياحة البريطاني غامرة بسبب الترويج الإعلامي الممتاز للندن عن طريق هذا الفيلم، وتم إبراز حي نوتنج الراقي كما أن الأشخاص في الفيلم ظهروا في منازل حديثة تطل على نهر التيمس، وكانوا يترددون كثيرا على نادي الملكة الأسطوري للعب التنس ويذهبون إلى دار الأوبرا الملكية، وحتى بدون إظهار النصب التذكارية في فيلم" نقطة التلاقي " كان الفيلم ما يزال قادرا على نقل جوهر العاصمة.
وكان فيلم "نقطة التلاقي" لوودي آلان أول فيلم يصوره بالكامل بعيدا عن نيويورك وتم إخراجه في فصل الصيف، ومنذ ذلك الوقت كرر آلان التجربة مع فيلم " سكووب " و " حلم كاساندرا " الذين لم يحققا نجاحا كبيرا لدى النقاد وفيلم " ستقابل شخصا غريبا طويلا أسمر" والذي حالفه حظ أفضل.
وجاء ولع آلان بأسبانيا مع إخراجه لفيلم " فيكي كريستينا برشلونة "، وأظهر الفيلم مواقع بارزة في برشلونة مثل كاتدرائية العائلة المقدسة ومراكز الفنون مثل مؤسسة ميرو، وحصلت الممثلة الأسبانية بينلوبي كروز على جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة مساعدة لدورها في هذا الفيلم، وبعد نجاح الفيلم استقبلت برشلونة التي تعد أكبر مدينة أسبانية من حيث إقبال الزوار مزيدا من السياح.
وأخرج وودي آلان هذا العام فيلم " منتصف الليل في باريس " الذي يظهر العاصمة الفرنسية في صورة بالغة الرومانسية، وتتدفق قصة الحب في باريس على طول نهر السين وحدائق التوليري وحول سوق البراغيث للأشياء المستعملة، وظهرت السيدة الأولى لفرنسا كارلا بروني في الفيلم كضيفة شرف.
(د ب أ )
أكثر...
خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الفائت كان المتفرجون في جميع أنحاء العالم يحصلون على معلوماتهم وخبراتهم عن نيويورك من خلال الأفلام السينمائية التي يبدعها المخرج والممثل الأمريكي العالمي وودي آلان الذي يعد المؤرخ الأفضل بلا منازع لهذه المدينة الأمريكية الشهيرة.
غير أنه خلال الأعوام القليلة الفائتة فضل الآن أن يقضي أشهر الصيف في أوروبا مستفيدا من الطقس الدافىء ليصور أعماله السينمائية.
وقد حول وودي آلان مانهاتن وهي إحدى المناطق الإدارية بمدينة نيويورك إلى شخصية حية في أفلامه، وصاغ إحساسه الخاص إزاء المدينة وطرح قصصا على الشاشة الفضية مملوءة بشخصيات مضطربة نفسيا ولكنها محببة والتي تحدد مكوناتها النفسية جزءا معينا من نيويورك ،ويرى الكثيرون الآن أنها جزء من شخصيته.
ويعتبر الكثيرون فيلمه " آني هول" الذي أخرجه العام 1977واحدا من أفضل أفلامه وقد حصل على ثلاث جوائز أوسكار، وتجري أحداثه في شمالي وجنوبي مانهاتن وسط الشوارع وناطحات السحاب.
وفي الخلفية تندفع سيارات الأجرة ذات اللون الأصفر التي لا تخطئها العين، بل إن آلان زار ذات مرة حي بروكلين الذي قضى فيه طفولته.
وفي الفيلم الآخر الذي حقق شهرة واسعة وأخرجه العام 1979تحت اسم " مانهاتن " يبدو آلان مع الممثلة ديانا كيتون بجوار جسر يؤدي إلى المدينة، وتم تصوير المشهد في منطقة ريفرفيو تراس بميدان سوتون بالقرب من الشارع رقم 59، غير أن المعجبين الذين يريدون أن يروا الموقع الذي كان يشاهد فيه كل من آلان وكيتون منظر الغروب بالضبط عليهم أن يعلموا أنهم لن يجدوا الأريكة الخشبية التي كانا يجلسان عليها لأنه تم إزالتها.
ومن بين المواقع الكلاسيكية الأخرى التي اختارها آلان لتظهر في أفلامه " سنترال بارك " أو المتنزه المركزي وفندق تشيلسي ومتحف الفن الحديث ومتحف جوجنهايم، كما أنه استمتع بالحياة البوهيمية لقرية جرينويتش والقرية الشرقية والحي الصيني.
