"الثقافة النوبية" .. فريدة وذات خصوصية ثري7

    • "الثقافة النوبية" .. فريدة وذات خصوصية ثري

      القاهرة- محمود محجوب

      نظمت جمعية " قورتة النوبية"، مؤخرًا، وبالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، ندوتها حول "الأدب النوبى وأثره فى الثقافة المصرية"، بحضور الأمين العام للمجلس د. شاكر عبدالحميد، والشاعر محي الدين صالح وحسن نور، والشاعر فيصل الموصلي، والناقد أحمد أبو العلا.

      وأكد د. شاكر عبد الحميد علي أن الأدب النوبى خصب وثري ومتعدد الأنواع والفنون، وحدث به مؤخرا ما يشبه الطفرة؛ حيث أصبح من الملامح الأساسية والبارزة في التراث المصري الحديث، إلا أنه لم يلق ما يستحقه من اهتمام من جانب النقاد، وهذا شيء طبيعي لأن الدولة بشكل عام قصرت مع أهالى النوبة.

      ونبه إلى أنه قرأ كثيرا من الأعمال الأدبية النوبية؛ لأعلام الأدب النوبي؛ أمثال: إدريس علي ومحمد خليل قاسم، ويحيى مختار، وشريف عبد المجيد، وسمر نور واكتشف أن هذا الأدب شديد الثراء؛ وألمح إلى أن الأدب النوبي به ملامح من النادر أن تجدها فى أي أدب آخر، كالاحتفاء بالحياة والفن، والحنين للماضي. وعقب بقوله: أرى أن الثقافة النوبية هي ثقافة فرح بالحياة والإنسان وحلم وأمل وتطلع للمستقبل وللأفضل متعهدًا بعقد سلسلة ندوات خاصة بالأدب النوبي للتعريف بتلك الثقافة، وقيام المجلس بطباعة أعمال خاصة بهذا النوع من الأدب.

      فيما أكد الروائي النوبي "حسن نور"، على أن الأدب النوبي لم يظهر إلى السطح، ولا يعرفه الناس إلا بعد نشر رواية "شمندورة" للكاتب الراحل محمد خليل قاسم بطريقة مسلسلة في مجلة "صباح الخير"، وأصبح بعدها الأدب النوبي راكدا لمدة عشرين عاما؛ ثم ظهرت العديد من الأعمال الأدبية النوبية مثل مؤلفات الراحل إدريس علي الذي حصل على العديد من الجوائز، وحجاج أدول ويحيى مختار، وهناك أعلام أدبية نوبية أخرى مثل إبراهيم شعراوي وعبد الدايم طه ومحمود شندي وزكي مراد.

      وأشار إلى أن الكتاب الجدد لا يمكن القول إنهم يصنفون ضمن كتّاب النوبة؛ لأن كتابتهم تعكس أجواء البيئة القاهرية وليست النوبية ملمحًا إلى أن علاج هذا أن يسافر هؤلاء الشباب إلى بيئتهم الأصلية، ويعيشون فيها فترة حتى يتسنى لهم أن يكتبوا عنها، وتعجب "نور" من عزوف النوبيين عن حضور الندوات الثقافية النوبية، والتي من المفترض أن تعمق جذور الهوية لدى أبنائهم.

      عنق التاريخ

      أما الشاعر النوبي "فيصل الموصلي"، فقال: "إن الثقافة النوبية تعد بمثابة عنق التاريخ لدى المصريين، لأن الثقافة ليست مجموعة من التقاليد المكتسبة فحسب، بل نظام حياة شامل مأخوذ عن مؤثرات داخلية وخارجية في البيئة مشيرًا إلى أن النوبة تتمتع بتاريخ حضاري كبير يتسم بالثراء والتنوع، وله خصوصيته التي تميزه عن غيره من الفنون".

      بينما تطرق المترجم د. حامد أبو أحمد عضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى وصف أدب النوبة بالفريد، وذي الخصوصية؛ لأنه مرتبط بشكل شديد وواقعي بأهل النوبة، لذلك نراهم يعكسون بيئتهم النوبية وأعمال التهجير. فأدب النوبة غرس نفسه فى التربة المصرية، وهناك خصائص مهمة له، وهو يدل ما على ارتباط أهل النوبة بوادي النيل، لذلك نشعر أمام كتاباتهم أننا أمام ثراء جديد، وأشياء كثيرة تضاف للقارئ، إضافة إلى ثراء آخر فيما يتعلق باللغة مطالبًا أهالي النوبة بأن يحافظوا على هذه اللغة، لأنها جزء من التنوع الثقافي في هذه المنطقة، بجانب اللغة العربية التي يكتبون بها.

      الكاتب أحمد أبو العلا، قال خلال كلمته: لا أفضِّل أن أطلق على الرواية التى تُكتب عن النوبة مُسمى "الرواية النوبية"؛ لأنها رواية مصرية أولا وأخيرا.. ومن الخطورة أن يتم تقسيم الأدب وفقا للمنطقة الجغرافية، لأن هذا يعني أننا نريد تهميش مدينة ما أو منطقة ما، ومسألة التهميش التي لا يوجد لها سبب سوى التشيع للمركزية، والتي جعلتنا لا نعرف شيئا عن النوبة، وفي النهاية يدفع الثمن أهل الأماكن المهمشة.

      وأوضح: إن الأدب القصصي والروائي الذي كُتب عن النوبة هو الذي كشف أهمية هذا المكان، العامر بالإنسانية؛ لأن النوبيين يعبرون دائما عن أنهم جزء من نسيج هذا الوطن ولا يمكن أن ينفصلوا عنه.

      وأشار أبو العلا إلى أن الإبداع متأصل عند أبناء النوبة رغم أنهم لم يحظوا بالاهتمام الكافي ضاربًا مثالًا بقوله: حين تقرأ أدب النوبة تجد هناك نوعا من الرصد للعادات البالية، التي كانت موجودة وثارت عليها أجيال جديدة. وفي الأعمال التي ترصد علاقة الشمال بالجنوب نجد الكاتب إدريس علي كمثال متمرد على الجنوب ومنحاز للبيئة القاهرية، على عكس الروائي حسن نور الذي يعكس مثلا فى أعماله محاولات الطرد التي يتعرض لها أبناء الجنوب حين ينزحون إلى الشمال.

      مؤكدا أن أدباء وأبناء النوبة لديهم من القدرة والإرادة ما يجعل أدبهم عالميا، داعيا ضرورة التركيز على هؤلاء الأدباء وترجمة أعمالهم بدلا من التركيز على أدباء بعينهم فقط.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions