
كتب: سالم الرحبي
من الجميل أن تجد ما ينتشلك من الغرق في مستنقعات الضحالة والسطحية التي وصل مستواها حتى عنق المتلقي..
هذا المتلقي الذي أصبح هدفاً مباشراً لهكذا أفكار وهكذا سلوكيات إعلامية يفرضها الجري وراء المادة و"نفض" آخر بيسة من جيبه،
بأي شكل من الأشكال، ومهما كانت الطريقة!.
أتمنى أحياناً أن أوقظ من القبر كل من ساهم في اكتشاف وتطوير الذبذبات الاذاعية والأقمار الصناعية..
أن أوقظهم من قبورهم لأريهم ما فعله بنا المستثمرون الحاليون في مجال الاعلام،
وما ملأوا به حياتنا من ثرثرات لا طائل من ورائها سوى استجداء الجيوب
واضافة نوع جديد من التلوث يضاف الى انواع التلوثات المعروفة وهو (التلوث البرامجي)
الذي بات يؤرق الجميع.وسط هذه المعمعة وهذا التهافت على تقديم الغث ،
لا يزال اعلامنا العماني يواصل وقوفه في وجه عاصفة الضحالة وطوفان الغث الاعلامي..
راسياً كالجبل بجميع أطيافه المقروءة منها، والمسموعة والمرئية..
ويأتي استثمار وزارة الاعلام لتمديد فترة بث (برنامج الشباب) بتقديم برنامج (هذا الصباح)
كشمس تضاف الى شموس الشفافية الاعلامية التي يتمتع بها مجتمعنا الاعلامي،
وكمنبر يؤكد وبإصرار على ثبات الاعلام العماني على مبدأ الشفافية والمصداقية
والمساهمة في بناء المجتمع.
يفتتح (هذا الصباح) برامج (برنامج الشباب)،
فاتحاً ذراعيه وصدره لاستقبال ملاحظات وآراء المستمعين منصتاً لجميع الاشكاليات التي تواجههم ،
ليحيلها وفي الحال الى الجهات المختصة بكل موضوع،
في مواجهة (على الهواء) بين المواطن والمؤسسة..
مواجهة لا نفيها حقها إلا بالقول انها:
"الشفافية الاعلامية بحذافيرها، والمصداقية التامة في التعاطي مع هموم المواطن".
الاختيار الدقيق لتوقيت البرنامج يقدم برهاناً ساطعاً على إصرار المسئولين إيصال البرنامج لرسالته التي يحملها على عاتقه.
وتأكيد على الجدية في التعاطي مع مواضيع البرنامج المطروحة.
(هذا الصباح) هو بحق قهوة المستمع الصباحية التي يعدل بها مزاجه بعيداً عن هتافات الغث التي تتكاثر بين الذبذبات بصورة تدعوا لـ(النرفزة)..
ونافذة شفافة في التعاطي مع قضايا المواطن وهمومه..
وهمزة وصل حقيقية بين "صوت" المواطن و"أذن" المسؤول.
المصدر: جريدة "الوطن" العمانية.
تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة قارئة الفنجان ().