ورغم أن آلان أظهر في أفلامه الكثير من المناظر والمواقع المعروفة لدى السياح إلا أنه قال لصحفي بصحيفة " يو إس توداي " إنه غير مهتم بإعطاء صورة واقعية لنيويورك، وأضاف إنه لم يهتم على الإطلاق بتصويرها بشكل واقعي في أفلامه، وإنه حاول دائما أن يظهرها بالطريقة التي يشعر بها نحوها.
وقال إن المخرجين من أمثال مايكل سكورسيس وسبايك لي يصورون نيويورك كثيرا بشكل واقعي وجميل للغاية وبشكل صحيح للغاية، ولكنه لا يستطيع أن يحذو حذوهم، وإن نيويورك التي أظهرها خلال سنوات عديدة هي تلك المدينة التي حصل على انطباع عنها من خلال أفلام هوليوود.
وفي نفس المقابلة الصحفية قال آلان إنه يمكن أن يواصل بسعادة تصوير أفلام في نيويورك وعنها ولن يشعر بالملل أو الكلل أبدا، لكنه لا يستطيع تنفيذ ذلك وهذا هو السبب في أنه يسافر إلى أوروبا حيث تكلفة الإنتاج السينمائي أقل.
وأول مرة غامر فيها آلان بالسفر عبر الأطلسي إلى أوروبا كانت في منتصف التسعينيات من القرن الفائت عندما قام بإخراج الفيلم الغنائي" الكل يقول إنه يحبك " في فينيسيا، وعلى طول القنوات كان آلان يعدو متعقبا جوليا روبرتس إلى أن تقابلا أخيرا وسط أحداث الفيلم في ميدان كامبيللو باربارو الصغير في فينيسيا، ولا يزال آلان يمثل في أفلامه حتى الآن. واعتبر النقاد أن توقف آلان لإخراج هذا الفيلم في فينيسا هو مجرد استثناء من القاعدة، ولكن جاءت المصاعب الاقتصادية واضطر آلان إلى الهجرة من الناحية السينمائية إلى أوروبا.
وكان مشروعه السينمائي التالي في أوروبا إخراج فيلم " نقطة التلاقي " العام 2005، وهو أول فيلم له مع سكارليت جوهانسون وحصل على تقييم جيد من النقاد، واستمتع الجمهور بهذا الفيلم المشوق الذي تجري أحداثه في لندن. وكانت سعادة مكتب السياحة البريطاني غامرة بسبب الترويج الإعلامي الممتاز للندن عن طريق هذا الفيلم، وتم إبراز حي نوتنج الراقي كما أن الأشخاص في الفيلم ظهروا في منازل حديثة تطل على نهر التيمس، وكانوا يترددون كثيرا على نادي الملكة الأسطوري للعب التنس ويذهبون إلى دار الأوبرا الملكية، وحتى بدون إظهار النصب التذكارية في فيلم" نقطة التلاقي " كان الفيلم ما يزال قادرا على نقل جوهر العاصمة.
وكان فيلم "نقطة التلاقي" لوودي آلان أول فيلم يصوره بالكامل بعيدا عن نيويورك وتم إخراجه في فصل الصيف، ومنذ ذلك الوقت كرر آلان التجربة مع فيلم " سكووب " و " حلم كاساندرا " الذين لم يحققا نجاحا كبيرا لدى النقاد وفيلم " ستقابل شخصا غريبا طويلا أسمر" والذي حالفه حظ أفضل.
وجاء ولع آلان بأسبانيا مع إخراجه لفيلم " فيكي كريستينا برشلونة "، وأظهر الفيلم مواقع بارزة في برشلونة مثل كاتدرائية العائلة المقدسة ومراكز الفنون مثل مؤسسة ميرو، وحصلت الممثلة الأسبانية بينلوبي كروز على جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة مساعدة لدورها في هذا الفيلم، وبعد نجاح الفيلم استقبلت برشلونة التي تعد أكبر مدينة أسبانية من حيث إقبال الزوار مزيدا من السياح.
وأخرج وودي آلان هذا العام فيلم " منتصف الليل في باريس " الذي يظهر العاصمة الفرنسية في صورة بالغة الرومانسية، وتتدفق قصة الحب في باريس على طول نهر السين وحدائق التوليري وحول سوق البراغيث للأشياء المستعملة، وظهرت السيدة الأولى لفرنسا كارلا بروني في الفيلم كضيفة شرف.
(د ب أ )
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions